المحرر موضوع: التردد  (زيارة 16258 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

ماما فرح

  • زائر
رد: التردد
« رد #20 في: 2009-03-13, 23:19:02 »
نعم، فأنا فى سنى هذه أقع فى أخطاء ناتجه عن تأخرى فى حمل المسؤلية لأن الأهل كانوا يرون أن اقصاء الأبناء عن أى مسؤلية انما هو شئ جيد حتى يتفرغوا لدراستهم مثلا،

وهكذا، يجد الزوج نفسه فى بداية حياته الزوجية يقع فى أخطاء كارثية قد تدمر أسرته ناتج بالمقام الأول عن نقص الخبرة الحياتية لديه،

فيكون عليه ان يعلم نفسه ويواجه مسؤوليات الزواج !

فهل نساوى بين هذا وبين من تعود حمل المسؤلية منذ الصغر فتدرب علي بعض الوانها واكتسب بعض الخبرات الأساسية التى تساعدة على استقرار نسبى فى بداية حياته ؟

ان قلتم نعم، فلا تعليق عندى.



لن أقول نعم

ولا نساوي الاثنين

فقط أقول أن الحال التي وصفتها تشبه حال الزوجة في بداية زواجها

واحدة تعودت على الدلال في بيت أبيها ولم تتعود على العمل المنزلي اليومي

وأخرى تعودت على ذلك

أكيد هناك فرق ولكن هذا الفرق ينتهي في خلال عام أو اثنين على الأكثر

فالأولى تتعب جداً في البداية لكي تتعود على تحمل مسؤولية المنزل ولكنها بالممارسة اليومية يصير الأمر أيسر

والثانية يكون الأمر بالنسبة لها سهل جداً ولكنها قد تتذمر مع الوقت وتشعر بأنها لم تر راحة في حياتها منذ صغرها وقد تصل أحياناً إلى درجة إهمال البيت تماماً عندما لا تجد من حولها من زوج وأبناء يشاركونها المحافظة على ترتيب البيت كما تريد

رأيت الحالتين في أشخاص أعرفهم فعلا

وهذا يمكن أن ينطيق على الزوج أيضاً عندما يشعر أنه يدور في ساقية لم تتوقف من صغره وأنه يحق له أن يرتاح أو أن يستمتع بعيداً عن دوامة العمل والبيت والزوجة

بينما من تحمل المسؤولية من وقت قريب يشعر بروعة أن يكون له دور رئيسي في حياة زوجته وأبنائه بعد أن كان مهمشاً في أسرته الكبيرة فيشجعه هذا على المزيد من بذل الجهد

المسألة نسبية وترجع لفروق فردية بين أفراد كل طائفة من الطائفتين فلا يمكن تعميم نجاح أحدها وفشل الأخرى

ما أريد قوله هو أن خبرات الطفولة في تحمل المسؤولية والموزعة على سنوات طويلة بقدر عمر الطفل واستعداده يمكن اختزالها إلى دورة مكثفة في شبابه بشرط أن تكون لديه الرغبة في دخول التجربة وقوة التحمل وعدم تعجل النتائج

 

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: التردد
« رد #21 في: 2009-03-14, 06:44:44 »
 :emoti_133:

على السريع كده قبل ما نروح الشغل

ماما فرح
مع عميق تقديري لأسلوبك الهادئ والراقي والمنطقي في النقاش، لكنني أختلف مع مداخلتك الاخيرة تماما
لانها تعني ببساطة ان التربية امر عبثي
ولا داعي لان نحمل همها لهذه الدرجة ولا ان نشعر بخطورتها الرهيبة
ففي النهاية كل عملية التربية يتم اختزالها في سنة او سنتين من الجهد الفردي

هذا الكلام خطير للغاية
ولي عودة إن شاء الله لمزيد من التفصيل


*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

ماما فرح

  • زائر
رد: التردد
« رد #22 في: 2009-03-14, 07:43:59 »


لا ياهادية أنا لم أقلل من شأن التربية أبداً

ولكن أيضاً لا يمكن أن نلقي على تربية الآباء للأبناء كل الثقل فنقول بأن من فاتته التربية فلا حياة له بعد ذلك فليكبر على نفسه أربع وينتظر مصيره الأسود


