أيامنا الحلوة

الساحة الثقافية => :: حكاياتنا الحلوة :: => الموضوع حرر بواسطة: ماما هادية في 2007-09-01, 01:13:30

العنوان: أبحث عن قلب يحبني (حصرياً على أيامنا الحلوة)
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2007-09-01, 01:13:30
أبحث عن قلب يحبني

خطرت لي فكرة عظيمة... هكذا قالت لي صديقتي دالية بصوتها الرنان الذي يتفجر حيوية...
إنها فكرة بناءة وإيجابية، وستحل لنا كثيرا من المشاكل، وتجعلنا أعضاء فعالين في هذا المجتمع، و و و ...
وانطلقت تعدد لي مزايا فكرتها باندفاعها المعهود...
 تلك كانت شخصيتها، تبحث دوماً عن شيء مختلف متميز لتفعله، وتتحمس له غاية الحماس، وتندفع في تنفيذه بكل قوتها وطاقتها، وبعد فترة يفتر حماسها، وينضب معين الأفكار لديها، فتنصرف عن ذلك المشروع، لتبحث لنفسها عن نشاط جديد مختلف لتبدع فيه....
وهكذا...

ولماذا كان علي دوماً أن أشاركها تنفيذ أفكارها البناءة، مهما حاولت التهرب وإبداء الذرائع للانسحاب؟... لم أكن أدري...
وكأنني لم أكن مثقلة بما يكفي من أعمال ومسؤوليات...
وكأنني لم أكن محملة بما يكفي من الهموم والأعباء...
فكان علي أن أجري وراءها خلف كل فكرة ومشروع يتفتق عنه ذهنها النير..

وشرعَت بانفعال وأنفاس متلاحقة تشرح لي ما تريده:

-   سنزور الجمعية الخيرية، ونتعرف إلى أطفال السكن الداخلي فيها، ونحاول أن ننظم لهم برنامجاً لتنمية المهارات والقدرات الذاتية، ونعلمهم بعض الآداب والسلوكيات الاجتماعية....
سندعوهم لتمضية ساعتين كل أسبوع بصحبتنا، وسنطلب من بناتنا وصديقاتهن أن يشتركن معنا في تنظيم هذا البرنامج، لننمي لديهن حب العمل الطوعي، والنشاط الاجتماعي، ويجب ألا يكون....
-   رويدك يا دالية، رفقا بي وبذهني الكليل، اضغطي قليلا على مكابح عربة تفكيرك المنطلقة بسرعة جنونية، وأفهميني، من هم هؤلاء الأطفال؟ ولماذا سننظم لهم برنامجاً؟ وما هي هذه الجمعية؟...
-   إنها الجمعية الخيرية التي اعتدنا أن نرسل لها بعض التبرعات بين الحين والآخر.
-   نعم لتوزيعها على الأسر المحتاجة التي تكفلها الجمعية....
وانتابني الضيق من دالية ومن أفكارها... لقد خرجنا لتونا من شهر رمضان المبارك، وقد تبرعنا بما فيه الكفاية ويزيد، ولم أكن أشعر برغبة في دفع المزيد، وها هي دالية الآن ستحرجني كعادتها...

وتابعت دالية دون أن تكترث أو تشعر بمخاوفي:
-   حسن، ألا تعلمين أن في الجمعية سكناً خاصاً داخلياً يقيم فيه بعض الأطفال، تحت رعاية عدد من المشرفات والمربيات.... أطفال أيتام...
-   أيتام؟...
وازداد ضيقي وتوجسي مما ستطلبه مني الآن...
لماذا قُـدِّر عليّ أن تكون دالية بالذات، بشخصيتها المندفعة، وعاطفيتها المتدفقة، وطبيعتها المتهورة، أعز صديقة عندي؟
وكررت عبارتي الجوفاء وأنا أسأل، وذهني يعمل بسرعة بحثاً عن مخرج معقول من هذه الورطة...
-   أطفال أيتام؟
ليسوا أيتاماً أيتاماً... يعني... في الحقيقة هم لُقطاء، لا يعرف لهم عائلة ولا معيل، يجدهم فاعلوا الخير ملقين هنا وهناك....
وكأنها صفعتني على وجهي صفعة قوية، أيقظتني من متاهات الخيال، وهوت بي على أم رأسي فوق أرض الواقع الصلبة القاسية.

