ما رأيكم في هذا الأسلوب

[أبو بكر]

تذكرت مواضيع كنت قد وعدت بالمشاركة فيها بعد العيد  ... و لكني آسف للتأخير فالنسيان عندي كالهواء أتنفسه بشكل طبيعي ...
عودة لما قلته سابقاً :
بصراحة : ما زلت أرى لهذا الأسلوب أهمية .
وجهة نظر : ما قالته ماما فرح من تعود أهل الحياء على ترك حيائهم صحيح و هي نقطة لم أنتبه إليها ..
و ما قالته أيضا بسمة أمل صحيح فهو بالطريقة التي أشرت إليها ووافقت عليها في بداية الأمر أسلوب مشبوه قد يؤدي إلى اتخاذه ذريعة إلى ما هو غير مرغوب فيه و تكون الكارثة .
من أجل الإنصاف : إن استخدام هذا الأسلوب بشكل راتب و نمطي هو الذي يؤدي لتلك المخاطر بمعنى أنني أرى أن هذا الأسلوب ليس وسيلة مستقلة من وسائل الدعوة بل هو المخدر الذي يستعمله الطبيب (الداعية) عند الحاجة فإذا استعمله أحد الناس بعد ذلك أو استعمله الطبيب أيضاً بشكل راتب كبقية الأدوية ربما أدمنه المريض و سائت حالته .
أما عن الغش و الخداع : فأنا لا أرى فيه أي خداع على الإطلاق فهل من الخداع أن أقول لشخص لا يصلي هيا بنا لنذهب إلى بيت سيكرمنا صاحبه كرماً شديداً و أنا أقصد المسجد لكن لا أصرح له بذلك لأنها ثقيلة على صدره .
و عن استغلال عقول الآخرين ووضعهم موضع السذج البلهاء فأقول هل من احترام الآخر أن أقول له طريق العلاج و أخيره بين الأخذ منه و الرفض و أنا أعلم أنه في غالب الأحيان سيرفض كالذي يخبر مدمن المخدرات أنه سيذهب به إلى مصحة للعلاج ثم يخيره بين الذهاب أو القعود ؟؟
 آسف للإطالة و بصراحة أنا عندما قرأت مشاركاتكم تبين لي ما لم أنتبه إليه عند كتابتي أول مشاركة فبانتظار تعقيبكم و تصحيح المفاهيم إن رأيتم فيها اعوجاج  و جزاكم الله خيراً

[ماما هادية]

 

شكرا لوفائك بوعدك وعودتك لهذا الموضوع يا أبا بكر
قبل ان أكتب ردي راجعت الموضوع بكل آرائه
ووجدت اننا تقريبا كلنا متفقون إلا أبا بكر

من وجهة نظري:
1- الغاية في الإسلام لا تبرر الوسيلة، وإنك لن تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء، فإن أيقنا ان الهداية على الله، عرفنا أن علينا ألا تذهب أنفسنا حسرات على الذين لا يهتدون، بحيث نحاول معهم بأي أسلوب كان... فلا بد أن تكون الوسيلة والأسلوب مناسبين لعظم الأمر الذي أعرضه
أنا داعية.. لماذا؟ للإسلام.. لدرب الله.. يجب ان اشعر بالعزة.. بالفخر.. بالكرامة.. لا بنفسي بل بما ادعو له.. فلا ابتذله بعرضه بأسلوب غير لائق لألقه وروعته
تخيل أن يكون لديك درس، وسيلقيه في بيتك شيخ جليل، هل تقبل ان تجذب الناس له بطبل ومزمار مثلا؟.. هل تقبل ان تقول لهم من يحضر الدرس سنوزع عليه علبة حلوى مجانية او خمسة جنيه (على فرض انك ثري وتريد الانفاق في سبيل الله)

إذن لا أكتفي بأن تكون الوسيلة نظيفة، ومباحة، بل يجب ان تكون لائقة ومناسبة أيضا للجوهر المدعو له

