المحرر موضوع: أشتاق إلى الأمس  (زيارة 5810 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أسيرة الصفحات

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 629
أشتاق إلى الأمس
« في: 2010-11-09, 03:04:42 »
أشتاق إلى الأمس
ليس رغبه في العودة إلى الماضي
و لا لتجربه آله الزمن
و لكن
لأجل أن أرى
كيف كنا
بعيني
كما رأيته بقلبي

------

تأنف نفسي من الحاضر , ليس لوما في الزمان , و لا عتابا للأيام , و لكن لأني بالرغم من محاولتي للتفاؤل
لم أعد أرى بصيص الأمل , فقد ابتعد كثيرا
حتى صار كسراب

--------

أشتاق الى الأمس
لأني لا أرى وسيلة لتحقيق ما جرى في الأمس
إلا من خلال العوده الى الوراء
فالمستقبل غامض
وحيد كطفل يتيم
لا يريد أحد أن يكفله
أو يتحمل مسؤوليته
أخلى الكل سبيله
و أطلقوه في الشوارع يهيم
يمد يده ليسأل الناس
من أنا ؟

--------

أشتاق للأمس
أشتاق الى أذان بصوت بلال الصحابي الجليل
الى مجد الأندلس
الى قلوب غزت قلوب فارتمت في حضن الإسلام

----

أشتاق الى الأمس
الى أناس شعروا بالإسلام
بقيمته
بمدى نعمة الله عليهم أن صاروا مسلمين
فتمنيت لو شعرت بهذا الشعور بعمق أكبر
أكبر مما يحاول كل ما حولي أن يفقدوه معناه

-----

أشتاق الى القوة
الى الرحمه
الى العدل
الى أولو الألباب
و المنطق
و أين المنطق اليوم ؟
فقد شرب الجميع من نهر الجنون
و لم يبق الا القليل
و القليل جدا
و هل هناك حل
غير شرب هذا الماء
حتى نجن جميعا معا
و ينتهي هذا العذاب ؟
عذاب الغربه
الوحده
عذاب التفكير في الماضي و الحاضر و المستقبل
« آخر تحرير: 2010-11-09, 03:09:51 بواسطة أسيرة الصفحات »
" .
نقطة.  "

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6545
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
رد: أشتاق إلى الأمس
« رد #1 في: 2010-11-09, 07:21:58 »
قد نكأت جرحا يا أسيرة... وكلنا أنت في هذه السطور  في أحيان كثيرة، حينما نلتفت حولنا فلا نجد إلا الماضي بحلته الوردية التي كانت حقيقة، أما الحاضر فحلته مرقعة خلِقة، والمستقبل لا يعلمه إلا الله ...

ولكن يا أسيرة ..............
لنبحث في أنفسنا،أنا وأنت وفلان وعلان من كل من مايزال هذا الشعور الحي يزورهم، لنبحث في أنفسنا أولا، سنجد فيها من الضعف ما يخوّل لنا الصبر على هذا الحال وتخفيف التأفف منه ، سنجد أننا أيضا ضعفاء من نواح ومَن حولنا ضعفاء من نواح، فحقيق علينا أن نعمل ونجدّ ولا نيأس ونحن نعلم أننا كالمرضى الذين هم  أكثر صحة من غيرهم فهم يأخذون بأيديهم إلى حاجة يقضونها أو إلى سرير تفكير يتمددون عليه لعل حساباتهم تعاد في هدأة من الهدوء والراحة واختلاء النفس بالنفس، إلى نافذة صغيرة تفتح يطلون منها على خضار أو ماء جار أو سماء صافية  ويتنسمون منها هواء عليلا ينعشهم وينعشنا سواء بسواء .....

عندما نكتشف ضعف أنفسنا يا أسيرة نستطيع أن نتحمل المرضى من حولنا...
عندما نتذكر بين الحين والحين ضعف أنفسنا والنقص الذي يعترينا وما ينفك يعترينا  سنمدّ اليد ولن نطبقها دون أياد أخرى ربما تحتاج ليدك ويدي ويده ويدها.... أما إذا رأينا بعين السليم الذي ليس به أي علة فعندها سنسأم ونمل ونتعب من مراعاة السُّقم من حولنا، وسنعود إلى ماض قلّ فيه السّقم أو ندروا  وكثر فيه الأصحاء لنحلم بأنفسنا بينهم .....
وسنتعب .... وكم عدت مثلك يا أسيرة إلى تلك الصفحات الماضية، وكم تعبت وكم قلت في نفسي : "إلى أين ؟؟!!"   إلى أين برزء هذا الحال ؟؟ ولكن بين الحين والحين تأتيني صفعة توقظني من حلمي، وتبلغني صيحة قوية من أعماق أعماق نفسي الأمارة حينما تنقلب لوامة تهزني هزا عنيفا فلا أرى الحال من حولي إلا ساحة عمل وجب ألا أمل منها ولا أضجر وألا أتأفف منها وأبكي  وكأنني الطبيبة الوحيدة في بيمارستان مرضى لا أمل لهم في الحياة ....

سبحان الله في ضعف أنفسنا قوة، في التأمل  في ضعف أنفسنا ونحن نسعى قوة تدفعنا لنكمل ولنتحمل ولنجد الأعذار فنصبر ونعمل ونحن على الله متوكلون .....نعمل ونسعى ونحن على يقين أننا نبحث عما يداوينا في خضم سعينا لمداواتهم......

هي الرحمة في معانيها الواسعة سعة فعلها بالنفوس، هي التي تحمّل بها محمد صلى الله عليه وسلم ذاك الذي شقّ صفوف الملتفين حوله يستزيدون من نوره في المسجد، وبجرأة لا نظير لها يطلب منه أن يحل له الزنا، فناداه وقربه وحاوره ومسح على قلبه حتى خرج وهو أبغض شيء إلأى نفسه الزنا،  هي رحمته التي هدّأ بها من روع أصحابه وهم يتنادَون بضرب من بال بالمسجد فينهاهم عن أن يقطعوا عليه بولته، ويأمرهم أن يهرقوا على بوله ماء، ثم يناديه فيبين له أنما المساجد جعلت للصلاة ولذكر الله ولم تجعل لمثل ذلك ...
هي رحمته التي جعلته يشيح بوجهه عن الغامدية وهي تعترف بين يديه وتسأله أن تتطهر من خَبث الفاحشة ، فيسألها بدوره  أن تذهب وتعود بعد أن تضع حملها، فتعود..... فيشيح بوجهه راحما سائلها أن تعود بعد فطام الولد، فتعود.... فلا يملك إلا أن يرحم هذه التائبة بإقامة الحد عليها، ويصلي عليها صلاة المعلم المربي على المؤمن الطاهر ويصلي خلفه أهل المدينة وهو يخبرهم عن صدق توبتها وعن فوزها......

هي رحمته....وهو الرحمة متجسدة فِعالا، هو الرحمة التي بعثت للعالمين .......... لئن كان هذا فعله وهو الذي غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يتحمل ويصبر ويرحم....فحقيق علينا أنا وأنت وهو وهي  والذنوب تأسرنا أن نتحمل  و نصبر ونداوي ولا نيأس ولا نمل ففي مداواتهم مداواة لأنفسنا .......
« آخر تحرير: 2010-11-09, 07:33:35 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل أسيرة الصفحات

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 629
رد: أشتاق إلى الأمس
« رد #2 في: 2010-11-16, 00:41:28 »
عزيزتي أسماء
ما أجمل ما كتبت
و  ما أوقعه على النفس
ربما اخبرك يوما ما الذي جعلني افكر بهذه الطريقه السائسه لاول مره بالرغم من محاولتي للتفاؤل الدائمه
كل عام و انت بخير
بارك الله بك و زاد من أمثالك
" .
نقطة.  "