بسم الله
القلب يتقطع , والعين تدمع , والعقل كاد يطيش.... .... ....
درسنا الصوفية دراسة مستفيضة , وتعلمنا مدارسها ومشتقات ألفاظها ... ودرسنا المقامات , والأحوال, وعلمنا طرق هذا , وسبيل ذاك ... فعلمنا أننا ندرس علما جديدا.. علما ليس كالعلوم .. إنه من نوع خاص ... يطرق الفؤاد فيخشعه .. ويفتح الصدر فينظفه ... فعزمت أن أسير في أدربه , وأن أستقي من مورده , ولكن سرعان ما تذكرت....!!
تذكرت ما أراه هنا وهناك من أناس انكبوا على وجوههم , وعزموا على إرضاء بطونهم , وانتفاخ عيونهم ... أناس أخضرت جسدهم من اخضرار ملابسهم فترى الواحد منهم أخضر الثياب والبدن ... قلت لعل العوام يعذروا بجهلهم , فالجهل يعذر منه صاحبه ـ أحيانا ـ فقلت سأدخل بينهم ، وأعرف أسرارهم , حتى أفهم عقولهم , ونهجهم .... وقد كان ـ وليته ما كان ـ رأيت شيخا منهم في الأزهر , والطلاب يلفونه لفا ... ويده ممدودة وتقبل من مريديه تقبيلا .... وقد شاء القدر أن يدعني صاحبي ـ الصوفي ـ ويعرفني بهذا الشيخ ـ وقد كان .... فارتبط به ارتباطا وثيقا ... كتبت فيه شعرا وعبرت له بأحسن التعابير ـ وليس هذا نفاقا بل أريد معرفة الحقيقة والصواب ، وصدقا قد أحببته ـ فذهبت لداره وجلست مع أصحابه ـ حتى اتضح لي ما اتضح , وتبين لي ما تبين ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ....
ثم ما كان إلا أن عملت في مؤسسة تطل إطلالا مباشرا على مسجد الحسين ـ رضي الله عنه ـ وكل حين وحين أنظر بعين فاحصة إلى ما يدور خاصة في هذه الأيام أيام الاحتفال بقدومه ـ فوجدت رجلا ينكب على امرأة ويقبل يدها ... فكدت أختنق ... ثم مالبست إلا ووجدت امرأة معها تقف بجوار المقبل وتخبطه بيدها فيطير ويرتعش كأنها ارتعاشة مخضوض ... قلت ما شاء الله !!
ثم رأيت كوارث وكوارث وكوارث ..... فكدت أن أعذر العوام ... بجهل المشايخ والأدعياء ...