وتمتمت ببلاهة شديدة:
-   أين يجدونهم.... وكيف؟
-   ما بك يا رولا؟ هل أتحدث معك أم مع ابنتك؟ إنهم أطفال جاؤوا إلى الدنيا بطريق الخطأ...
-   
رددت في نفسي بمرارة وحسرة: الخطأ؟!.... وهل هناك من يأتي الدنيا عمداً، وهناك من يأتيها عن طريق الخطأ؟!... أهو الخطأ أم الخطيئة؟!...
- ولا تجد الأم حلاً لتستر فضيحتها، وتتخلص من ورطتها، إلا أن تلف ابنها بخرقة، وتدعه في .... يعني ... كما تعرفين... في زاوية من زوايا الطريق المعتمة.... وكثيراً ما يجد عمال النظافة أمثال هذه اللفافات في حاويات القمامة، أو قربها.... ويذهبون بها إلى إحدى الجميعات... وأريد أن أقول...
- يا للفظاعة... توقفي يا دالية أرجوك.... لم أعد أحتمل....
أهي لفافة تبغ احترقت وألقي عقبها على قارعة الطريق أو في سلة المهملات؟...

- رولا، ما بك متأثرة هكذا؟.. أنت تشتتينني عن الموضوع الأصلي... أهي المرة الأولى التي تسمعين بها عن شيء كهذا؟
-  كنت أراه في الأفلام والمسلسلات، ولم أكن أتخيل يوما أنه واقع موجود في مجتمعاتنا...
- بكل أسف يا حبيبتي،  لقد آتت الأفلام السينمائية، والمسلسلات العاطفية ثمارها في مجتمعاتنا، وجميع القصص والروايات العالمية الغربية والغريبة عن مجتمعاتنا، والتي كانوا يمثلونها أيام أفلام الأبيض والأسود، صارت حقيقة واقعة الآن، بعد التطبيق الفعلي لها، والاقتداء بنجوم الشاشة الكبيرة وأبطالها..
والملاجئ والمآوي تزداد في بلادنا يوما بعد يوم، ولا تكاد تكفي لاستيعاب ثمار الخطيئة المرة..

حاولت أن أسترجع في ذهني صورة سينمائية لطالما رأيتها...
صورة البطلة المسكينة الباكية، وكان علينا أن نتعاطف معها ونبكي لها، صورتها وهي تلف طفلها الرضيع بخرقة، وتضعه على باب المسجد ثم تفر....ويأتي فاعل خير ليأخذه ويربيه ويتبناه...
وكانت تلك الأفلام دوما تنتهي نهايات سعيدة... إذ يكبر الطفل ويشب ويتفوق في دراسته ومن ثم عمله، وتعاني الأم في حياتها قليلا، ثم تجتمع بصدفة ما مع ابنها الشاب الناجح، وغالبا ما يندم الأب المجرم في النهاية.... عفواً... أقصد البطل النجم الوسيم... ويبحث عن حبيبته، ويجدها مع ابنه الشاب، ويلتئم شمل العائلة، وتوتة توتة...فرغت الحدوتة... ويا لها من نهاية سعيدة.... ويحيا الحب...

ابتسمت دالية بمرارة وقالت:
-   ليتك تأتين معي إلى هذا الملجأ يا رولا، لتري بنفسك تلك النهايات السعيدة، لقصص الحب الحالمة التي حشوا بها عقولنا، وشغلوا بها خيالنا وأحلامنا طوال سنوات مراهقتنا وشبابنا...

آآآآآآآآه يا دالية... لا أستطيع أن أتخيل بشاعة تلك الصورة... كيف تستطيع  الأم...
الأم....
وأنا الآن أم...
وأعرف ماذا تعني هذه الكلمة...
أعرف مقدار الحب والحنان والعاطفة والرحمة والإشفاق الذي يتدفق من قلب كل أم نحو وليدها تدفقا...
كيف تستطيع هذه الأم أن تلقي فلذة كبدها لمصيره المجهول؟
كيف تتركه قرب حاوية القمامة لتفترسه قطط الشوارع، أو يتعفن حتى يموت، أو يلتقطه عامل النظافة –إن كان من المحظوظين- ليذهب به إلى إحدى الجمعيات، لينشأ يتيما محروما من حقه الطبيعي في أن يكون له أم يعرفها، وأب ينتسب إليه، وأسرة تحتويه وتحميه...

سكتت دالية، وكأنما بعثرت من عقلها كل الأفكار، وتبخر سيل الكلمات، وساد صمت رهيب يشبه الموت....
ولعلها ظلال الموت فعلا قد خيمت علينا في تلك اللحظات...
موت الضمير
موت الأخلاق
موت الحب.


