محمد ومحمد

[ماما هادية]

 

اقتربت مني مريم –ابنتي التي بلغت الثالثة من عمرها، وهي تغطي وجهها بالحركة المعتادة التي تشير إلى انها حزينة وتوشك على البكاء..
-ما بك يا مريم؟
 فأشارت بيسراها نحو أخيها محمد، وأبقت يمناها مغطية لوجهها...
فحضنتُها وقلت لها: ماذا فعل لك محمد؟  ماذا فعلت يا محمد لاختك الصغيرة.. ياويلك مني يا محمد
(ومحمد في الثانوية العامة، ادعوا له بالتوفيق)

أطل محمد برأسه من فوق كتفي وقال لمريم، سأضربك يا مريم وسآكلك وسترين..
فأجابته بثقة : ما تقدر، هذه ماما...
فضحكتُ وقلت له: أرأيت... هي في حماية ماما، ولن تستطيع ان تفعل لها شيئا...
ولست أدري لماذا تداعت إلى ذهني الخواطر
قلت له: سبحان الله!!  الطفل يشعر بأنه في قمة الأمان وهو في حضن أمه أو أبيه، ويشعر أنه لا خطر يتهدده، وأن أمه أو أباه يستطيعان ان يصدا عنه كل شرور العالم وأخطاره..
لهذا فقمة الوحشية ان تعتدي على طفل وهو في حضن امه أو أبيه
وقفزت إلى ذاكرتي صورة محمد الدرة رحمه الله وأعان والديه..
وتذكرته والصهاينة الملاعيين يرمونه برصاصهم وهو خائف ملتجئ الى حضن أبيه...
لم أعد أستطيع أن أواصل الابتسام للموقف الطريف بين ابنتي وابني، فقد اعتصر قلبي ألم الذكرى، وشعرت بغصة مريرة في حلقي..
الا لعنة الله على يهود
اللهم أذلهم واخزهم والعنهم وخلصنا منهم بقوتك وعزتك يا قوي يا عزيز
بحق هؤلاء الاطفال الأبرياء يا رب
قيض لنا فرجا قريبا يا إلهي لا تباعد

[امينة]

الا لعنة الله على يهود
اللهم أذلهم واخزهم والعنهم وخلصنا منهم بقوتك وعزتك يا قوي يا عزيز
بحق هؤلاء الاطفال الأبرياء يا رب
قيض لنا فرجا قريبا يا إلهي لا تباعد

اللهم امين  اللهم امين


ماما هادية اقر الله عينك بمريم و اخوتها ووفقهم الله  لما يحب و يرضى  يا رب

[نور الهدى]

 آمين يارب العالمين ..

 الله يخليلك القمورة مريم وجميع إخوتها

[ماما هادية]

شكرا لك يا امينة

وشكرا لك يا نور

أقر الله عيون المسلمين بأبنائهم ونجاحهم وفلاحهم وصلاحهم في الدنيا والاخرة

وأعان إخوتنا المقهورين المظلومين تحت نير المعتدين

[ماما هادية]

كنت أتفرج الآن على فناة الأقصى مع مريم.. وقد جاوزت الآن الرابعة والنصف من عمرها

كانوا يعرضون أنشودة لفرقة النور الإسلامي

وبها مناظر من القدس
 

قالت مريم: لماذا هم عندهم كفار ونحن ليس لدينا كفار؟
قلت لها وأنا شاردة: لا أدري
قالت: يعني هم لا يصلون لذلك أتى لبلادهم الكفار؟
قلت لها: بل هم يصلون يا مريم، هم مثلنا
قالت: ولكن نحن ليس في بلادنا كفار
قلت لها: الكفار اتوا لبلادهم أولا، وإن نحن لم نساعدهم فسيصل الكفار إلى بلادنا
قالت مريم: وكيف نساعدهم؟؟

 

كررت مريم السؤال: كيف نساعدهم؟ 

بدأت مريم تبكي خائفة وهي تقول: كيف نساعدهم حتى لا يأتي الكفار إلى بلادنا؟


 


 

[elnawawi]

بارك الله بها مريم وحفظها من كل سوء .. جميل جدا أن يكون لدى أطفال في عمرها هذا الفكر ..

وهل حقا لا يوجد كفار في المملكة ؟ هل أزالوا كل القواعد الامريكية والاجنبية ؟ وهل يتوقف الكفار عن زيارة المملكة على صورة مستثمرين أو ديبلوماسيين يأتون ليملون على الحكام في المملكة قرارتهم السياسية ؟
وطبعا لن أسأل عن السفارات والقنصليات الدائمة ..

وماذا عن الجولان ؟ أليس هذا من بلادنا أيضا ؟

كيف نساعدهم ؟ قطعا إذا غيرنا الأنظمة العربية العميلة أو المتخاذلة أو المستسلمة أو الخائفة أو الضعيفة (أي مسمى تحبون منهم) فسنستطيع وقتها أن نفعل شيء أكثر من الدعاء والشجب والتنديد (حتى هذا توقفت الانظمة العربية عنه) ..
نساعدهم عندما تتغير الانظمة التي لم توجه في حياتها رصاصة نحو الكيان الصهيوني بينما هي تفتح نيرانها على المدنيين والشيوخ والنساء والأطفال في اليمن أو تفتح أراضيها للقوات الاجنبية لغزو العراق ..
نساعدهم عندما تتغير الأنظمة التي تحاصرهم وتجوعهم وتعتقلهم ووتخابر ضدهم وتروج الاشاعات عنهم بل وتقتلهم ..

هذه هي المساعدة الضرورية جدا قبل أن يأتي ليس فقط الكفار إلى أرضنا بل يأتي إلينا عذاب الله عز وجل

[ماما هادية]

وكيف تشرح هذا كله لمريم؟

 

[elnawawi]

ليتني أعرف ..