- "اللو وست" والديرتي وقميص البولو أبرز صيحات اللبس هذا العام
- حاتم آدم: غياب القضايا الوطنية دفع الشباب للتفاهة
- انشراح الشال: القدوة والتنشئة أهم تصدٍّ لتقاليع الغرب
- عبد الخالق شريف: الدولة تمارس دورًا معاديًا للرموز القدوةبحلول فصل الصيف، يتعرض الشباب لأشرس حملات التضليل والتقليد الأعمى لكل ما يطلق عليه أنه جديد، أو ما يُسمَّى بالموضة، وتخطط لتلك الحملات شركات غربية عملاقة متخصصة ليس فقط في الملابس، ولكن أيضًا في طرق قص الشعر وعمليات التجميل وغيرها، وصولاً إلى الألوان التي يفضل الظهور بها، وتستخدم تلك الحملات المشبوهة وسائل عدة للترويج لأفكارها وأذواقها التي لا تتناسب مع المجتمع الشرقي، منها وسائل الإعلام من فضائياتٍ ومجلات دعاية وإعلان، فضلاً عن الإنترنت؛ حيث يتم استغلال فترة الإجازة، وتفرُّغ الشباب من الامتحانات، فتظهر تقاليع جديدة، ورسومات غريبة على الملابس والحقائب والسيارات، وبالنسبة للصيف الحالي، فقد رصد (
إخوان أون لاين) الجديدَ في عالم الموضة المشبوهة؛ حيث انتشر البنطلون المسمى "الـ Low wist- اللو وست"، وكذلك برز بين الشباب وضع إيشاربات على القمصان وترتر على البناطيل، بالإضافةِ إلى قميص البولو والديرتي وغيرها.
من جانبنا نطرح تساؤلاً مهمًّا، إلى متى يظل شبابنا صندوقًا يلقي فيه الغربُ كلَّ ما يريد؟
كيف يخرج من شرنقة التلقي والتقليد الأعمى دون اقتناع؟ فضلاً عن تأثير ذلك على الشباب مستقبلاً، وغيرها من الأسئلة التي طرحناها على مائدة الخبراء بعد استطلاع رأي عدد من الشباب.
تقليد غربي
في البداية توجهنا للشباب لمعرفة آرائهم في تلك الموضات، فيقول شادي محمد (محاسب) إنه لا يعترف بما يُسمَّى الموضة، التي تتطلب متابعة أحدث التشكيلات من القمصان أو الكرافتات؛ لأنه ليس لديه قناعة بما يتم استيراده من أفكار من الغرب سواء بالنسبة لملابسه أو حتى مأكله؛ حيث ذكر قائلاً: "إنه لا يحبُّ التقاليع".
أما عماد السيد (25 عامًا) فيقول إنه يمكن أن يتابع أحدث أنواع الكرافتات والبدل؛ لأنها أحيانًا ما تكون جيدة وصيحاتها جذابة، أما بالنسبة للموضات الخاصة بالملابس والتشيرتات أو قصات الشعر فيرى أنها تكون غير مناسبة له، كما ينتقد بشدة الشبابَ الذين يقومون بإطالةِ شعورهم؛ حتى إنهم يضعون رابطة الشعر الخاصة بالنساء، واستشهد بقول النبي- صلى الله عليه وسلم- في حديث شريف ما معناه: "
لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، ولعن الله المتشبهات من النساء بالرجال".
ويتعارض معه عبد الرحمن يوسف (طالب بكلية الآثار) حيث يؤكد أنه دائمًا يبحث عن القصات الجديدة الخاصة بالشعر لأنه مغرم بذلك الأمر ويتابعه عن كثب، كما يرى أن ذلك أهم شيء بالنسبة له!!.
ويشير عبد الله إبراهيم (35 عامًا) إلى أنه ذات مرة ظل يبحث عن بنطلون لمدة أربع ساعات سيرًا على قدميه بين المولات والمحال، ولم يجد ملابس ذات ألوان غير لافتة، وأضاف أن هناك غزوًا لثقافة الشباب المصري والإسلامي لنشر أفكار عن اللبس وموديلاته بشكلٍ غريب يرفضه أي مجتمعٍ ملتزم ومحافظ.
متشبهون بالنساء
[/color]
محطتنا الثانية كانت مع الفتيات؛ حيث أكدت رحاب سعيد (دراسات عليا بدار العلوم) أنها ترى أن ما يفعله الشباب في الجامعة وفي الشوارع من ارتداء ملابس غريبة وألوان مستنكرة يعدُّ غزوًا ثقافيًّا غربيًّا لعقول الشباب من خلال وسائل الإعلام والميديا بكل أشكالها.
وتوافقها الرأي منى حسين (مدرسة) حيث تقول إن الشباب تقريبًا يقضون معظم أوقاتهم أمام الإنترنت يبحثون عن أحدث تسريحات الشعر حتى إنه ظهرت موضة تطويل الشعر للرجال، فوجدنا الشباب في الطرقات يطيلون شعورهم، وكدنا لا نُفرِّق بينهم وبين الفتيات.
وتضيف سامية علي (ربة منزل) أن التربية عامل مهم جدًّا وأساسي فيما نراه من انسياق الشباب وراء مغريات مشبوهة باسم مسايرة الأذواق العالمية؛ من لبس أو ألوان أو تسريحات غريبة عن مجتمعاتنا الشرقية، وشددت على أن الأم لها دور مهم وبارز في مراقبة أبنائها وتوجيههم بما يتلاءم معهم.
وبنبرة غضب تقول حنان حلمي (طبيبة) موضة إيه التي يبحث عنها الشباب، ونحن نعاني من كوارث ومصائب متلاحقة؟ فالشباب الذي يسير وراء هذه الأفكار دماغه فاضية ويجرى وراء ما يسمى بالموضة، وجزء آخر يجري ويبحث عن عمل ولقمة عيش".
غياب القدوة
وبعيدًا عن انفعالات الشباب، سواء المؤيد لمسايرة الموضة أو المعترض، فإن الخبراء فسروا الظاهرة من زاوية علمية، في البداية يوضح د. حاتم آدم (استشاري علم النفس) أن ما ينتشر بين الشباب مؤخرًا من ملابس وتسريحات للشعر وألوان لموديلاتهم؛ يعد تقليدًا وتقمصًا لما يراه حوله من شخصيات سواء كانت تلك الشخصيات التي يتم تقليدها مشهورة أو لم تكن مشهورة، فقد يقلد الشاب شخصية قد يراها لأول مرة على صفحة مجلة أو على موقع على الإنترنت، وأوضح أن المشكلة تكمن في العينة المعروضة في وسائل الإعلام، فغالبًا ما نجد تلك الشخصيات التي يتم تقليدها من جانب الشباب لها تأثير سلبي، وقلما ما تجد شخصيات مؤثرة في عالم الأدب أو غيرها من العلوم يتم عرضها في وسائل الإعلام، ويفرد لها حيزًا من الوقت كما يتم لغيرها من الشخصيات السلبية.
وأضاف د. آدم أن هناك غيابًا للقضايا الوطنية الكبرى التي قد تجمع الشباب؛ ولذلك لا بد من أن يتوفر دور رقابي من جميع الأجهزة بالدول على كافة المواد التي يتلقاها الشباب.
من جانبها تشير د. انشراح الشال (أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة) إلى أن ثمة نقاطًا بارزة؛ وهي أن هناك غيابًا لمنظومة التربية والأخلاق والقدوة التي تساعد الشباب على اختيار مستلزماتهم من ملابس أو ألوان أو صيحات لسياراتهم بشكلٍ يتناسب مع ثقافتنا؛ حيث نجد أن هناك تقليدًا أعمى لكل ما هو غربي، وطالبت بضرورة إحكام الرقابة على المواد المقدمة للشباب عبر وسائل الإعلام المختلفة؛ حتى لا تنهار منظومات أخلاقيات الشباب الذين من المفترض أنهم بناة المستقبل.
وعن دور التنشئة الاجتماعية تؤكد الدكتورة الشال أن للأسرة والبيت عاملاً مهمًّا ومؤثرًا في توجيه الأبناء، وغالبًا ما تكون الدعوة الطيبة والقدوة الحسنة هما السبيل إلى التأثير في الشباب بشكلٍ كبير وذات جدوى.
تدنٍّ أخلاقي
ويصف الشيخ عبد الخالق شريف (أحد علماء الأزهر الشريف) ما نشاهده في الشارع المصري من موضات غريبة بين الشباب بأنه "عري وتدنٍّ أخلاقي سواء بالنسبة للشباب أو الفتيات"، مؤكدًا أن هناك موجة من التدني الأخلاقي في الملابس المنتشرة بين الشباب، وسببها يرجع في الأساس إلى ضعف الوازع الديني والكم الكبير من السفه الذي يقدمه الإعلام في وسائله المختلفة".
موضحًا أن هناك تقصيرًا من جانب الدولة وأجهزة الدولة، مشيرًا إلى أن الدولة تمارس دومًا دورًا معاديًا للدعاة الذين هم من المفترض قدوة للشباب ليلتزموا بهم؛ مشيرًا إلى أن تلك الموضات الغربية انتشرت بمحافظاتنا في ظل تضييق الدولة على المساجد وتحجيم نشاط الدعاة، مطالبًا أجهزة الدولة بتوفير رقابة على المواد التي يتم تقديمها في مختلف وسائل الإعلام، وبالأخص المقدمة لشريحة الشباب؛ لأنهم في الأساس بناة وعماد المستقبل في الوقت القريب، ولا بد أن يكون ذلك البناء قويًّا وصلبًا، وليس هشًّا يلهث وراء الموضات الغربية.[/size]