مجاهد مأمون ديرانية
كل عام وأنتم بخير، أنتم ومن تحبون، بخير حقيقي في الدنيا وخير في الآخرة بإذن الله. وما هو الخير الحقيقي الذي يدعو كل واحد منّا به لكل واحد في مطلع هذا الشهر الكريم؟ أهو ما نحسبه خيراً أم ما يعلم الله أنه خير؟
ما أكثرَ ما نحسب الأمر شراً وهو خير: {وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم}، وما أكثرَ ما نحسب الأمر خيراً وهو شر: {وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم}، ليس لأننا لا نعقل، بل لأننا لا نعلم: {والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
فيا أيها المَكروبون ويا أيها المبتلَون في الشام وفي مصر وفي كل مكان فوق الأرض: مهما اشتد البلاء ومهما بلغ بكم الهمّ والضيق، اعلموا أنكم بخير ما وثقتم بالله واتكلتم عليه وفوّضتم الأمر إليه، وإنكم -بإذنه تعالى- مأجورون على النعمة بشكرها ومأجورون على المصيبة بالصبر عليها، وإنكم ماضون على طريقِ أحبِّ خلق الله إلى الله، أنبيائه الكرام الذي ابتُلوا كما تُبتلَون وضاقت عليهم الأرض التي ضاقت عليكم، ولو كان ذلك شراً لهم ما ارتضاه الله لهم وهم أحب الخلق إليه. ألا ترضون أن يختار الله لكم ما اختاره لأنبيائه الكرام؟
أيها المؤمنون: إنكم -إن شاء الله- أبداً بخير. كل عام وأنتم بخير.