وللحديث بقية.... (إن شاء الله)
العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: ماما فرح في 2007-09-01, 09:21:47

العرب في الجاهلية على بدائيتهم وفقرهم الشديد أحيانا كان اليتيم لا يعدم مأوى في بيت أحدهم

وفي الإسلام كان الصحابة يتنافسون على كفالة أبناء شهدائهم وتربيتهم في بيوتهم وسط أبنائهم

والآن مع كل التقدم والرفاهية وإدعاء التحضر والثقافة والتنوير............ ماذا نفعل بأيتامنا

والله أخجل من نفسي فهي أول من أتهمها قبل غيري
العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: أحمد في 2007-09-01, 11:11:42
emo (9):
العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: امينة في 2007-09-01, 17:58:35
 emo (02):

العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2007-09-01, 20:00:13
كل ده من حلاوتها؟ :emoti_138:
العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: امينة في 2007-09-01, 20:06:16
حلاوة الفكرة يا ماما هادية حضررتك عارفة ان هذا حلم حياتي  

كتبت هذا في التشريح

في انتظار باقي الحذوتة
العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2007-09-02, 21:05:47

أبحث عن قلب يحبني

الحلقة 2

مرت علي دالية بسيارتها لتصطحبني في زيارتنا الأولى لسكن الأطفال في الجمعية الخيرية.
وأخذت تحدثني طوال الطريق عن مشروعها وفكرتها البناءة، بحماسها المعهود.
- سينقلهم باص الجمعية إلى منزلي، وسنكون قد جهزنا لهم برنامجا عمليا، يتضمن عددا من الأنشطة المناسبة والمفيدة لهم، سنقسم هذا البرنامج إلى عدة فقرات.... وبالمناسبة عندي تصور لما يمكنك أن تقدميه لنا في ذلك اليوم.... ما رأيك لو...
- أنا لم أفهم بعد ما هدفنا من كل هذا؟ هل سنسعى لجمع أو تقديم التبرعات لهؤلاء الأطفال المساكين؟
- سترين الآن يا عزيزتي أن أحوالهم المالية ليست سيئة كما تتخيلين، فأهل الخير بتبرعاتهم وعطاءاتهم يغطون نفقات الجمعية واحتياجاتها..
- فما دورنا إذن؟
لماذا كنت أقول هذا، وبنبرة يظهر فيها السأم والملل؟ أهو الهروب مرة أخرى... الهروب من مواجهة هؤلاء الصغار؟... لماذا كانت نبضات قلبي تتسارع؟ وأنفاسي اللاهثة  تتلاحق كلما اقتربت السيارة من مقر الجمعية؟...
ما الذي كنت أخشى أن أراه هناك؟...
أكنت أخشى أن أنظر في عيون أولئك الأطفال البائسين؟
أكنت أخشى مواجهة ملامح وجوههم الحزينة، ونظرة الانكسار في عيونهم البريئة الصغيرة؟
واستمرت دالية تشرح كعادتها... أعتقد أن عملها كمدرِّسة قد أثر على أسلوبها في الكلام، فصارت دائما تتكلم وكأنها تلقي محاضرة، وكنت دائما طالبتها المفضلة، التي تستمع وتصغي ونادرا ما تقاطع...
- إن عملنا الذي سنقوم به عظيم جدا، وستكون له ثماره الإيجابية على صعيدين:
الصعيد الأول تنمية شخصيات هؤلاء الأيتام، ومساعدتهم على تحديد أهدافهم، ووضع برنامج منظم للسعي الحثيث نحو تحقيق هذه الأهداف. سنعلمهم كيف يكونون ناجحين في الحياة، كيف يتحلون بالأخلاق الحسنة، والآداب الراقية..
والصعيد الثاني، هو أن بناتنا وصديقاتهن سيدركن من خلال الاختلاط بهؤلاء الأطفال الأقل منهن حظا في الحياة، مدى النعم التي يتقلبن فيها، فيحببن حياتهن، ويرضين بواقعهن، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن إشغالنا لهن بعمل إيجابي بنّاء، سيساعدهن على تطوير شخصياتهن، والاستفادة من طاقاتهن وتوجيهها، بدلا من تبديدها في وسائل اللهو التافهة المنتشرة في أيامنا هذه، والتي تقتل الوقت والعقل والروح معاً.
ما رأيك؟
والتفتت إلي مبتسمة ابتسامة الواثق من عبقريته، وركنت السيارة بمهارة، وترجلنا منها، ودخلنا مبنى الجميعة.
كانت الجمعية مكونة من ثلاثة مبان متجاورة على شكل حرف (ب) وفي وسطها ساحة فسيحة نظيفة، تتوسطها بركة مياه جميلة.
وكان المبنى الذي إلى يسارنا مؤجراً إلى إحدى الشركات، ليُستفاد من ريعه في تغطية نفقات الجمعية، والمبنى الذي على اليمين هو مقر الجمعية، حيث تجمع التبرعات وتنظم الحفلات الخيرية، ويحتفظ بسجلات الأسر والأفراد المحتاجين، لتُهيأ لهم رواتبهم الشهرية.
كان الوقت مساء، ولذلك كان المبنيان خاليين تماما...
قالت دالية:
-   مقر الجمعية عادة  تجدينه يغلي بالحركة، وكأنه خلية نحل، لكنني فضلت أن نقوم بزيارتنا في المساء، ليكون الأطفال قد عادوا من مدارسهم، وأنهوا واجباتهم، حتى نراهم على طبيعتهم في مقر إقامتهم..

ولجنا المبنى الذي كان في المنتصف، كان مبنىً لا بأس به من حيث الجِدَّة والنظافة والترتيب..
سألنا إحدى المربيات عن مكتب المديرة فأشارت إليه...
استقبلتنا سيدة لطيفة في متوسط العمر، أنيقة الملبس، بهية الطلعة، صافحتنا بحرارة ودعتنا للجلوس...
كانت دالية قد حادثتهم هاتفيا وشرحت لهم أفكارها ومشروعها..

بدأت السيدة رجاء حديثها معنا بالتعبير عن شكرها وامتنانها لهذه اللفتة الإنسانية الرائعة من قِبلنا....
-   كثير من الناس يفكرون أن احتياجات أطفال الجمعية هي احتياجات مادية أو مالية، فيغمروننا بالعطايا والهدايا، وجزاهم الله خيرا، لكن أحدا لم يفكر من قبل أن أطفال الجمعيات هؤلاء هم أبناء هذا المجتمع، يحتاجون للتواصل مع إخوانهم فيه، خارج أسوار هذه الجمعية...
سألتها ببلاهة:
- ألا يخرجون من الجمعية أبداً؟
وأحسست كم هو غبي سؤالي هذا... والحقيقة أن معظم أسئلتي في تلك المقابلة كانت في منتهى الغباء والسذاجة، لكن السيدة رجاء بلباقتها الشديدة كانت تنظر إلي بمنتهى الاهتمام والاحترام كلما تفوهت بكلمة أو طرحت سؤالا، وأشعرتني بمدى أهمية تساؤلي، وحرصت على إجابته بمنتهى الاحترام..
كانت مربية فاضلة، عركتها الخبرة، وصقلتها التجربة...
-   أطفالنا يذهبون في الصباح إلى مدارسهم، وهي مدارس حكومية مجاورة لمقر جمعيتنا، ثم يعودون إلى بيتهم هذا... وكل أربعاء نسعى لتنظيم رحلة لهم إلى إحدى المنتزهات أو الأماكن الترفيهية، حيث يذهبون  برفقة المشرفات والمربيات (الدادات) ليستمتعوا ويبتهجوا، ونخصص يوم الخميس لمراجعة الدروس، وللدروس الخصوصية لمن يحتاج، أما يوم الجمعة، وهو يوم عطلة المشرفات، فلا يبقى في المركز إلا المربيات، والمشرفة المناوبة، لذا يبدو هذا اليوم مملا وطويلا بالنسبة لهم..... لذا اقترحتُ على الأستاذة دالية أن تنظموا هذا النشاط الذي تعرضونه في يوم الجمعة.
ولكنني أحب أن أعرف عن خطتكم في هذا النشاط، وتصوركم المبدئي له.


أي خطة وأي تصور؟ أنا لا أعرف إلا أنني أتيت  إلى هنا بوصفي صديقة دالية، وجزءا من جميع مشاريعها وخططها في النشاط الاجتماعي وغير الاجتماعي..... ونظرت إلى دالية مستنجدة بها...
فبادرت دالية بأسلوبها التدريسي الشيق المعهود تقول:
-   بالطبع، لقد جهزنا برنامجا مدروسا بدقة لمساعدة هؤلاء الأطفال في تنمية مهاراتهم وشخصياتهم، عن طريق محاضرات في طرق التفكير، والبرمجة اللغوية العصبية، وتتناول هذه الـ....
وتركتها تتكلم وأخذت أجوب بعينيّ في أرجاء الغرفة، وأجوب بخيالي أرجاء المبنى الغريب الغامض...
وفُتح الباب فجأة، ليلج منه ملاك طاهر بريء، طفل جميل لم يبلغ الثالثة من عمره.. وكأنه فزع لما رآنا...
ونادته السيدة رجاء بصوت رقيق:
- حاتم حبيبي... تعال إلى هنا وسلم على الضيوف...
واقترب حاتم، ومد كفه الصغيرة الغضة ليصافحنا، وصافحت كفه اللينة بيد مرتجفة باردة، وأمعنت النظر في عينيه الصغيرتين، وملامح وجهه الغض البريئة..
أأنت أيها الطفل الجميل أحد هؤلاء المعذبين المحرومين؟....
المحرومين من العطف؟ .... المحرومين من الحنان؟....  المحرومين من..... من الصفة...

