المحرر موضوع: شجيرات خلف النافذة  (زيارة 9162 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

ماما فرح

  • زائر
شجيرات خلف النافذة
« في: 2009-08-21, 12:54:44 »
اتخذت مجلسها كالعادة بمواجهة الحائط ..

طلبت منها صديقة أن تتنازل عن موقعها لصديقة أخرى

ابتعدت بضع خطوات وجلست

جاءت جلستها بمواجهة النافذة

همست : يا إلهي ..

عبر النافذة رأت شجيرات تتمايل بثقل بفعل نسمات صيفية رقيقة رفيقة قبيل المغرب  

وبيت يبدو خلف الشجيرات

لا شيء غريب في المشهد إلا أن ما رأته كان صورة طبق الأصل لما كانت تراه من نافذة بيتها القديم المهجور

وكأنها كانت هناك ..

غالبت دموعها وكلما همت بصرف بصرها عن النافذة غافلتها عيناها وعادت للشجيرات والبيت

- إلهي .. إليك أشكو ما أنت به أعلم

اشتقت لبيتي.. واشتقت لمن باعدت بيني وبينهم الأيام

هل أعود إلى هناك يوماً

رب ردني إلى هناك

-------------------------

بعد أيام جلست ترتب صوراً قديمة

بعضها ملون وبعضها.. أبيض وأسود ..

ومن جديد تغالبها الدموع ..

هذه الصورة التقطها أخي لما كنا في .............

هنا ذهبنا إلى ...............

هنا ضحكنا ....................

هنا ............  وهنا............  وهنا..................

و.... يا إلهي.. هذا هو ..

أمسكت بالصورة ولم ترفع عيناها عنها للحظات لم تدر مقدارها

كانت الصورة وكأنها نفس المشهد الذي رأته من النافذة منذ أيام

والذي رأته قبل سنوات لمئات المرات

كانت صورة لبيتها من نفس الزاوية .. الشجيرات وبيت الجيران خلفها

لم تنتبه كم مر عليها وهي تتأمل الصورة إلا عندما انحدرت من عينيها دمعات جففتها سريعاً قبل أن يلحظها أحد ..

وضعت الصورة في مكان قريب منها وذهبت لبعض شؤونها..

---------------------------------------

بعد أسبوع ..

- هيا لنلحق بموعدنا .. نسافر الآن إلى هناك ..

ألقت نظرة عابرة على الصورة وحملت حقيبتها ولحقت بهم ..

وذهبت معهم إلى هناك ..

وكالعادة .. يمكنهم جميعاً الذهاب إلى البيت إلا هي ..

يمكنهم جميعاً النظر من النافذة إلا هي ..

يمكنهم جميعاً الجلوس حيث اعتادت الجلوس معهم هناك إلا هي ..

فمكانها أخذه غيرها ..

----------------------------------

ولكن هل يدوم الحال ؟

لا

تتبدل الأحوال بين ليلة وضحاها

يطمئن الظالم ويفرح بتقلبه في البلاد ولكنه لا ينتبه إلى أن للمظلوم دعوة لو أصابت طرف ثوبه لأحرقت قلبه

دخلت البيت

ووقفت خلف النافذة تمر أمامها أطياف الماضي الجميل المفارق

وعلى ذات الكرسي المغتصب منها جلست تحدثهم ويتضاحكون كما كانوا يفعلون في الأيام الخوالي

وعلى الحائط صورة لمن فارقوا المكان بالقدر المحتوم

وأسفل الصورة كانت هي .. جالسة حيث اعتاد الظالم الجلوس بديلا عنها

والمبعد عن البيت هذه المرة كان الغاصب الظالم

----------------------------------

هل كان مشهد النافذة والصورة عاجل البشرى باستجابة الدعوة ؟

ربما ..

