المحرر موضوع: مشكاة الأسبقين على درب اللاحقين.....  (زيارة 26466 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سيفتاب

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 7766
  • الجنس: أنثى
  • إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ
أين أنت يا أسماء لتكملي هذه السلسلة الرائعة.
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

حازرلي أسماء

  • زائر
يقول الإمام الغزالي رحمة الله عليه في كتابه "مع الله" :



وقد شكا الناس في القديم والحديث من دعاة يحسنون القول ويسيئون الفعل ! والواقع أن شكوى الناس من هؤلاء يجب أن تسبقها شكوى الأديان والمذاهب منهم، لأنّ تناقض قولهم وفعلهم أخطر شَغَب يمسّ قضايا الإيمان، ويصيبها في الصميم .
ولا يكفي -لكي يكون المرء قدوة - أن يتظاهر بالصالحات، أو يتجمل للأعين الباحثة، فإنّ التزوير لا يصلح في ذلك الميدان .ولا بد أن ينكشف المخبوء على طول المعاملة، وامتداد الزمن، وتمحيص الأحداث.وسرعان ما يبدو معدن النفس على الحقيقة العارية.
ذلك أن النفس المتحركة بروح الإيمان كالآلة الدائرة بما يعمّر خزانها، أما النفس المحرومة من هذا الروح فهي كالآلة التي تدفع باليد حينا ثم لا يلبث أن يغلبها العطل والعطب فتتوقّف وتسكن.
والمصيبة الطامة أن بعض المنافقين يحسبون أن تمثيل دور الإيمان لا يحتاج إلا إلى شيء من التكلف والمصانعة،كما أنّ بعض المتهاونين يحسبون أنّ لباس التقوى يمكن نسجه بشيء من إدمان الرسوم وإتقان الهمهمة.وهذا ضلال بعيد فالأمر أخطر مما يظنّون.

إن التديّن الحقيقي صورة لجوهر النفس بعدما استكانت لله ونزلت على أمره واصطبغت بالفضائل التي شرّعها، وترفّعت عن الرذائل التي حرّمها، واستقامت على ذلك استقامة تامّة .

هذا التدين وحده هو الذي تُلْتَمَس منه الأسوة ويُقْتَبَس منه الهدى.

ويؤسفني أن أقول إن هذا الضرب من التدين العالي نادر الآن، وإنّ أشعة الكمال المنبعثة من وهَجِهِ لا تكاد ترى .
بل إن نفرا من الناس الذين لا دين لهم أقرب إلى المسلك الصحيح وأجدر بالقَوامة على شتّى الوظائف من الذين انتسبوا إلى الدين، وحملوا عنوانه دون اصطباغ به وتشرّب لروحه.
وعندما يُنْكَبُ الدين بأقوام كثيرين على هذا الغرار فالمجال واسع لشيوع الإلحاد، وانتشار المعصية والعدوان.
« آخر تحرير: 2008-11-21, 10:07:34 بواسطة حازرلي أسماء »

غير متصل ماما هادية

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 15901
  • الجنس: أنثى
  • احفظ الله يحفظك
كلمات ذهبية

لي فقط ملاحظة حتى نستفيد من هذه الكلمات بشكل إيجابي
ألا نبحث في المتدينين حولنا عمن تنطبق عليهم هذه الصفات السلبية التي قالها الشيخ وننتقدهم
بل نبحث في أنفسنا نحن بصدق وإخلاص، ونرى، اي الصورتين نمثل؟ التدين الحقيقي؟ ام التدين القشري الظاهري؟


*رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ*

حازرلي أسماء

  • زائر
بارك الله فيك يا ماما هادية، وفعلا أردت ذلك أيضا ....عندما نقرأ شيئا علينا أن نسقطه على أنفسنا أولا قبل غيرنا، وربما يفتح الله على المؤمن الصادق الذي يبحث كثيرا بنفسه ولا يأمنها  ليرى بنور الله فلا ينخدع بالممثلين المزوّقين، والإمام رحمه الله كان منهم فكانت غيرته على الدين الذي نُكِب بأمثالهم 
« آخر تحرير: 2008-11-21, 10:15:55 بواسطة حازرلي أسماء »

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
هجرت هذا الموضوع منذ زمن ....وأعود له اليوم وأتذكره بقراءتي لكلمات ليست ككل الكلمات ، هي المشكاة بين المشاكي  emo (30):