الرسول عليه الصلاة والسلام قال: خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام

ولكنه أيضاً اختزل للصحابة أعماراً من التربية في العام الأول الذي فرض فيه قيام الليل

ألم تكن تلك فترة تربية مكثفة أخرجت جماعة المهاجرين الذين حملوا على عاتقهم الرسالة؟

وموسى عليه السلام تربى في قصر طاغية كافر به من الترف ما يذهل العقول .. وقبل أن يحمل الرسالة ابتلاه ربه بما مر به من خوف وفرار إلى مدين وحياة جافة شديدة وعمل (رعي الغنم) في أرض مكشوفة تساعده على التأمل في الكون .. أليست هذه تربية مكثفة للإعداد للرسالة؟

التربية لا يستهان بها أبداً ولكنها ليست مقتصرة على سنوات الطفولة وليست مقتصرة على الآباء الطبيعيين

وإلا فكيف يتحول لاهي فاسق إلى عابد صالح بآية يسمعها أو كلمة حق تصوب إلى قلبه؟

وكيف يتحول رجل تربى في رحاب الأزهر ومن أبوين صالحين إلى بائع لآخرته بدنيا رخيصة؟


 

غير متصل ريحان المسك

  • أحلى شباب
  • *****
  • مشاركة: 3329
  • الجنس: أنثى
  • جاي النصر جاي الحرية
رد: التردد
« رد #23 في: 2009-03-14, 12:51:54 »
انا اريد ان اسأل سؤالا :emoti_17:

الاهل يفعلون اغرب الامور و اعجبها , فلا يعودون ابنائهم على تحمل المسؤولية و لا يكونون معهم وقت الحاجة , و لا يسمعوا لهم كفاية , و يقولون بأنهم بجانب ابنائهم و لكنهم بعكس ذلك , فهم غارقين في العمل سواء كانت الام او الاب , مع ان الام تأثيرها اكثر لانه عموما تكون هي اقرب الى ابنائها , فعندما تعمل و تنهمك بعملها ستنسى بعضا من حقوق ابنائها عليها و لكنها توهم نفسها بأنها توفي كل حقوقهم و في حقيقة الامر هي منهمة لدرجة انها تريد ان تقنع نفسها بذلك لكي تزيح المسؤولية من اكتافها بالحديث عن المسؤولية يعني  , و فوق كل هذا يقولون نحن هنا :emoti_25: :emoti_25: :emoti_25:

فكيف لهم ان يطلبوا الكمال في شخصية الابنة او الابن ::ooh:: ::ooh:: :emoti_6: ؟؟؟

و كيف يخطر على بالهم بأن الكمال سيتحقق اصلا  :emoti_25:؟؟؟
نحن أمة عظيمة في التاريخ .. نبيلة في مقاصدها .. قد نهضت تريد الحياة .. و الحياة حق طبيعي و شرعي

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: التردد
« رد #24 في: 2009-03-14, 15:48:10 »
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخوتي الاعزاء
لا شك أن الإنسان بمجرد ان يصل لسن البلوغ يعتبر شرعا مكلفا بسائر التكاليف الشرعية، مثله في ذلك مثل من يكبره بعشر او عشرين او خمسين عاما.. لا فرق
ولا فرق كذلك في التكاليف الشرعية بين من ينشأ في بيئة اسلامية او جاهلية، وبين من ينشأ في بيئة متدينة ملتزمة او أخرى متفلتة او فاسقة
ذلك ان الله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها
ولكن.. هل يزول التفاوت بين الناس وقدراتهم ومواهبهم وأدوارهم في الحياة إذا بلغوا سن التكليف ويصبحون متساويين في هذه الادوار والآثار كما هم متساوون في مستوى التكليف الشرعي؟
بالطبع لا..
والرسول صلى الله عليه وسلم لم يطلب من الأعراب ما طلبه من صحابته من مهام وأدوار
والقرآن الكريم بين أنه لا يستوي من آمن من قبل الفتح وهاجر مع من آمن بعد الفتح..
وعلماء الأصول فرقوا بين الصحابة الذين لزموا النبي صلى الله عليه وسلم فتلقوا عنه التربية والإرشاد والتوجيه، وبين من هم صحابة في اعتبار المحدثين، لكنهم لقوا النبي صلى الله عليه وسلم مرة واحدة وسمعوا منه حديثا واحدا..
ولو تتبعنا تاريخ المجددين والأئمة العظام في التاريخ الإسلامي فلن نجد منهم أي مجدد أو عالم فذ إلا وقد نشأ على الطهارة والورع والتقوى في أسرة ذات علم وتقى منذ نعومة أظفاره، فبنى ما اكتسبه من علوم على الأسس الراسخة التي تلقاها من أسرته في التربية والطهارة الظاهرة والباطنة، في الجسد والثوب والقلب والمال والمأكل والملبس، فغدا البناء صرحا شامخا تستظل بظله أجيال الإسلام جيلا إثر جيل..

ولهذا فإن  أثر التربية في بناء الإنسان المتميز -بما له من بعد زمني  ونضج على نار هادئة- أثر عميق جدا في شخصية الإنسان وعمق نظرته ورسوخ مفاهيمه ووضوحها.. لا يمكن أبدا ان نلغيه ، ولا يمكن للفرد بإرادته مهما أوتي من إرادة صلبة وهمة عالية أن يلغيه...
قد يستوي من أتى متأخرا بهمة عالية، مع من سبقه إن كان أقل همة وعزما، أو كان دونه في المواهب.. لكنه لا يمكن أن يتساوى بأي حال مع من سبقه وكان مثله في الهمة والعزم والقدرات.. وهذا قانون فيزيائي منطقي لا يختلف عليه اثنان، ولهذا قال علماء التربية: "ليس الطريق لمن سبق، ولكن الطريق لمن صدق، فكيف بمن سبق وصدق؟ وليس كفضل السبق شيء"

فشخص نشأ في أسرة دينية علمية وتشرب مفاهيم الدين لا كدروس تلقى عليه فيحاول تطبيقها، بل كنظام حياة وسلوكيات يومية، وأسس عقائدية وقواعد أخلاقية، تمر أمامه في رحلة الحياة آلاف المرات على شكل مناقشات او تعليقات او نصائح او توجيهات او تطبيقات عملية او حلول لمشاكل يمر بها أو قدوة يراها، او مواقف للوالد او الوالدة يعيها قلبه وتنحت في وجدانه.... لا يمكن ان يستوي مع من يقرأ عن هذا في الكتب او يسمع عنه في المحاضرات فيذكر بعضا وينسى بعضا ويجاهد نفسه على تطبيق طرف منها..
فالاول تكون هذه الامور عنده بدهيات راسخة لا تهزها الاعاصير، وسجية من سجاياه لا يتكلفها ولايحسن غيرها، والآخر تكون أمورا طارئة عليه، تبقى كثير من جزئياتها ومكملاتها مفقودة عنده..

وهذا الكلام اقوله عن تجربة واقعية معاشة في درب دعوتنا، فقد رأيت بعيني كيف نكون في البدايات متساويات جميعا، الفتيات اللاتي نشأن في بيئة دينية علمية، والأخريات اللاتي نشأن في بيئات ملحدة او علمانية او متفلتة (سبور كما يقولون)
في البدايات كلنا مندفعات ومحبات وراغبات في طاعة الله وفي حمل الدعوة.. متساويات في الخشوع والاجتهاد في العبادة وفي طلب العلم.. ثم عندما يبدأ التكليف جنبا إلى جنب مع الضرب في الأرض لجني الرزق وبناء الأسر... تبدأ الفروق تظهر... وتبدأ الفتاوى العجيبة، والنصائح غير السليمة للجيل الجديد، والهفوات السلوكية غير المقبولة.. وكلها مردها الى التعرض لمواقف جديدة لم يسبق لهن ان سمعن بها.. ويظهر افتقاد الصفاء العقائدي الاساسي والرسوخ القيمي المتين المتجذر في اعماق النفس...
لهذا لا يكون الانتاج متساويا في الكيف بين النوعين من الدعاة، وان تساوى كمّا ...
ولهذا قالوا: العلم في الصغر كالنقش في الحجر
ولهذا جاءت التوجيهات النبوية بالاهتمام بتربية الصغار منذ نعومة أظفارهم، كمثل قوله عليه الصلاة والسلام "مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع" وكمثل توجيهاته للغلام في آداب الأكل، وملاعبته لهم وغير ذلك كثير معروف

وكلامنا عن التربية الإيمانية والمسؤولية الدعوية ينطبق على شتى أنواع المسؤوليات الاخرى..
فخالي الذي نزل للدكان مع والده التاجر الناجح منذ كان في العاشرة، وعامله أبوه كرجل من طفولته، استطاع ان يكمل المسيرة ويكفل أسرته بعد وفاة والده وعمره لم يكن وقتها قد بلغ الثامنة عشرة من عمره، وربى إخوته وأغناهم وحماهم وصار من أشهر التجار لاحقا..
في حين أنني أعرف بالمقابل من تربى على الدلال والدلع وسياسة اطلب تعطى، ورث الملايين من والده وهو ربما قد اشرف على الاربعين، فبدد الثروة وأفلس...

والمثل الذي ضربته لنا ماما فرح غير واقعي ولا يعطي نتائج صحيحة
لانه معروف في الدراسات الاجتماعية انك إذا أردت ان تدرس أثر عامل من العوامل في ظاهرة ما، فعليك ان تثبت كافة العوامل الاخرى
فإذا اردت ان تدرس أثر التربية، فعليك ان تدرسها بين شخصين متساويين في الهمة والعزيمة والذكاء والمهارات والنوايا الصادقة، ثم ترى الفرق بين انتاجهما
لا ان تدرس اثر التربية بين شخص ذكي لم يتلق تربية صحيحة، وآخر غبي تلقى تربية، او بين شخص كسول وآخر نشيط، او شخص معوق وآخر سليم...

أنا أتفهم ان ماما فرح تريد ان تعطي الشباب دفعة إيجابية ليتولوا زمام المبادرة بأنفسهم، ويكفوا عن إلقاء اللوم على الماضي وتقصير الاهل ويعلقوا على شماعتها كل فشلهم واخفاقاتهم ويستسلموا لهذا الشعور
لكن يُخشى أيضا من الجانب الآخر لهذا الرأي، وهو ان نهمل جانب التربية تماما، وننكر أثرها، ونلغي الفوارق بين من تربى على علماء ودعاة وشيوخ وبين من قرأ كتابين او استمع لمحاضرتين ثم اعتلى منصة الدعاة...

فلابد دوما من عرض جميع الجوانب للقضية بعدل وموضوعية دون جنف أو ميل

فمن فاتته التربية في الصغر فيمكنه بمضاعفة الهمة وصدق النية والتوكل على الله ان يتدارك جوانب كثيرة مما نقصه، لكن عليه الا يكرر هذا الأمر مع أبنائه ويكلهم إلى انفسهم كما وكله أهله إلى نفسه، بل عليه ان يتدارك هذا فيهم لتكون الاجيال في زيادة لا في نقصان... ومن فاتته التربية في اسرته، فليتداركها على أيدي الشيوخ أو العلماء، قبل أن تربيه الحياة الواسعة بتقلباتها، ويالقسوة تربيتها...




*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
رد: التردد
« رد #25 في: 2009-03-14, 16:03:22 »


لا ياهادية أنا لم أقلل من شأن التربية أبداً

ولكن أيضاً لا يمكن أن نلقي على تربية الآباء للأبناء كل الثقل فنقول بأن من فاتته التربية فلا حياة له بعد ذلك فليكبر على نفسه أربع وينتظر مصيره الأسود


الرسول عليه الصلاة والسلام قال: خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام

ولكنه أيضاً اختزل للصحابة أعماراً من التربية في العام الأول الذي فرض فيه قيام الليل

ألم تكن تلك فترة تربية مكثفة أخرجت جماعة المهاجرين الذين حملوا على عاتقهم الرسالة؟

وموسى عليه السلام تربى في قصر طاغية كافر به من الترف ما يذهل العقول .. وقبل أن يحمل الرسالة ابتلاه ربه بما مر به من خوف وفرار إلى مدين وحياة جافة شديدة وعمل (رعي الغنم) في أرض مكشوفة تساعده على التأمل في الكون .. أليست هذه تربية مكثفة للإعداد للرسالة؟

التربية لا يستهان بها أبداً ولكنها ليست مقتصرة على سنوات الطفولة وليست مقتصرة على الآباء الطبيعيين

وإلا فكيف يتحول لاهي فاسق إلى عابد صالح بآية يسمعها أو كلمة حق تصوب إلى قلبه؟

وكيف يتحول رجل تربى في رحاب الأزهر ومن أبوين صالحين إلى بائع لآخرته بدنيا رخيصة؟


 


عزيزتي مامافرح
لم أقل أن من لم يتلق تربية سليمة فعليه أن يكبر على نفسه أربعا... أبدا
ولا يوجد إنسان صفر من التربية تماما... ولكن يوجد قصور في نواح معينة.. تتفاوت درجاته

ولكنني أقول ان البعد الزمني والنضج الهادئ له أثر كبير جدا ليس من الصحيح ان ننكره أو نغفله
والامثلة التي ضربتها يا أختي لي وليست علي
فسيدنا موسى عليه السلام عاش في بيت فرعون، لكن من تولت تربيته هي أمه الصالحة وأسرته التقية، التي أرجعه الله إليها لترضعه بعد ان حرم عليه المراضع..
وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يطلق الصحابة للدعوة والجهاد والفتح بمجرد أن أسلموا، بل بقي يربيهم في مكة وتربيهم المحن القاسية ثلاث عشرة عاما، قبل أن يؤذن لهم بالهجرة ثم بالجهاد
ولهذا كان الصحابة مراتب متفاوتة، فأهل بدر أفضلهم، والسابقون للإسلام من قريش هم الأئمة وليس الأنصار، ولا يستوي من أنفق من قبل الفتح وقاتل مع من أنفق بعد الفتح وقاتل .

واللاهي الفاجر يتحول إلى عابد صالح بآية يسمعها لأن الله تعالى يتوب على من يشاء، والله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر، لكنه لا يصبح مربيا ولا داعية ولا حامل رسالة (مسؤولية/ وهي موضوع بحثنا هنا) حتى يمر بتجربة تربوية مع العلماء والمربين الذين سيلزمهم بعد توبته

ومن يشتري بدينه وعلمه متاع الدنيا الرخيص لا يكون السببَ خللٌ في تربيته، بل فساد في معدنه وخلل في نفسه... فهو مكلف مختار، واختار الفساد والكفر...


نحن يا أختي لا نتكلم عن الصلاح والفساد
والنجاة والخسران
والتوبة والعصيان

نتكلم عن القدرة على حمل المسؤولية ودور التربية فيها... واعتبار البعد الزمني والنضج الهادئ لا السلق السريع والتيك أواي

وأوافقك الرأي على أن الأسرة والأبوين ليست مصادر التربية الوحيدة... بل هناك الشيوخ والعلماء والمربون...

ولا شك أن الشاب الذي يلمس من اهله قصورا في التربية، عليه ألا يكتفي بإلقاء اللوم عليهم، بل يبادر فورا بالبحث لنفسه عن بدائل... فيبحث عن علماء او مربين ويلزم أعتابهم ويحسن الادب في جنابهم

والله أعلم
*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

غير متصل ريحانة

  • شباب نشيط
  • **
  • مشاركة: 164
  • الجنس: أنثى
  • الوقتُ أنفاسٌ لا تعودْ
رد: التردد
« رد #26 في: 2009-03-18, 20:19:07 »
السلام عليكم

ماما فرح ، جواد ، ماما هادية

استفدت جدًا من نقاشكم وتفتح ذهني بسببه لأمور معينة .. جزاكم الله خيرًا كثيرًا

وعودة للكلام عن التردد  ، رأيت أن المثالين الذين ذكرتهما هما من الحالات المرضية نوعًا ما ، أما التردد الذي كحالتي وجدت أنه ليس من الصعب علاجه كما كنت أتخيل
 فمن خلال ما قرأت وجدت أنه باختلاف الأسباب فالعلاج هو بالتوكل على الله والإستعانه به والإقدام بشجاعة على الأمر
و بـ " اعقلها وتوكل "

تدريب النفس على الإقدام على الأمر ووجدت أن ذلك يبدأ تدريجيًا بالأمور الصغيرة ثم الأكبر 

أخذ آراء الآخرين بالإعتبار لكن لا تكون آراءهم هذه هي من تحدد قراراتي

ألا أنتظر النجاح دومًا فالتجارب يمكن أن تنجح أو تفشل والفشل ليس معناه أني فاشلة تمامًا أو أن الحياة توقفت عند عدم تحقيق أمر معين ، فقد كنت أعاني كثيرًا من هذه النقطة

كنت أعلق فشلي في بعض الأمور على ظروفي معيشتي وأشخاص معينين حولي ، لكني بمحاولة التغيير للأفضل وجدت أن النفس تتغير بالدربة
فالنفس كالطفل ربي على حب الفطام ، وإن تفطمه ينفطمِ
والحمد لله رب العالمين استطعت بتوفيق من الله تغيير أشياء موجودة بي رغم تعارضها مع واقع مختلف
والأمر ليس سهلا لكنه ليس بمستحيل كما كنت أظن .

جزاكم الله عني خيرًا ..

وكيف لا نرضى وأنتَ ربُّ العالمين ؟!

حازرلي أسماء

  • زائر
رد: التردد
« رد #27 في: 2009-03-20, 14:53:46 »
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أدري إن كنتم ستعودون لهذا الموضوع الهام مرة أخرى أم لا :emoti_64: :blush::، فأذكر أنني قرأت بداياته قبل مشكلة انقطاع النت عني ومن بعدها انقطعت متابعتي له
أعود له لأجد ردودا ثرية ماشاء الله....


يا جماعة الخير لم أقرأ بتفصيل كبير كل المداخلات ولكن فقط أحببت أن أضع أمرا أراه أساسيا في تكوين شخصية واثقة عازمة غير مترددة، وإن كانت مترددة ففقط لتحري الدقة والتفكير المتأني المتربص المتبصر بالحكمة ثم تتخذ قراراتها ولا تبقى في دائرة التردد

أذكر عندما كنت صغيرة، حصل معي موقف محرج مع معلمي، إذ أنني أغضبت معلمي الذي كان يحبني ويميزني لتميزي الدراسي، أغضبته مني ساعة غضب من زملائي بتصرف صبياني متسرع .... وكانت شقيقتي الكبرى معلمة معه بالمدرسة نفسها يعني زميلته

عندما عدت طبعا حثوت على نفسي من تراب الندم ما جعلني أتمنى لو ماذا جرى لي ولم أغضب مني معلمي بتصرفي الغاضب المتسرع الذي انجر عنه غضب معليمي مني، معلمي الذي أحبه ويحبني ....ندمت بشدة .... أول ما خطر ببالي ساعتها وأنا لا أتجاوز السابعة أو الثامنة من عمري أن ألجأ إلى شقيقتي واسطة صلح بيني وبين معلمي باعتبارها زميلته ....

فقصدت والدي ليتوسط لدى شقيقتي فتتوسط لي بدورها لدى معلمي، ولكنّ والدي رحمه الله وشقيقتي بارك الله بها وجزاها عني خيرا وكأنما قد اتفقا على ألا ينفذا لي رغبتي تلك وأخبرني كل منهما أنني أنا صاحبة المشكلة وأنا التي أحدثت ذلك الصدع وأنا من يجب أن تسعى لرأبه، ولم يقبل لا والدي ولا شقيقتي بفكرة الوساطة .... ثم توعدتني شقيقتي بأن علي أن أحل هذه المشكلة غدا في عداد الأيام ولا أتأخر ليوم آخر أبدا وأن أحلها أنا بنفسي ....

