بداية، فلم آت كاتبا هذا الموضوع لخدش حياء المنتدى، بل أود لو أكون أحرصكم عليه،.. رزقنا الله مكارم الأخلاق جميعا
والحقيقة فقد سبق هذا الموضوع لدي أمور عدة، بعضها كان دوافعا للكتابة وبعضها الاخر كان أشياء أخذت بذهني نحو هذا الموضوع عموما، فما شغلني هو تسليمي بأن التربية رغم تنوعها بين معرفية ونفسية ورياضية وإيمانية .. فإنها تتداخل تداخلا كبيرا فنفسية الرياضي تختلف عن غيره ونفسية العالم وايمانياته تختلف عن غيره وهكذا ... فتتأثر ببعضها وتؤثر في غيرها
ثم تخذت في قرارة نفسي أن الثقافة الجنسية ليست مجرد تربية معرفية تؤخذ كمعلومات وحسب، بل تحتاج لجانب نفسي وإيماني مهمان، وبدأت على هذه المقدمات أتساءل .. كيف تعامل الإسلام - من خلال معرفتي - مع هذا الأمر؟
فوجدت أننا ندرس في أبواب الفقه الطهارة وتشمل جميع البدن، وفي النكاح من تعريفه وأركانه إلى آدابه ومستحباته ومكروهاته، بل في أبواب أخرى تدرس أمور أكثر تفصيلا وتفريعا كأحكام الخنثى، والإماء وغير ذلك، الأمر الذي لم يكن تطفلا أو حبا لـ"وجع الدماغ" من فقهاء الأمة وعلمائها، بل كان وعيا وادراكا تامين أن الفقه معرفة أحكام الشرع في أفعال المكلف، والشرع مستوف بأحكامه جميع أفعال المكلف، فليس من الصواب أبدا النكوص عن شيء منها أو الخجل.
ولم يكن من اللافت للنظر أن يكتب كل ذلك بأمرين:
- أسلوب غاية في الفصاحة والبيان
- أسلوب غاية في البعد عن كل عبارة تبعث في ذهن القارئ ما ينبغي أن يصرفه عنه إذا رماه الشيطان به، بل كلمات مهذبات مؤدبات، يقطر مدادهن حياء.
ثم انتقلت إلى مرحلة التربية النفسية في نفس الموضوع، فوجدتني أعيد أدراجي بسلاسة ويسر نحو الفقه والحديث مرة أخرى، .. فها هي أدعية وسنن تقال وتفعل حين البدء، وهاهي السيرة تحدثنا عن يهود أشاعوا أمرا خاطئا عما يدور بين الزوجين فنفاه القرءان في عبارة لطيفة وقدم له بأدب ألطف، وهذا هو الفتى يصاحب أباه منذ البلوغ والفتاة تصاحبها أمها،.. فلا يخلو أحد من مرشد أمين ناصح، وكعادة الشرع الشريف ينأى عن الخوض في الفطريات والبديهيات .. فيتنزه عن الحديث عما يستوي الإنسان في معرفته مع الحيوان.
كان هذا ما شغلت بتبيينه لنفسي حين دفعت للتكفير في هذا الأمر، وما دفعني ليس بخفي عن أحد، فالحديث عن هذا الأمر صار حديث العامة والخاصة يلوكه الشباب سرا وتنشره المواقع علنا، غير أن ما دفعني للكتابة عنه "هنا" أمران عجيبان !!
- أولهما كتاب يدرس بكلية " الدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف " لطلاب الفرقة الثانية الذي تتراوح أعمارهم بين الثامنة عشرة والعشرين سنة، والكتاب عن الأسرة في الإسلام قضى المؤلف نصفه في الحديث عن الزوجين .. وقضى نصف هذا الباب في الحديث عن أمور تفطر الصائم وتوقظ النائم !
.- ثانيهما مواقع "إسلامية" تكثر من نقل الآيات وتخريج الأحاديث وأقوال العلماء مما له علاقة أو ليس له، المهم أن تنمق مقالاتهم بذلك، ثم تسرد الصفحات في شرح وتبيين علاقات خاصة جدا، ربما يخجل الزوج من الحديث فيها مع زوجته، بل ربما يخجل الحيي من ذكرها في سريرته !!
وهذا الأستاذ المذكور هو نموذج لتيار "ديني" ينادي بتدريس تلك الثقافة، تحت مسمى أهميتها وضرورتها !
وهذه المواقع صورة أخرى لمواقع ابتلعت نصف الشباب وأكثر في تيارات الإباحية فلم يبق أمامه إلا رحم الله، فأتت تبتلعه بهذا الحديث كما ابتلعت غيره بأمور أخر !
هذا ما طرحت الموضوع لأجله، ولي رد بإذن الله على مشاركة الأخ "جواد" الرائعة، ومشاركة الأخت الكريمة أم وعالمة