لا ياهادية أنا لم أقلل من شأن التربية أبداً
ولكن أيضاً لا يمكن أن نلقي على تربية الآباء للأبناء كل الثقل فنقول بأن من فاتته التربية فلا حياة له بعد ذلك فليكبر على نفسه أربع وينتظر مصيره الأسود
الرسول عليه الصلاة والسلام قال: خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام
ولكنه أيضاً اختزل للصحابة أعماراً من التربية في العام الأول الذي فرض فيه قيام الليل
ألم تكن تلك فترة تربية مكثفة أخرجت جماعة المهاجرين الذين حملوا على عاتقهم الرسالة؟
وموسى عليه السلام تربى في قصر طاغية كافر به من الترف ما يذهل العقول .. وقبل أن يحمل الرسالة ابتلاه ربه بما مر به من خوف وفرار إلى مدين وحياة جافة شديدة وعمل (رعي الغنم) في أرض مكشوفة تساعده على التأمل في الكون .. أليست هذه تربية مكثفة للإعداد للرسالة؟
التربية لا يستهان بها أبداً ولكنها ليست مقتصرة على سنوات الطفولة وليست مقتصرة على الآباء الطبيعيين
وإلا فكيف يتحول لاهي فاسق إلى عابد صالح بآية يسمعها أو كلمة حق تصوب إلى قلبه؟
وكيف يتحول رجل تربى في رحاب الأزهر ومن أبوين صالحين إلى بائع لآخرته بدنيا رخيصة؟