توظيف العربية في العلوم ييسر للطالب والباحث العربي العملية العلمية والتعليمية, ويساعدهما على سعة الفهم والتحصيل والإنتاج. والقول بأن الطالب العادي تعوزه أدوات التعبير بالعربية الفصيحة الصحيحة قول يحمل بطلانه في طياته, إذا كان هذا الطالب ضعيفاً في لغته القومية فهو في اللغة الأجنبية أضعف, وإذا كان عاجزاً عن توظيف اللغة العربية فهو في التعامل مع اللغات الأجنبية أعجز, ومنطق الأشياء يقرر أن الإنسان مهما جادت حصيلته من اللغة الأجنبية فلن يقوى على التعامل بها أو توظيفها بالقدر الذي يسنحه لسان أمه الذي استقر في عقله ووجدانه, ولازمه منذ نعومة أظافره. (بشر 95)
ومنح العربية فرصة التفاعل في البيئات العلمية يزيد من ثروتها, وينمي محصولها, كما يساعد الدارسين على التفكير بها الأمر الذي يؤدي إلى إلفها والتعامل بها, وبذلك ينزاح عنها توهم ضعفها واتهامها بالعجز عن ملاحقة العلوم وما يجد فيها من تطور. (بشر 95)
والانصراف عن تجربة التعريب الفكري واللغوي, بالاعتماد على المحصول المعرفي المصدر إلينا أو المستورد من الخارج, لابد أن يرجعنا – عاجلاً أو آجلاً – إلى تبعية ثقافية واجتماعية, وهي تبعية أشد خطورة وأعمق تأثيراً لاتساع دائرتها وتعدد مناخها, إذ سوف تجر إلى ساحتها جميع الطبقات والفئات وتهدد بيئتهم الاجتماعية وتشوه هويتهم الثقافية. (بشر 102)