من حديث المدونات:
كتب أخي
اللمسة الشخصية والرسالة المجتمعية
ترتقي الأمة ولا شك إذا وجد فيها عدد كبير من أصحاب اللمسات الشخصية والمجتمعية في ظل حياة سريعة بدا يغيب فيها عن دنيا الناس دروب كثيرة من ألوان الجمال والوفاء لذا كانت هذه المدونة أنسام الوفاء .
الناس متشابهون إلى حد كبير في أمور كثيرة ولذلك فإن كل واحد منا سيظل في حاجة إلى لمسة خاصة تتصل باللطف والشفافية او بالإتقان والجودة أو تتصل بالعطاء و الإحسان أو بالتعبير وحسن الكلام أو.......
اللمسة الشخصية :
اللمسة الشخصية هو ما يميز الإنسان عن غيره من مئات النلس الذين يخالطهم . هذا التميز يعبر عن الذوق الرفيع واللطف والكرم والتواصل وحسن الأداء , هذا ما يجعل المرء قدوة تتعلم منه الأجبال الجديدة وتزدهر به الحياة الراكدة .
و المتأمل في دنيا الناس يجد لمسات جميلة منها ما هو بقصد وبغير قصد ... فالابتسامة الحنون في وجه الناس , الانضباط في المواعيد و العطر الجميل , المظهر الأنيق , رسائل sms للأحبة عند الغروب , ...... كلها لمسات تضيف إلى الدنيا حقا جمالا لمن أراد التأمل .
أذكر حين كنت طالبا أسكن المدينة الجامعية أن زميلا كان يمر على كل غرف الطابق الذى كنا فيه وبكل لطف وأدب يوقظ أفراد هذه الغرف لصلاة الفجر وهذا في كل فجر . تلك كانت لمسته الخاصة فما هي لمستك ؟
إن اللمسة الشخصية تعني نمبز صاحبها وامتنا في حاجة ماسة للمتميزين فكن واحدا منهم
الرسالة المجتمعية :
أخبرني صديق لي كان قد توفي والده أنه فوجئ في صبيحة يوم العيد وعقب الصلاة مباشرة بنائبي الحزكة الإسلامية في البرلمان يطرقون بابهم ليقوموا بالمعايدة علبه وعلى إخوته الصغار. فكم هي السعادة التى عمت بيتهم ؟
أقوم بزيارة أقاربي من حين لأخر وفي إحدى هذه الزيارات وجدت عمي يتحدث إلى أحد المسئولين يخبره أن الطريق المؤدي إلى مستشفى المدينة به بعض أعمدة إنارة آيلة للسقوط وأن خزانات الماء التي تستخدمها المستشفى في غسبل الكلى للمرضى ملوثة وأنه مستعد للإسهام في حل ذلك .حينها أدركت أن ثمة فارق بين من يحيا بلا رسالة ومن "خير الناس انفعهم للناس " فى حياته الرسالة . فما هي رسالتك في هذه الحياة ؟
ولقد لخص ربنا جلى وعلى رسالتنا في الحياة في قوله "يآأيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون *وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم"
يا دعاة الإصلاح لئن كثرة السحب التي تغيم على الأمة هذه الأيام بتناسب مع قلة بشارات الأمل من رحم تلك الأحداث فإن بداية انفراج أزمة أصحاب المشروع الإسلامي وقادته مؤخرا هي أكثر ما يدعو إلى العمل حتى وإن أسفر هذا الحراك عن صعود لأسهم وغياب لأخرى كانت ولاشك لها لمساتها الخاصة والمجتمعية , كانت ولاشك إسهامة حضارية ورقما هاما نحو النهوض بالمشروع الإسلامي .
فإن ما شهدناه في الأيام الأحيرة من أراء وتحليلات ومتابعات يلقي بتبعات كبيرة على أبناء الحركة الإسلامية وقادتها ويدعوهم إلى مزيد من الحراك والإصلاح المجتمعي .
فيوم أن كان لنا هنا لك في الماضى رسالة واضحة تميزنا عن المجتمع الذي نعيش فيه فأثرنا فيه ويوم أن فقدنا هذه الرسالة تأثرنا نحن بما فيه ولا يمكن أن نستعيد تميزنا وتأثيرنا في المجتمع الذي نعيش فبه من غير ان تكون لنا رسالة واضحة مع هذا المجتمع .
فأجبته
بسم الله،..
حيا الله العباد!
...غير أنني لا أقف ببصري على تلك اللمسات الشخصية التي يراهن كل ناظر، ويدركهن كل راء من الناس ومبصر، وإنما أعود إلى الوراء قليلا لأتأمل ذوي اللمسات (الأخص) واسمح لي أن أغير "اصطلاحك" قليلا؛ فليس بناء الأفراد بأهون من تشييد المجتمعان، ويد الإصلاح في أمة كثيرا ما تجد من يؤازرها ابتداء، ويفاخر بها انتهاء ويخلدها، وما أكثر من يقف معها في أداء ما قامت له ونشطت فيه
بينما تلكم اليد الخفية تأبى إلا أن تكون جذور تلك السامقات المثمرات طيبا يحمل الخير للمجتمع كله!
...ما أعظم أمي! وما أندر معلمي، وما أروع أخي.. هكذا أراه حين يبلغ به الشأن مبلغا طاول فيه الأشم من الجبال رسوخا ورفعة، وقد فاض خيره وطغت "لمسته الشخصية" على من حوله فأدت "رسالته المجتمعية" على خير ما يكون أداء.
حينها، وحينها فقط، سينبغي علينا حتما البحث في تقاسيم وجهه، وحركات يديه، ولمحات عينه عن سر ما يبدو في كل ذلك من لمسات "أخص" نقشتها فيه يد أمه وأستاذه وإخوانه!
دُمْ تقيا،