** اتصلت بي أول أيام عيد الفطر الماضي بصوتها الرقيق الذي عهدته عليها دوما - فهي أول صديقة لي في حياتي أعرفها
منذ الصف الأول الابتدائي و كبرنا معا صحبة و جيرة و صداقة جمعت بيني و بينها و بين أهلي و أهلها و إخوتي و إخوتها ذكورا و إناثا - لكنني
لمحت نبرة حزن عميقة في صوتها ...
أعرف قصتها مع زوجها ...
تزوجته منذ أربع سنوات و سعدت به و كانت الابنة الأولى لدى والديها التي تتزوج و أنفق والدها الكثير لمساعدة زوج ابنته ....
ثم اكتشفوا بعد ذلك عدم قدرته على الإنجاب و أنه و أهله كانوا على علم بذلك و لم يخبروهم قبل الزواج ..!!
و بدأت رحلة أخرى لإقناع الزوج ( العقيم ) بأهمية و ضرورة العلاج .. فحالته ممكنة .. و يعرض والد صديقتي عليه
تحمل تكاليف العلاج كاملة ... لكنه يأبى بتكبر عجيب !!
و يأبى حتى بترك زوجته و ترفض هي أن تتركه لأن معدنها الأصيل يأبى عليها ذلك و تصبر .....
لكنها تصبر منذ سنوات فلا غرابة في ذلك...
صديقتي من سكان غزة بخان يونس .. مصنع الشهداء .. الواقعة الأن تحت حصار الظلم و البرد و قسوة الجيران المسلم منهم و العربي .....
صديقتي عادت إلى غزة بعدما حصلنا سويا على شهادة الثانوية العامة منذ عدة سنوات من مدرستنا بالسعودية
و عادت كل مننا إلى وطنها تواجه ما هو مكتوب لها .....
رغم أنني عانيت هنا .. لكن لا أرى نفسي شيئا بجانبها .. صبرت كثيرا ..
حصار و تفتيش و انقطاع كهرباء في عز الشتاء و قطع الطريق في الذهاب و الإياب للجامعة و معاملة مهينة ...
ثم تتزوج ... و تبدأ قصتها ...
الأن .. كل ما طلبته مني في مكالمتها المذكورة أن أساعدها و زوجها في كتابة تقرير طبي من مركز طبي معتمد و مشهور في مصر
لعلاج حالة زوجها و أنهم يجب أن يأتوا للإقامة بمصر مدة معلومة من أجل العلاج و أن يكون
التقرير مرفقا به ختم واضح و توقيع أوضح للمركز و الطبيب الذي سيشرف على العلاج كي يستطيعوا تقديم
هذا التقرير إلى السلطات الإسرائيلية و وزارة الداخلية الفلسطينية للسماح لهم بالعبور إلى مصر...
سعدت كثيرا جدا بمكالمتها و طرت فرحا لأنها لجأت إليّ ...
و فرحت أكثر بأن طلبها يسير عليّ ان شاء الله .. فهذا مجال دراستي و لي فيه معارف كثيرة أستطيع من خلالهم تنفيذ طلبها .....
................ و نفذته !!!!!!