بسم الله الرحمن الرحيم
إنه هذا اليوم العظيم....هذا اليوم الجليل...هذا اليوم السعيد ....يوم عرفة .... يوم هو العيد قبل العيد، هو الفرحة قبل الفرحة هو الجلال قبل الجمال
إنه يوم يقف فيه الملايين على صعيد عرفة ....تأسيا بخير خلق الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وبصحابته الأطهار الميامين....إنه الفاصل في الحجّ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : "الحج عرفة"
عرفة هذا الجبل العظيم، وهو الذي اصطلح على تسميته أيضا "جبل الرحمة" جبل يقال أنه سمي بهذا الاسم لأن سيدنا جبريل عليه السلام علم به سيدنا إبراهيم مناسك الحج ...سيدنا إبراهيم أبو الحنيفية السمحة النقية عليه الصلاة والسلام...ويقال أنه سمي بعرفة لأنّ سيدنا آدم عليه السلام وأمنا حواء التقيا به بعدما أنزلا إلى الأرض،ويقال أنّ الله تعالى يعرف به ملائكته على عباده ويباهي بهم...
يوم عرفة يقف الحجيج، يذكرون الله تعالى ويدعون ويسألون من حوائج الدنيا والآخرة "فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ **وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ(201)أُوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الحِسَابِ
"
تذرف دموع الندم على الذنب، وتذرف دموع السؤال الملح على المغفرة والعفو والصفح، وتذرف دموع الفرح بعظمة المقال في عظمة المقام، ويتنادى الناس بالرحمات، ويتساوى الجميع، لا فرق بين أبيض ولا أسود، ولا عربي ولا أعجمي، ولا غني ولا فقير، ولا سيد ولا مسود، ولا رئيس ولا مرؤوس
كلهم يحاول أن يصطاد قدر المستطاع، تزيد على القوة قوى وقوى أضعاف وأضعاف هي من معين الإيمان القوي والفرحة العارمة تمدّ وتمدّ وتمدّ ....
يسعون لذكر الله، يسعون لأن يعودوا بذنب مغفور، وسعي مشكور .....
فمن كان ماله من حلال وركوبه من حلال فإذا نادى : لبيك اللهم لبيك ناداه مناد من السماء لبيك وسعديك، زادك حلال وراحلتك حلال، وحجك مبرور غير مأزور، وإذا كان ماله من خبث، ونادى لبيك اللهم لبيك، ناداه مناد من السماء : لا لبيك ولا سعديك زادك حرام ونفقتك حرام وحجك غير مبرور ...
في هذا اليوم العظيم نزل قوله تعالى لعباده المؤمنين :اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ المائدة 3
في هذا اليوم العظيم خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسلمين خطبة الوداع العصماء والتي فيها جوامع التوجيه النبوي الشريف الطاهر الذي لا ينطق عن الهوى ...
وفي المداخلة الموالية خطبة الوداع للحبيب صلوات الله وسلامه عليه صلاة وسلام دائمين لا ينقطعان إلى يوم الدين