حاتم...
أيها الطفل الصغير...

كم تمنيت لو أحتويه في أحضاني وأغرقه بقبلاتي، وأقول له: لا تخف يا صغيري، فغدا سيكون أحلى..
غداً يوم جديد، يوم سعيد، والحياة  دوما تسير نحو الأفضل، لن تجد في مستقبل أيامك مزيدا من البؤس ولا الشقاء ولا الحرمان..
وددت لو قلت له ذلك.. لكنني لم أستطع أن أكذب أمام هذه البراءة والطهارة...

وسحب حاتم كفه الصغيرة من يدي، ومضى يجري خارجا ليلحق بإحدى البنات الصغيرات......
أتراها أخته؟....
 آه نسيت....
لا إخوة هنا ولا أخوات....
ولا آباء ولا أمهات...
وإنما مجموعة متفرقة من أبناء مجتمعنا السعيد، جمعتهم ظروفهم القاسية، وجرائم آبائهم وأمهاتهم التي اقترفوها باسم الحب والرومانسية...

خرج حاتم... لكن عقلي مضى وراءه يجري ويبحث...
أين أنتِ يا أم حاتم؟
أين أنت يا أباه؟
أين أنتما يا من تركتم العنان لمتعكم وشهواتكم وأشواقكم وعواطفكم، حتى أسفرت عن هذه الجريمة النكراء...
ميلاد  طفل بائس، ليعيش حياة مفعمة بالشقاء...
وقتل أي أمل بالفرحة في قلبِ صغيرٍ حائر، لا يعرف معنىً للحياه
...
العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: جواد في 2007-09-03, 04:27:15
قاسية الى أقصى درجة ...

ربما سلاسة الإسلوب جاءت لتزيد من جرعات العذاب فيها،

والحال الذى وصفتموه للجمعية يبدوا كفندق خمس نجوم لما رأيته بعينى هنا فى مثل هذه الجمعيات فى مصر.

لقد كثرت مواضع الآلام والجروح فى جسد هذه الأمة..

فى انتظار بقية الحلقات ..
العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: أحمد في 2007-09-03, 15:12:17
emo (24):

هل هناك بقية  emo (7):
العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2007-09-03, 22:51:12
نعم إن شاء الله emo (7):
العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: أحمد في 2007-09-04, 13:43:23
نفس الرد هناك ..!

لا أقول احكوا لنا عن المهرج زوبعة ولكن ... قليل من الرفق يكفي

 :emoti_64:
العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: ماما فرح في 2007-09-05, 16:10:05
نفس الرد هناك ..!

لا أقول احكوا لنا عن المهرج زوبعة ولكن ... قليل من الرفق يكفي

 :emoti_64:

أنت إذن من قراء مجلة ماجد   emo (30):
 ::ok::
العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2007-09-05, 16:21:01
بودي أن ألبي طلبك يا أحمد

لكن القصة واقعية جدا ... جدا...
بل كثير من أجزائها حقيقي فعلا...

ألم أقل لكم أن حواديتي ليست من الخيال؟


لذا نصيحتي لك ألا تتابع القصة

العنوان: أبحث عن قلب يحبني... ح3
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2007-09-05, 16:30:06
أبحث عن قلب يحبني

الحلقة 3

أنهت السيدة رجاء حديثها مع دالية، ودعتنا لمرافقة إحدى المشرفات في جولة في السكن....

صعدنا مع المشرفة إلى الطابق العلوي، كان مقسما إلى مجموعة من غرف النوم، كل غرفة تتسع لخمسة أو ستة أسرة، ينام فيها مجموعة من الأطفال مع مربيتهم، وكان الأثاث مرتبا ونظيفا، ولا بأس به بشكل عام...
وكانت الغرفة تحتوي كل ما يمكن أن يحتاجه الطفل: سرير نظيف، خزانة ملابس، بل إن المربية (الدادة) فتحتها لنا لترينا تنسيقها وترتيبها لثياب وأدوات كل طفل...
وكان الطابق العلوي مخصصا للبنات، والسفلي للأولاد، وهناك غرفة خاصة للأطفال دون السنتين...


فوجئت بهذه الصورة اللطيفة للميتم، والتي تخالف كل ما كنت أراه في التلفاز من صور مزرية، ترى أيكون السبب هو أننا هنا في بلاد الخليج، حيث الرخاء المادي؟ أم أن السبب هو صرامة الرقابة، وقوة الإدارة وشدة المحاسبة، ويقظة الضمير؟

وجدنا الأطفال مجتمعين في إحدى الغرف الكبيرة، متحلقين حول التلفاز، يشاهدون إحدى برامج المنوعات...

ألقينا التحية على الأطفال، وحاولنا التودد لهم، واجتذاب أطراف الحديث معهم..... كانوا ينظرون إلينا بأعين واسعة تملؤها الدهشة...... من هؤلاء الغرباء؟ ومن أي كوكب جاؤوا؟

قالت لهم دالية: نريد أن ندعوكم لتزورونا في بيتنا، وتتعرفوا على بناتنا، فهن في مثل سنكم تقريبا، وستقضون معا وقتا ممتعا...
وأمطرنا الأطفالُ بالأسئلة والاستفسارات، غير مصدقين لما يسمعون... وأخذنا نجيب على أسئلتهم باهتمام وبشاشة....

وفي نهاية جولتنا، صحبتنا السيدة رجاء إلى البوابة الرئيسية وهي تؤكد لنا:
-   أطفالنا ليسوا بحاجة إلى دعم مادي، فأهل الخير كثيرون، إنهم بحاجة إلى احتواء عاطفي...
كثيرون منهم يشعرون في المدرسة أنهم منبوذون، أصحابهم يتجافون عنهم لأنهم أبناء الجمعية، ويعيّرونهم بهذا....
قلت لها:
-   وكيف يعرف الأطفال في هذا السن ما معنى أطفال الجمعية؟ ولماذا يتخذون منهم هذا الموقف السلبي؟
-   بكل أسف، يتلقى أصدقاؤهم تعليمات مشددة من أهاليهم ألا تختلطوا ولا تتصاحبوا مع أطفال الجمعية، فإنهم لا يستحقون صداقتكم، ولا يناسبكم مستواهم، وهذا ما يجعل الأصدقاء حتى لو بدؤوا في بداية العام بالتقرب منهم، يتحولون عنهم، وهذا ما يجرح أطفالنا ويطعنهم في الصميم، وتكون النتيجة أن كثيرا منهم يقابل هذا الحرمان العاطفي، والاعتداء النفسي، بالانعزالية، أو العدوانية أحيانا، فيقعون في المشاكل، فيعاقبون، فيتأزمون نفسيا أكثر ... وهكذا... وكأنها دائرة مفرغة لا تنتهي....

واعتصر الأسى قلبي، وتداعت في مخيلتي صور متلاحقة، لذكريات أليمة...
*أخي الذي كان ضعيف السمع، فكان أصدقاؤه لا يكفون عن السخرية منه ومن إعاقته...
وتبلغ الوقاحة من بعضهم أن يلحق به إلى منزله ليرسم له على جدران عمارتنا صورا كاريكاتورية ساخرة... فيدخل أخي الطفل المنزل، يجهش بالبكاء، وتحتضنه أمي وقلبها يتفطر حزنا وألما... تود لو تخفف عنه لكنها لا تملك إلا دموع عينيها ودماء قلبها تنزفها أسفا عليه...

*جارنا المريض النفسي الذي كان أطفال الحارة يجرون وراءه بألفاظ وصيحات غريبة... حتى يستثيروه ، فيصيح بهم غاضبا، ويبدأ بضربهم، وهم يرددون متضاحكين هاربين أنه مجنون...

لماذا تتسم قلوبنا بهذه القسوة والأنانية؟
لماذا نقابل من هم أقل منا حظا في الحياة بهذه التصرفات البغيضة اللا إنسانية؟
لماذا يعلم الآباء أبناءهم أن ابتعدوا عن هؤلاء وكأنهم مرض فتاك أو وباء معدٍ؟ بدل أن يشجعوهم على الإحسان إليهم، والتقرب منهم، ومحاولة التخفيف من معاناتهم....
فأين الدين؟ وأين الأخلاق؟ بل أين الإنسانية؟
وذكرت تذمر ابنتي الصغيرة مرة من إحدى صديقاتها في المدرسة، والتي كانت مصابة بنوع من القصور في قدراتها الذهنية، فكانت الصديقات تمل من حديثها المتكرر، وسذاجتها، وغلظتها أحيانا... وكن يتواصين بالابتعاد عنها واعتزالها... وكنت أوصي ابنتي دوما بالحنان والإشفاق عليها، وأذكرها بنعمة الله عليها إذ لم يجعلها مثل تلك الفتاة.... وأثير في قلبها نوازع الشفقة والرأفة والرحمة، حتى صارت لا تمل منها، ولا من اتصالاتها الهاتفية المتكررة، وتحاول قدر إمكانها مساعدتها ومؤانستها واحتواءها...

وسألتْ دالية السيدة رجاء:
-   هل هم جميعا في مدرسة واحدة؟
-   لا... أنا لا أسجل أكثر من ثلاثة –كحد أقصى- في نفس المدرسة...
-   لماذا؟ أليس من الأفضل أن يكونوا جميعا في مكان واحد، ليدعم بعضهم بعضا؟
-   لا..... إنهم في هذه الحالة سيتقوقعون على أنفسهم، ويزيد انعزالهم عن الآخرين.... نحن نريدهم أن يندمجوا بالمجتمع والناس، لينمو عندهم الشعور بالانتماء... وإلا فكيف نأمل منهم أن يكونوا أفرادا نافعين وصالحين في مجتمعنا، إن لم يشعروا بالانتماء إليه، وبالتواصل مع أهله؟

صحيح.... إن لم يشعروا بهذا التواصل والانتماء، سيخرجون للحياة ناقمين عليها وعلى أهلها، ونكون قد صنعنا بأيدينا مجموعة من المجرمين والمخربين والمفسدين....
ترى هل فكر أحد بهذا من قبل؟

واسترسلت السيدة رجاء وهي تمد يدها لمصافحتنا:
هذا ما جعلني أرحب كثيرا ببادرتكم الإنسانية وأعجب بها...

وفي طريق العودة، أفهمتني دالية المطلوب مني تماما...
وأعلمتني أنها سترسل لي بعض الكتب عن تنمية المهارات، وطرق التفكير، وبناء الشخصية، لأساعدها في انتقاء ما يناسبنا منها، وترجمتها و إعدادها...

وجاء موعد اللقاء الأول في منزل دالية....


يتبع إن شاء الله
العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: ماما فرح في 2007-09-06, 18:44:53

أبحث عن قلب يحبني

الحلقة 2

فبادرت دالية بأسلوبها التدريسي الشيق المعهود تقول:
-   بالطبع، لقد جهزنا برنامجا مدروسا بدقة لمساعدة هؤلاء الأطفال في تنمية مهاراتهم وشخصياتهم، عن طريق محاضرات في طرق التفكير، والبرمجة اللغوية العصبية،  وتتناول هذه الـ....
...

 :emoti_17:


 :emoti_404:

العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2007-09-06, 18:56:45
 ::)smile:

هيا نناقش ذلك في موضوع مستقل
العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: أحمد في 2007-09-06, 19:27:21

أبحث عن قلب يحبني

الحلقة 2

فبادرت دالية بأسلوبها التدريسي الشيق المعهود تقول:
-   بالطبع، لقد جهزنا برنامجا مدروسا بدقة لمساعدة هؤلاء الأطفال في تنمية مهاراتهم وشخصياتهم، عن طريق محاضرات في طرق التفكير، والبرمجة اللغوية العصبية،  وتتناول هذه الـ....
...

 :emoti_17:


 :emoti_404:


::)smile:

هيا نناقش ذلك في موضوع مستقل


توقعت مثل هذا ...

أكل عيش  :emoti_26:
العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: ماما فرح في 2007-09-06, 21:50:26

أبحث عن قلب يحبني

الحلقة 2

فبادرت دالية بأسلوبها التدريسي الشيق المعهود تقول:
-   بالطبع، لقد جهزنا برنامجا مدروسا بدقة لمساعدة هؤلاء الأطفال في تنمية مهاراتهم وشخصياتهم، عن طريق محاضرات في طرق التفكير، والبرمجة اللغوية العصبية،  وتتناول هذه الـ....
...

 :emoti_17:


 :emoti_404:


::)smile:

هيا نناقش ذلك في موضوع مستقل


توقعت مثل هذا ...