للإمام ابن قيم الجوزية من كتابه "إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان":

 emo (13): emo (13): emo (13): emo (13): emo (13): emo (13): emo (13): emo (13): emo (13):


 emo (13):معلوم أن كل حي سوى الله سبحانه: من مَلَك أو إنس أو جن أو حيوان ، فهو فقير إلى جلب ما ينفعه ودفع ما يضره، ولا يتم ذلك له إلا بتصوره للنافع والضار، والمنفعة من جنس النعيم واللذة، والمضرة من جنس الألم والعذاب، فلا بد له من أمرين: أحدهما : (معرفة ما هو) المحبوب المطلوب الذي ينتفع به، ويُلتذ بإدراكه.والثاني: معرفة المعين الموصل المحصّل لذلك المقصود .

 emo (13):وبإزاء ذلك أمران (آخران) : أحدهما : مكروه بغيض (ضار) والثاني: معين دافع له عنه.
فهذه أربعة أشياء : أحدها: أمر هو محبوب مطلوب الوجود . الثاني: أمر مكروه مطلوب العدم . الثالث : الوسيلة إلى حصول (المطلوب) المحبوب. الرابع: الوسيلة إلى دفع المكروه .

 emo (13):فهذه الأمور الأربعة ضرورية للعبد، بل ولكل حيوان، لا يقوم وجوده وصلاحه إلا بها .
فإذا تقرر ذلك، فالله تعالى هو الذي يجب أن يكون هو المقصود المدعوّ المطلوب، الذي يراد وجهه، ويبتغى قربه، ويطلب رضاه، وهو المعين على حصول ذلك، وعبودية ما سواه والالتفات إليه ، والتعلق به هو المكروه الضار، و (الله) هو المعين على دفعه ، فهو سبحانه الجامع لهذه الأمور الأربعة دون ما سواه، فهو المعبود المحبوب المراد، وهو المعين لعبده على الوصول إليه وعبادته له، والمكروه البغيض (إنما يكون) بمشيئته وقدرته ، وهو المعين لعبده على دفعه عنه . كما قال أعرف الخلق به : "أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك" .   وقال : "اللهم إني أ لمت نفسي إليك ، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك ، رغبة ورهبة إليك ، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك".  فمنه المنجى، وإليه الملجأ، وبه الاستعاذة من شر  ما هو كائن بمشيئته وقدرته، فالإعاذة فعله، والمستعاذ منه فعله، أو مفعوله الذي خلقه بمشيئته، فالأمر كله له، والحمد كله له، والملك كله له، والخير كله في يديه، لا يحصي أحد من خلقه ثناء عليه، بل هو كما أثنى على نفسه، وفوق ما يثني عليه كل أحد من خلقه . ولهذا كان صلاح العبد وسعادته في تحقيق معنى قوله : "إياك نعبد وإياك نستعين" فإن العبودية تتضمن المقصود المطلوب ، (لكن على أكمل الوجوه) والمستعان هو الذي يستعان به على المطلوب. فالأول : من معنى ألوهيته ، والثاني : من معنى ربوبيته. فإن الإله هو الذي تألهه القلوب : محبة، وإنابة، وإجلالا، وإكراما، وتعظيما، وذلا، وخضوعا، وخوفا، ورجاء، وتوكلا، والرب هو الذي يربي عبده، فيعطيه خلقه، ثم يهديه إلى مصالحه، فلا إله إلا هو، ولا رب إلا هو، فكما أن ربوبية ما سواه أبطل الباطل، فكذلك إلهية ما سواه . emo (13):


الإمام ابن قيم الجوزية من كتابه "إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان"
« آخر تحرير: 2010-09-26, 14:52:01 بواسطة حازرلي أسماء »
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

غير متصل حازرلي أسماء

  • أحلى.شباب
  • *****
  • مشاركة: 6546
  • الجنس: أنثى
  • غفر الله لنا ما لا تعلمون
هذا الموضوع أذكره أحيانا وأنا أطالع شيئا يهزني وينفعني ....فأحب أن أشرككم النفع ..... emo (30):

في عرض بحث بين يدي أقرأ الآن لأبي الحسن الندوي :

إن الضعيف المتعلق بزخارف الدنيا، العاجز عن فقد الكماليات فيها، ومن اعتاد أن يعطي نفسه هواها من لبوس ومأكل، ومنام، لا يقدر على الصمود لمطالب العقيدة،وإن تكاليفها لكثيرة، إنها تقتضي جلدا ومكابدة،تفرض على أصحابها الكفاح ، وتحوجهم إلى كثير من المصابرة والقدرة على الاستغناء عن متاع الأرض، وجواذبها ومباهجها، والاستغناء عن أقرب الناس وأحب الأشياء، إلى النفوس من أجل النهوض بالأمور الجسام التي تقتضيها الرسالة، ومن ثم لا يصلح لحمل العقيدة إنسان قلبه متعلق بالشهوات، وجسده قد كبلته ثقلة الأرض، وأقعدته الرغائب الخسيسة.
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهبْ لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب