الشريط السادس: النجاح في العلاقات الإنسانية
هذا الشريط يمثل أرقى ما يمكن أن يتمتع الإنسان به من سعادة تأتيه من خلال علاقات مع الآخرين, إذ تبين من خلال البحث أن 85% من كل متعة الحياة تأتي من خلال العلاقة مع الآخرين والتفاعل معهم وان الباقي 15% لكل مصادر المتعة الأخرى التي تتلخص في الكسب والربح.
ويؤكد برايان ضرورة مخالطة الناس على كل أصنافهم وليس الاقتصار على من هم مثلنا, لان ذلك يوازي تقديرنا لذاتنا ويجعل النفسية صحيحة وليست معتلة, ولكي نحظى بعلاقات جيدة تنبني على تبني شعورك بقيمتك يجب أن تُشعر الآخرين بقيمتهم ويتلخص ذلك في:
1) أن تشعر الأخر بأنه مهم: وهذا يتضمن ألا تفعل أي شيء يشعر الأخر بأنه غير مهم, وقد أعطى برايان أوضح طريقة لذلك والتي تتجلى في الابتسامة لنجد أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قد قالها منذ 1400سنة(التبسم في وجه أخيك صدقة).
2) الثناء عليه: ولكن ليس بالمدح المفرط ولا بمدح بعبارات عامة وإنما بإبداء الثناء في الأمور الايجابية لديه.
3) الامتنان والشكر: كلمة بسيطة لكن لها اثر كبير.
4) إبداء الإعجاب: هذه طريقة رائعة ترفع شعور الفرد بقيمته وذاته ,لكن وجوب الابتعاد عن أمرين مهمين وهما: النقد المهين-النقد المهين أن تجد في الشخص علة تعتبرها راسخة من شخصيته لا تزول- , وأكد برايان على أن لا ننقد بأي شكل من الأشكال , والأمر الثاني الجدال وهنا نرى أن ديننا حث على عدم الجدال وأننا منهيّون عنه فليس بغريب أن نجد الغرب هم أيضا يحثون على ذلك.
5) الاهتمام والانتباه: إننا ننتبه لما نعتبره هاماً ولكن لا ننتبه لما نعتبره تافهاً, ولذلك فان انتباهنا إلى الآخر يعني انه مهم.
·العلاقة بين الزوجين:
ركز تريسي في هذا الشريط حول أهم مجال من العلاقات التي يقيمها الفر د مع الآخر وهي مجال الزواج, ليوضح بعض المشاكل التي تتعرض لها هاته العلاقة وهي محاولة تغيير الطرف الآخر وهذا يبني الافتراض المستمر حيث أن كل فرد أن أراد أن يتغير يكون من تلقاء نفسه وذاته لا لان أحدا أراد ذلك وان كان الأحد هذا نصفه الثاني, وأيضا من بين المشاكل التوقعات السلبية وكمان نعلم أن ما نتوقع حدوثه بقوة يحدث فعلا سواء كان إيجابا أو سلبا, وأخير هناك مشكلة ذكرها تريسي وهي عدم التوافق بين الزوجين والخطأ السائد أن الطرفين يظنان في أول الطريق أنهما متشابهان, ثم بعد مرور الزمن يلاحظان أن الفروق تزداد أكثر فأكثر, لكن الفروق في المزاج قد تكون لصالح الطرفين فإذا كان احد الطرفين حاد المزاج مثلا فمن الملحة أن يكون الآخر بعكس ذلك وهكذا بقة الصفات.
القواعد الأساسية في العلاقات:
أ- إن المتشابهين يتجاذبان: من الأخطاء التي يخطئ فيها كثير من الناس وهو حين يريد أن يشارك الآخر سعادته فيخسر السعادة ولا يزيل تعاسة الآخر.
ب- إن الشعور بالرضا مع الآخر أهم من الشعور بالحب: يمكن أن نعيش مع من لا نحب, ولكن لا بديل للشعور بالرضا والاحترام.
ت- المختلفان في المزاج ممكن أن يلتقيا: ولكن في المزاج فقط, فالنشيط قد يسعد مع غير النشيط والمنفتح مع المنطوي وهكذا.
· العلاقة مع الأطفال:
يرى برايان أن هذه العلاقة هي قلب العلاقة في المجتمع, حيث أن سنين التشكيل الأولى يحدد حياة الإنسان إلى حد بعيد.
يسلط الضوء هنا تريسي إلى دور الأبوان يتلخص في تغذية شعور أولادهم بتقدير النفس وهنا يتطرق إلى أربع طرق ينقل الأبوان فيها شعورهما بالحب نحو أولادهم:
الطريقة الأولى اجعل حبك لهم غير مشروط: إن هبة الحب لا يعادلها أي هبة في الحياة, لأنها لها وقع عجيب وأثر كبير لدى الأبناء, لأنه لا شيء يحطم تقدير الذات مثل الحرمان من الحب.
الطريقة الثاني القبلة والضم إلى الصدر والتربيت ومسح الشعر: هذا يشعر الأبناء بأهميتهم ومنزلتهم عندك .
الطريقة الثالثة التلاقي بالبصر: يعتبره باريان بمثابة الوقود الذي يمكن أن يعطياه الآباء لأطفالهم.
الطريقة الرابعة الاهتمام المركز: إعطاء الأبناء تركيزا مهما بدون انشغال بأي شيء فهذا يؤثر فيهم بشكل كبير.
بعد سرد كل هذه الطرق يتبين لدينا أن التعامل مع الأطفال يجب أن يتعلمه الأبوان وان يحرصان على تعاملاتهم معهم لان ذلك يكون بمثابة زرع في ارض خصبة فان أردنا لأولادنا الصلاح وذاتاً صلبة ونجاحا مستقبليا فلنزرع الحب ولنزرع كل ما سينمي ذاتهم وثقتهم بأنفسهم.
ليختم برايان تريسي كتابه بان هدفنا في الحياة يتمركز حول علاقات المودة وتقبل الآخرين, وان الرضا بالنفس هو ما يعلمنا محبة الآخرين, وان تقبل الآخرين لا ينبع إلا من الرضا عن نفسك.
(الحياة في الدنيا قصيرة, ولا يبقى إلا ما أنضجه الحب).
************************
اتمنى ان تحظوا باستفادة من هذا الكتاب كما حظيت به انا واعتذر عن هذه الاطالة في التلخيص لكن حقاوجدت صعوبة في ذلك اذ انني لم استطيع ترك اي نقاط او اي كلام قد ادرجه الكاتب
اردتُ لكم الاستفادة كما اردتها لنفسي
والسلام عليكم ورحمة الله..