الحجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاب...

[ماما فرح]

أقول لكم سر ؟


 

لم أقرأ من هذا الموضوع إلا بضع كلمات قليلة هي السطور الأولى من بعض المداخلات  

ولا يعني هذا أني أستهين بالموضوع وإنما لأني أشعر أن حديث أحدهم لي عن الحجاب يشبه حديثه لي عن أهمية الماء للكائن الحي


طيب

ولماذا أدخل الآن وأقتحم الموضوع هكذا بلا استئذان؟

لأن عندي ما أقوله ولكن ليس بخصوص الحجاب وإنما : النقاب

منذ رأيت النقاب لأول مرة منذ ثلاثين عاماً تكونت لدي فكرتان أساسيتان تجاهه

1- أحببت النقاب والمنتقبات

2- لن أرتديه يوماً لأني لا أطيق ذلك

واستمرت هاتان الفكرتان لم يتغير منهما شيء وكلما دعتني صديقة لارتدائه ( ثلاثة فقط من حاولن ذلك) أقول لها :

المسألة فيها قولان وأنا أميل للقول بأنه ليس بفرض ومادام الأمر كذلك فلماذا أقيد حركتي وتعاملاتي

ومنذ حوالي عشرة أيام وبدون أي مقدمات وجدت الفكرة قد وقعت في قلبي وألحت على

فدعوت الله إن كان هذا الأمر هو ما يرضيه ويرضاه لي أن ييسره

وفي الصباح التالي خرجت لأمر من الأمور ومازالت الفكرة تلح على وقلت لو يسر الله لي شراء نقاب لعل هذه تكون علامة قبول

وطوال الطريق كنت أشعر بضيق شديد ( جديد جداً على    ) من انكشاف وجهي

ثم طلبت مني ابنتي أن أوصلها وصديقتها لمول تجاري وهناك اشتريت نقاب وجربته في المحل ولم أخلعه   وخرجت به عائدة إلى البيت

--------------------------

إلى هنا والأمر عادي ويحدث مع كثيرات

ولكن ما أريد أن أحكيه ولا أعرف إن كنت سأوفق في الحكي هو الشعور بعد ارتدائه

شعرت بخجل شديد أني قلت يوماً أن النقاب فضل

لا أقصد فضل كعكس للقول بأنه فرض فمازلت أعتنق القول بأنه ليس فرضاً

وإنما تعجبت لنفسي أن تصورت أن لمن ترتديه فضل في ارتدائه وأنها تقوم بنافلة تحسب لها فضلا

وقلت آه يا مسكينة أي فضل لك إنما هو فضل من الله أن من عليك بولوج هذا الباب

فلم أكن أنا من قرر أو فكر أو نوى بل كان كل الأمر فضل ومنة من الله حقاً ليس لي فيها إلا تلقي المنحة

وقلت لأختي ( سبقتني إليه قبل سبع سنوات ) :

أشعر أني في الجنة فلماذا لم تخبريني من قبل عن هذا الشعور  

هو شعور بالطهر والنقاء وصفاء القلب والقرب من رحمة الله والراحة والسعادة والرضا لا أستطيع وصفه

شعرت به - ولكن ليس بهذه الدرجة - يوم ارتديت الحجاب

وشعرت به قبلها في ليلة لا أنساها كانت ليلة القدر ( إن صح الحساب والتوقع ) جلست ليلتها وكان عمري 16 عاماً أقرأ في كتاب عن الأنبياء - لا أذكر اسمه الآن - يحكي سيرة سيدنا إبراهيم عليه السلام

قضيت الليلة أقرأ وأبكي وأقوم فأصلي ركعتين ثم أعود للقراءة والبكاء

---------------------------------

وتبقى مواجهة من حولي   ومنهم من يتقبل أي شيء بصدر رحب إلا النقاب

دعوت الله أن يحبب من حولي في النقاب ولا أكون فتنة لهم به ( أي لا أدفع أحدهم للعيب فيه عندما يراني قد ارتديته )

وسبحان الله .. كانت صدمة وتعجب واندهاش ولكن دون اعتراض أو امتعاض

وقلت لأشدهم عداوة للنقاب مازحة :

من ترتدي النقاب إما جميلة غطت فتنة أو قبيحة أراحت الناس من وجهها .. فهل في النقاب عيب ؟

ضحكوا وقالوا : لا

--------------------------------------

أما أعجب التعليقات والتي مازلت أضحك كلما تذكرتها فهي جارة لي قابلتها فلم تعرفني بداية ثم ظلت متسمرة ومذهولة لدقيقة ثم قالت لي :

فيه إيه ؟ ليه ؟ طيب معلش المهم إنك مبسوطة

 

أردت أن أقول لها : شكر الله سعيكم   لكن اكتفيت بما هي فيه من ذهول  

----------------------------------

طيب لماذا أحكي لكم كل هذا ؟

أولا لأنكم أهلي واحببت أن أخبركم

ثانياً فكرت أن أكتب هذا في بيت العيلة لكن تراجعت وقلت سأكتبه هنا لكي أقول للمترددات في قرار الحجاب :

الحقي بسرعة

ليس خوفاً من العقاب وطمعاً في الجنة فقط

وإنما لأن رضا الله أغلى من الدنيا وما فيها

تقربي إلى الله خطوة فينعم عليك بخطوات

لو شعرت بهذا القرب لحظة واحدة لما استبدلت به الدنيا وما فيها

فلا تحرمي نفسك من الجنة على الأرض .. لا تحرمي نفسك من رضا الله

 

[حازرلي أسماء]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشاركة راااائعة منك جدا يا ماما فرح ...أشعرتني بحميمية وقرب وأنس
اعذريني وتقبلي مني جمّ اعتذاري فأنا مشغولة جداااا، وهذا الذي كتبت يستدعي تركيزا في الرد، بإذن الله تعالى أعدك أن أرد حال تفرغي
ادعي لي بالتيسير يا فرح فأنا أحتاج دعاءكم هذه الأيام

[ماما هادية]

مبارك عليك النقاب يا فرح
وفقك الله دوما ووفقنا للازدياد من الطاعات
 
وأجرى الخير على يديك

[ماما فرح]

جزاكما الله خيراً أسماء وهادية

اللهم ألهمنا رشدنا واكفنا شر أنفسنا

يسر الله أمرك يا أسماء

 

[وسام]

 
أذاقكم الله لذة الإيمان...