وتذكرت آيات سورة يوسف

" كذلك كدنا ليوسف "

" إن ربي لطيف لما يشاء "






غير متصل ازهرية صغيرة

  • شباب إيجابي
  • ***
  • مشاركة: 995
  • الجنس: أنثى
رد: شجيرات خلف النافذة
« رد #1 في: 2009-08-21, 14:47:14 »
السلام عليكم

انا دئما اول المطتفلين الى اى موضوع

فتقبلى منى شكرى لكى على هذا الموضوع

جزاكى الله خيرا

ولاكن لمذا القصة محزنة  sad:(

انا كت ابكى ::cry:: ::cry::

اللهم كم عاهدناك بألا نعود.. فما كان منا إلا نقض العهود
وهانحن نعاهدك على ألا نعود، فإن عدنا فعد علينا بالمغفرة يا ودود

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
رد: شجيرات خلف النافذة
« رد #2 في: 2009-08-21, 14:58:28 »
لأن هذا هو حال أمتنا يا أزهرية.

ستعود فلسطين وتفيق أمتنا بإذن الله الواحد القهار  وستنقلب دائرة السوء على كل غاصب اللهم آمين.

بوركت يمينك يا فرح.
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

ماما فرح

  • زائر
رد: شجيرات خلف النافذة
« رد #3 في: 2009-08-21, 15:03:03 »


جزاك الله خيراً يا أزهرية

ولست أو المتطفلين بل أول المبادرين بالمشاركة  emo (30):

------------------
هي محزنة ولكنها ملهمة وحقيقية

ما رويته منها في حدود المسموح لي بروايته أقل القليل من الحكاية

رويتها لأني رأيت بها بصيص أمل يجب أن يتمسك به كل مظلوم

هي حواء ضعيفة ولكنها تقوت بإيمانها وصبرها على الأذى حتى بدأت سهام الظلم ترتد لقلب راميها

وكان دعاؤها مع اشتداد الأزمات :

اللهم أرضى بقضائك ولا أقنط من رحمتك

اللهم بك أستعين عليهم وأعلم أني آوي إلى ركن شديد

------------------------------

يا كل مستضعف مظلوم لا تقنط من رحمة الله ولا تفتر عن الدعاء ولا يغرنك تقلب الذين ظلموا في البلاد


ولا تنسوا أختنا بدعائكم فهي محتاجة إليه ليتم الله تعالى تفريج كربها




------------------------------------------

لأن هذا هو حال أمتنا يا أزهرية.

ستعود فلسطين وتفيق أمتنا بإذن الله الواحد القهار  وستنقلب دائرة السوء على كل غاصب اللهم آمين.

بوركت يمينك يا فرح.


سبحان الله

هي ليست قصة رمزية يا سيفتاب بل قصة حقيقية ولكني مثلك خطر على بالي نفس الخاطر وأنا أتابع هذا الفصل من القصة


غير متصل نور السماء

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 491
  • الجنس: أنثى
  • اللهم فرج كرب المسلمين
رد: شجيرات خلف النافذة
« رد #4 في: 2009-08-21, 15:46:46 »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لك كل الشكر ياماما فرح على نشر هذه القصة
لقد خطر ببالى بالفعل انها قصة رمزية ولكنها معبرة عما يحدث بالفعل فى فلسطين
نرجوا من كل مسلم الا ينسى ابدا اخواننا فى فلسطين وجميع الاراضى العربية المحتلة بالدعاء فى رمضان .
طبيعة التعبير الجميل تشب النار المقدسة فى سرائرنا
فتصهر معادن الجمال من هذه الدنيا وتفرغها فى قوالب حسناء من صنع قرائحنا وألسنتنا ،
أو صنع قرائحنا وأيدينا ، أو صنع قرائحنا وأوصالنا ،
تدعونا إلى الحلول من الكون فى متحف كبير .

ماما فرح

  • زائر
رد: شجيرات خلف النافذة
« رد #5 في: 2009-08-21, 15:53:01 »


جزاك الله خيراً يا نور السماء


نرجوا من كل مسلم الا ينسى ابدا اخواننا فى فلسطين وجميع الاراضى العربية المحتلة بالدعاء فى رمضان .


نعم والمسلمين المستضعفين في الأرض