مشكلتنا كمصريين أننا فقهاء وعلماء ونقاد ورياضيين وسياسيين….. متمكنين في كل تلك الأمور السابقة، ونفتي في الكبيرة قبل الصغيرة، ونعلم ما لا يعلمه غيرنا، ونتخيل أشياء غالبا تكون من محض أمنيات لا من محض فهم ولا استقراء لما يحدث…..
ولا أدري ما هي المصادر الحقيقية التي نستقي منها معرفتنا بالأمور وخاصة التي “نفتي فيها”، ومؤخراً اكتشفت طريقة “مروعة” ابتدعها أحد الأشخاص كلما أراد ان يفتينا في شيء والمشكلة ان فتياه مصحوبة بآية أو حديث أو أثر ما، وعندما سألته رغم أنه ليس مؤهل ولا عالم ولا حتى حافظ لشيء من القرآن والسنة فرد ردا جعلني “مذبهلا” في نفسي… ((كله على جوجل يا أستاذ))، وبالطبع ليس حرام ما يفعله الرجل ولا يؤخذ عليه أنه يريد الصواب والحقيقة –إن كانت هذه نيته- ولكن المشكلة أنه يستعين “بالشيخ جوجل” عن طريقة القص واللصق، فلا هو قلب في أمر المسألة ولا في جوانبها ولا ظروفها،، وهذا الأمر جد خطير لأنه انتشر بشكل كبير بين “شباب الانترنت” على منتدياتهم ومدوناتهم فكل شخص يكتب ما يريد “للشيخ جوجل” ومن ثم يقوم بعرض المسألة وذكر قول هذا الفقيه وذاك، والمقارنة بين هذا المذهب وهذا ومن الممكن تجده يقوم بإبداء الخلاصة التي خرج بها من ذلك الموضوع الذي لم يبذل فيه سوى نقرة هنا وكليك هناك…..
وهذا الأمر للأسف يزرع في شباب المسلمين روح الكسل عن تحصيل العلم من على يد الشيوخ، ووقوف الشاب لا يفقه شيء في وجه شيخ كبير عاش عمره في تحصيل العلم، وتصدر الرجال في الكلام، وكثرة ادعاء العلم والكثير من المثالب التي يقع فيها….
والمشكلة أن الأمر غير ذلك لأنه يحتاج لخبرة في الإعراب وفهم ألفاظ ومصطلحات أهل العلم و…و…و… إلخ فمن كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه فالأولى من كان شيخه “محرك بحث” كان خطؤه أكثر من صوابه…