في الحقيقة كان لتحميلهم لي المسؤولية أثر عظيم جدا على شخصيتي من بعدها إذ فعلا كنت أنا من حل المشكلة، بطريقتي مع معلمي، وبالفعل ألهمت القوة والإقدام على خوض غمار هذه الحالة الصعبة التي استعصت علي جدا مع غضب معلمي مني وإشاحته وجهه عني غاضبا متوعدا أنه لن يعود ليكلمني مرة أخرى.... :emoti_64:

كان لها أثر كبير جدا علي وأنا بتلك السنّ ....
ثم أذكر أيضا أنني في أول يوم عمل لي بعد تخرجي في الجامعة أردت أن يصحبني شقيقي  إلى مكان العمل الذي لم أكن أعرفه بعد، لم يكن منه إهمالا لي ولامبالاة بي وإنما تعمد معي هذا التصرف، وفعلا لم يأخذني لا بسيارة ولا صاحبني راجلا، بل ذهبت وحدي واقتحمت العالم الجديد وحدي وأخذت أسأل عن مكان العمل كمن يسأل عن طريق يجهله وأنا التي يفترض أن يصاحبها من يدلها على الطريق لأول مرة على أقل تقدير.... وفعلا أيضا تعلمت اقتحام كل صعوبة وحدي ....

في الحقيقة مرّرت هذين المثالين من العديد من الأمثلة التي مرت بي  لما تركا بي من أثر أولا ، ولأركز على أن إقحام المرء في قلب الصعوبة من الأمور التي تحمد في التربية على الشدائد، وعلى تحملها وعلى أن يجد الإنسان مخرجا، وتصرفا لا يعوّل في ذلك على أحد كالمتقطعة به السبل المنقطع عن كل مساندة وكل دعم

والوقت لا يعتبر متأخرا مع كل سن يريد صاحبها أن يتحسن ويحسن من حاله، ليس بالضرورة أن يحدث ذلك مع الإنسان في بدايات عمره، -وإن كان محبذا- فكما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنما العلم بالتعلم ، و إنما الحلم بالتحلم ، و من يتحر الخير يعطه ، و من يتق الشر يوقه

وطبعا سنام هذا الأمر أن يسأل المؤمن ربه أن يريه الحق حقا ويرزقه اتباعه ويريه الباطل باطلا ويرزقه اجتنابه، وليس ضروريا أن كل قرار قرار صائب، وليس مني ضمان النتيجة وإنما هو الاجتهاد مع النية الحسنة وما كان قد يكون خيرا من الله سبحانه وتعالى وتوفيقا منه، وقد يكون نتيجة غير مرجوة قد تحمل لنا في جعبتها الدروس أيضا فلا نبخس النتائج تقدير حق معانيها ودروسها

وقد نرى الخير فيما هو لنا شر وقد نرى الشر فيما هو لنا خير والله يعلم ونحن لا نعلم ، ولذلك وجب الاتصال الدائم بالله سبحانه وسؤاله الهدى والتقى وهو سبحانه يهدي السبيل.... لأننا لا نستطيع أن نسعى في الأرض ونمشي فيها وندعي أن ما نفعله وما يكون لنا من خير هو من صنع أنفسنا أو أننا نؤتاه على علم عندنا ولكن يجب أن يترسخ لنا الإيمان واليقين بأن التوفيق من عند الله وأن كل خير منه سبحانه وأنه هادينا ولا نهتدي بغير هداه .

وقد علمنا الحبيب صلى الله عليه وسلم الاستخارة في كل أمر .... وحق الاستخارة وفهم الاستخارة عين الفهم أن نمشي في طريقنا بعدها ونحن مطمئنون لأي نتيجة تكون فلا نجزع ولا نخاف وقد استخرنا المولى وسلمنا له الأمر ....

التردد وارد مع كل إنسان مهما بلغ من إقدام وقوة في الشخصية ولكنه طبعا يتفاوت من إنسان لآخر.... المهم ألا يطول لأن طول بقائه مشكلة وطول بقائه تعويد للنفس على الركون للتردد وعدم اتخاذ القرار ....

والله تعالى أعلى وأعلم  emo (30):



« آخر تحرير: 2009-03-20, 15:02:58 بواسطة حازرلي أسماء »