وقفت علي حافة الأرض أنظر و أتأمل
المنظر أمامي مظلم و النيران تحرق كل ما كنت أملكه
تحرق الأخضر و اليابس تحرق أطفالي و زوجتي أمام عيني تحرق شجرة الزيتون التي كنت أرويها كل يوم ليس من ماء يتدفق من صنبور جامد و لكن بعرقي و دمي
تلك شجرة الزيتون التي كنت أشاهد ابنتي الصغيره ترويها و تلعب حولها و ظلت تكبر الشجرة و تكبر معها يدي و قدمي و جسد ابنتي الصغيره تخطفني من بؤس هذه الحياة الكئيبة
اه يا بلد نار تحترق في قلبي
جلست علي الأرض و نظرت الي التراب و وضعت قبضتي يدي علي الأرض فاختلطت يدي بهذه الأرض الشريفة الطاهره
كنت كالعصفور الذي يحلم بالطيران بعيدا الي أقصي مسافة ممكنة حتي أهرب من هذا المكان الذي يختلط بالدماء و الأشلاء التي تروي قصة حياة نعم انها قصتي أنا و زوجتي الجميله
أتذكر عندما تزوجتها و كانت أجمل فتيات قريتنا و جئت سعيدا و شعرت أني سأطير و أطير الي أقصي مسافة ممكنة و رزقنا بابنتنا الصغيرة التي كانت يداها الناعمتين و أنفها الصغير و أذناها الجميلة
أنتهي كل شئ فقد جاء اليهود و قطعوا الشجرة و أخذوا ابنتي و زوجتي و حياتي مني و تركوني وحيدا في الظلام
اه لو تحترق قلوب العالم بمثل النار التي تكوي قلبي
ابنتي الصغيرة زوجتي العزيزه وداعا فقد ذهبتم الي الرحيم و هنيئا لكم الشهادة
أنتم أحرار الان نعم أحرار من هذا العدو الذي أكل كل شئ فينا أكل فينا الرحمة و الحب و الانسانية
فلسطين دائما في القلب و لن ننساكي
واحد من الناس