2- وضع عبارات بذيئة ومثيرة أمر محرم شرعا، فلا يباح استعماله لأي أمر كان.. فالوضوء بالماء النجس لا يجوز، كذلك الصلاة على الأرض المغصوبة لا تقبل..
3- تهيئة الناس لتلقي أمر فاحش أو حتى مسل ومثير، ثم مفاجأتهم بأنه أمر جاد، يصيبهم بصدمة، ويضعف من تأثرهم بالرسالة المقدمة، لأن أذهانهم تهيأت لعكسها... فيصيبهم فتور وملل وضجر... ان لم تكن لهم ردة فعل أخرى اشد عنفا
يقول الدكتور محمد العوضي، ان من خبث وسائل الاعلام ان يقدموا لك فلما عربيا مثلا، ثم في منتصف الرقصة، او منتصف ما اثاروا المشاهد باقتراب البطل من البطلة ليقبلها.. والمشاهد في قمة الاثارة وينتظر.. يقطعون البث ويرفعون صوت الأذان
يقول.. الشاب المستثار في هذه اللحظة سيلعن الأذان وقد يكفر والعياذ بالله.. انه كان في انتظار ان تلبى شهوته، ولو بالنظر، وفي اوج الاثارة.. ثم جاؤوه بلا تمهيد بما يقطع عليه صفوه...
يقول الدكتور العوضي، ان الامر مدروس، وبعض البسطاء يقولون اليس افضل من ان تتجاهل القناة وقت الصلاة وتستمر في عرض الرقصة، فيضحك من منطقهم ويقول بل أفضل الف مرة ان تستمر في فحشها من ان تدخل كلام الله وسط هذا الفحش والفسوق فتهينه وتستهتر به.. وتنفر الشباب منه

4- خداع الناس من اجل هدايتهم امر له اثر سلبي جدا، ولو كان الخداع بأسلوب التورية او الكلام الذي يحمل معنيين.. لانه ببساطة يفقد الناس الثقة في الداعية، فإذا فقد الداعية ثقة الناس به كيف يقودهم وكيف يدعوهم وكيف يرشدهم؟
أذكر هنا برنامجا لزافين اللبناني (سيرة وانفتحت) وهو لبناني ماروني شديد التعصب والكره للاسلام وللطهارة والعفة ... استضاف هذا المذيع شابا من اصل لبناني ولد وعاش في امريكا، وجاء لبنان وهو شاب يبحث عن اهله، العائلة التي تبنته فيما يبدو (او لا اعرف ما هي الظروف) لا تعرف عنه الا انه من اصل لبناني ووجد في امريكا بسبب ظروف الحرب الاهلية.. فهو لا يعرف هل اهله مسلمون ام نصارى ام من اي ملة.. لا يعلم الا انهم من لبنان.. فزافين قدمه في البرنامج على امل ان يتعرف عليه احد
وطلب ممن يعرف اي معلومة من الممكن ان تساعد ان يتصل
اتصلت شابة وقالت انها تريد الحديث مع الشاب، وكان البرنامج على الهواء، ومباشرة قالت له انت اكيد مسلم والاسلام دين الحق وهو كذا.. فقاطعها زافين وقال لها انت كذابة... لقد قلت انك من اهله ولكنك لست من اهله.. اضطربت وقالت اريد التحدث معه.. قال لها  هيك المسلمين بيكذبوا ؟؟ (على الهواء) .. انا اسف.. لا يمكن اسمح لك تتكلمي في برنامجي لانك كذابة.. وقطع الاتصال

ما رأيك بهذا الاسلوب الدعوي؟
كم أهاننا هذا الاسلوب
كذلك كنت ارى من صديقاتي من تحاول اخذ صديقة لها لحضور درس دين، فتقول لها اريد ان أخذك الى حفل او مشوار .. وتأخذها لدرس دين.. الغالبية تنفر جدا من هذا الامر، وتقول لك لسنا صغارا ليخدعونا... كيف تبيح لنفسها ن تكذب علي؟
وبالتأكيد لن ينفع وقتها ان تشرح لها انها استخدمت التورية.. لانه في حس الاخرى كذب ايضا خدعت به.. فلا فرق..

واذن من وجهة نظري
بإيماننا ان الدين هو الاعلى
وان الدين لا يعتز بمن ينتمي له، بل من ينتمي له هو من يعتز به
وبإيماننا ان الله تعالى هو الهادي ولسنا نحن
سنسير في درب الدعوة الى الله واثقي الخطى، لا نحزن ولا نقلق ولا نضطرب، ولا نقبل الدنية في ديننا، ولا نعرض جواهرنا الثمينة في قوالب من طين.. بل ننتقي الاسلوب، وننتقي الوسيلة.. لا ان تكون شرعية فحسب.. بل تكون ارقى ما يكون
ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين