بسم الله الرحمن الرحيم
في الحياة سر كبير لن نفهمه، فلماذا نجهد أنفسنا بفهم أسرار أخرى صغيرة، لا تعدو في مجموعها مثقال ذرة من هذا السر الكبير!
مشكلات كثيرة نظنها كبيرة، فنعمل من أجلها، ونهتم لها، مع أنها أتفه بكثير جدا مما لا نعي عنه شيئا قط
يقتل المشرك المؤمن ثم تدرك رحمة الله المشرك فيؤمن ويجاهد في سبيل الله فينال الشهادة، ويلقى أخاه المؤمن مقتوله بالأمس فيأخذ بيده ويدخلان الجنة!
ويظلم امرؤ آخر، فيسامحه، فيعفو الله عن ذنوب المظلوم، ويعفو عن الظالم بمسامحة المظلوم له، ويدخلان الجنة!
ويحب رجل امرأة فيتزوجها أو لا يتزوجها،.. ويعيش كل منهما ما شاء الله له، ثم يموتان، ويوم الحشر لا تتعلق القلوب سوى بنجاتها من العذاب، فإن عذبت والعياذ بالله ما أغنى عنها الحب، وإن نعمت ما زادها نعيما!
يعبد الإنسان ربه، فيرائي فلانا، ويفاخر علانا، ويسمع عند بني ترتان،... ثم يموت، وما فاز بالدنيا سوى بمشقة التكليف، وفي الآخرة سوى بعذاب الله!
يختلف اثنان في الرأي ويحتدم الخلاف، فيتخاصمان، أو يقع بينهما العداء، وربما يموتان على هذا، وهم شركاء الدرس الواحد أو الأسرة الواحدة،.. ثم يلتقيان عند الله، وما أحاط أحد منهما بالعلم شيئا يُذكر... فما أتفه ما خسرا أخوتهما لأجله، إنه قليييل جدااا
يتلمس السالك طريقه، ويلزم شيخه، فيسرع ويتعثر، حتى يستقيم له سبيل، ويترقى من حال إلى أخرى، من مقام إلى أعلى، فيتعلم خبيات النفس، ومواضع الزلل، ومعينات السير، فلما استقام له الحال مربيا صالحا، ومعلما مرشدا،... مات! ... فما نفعه إلا صدق إقباله على مولاه، والتزامه أمره ونهيه
يقولون إننا مخلوقون لعمارة الدنيا، وعبادة الله.. ولكننا حقيقة لا ندري أي "لماذا" تطرح علينا في هذا الوجود .. وكل جواب يظنه صاحبه شافيا هو مفتاح لألف سؤال يتركه محيرا أكثر مما مضى!
لكننا نعلم أننا ما نحن مكلفون به، فلنفعل على قدر ما نستطيع، ولننتظر الموت .. لتنتهي هذه الحياة!
دون تعب لا نحصد له ثمرة إلا أن تكون بؤسا أو شقاء!
فالذين لا يعلمون في راحة أكبر كثيرا!!