بالراحة كده يا ماما هادية ..
الدلالة إما لفظية و هي ثلاثة أقسام :
وضعية كـدلالة لفظ (الشمس) على القرص الأصفر المعروف ...الخ
و عادية كدلالة لفظ (آه) على التوجع
و عقلية كدلالة لفظ (الشمس ) أو لفظ (آه) على حياة من نطق بهما
و غير اللفظية ثلاثة أقسام أيضاً :
وضعية كدلالة إشارات المرور الحمراء و الصفراء و الخضراء على التوقف و الاستعداد و العبور
و عادية كدلالة حمرة الوجه على الخجل
و عقلية كدلالة الأثر على المؤثر .
يلاحظ هنا أن الدلالة أمر لا يقوم بذاته بل يقوم بشخص ما .
هذا الشخص تختلف عادته (و التي تسمى في بعض الكتب طبيعته و لذلك يطلقون عليها طبيعية بدلا من عادية ) و كذلك يختلف عقله عن الباقين ..
فإذا ما قال إنسان على فراش الموت : ماء فإن لفظ (ماء) إذا ما أخذنا منه الدلالة الوضعية و هو أنه يفهم منه السائل الشفاف الذي منه الحياة لم يختلف أحد في ذلك .
أما إذا أخذنا منه الدلالة العقلية فإن شخصاً ممن يقفون أمام الرجل سينقدح في ذهنه عند سماعه لفظ ماء أن هذا الرجل حي .. و رجل آخر سينقد في ذهنه أن هذا الرجل عطشان ، و ثالث سينقدح في ذهنه ...الخ ، لاحظوا أني أتكلم عن لفظ الماء لا عن تكلم الرجل فإن كل الحاضرين إذا ما تصوروا تكلم الرجل بأي لفظ فإنهم سيجزمون أنه لم يفارق الحياة بعد .
هذا لأن العقول مختلفة في فهم دلالة اللفظ إذ هم أهملوا الوضع أما عند الوضع فالكل متفق لأن الكل مصطلح عليه .
أرجو أن يكون اللبس قد زال
أرجو ألا تترددوا في السؤال إذا كان الشرح غامضاً و لم تفهموا منه شيئاً ...