أيامنا الحلوة

الساحة الثقافية => :: حكاياتنا الحلوة :: => الموضوع حرر بواسطة: إيمانيات في 2007-10-31, 20:35:15

العنوان: فوق جناح الحب
أرسل بواسطة: إيمانيات في 2007-10-31, 20:35:15

كانت سلمى شابة في ربيعها التاسع عشر  ، مرحة ، متفوّقة ، تحب الحياة و الناس ،

مـُتفائلة و إيجابية ، تحاول تجربة كل الأشياء الجديدة التي تمرّ على حياتها ،

 لتملأ شخصيتها نضجا عن طريق اكتساب خبرات و تجارب تـُعلّمها المزيد

من مدرسة الحياة ،فصل الشباب الغـَض ، مشهد العمر البـِكر .

كانت لها صديقة منذ براءة الطفولة، موضع ثقتها و كاتمة أسرارها، تبـُثـّها كل همومها و مشاكلها

التي تضعها الظروف أمامها في سِكـكها المـُتشعبة و دروبها المختلفة.

كانت آية مثلها فتاة وحيدة، الأب مسافر للعمل بالخارج ،

و الأم هي التي تقوم بالرعاية و تقديم المشورة،  الدعم النفسي أو المعنوي

أثناء غياب الأب السلطة القضائية، مرساة السلامة و صمام الأمان.

كانت الفتاتان تذهبان للمبيت كلا منهما عند الأخرى على فترات متقاربة،

 نظرا لثقة أمهاتهما في البيت الأخر و معرفتهما لبعضهما على مدار سنين مضت

منذ أن كانتا ابنتاهما طفلتان في مدرسة واحدة معا.

ترقد سلمى على فراش آية في غرفتها تنظر إلى قطتيّها ،  السيامي ذكر و أنثى ،

 كانا يرقدان على السجادة بجانب فراش  الفتاتان ، يلعبان سويا ، يقوما بالقفز  و المناوشة .

سلمى: حتى القطط تحتاج للعلاقات الثنائية ، الجري و اللعب معا ،

نحن لا نستطيع الإجهار مع وليفنا إذا اخترناه ،  فنفعل مثل ما تفعل القطط نعيش بحرية ،

نحب بحرية ، نختار بعضنا بحرية.

تضحك آية في سلاسة من كلام صديقتها بصوت رنان!

آية: هل تريدين أن تقارني بين العلاقة الثنائية للشاب مع الفتاة بعلاقات الحيوانات الثنائية ؟

 هم يستطيعون فعل ما يشتهون، وقتما يشاءون تحت سمع و بصر الكائنات كلها،

 بدون استئذان، في مكان مفتوح، يلـّتحفوا السماء، يفترشوا الأرض، يلّفحهم الهواء الطلّق من كل جانب،

أتحسدينهم لأنهم دواب و نحن بشر!! كل مملكة و لها قواعدها لا نستطيع تقليدهم عزيزتي.

تبتسم سلمى و هي تفكر في كلام آية !

سلمى: لم أقصد أن نـُطبّق قواعدهم بحذافيرها، تفهمين قصدي،
 
نعدو بشبابنا و حيويتنا لاغتراف الحياة، تعرفين القيود و الأغلال تخنقني ،

 لا أريد عندما أجد توأمي الذكر أن تسجنني قائمة بالممنوعات.

تفتح آية شباك الغرفة المـُغلق ليدخل هواء الليل !

آية: أعتقد أن الليل و القطط لعبوا بأفكارك فحرّكوا اشتياقك لشريك الحياة،

و فتحوا شهيتك على وجود النصف الأخر منك

مع أننا لسنا في موسم التزاوج عند القطط !!

تندهش سلمى لفتح صديقتها الشباك بينما تستعدان للنوم!

سلمى: لماذا فتحت الشباك ؟ لقد بدّلنا ملابسنا و سنأوي للفراش ،

سنصبح فريسة لهواء الليل البارد و أنظار الآخرين!

ترد آية في سخرية: أليست القيود تزعجك و الأغلال تخنقك؟

أم أدركت أننا بشر و لنا فطرتنا المختلفة ، سبحانه له في خلقه شئون ،

يعرف طبيعتنا و ما يتناسب معنا ، فعندما ننفذ أوامره و

نمتثل لطاعته بما فرضه علينا ، نكون وصلنا بأنفسنا لأفضل حال!

ليست طاعتنا لفطرتنا السليمة أغلالا و لا قيودا،

معرفة الخالق بطبيعة مخلوقاته و تركيبة  كل ممالك خلقه

 على حدا مـُسبقا، ليس بالضرورة قيد لنا و قهر لحرياتنا !

تظلّ سلمى طوال الليل تفكر في كلام صديقتها!

تتقلـّب سلمى على فراشها في حيرة من أمورها و أحوالها!

تهذي سلمى مع نفسها: أنا لا أريد أن أخرق الأوامر أو أقذفها عرض الحائط،

 فقط لا تخنـُقني هي بقيود سميكة تـُعيق حركتي و تحرمني الاستمتاع بالحياة مع من يختاره قلبي !

فلست مـُتمردة كـُلـّيا على القواعد و المنهج الذي وضعه ربي و يتّبعه مجتمعي،

 لكن بعض البشر يفرضون أسوارا ًعالية و سياجاً

مرتفعة تـُعيق أبسط حقوق الحريات، لا تخرجي قبل الزواج أبدا،

يجب أن يعلم الأهل بهذا الارتباط و يوافقون عليه كـُلياً،

لا تجعلي المجتمع يراك مع شخص وحدكما في مكان عام،

 لا يجمعكما سويا ارتباط رسمي، سلسلة مـُتصلة من قيود و أغلال مكوّنة من حرفين لآم و ألف !

هذان الحرفان يمكنهما إغلاق كل منافذ الحرية يشدّاني إلى الأرض،

لا يرفعاني لأرفرف في السماء بين السحاب، مثل الطيور !

 آه مالي و الحيوانات و الطيور الليلة !

أأحسدهم فعلا على ما متّــعهم به الله سبحانه و تعالى !

عندما ألتقي بنصفي الأخر، سأطير مثلهم في عنان السماء

فوق جناحيّ الحب سأطفو على رياح الشوق لأحلّق عاليا،

 لكن ماذا سيحدث إذا لفظّت عني كافة الأعراف و التقاليد،

 إذا تمردت على فطرتي و تكويني البشري و ضعفي الإنساني ماذا سيكون مصيري؟

لا يهم سأنمو مثل النباتات و الأزهار من التربة، سأركض مثل الحيوانات فوق الأرض،

سأسبح في مياه البحار و المحيطات مثل الكائنات المائية،

 أو سأعود كالفراشة في دورة حياة أخرى!

لكن سيظلّ الإنسان سيد الكون بلا استثناء، أفـّضلهم ، أرّقاهم ،أميـّزهم!

 لقد خصّه الله عن كافة المخلوقات فأعطاه الأمانة،

 فلماذا أريد أن أصبح كائنا أخر في مملكة أخرى تخدم بنو آدم خلفاء الأرض و وارثي جنة الرحمن !
العنوان: رد: فوق جناح الحب
أرسل بواسطة: امينة في 2007-10-31, 22:03:57
                               :emoti_133: 

جميلة جدا خالتو ايمانيات  :good:   :great::

اشتقت لك و لقصصك الرائعة   ::roses2:: 
العنوان: رد: فوق جناح الحب
أرسل بواسطة: إيمانيات في 2007-10-31, 22:11:48
أنا كمان أشتقت لك كتير أمينتي الودودة sm::))(

مش مهم تكون القصة جميلة ، المهم تكون الرسالة وصلت  emot (3):

شكرا لأنك دايما أول واحدة تقرأ قصصي ربنا يخلليكي ليّ :emoti_257:
العنوان: رد: فوق جناح الحب
أرسل بواسطة: امينة في 2007-10-31, 22:21:21

لكن سيظلّ الإنسان سيد الكون بلا استثناء، أفـّضلهم ، أرّقاهم ،أميـّزهم!

 لقد خصّه الله عن كافة المخلوقات فأعطاه الأمانة،

 فلماذا أريد أن أصبح كائنا أخر في مملكة أخرى تخدم بنو آدم خلفاء الأرض و وارثي جنة الرحمن !

   

اكيد عزيزتي 

أنا كمان أشتقت لك كتير أمينتي الودودة sm::))(

مش مهم تكون القصة جميلة ، المهم تكون الرسالة وصلت  emot (3):

شكرا لأنك دايما أول واحدة تقرأ قصصي ربنا يخلليكي ليّ :emoti_257:



و ربنا يخليك شكرا  :blush::[/b]
العنوان: رد: فوق جناح الحب
أرسل بواسطة: جواد في 2007-11-01, 00:27:11
:emoti_133:

معذرة على التطفل،

ولكن ما هى هذه الرسالة ؟

 :emoti_17:

اقتباس
المهم تكون الرسالة وصلت
[/size][/color]
العنوان: رد: فوق جناح الحب
أرسل بواسطة: دموع القهر في 2007-11-01, 08:30:26
حلوة بس من جد
اش هي الرسالة الي المفروض توصل
العنوان: رد: فوق جناح الحب
أرسل بواسطة: إيمانيات في 2007-11-01, 12:28:18
:emoti_133:

الشخصية المتمردة الحالمة ، هي شخصية شائعة جدا عند الفتيات في مقتبل العمر ،

سلمى تحاول أن تخرج  عن تطبيق الأوامر و النواهي ، بمعنى أخر لا تريد قيود على تصرفاتها

بالذات عندما تجد شريك الحياة المناسب لها من وجهة نظرها البحتة و بدون تدخل من أيّ شخص

( طبعا الأهل و الأقراب) تريد التمتع بالحرية المـُطلقة ، فتجد نفسها تقع دائما في مقارنة

غير منصفة مع الطيور و الحيوانات الأليفة أو البرية و كل كائنات و مخلوقات الله ،

تراها في عقلها الباطن رمزا للحرية ، تكتشف في تسلسل للتفكير منطقي فطري بحت ،

أن لكل مملكة  قواعدها و أوامرها الخاصة التي فطرها الله عليها .

هذ المونولوج الفردي بين طيات النفس و أعماقها السحيقة يحتاج لتمرين سنين طويلة

و تجارب و أخطاء يقع فيها الإنسان و يعرف و يتعلم و ليس في يوم و ليلة.

 حوارها المتصل  مع صديقتها  التي تمثل لها ضمير متحرك يلازمها  كظلها ،

تشرح لها نفس النظرية التي لا تريد العمل بها لكونها متمردة بطبعها.

الحوار مع النفس ، أو التفكر و التدبر في خلق الله و في النفس البشرية هي نوع من أنواع

عبادة الجوارح التي تقود من يشرع فيها في سن مبكرة ، ليصل بنفسه إلى نتائج مذهلة

توضح له أشياء كثيرة في نفسه و في تدبير الخالق للكون و مخلوقاته !

هي دي الرسالة من القصة ! بس إذا لم تـُفهم فهذا لأني أختزلتها في قصة قصيرة  و المفروض

أني بدأتها كقصة طويلة ، لكن الظروف المحيطة جعلتني أكتبها بهذا النمط المختزل .

و هذا ما تعلمته من ضمن  دروس جديدة كثيرة،

 أن تأثير  أراء الأخرين يجب أن يقف عند حدّ معين فلا تهيمن على

وجدان و تركيبة الكاتب نفسه الفكرية و الروحية ، طالما لا يكتب ما يحث به الناس على الفساد.