طيب فاصل فكاهي بقى عشان أنا نكدت عليكم بما فيه الكفاية
سأحكي لكم عن تجربتي مع الإذلال
أنا بدأت الالتحاق بحلقات ومعاهد لتحفيظ القرآن من حوالي 10 سنوات أو أقل قليلا
وأنا شخصية غريبة شوية
يعني مش بستحمل حد يكلمني نص كلمة مش بقى إهانة
لكن مش باخد موقف في الغالب أكتر من الحزن بصمت دون أن أعاتب إلا في النادر ثم أنسى وبكون أصلاً مسامحة من الأول
لكن فعلاً أكتر حاجة في الدنيا ممكن تقتلني ولا أنساها ولو سامحت هي كلمة قاسية أو مهينة
خلال العشر سنين دول لم أستقر في حلقة من الحلقات ولا معهد -لكن طبعاً كنت أستفيد منهم جميعاً جزاهم الله عني خيراً- إلى أن استقريت هذا العام في حلقة بمسجد
تعرفوا ليه؟
لأن مديرة المسجد شخصية ممكن تقول عنها في بداية تعاملك معها أنها قاسية
ولكن طبعاً بعد التعامل معها لعام تغيرت الفكرة تماما
لكن في الأول يكفي أقول لكم أننا كنا بنهرب من أمامها لو عدت جنبنا
وطبعا كان فيه جلسات تحذير قاسية اللهجة من أي تهاون أو إهمال أو غياب بلا مبرر
وكان فيه جلسات تهزيق -بدون خروج عن الأدب طبعاً- لكن تخيل ناس أعمارهم فوق الأربعين بيتهزقوا عشان غابوا بدون سبب أو الفايل مش معاهم
أو مش حافظين أو مش بيصححوا حروفهم كما يجب
وهي شرحت لنا مقدما أسباب هذه الشدة وقبلناها وهي : لأننا حلقة معلمات والشرط الرئيسي في المعلمة هو الالتزام وإلا ستضيع من تعلم فيما بعد
وقالت لنا من الأول من لا تحتمل هذه المعاملة عليها الانسحاب
وفعلاً انسحب بعضنا على مدار العام ثم ندم بعضهم على الانسحاب
كنا نحتمل المعاملة القاسية بالتندر فيما بيننا على حالنا وكان يساعدنا على الاحتمال أننا عرفنا مع الوقت أن وراء قسوتها قلب رائع وإخلاص وحنان شديد تخفيه بكلماتها القاسية لأنها تدير المكان بنظام لاتسمح حتى لنفسها بتغييره
بقى لي شهران وتنتهي الدورة إن شاء الله تعلمت فيها واحد من أهم دروس حياتي: المعنى الحقيقي للالتزام وتخطي الصعاب للوصول لهدف
هل تظنون أن بعد عام من التعامل مع قائد قاسي في الجيش لن يحدث بينكم نوع من التواصل الصادق وخاصة إن كنت ذا خلق وملتزم وناجح ؟