أكل عيش  :emoti_26:
ماشي ولكن عندي اختبار الأربعاء القادم ولم أذاكر بعد
لاتنسوني بالدعاء
ممكن أبدأ من الخميس إن شاء الله لو لينا عمر ونصيب  emo (30):

ماذا تقصد يا سيد بـــ أكل عيش هذه؟ 
::hit::
العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: أحمد في 2007-09-06, 22:19:34
وحذف ما يعلم جائز كما          ،      تقول زيد بعد من عندكما
وفي جواب كيف زيد؟ قل: دنف   ،    فزيد استغني عنه إذ عرف


- عبارتي خبر لمبتدأ مذكور آنفا -

" الأوصاف قبل ثبوتها أخبار، والأخبار بعد ثبوتها أوصاف "

ولتفهمي يا جارة  :emoti_64:


وبعدين اسمي أحمد يا فندم  :emoti_25:
العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2007-09-07, 13:46:45
وحذف ما يعلم جائز كما          ،      تقول زيد بعد من عندكما
وفي جواب كيف زيد؟ قل: دنف   ،    فزيد استغني عنه إذ عرف


- عبارتي خبر لمبتدأ مذكور آنفا -

" الأوصاف قبل ثبوتها أخبار، والأخبار بعد ثبوتها أوصاف "

ولتفهمي يا جارة  :emoti_64:


وبعدين اسمي أحمد يا فندم  :emoti_25:

أتمنى أن تكون الجارة فهمت
لأنني شخصيا لم أفهم شيئا
العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: أحمد في 2007-09-07, 14:02:31
البرمجة اللغوية العصبية >> مبتدأ مذكور في كلامكم سابقا


 أكل عيش >> خبر للمبتدأ المذكور آنفا               - هذا رأيي -


وأنا أصف البرمجة اللغويبة بأكل عيش .. وحتى يثبت الوصف، فأصوغ العبارة في صيغة مبتدأ وخبر،..

ثم متى تثبت لدى السامع تعود وصفا يحتاج الى خبر آخر

مثل:

محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقبل ثبوت كونه رسول الله يكتفى بالعبارة هكذا .. ويكون "رسول الله" خبر

ومتى ثبتت .. تصير وصفا ونعود للبحث عن خبر .. فنقول محمد رسول الله خاتم الانبياء مثلا


هل وصلت؟
العنوان: أبحث عن قلب يحبني.... ح4
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2007-09-07, 14:12:06
أبحث عن قلب يحبني


الحلقة 4

أمضينا الأسبوع في مطالعة وتحضير واتصالات هاتفية....
ولكن المهمة الأصعب كانت في إقناع بناتها وبناتي وبنات العائلة بالتعاون معنا، وانهمرت علينا الأسئلة: كيف؟ ولماذا؟ وما الهدف؟ وماذا سنفعل؟ وماذا سنقدم؟ وكيف سنوفق بين دراستنا وهذه المواعيد.....
عجبا.... وكأن وقتهم كله مستغرق في الدراسة والعمل، ولا يضيع أكثره على أحاديث الهاتف الفارغة، ومتابعة برامج التلفزيون التافهة بدءا من ستار أكاديمي، ومرورا بسوبر ستار، وانتهاء بالفيديو كليب....

-   يا ابنتي... يا حبيبتي... على الإنسان ألا يعيش لنفسه فقط... عليه أن يتعاطف قليلا مع من حوله... يحس بأحاسيسهم... ويبذل جهده لتخفيف معاناتهم، وإدخال البهجة والسرور لقلوبهم....
عليه أن يحاول أن يمارس إنسانيته...

لم تتحمس الفتيات كما توقعت دالية، ولم يعتبرن النشاط شيقا، يرقبنه باهتمام أو يحاولن الإبداع فيه...
بل رافقننا مكرهات لا بطلات...

جهزت دالية استمارة تعارف، فيها بعض الأسئلة الجيدة، التي تصلح لفتح حوارات شتى، ومواضيع كثيرة في غاية الأهمية والفائدة، لو أحسنّا استغلالها...
واشترينا بعض الحلوى والنفيخات (البلونات)...
واصطحبت ابنتيّ المتذمرتين، ووصلت لبيت صديقتي العزيزة، وفتحت لنا الباب ابنتها التي لا تقل عنهما تذمرا، ودخلنا...
وإن هي إلا دقائق، حتى وصل باص الجمعية، ناقلا لنا خمس عشرة طفلة، تتراوح أعمارهن بين السابعة والثالثة عشر....
عمر البراعم وأزرار الورد..

لم تخيبنا بناتنا ولله الحمد، فقد غلب عليهن الطبع الكريم، ورسمن على شفاههن ابتسامة حلوة، وهن يرحبن بالضيفات الجديدات...
كانت دالية قد جهزت في إحدى غرف بيتها الواسع عددا كافيا من الطاولات والكراسي، جلست الفتيات إليها، وبعد الترحيب بهن، قامت بتوزيع استمارات التعارف عليهن، وجلست كل واحدة من بناتنا إلى إحدى الطاولات، وأخذت تحاول أن تشرح للمجموعة التي معها كيفية الإجابة على هذه الأسئلة...

وعلا الضيق وجوه البنات، ولم يعرفن كيف يجبن على هذا الامتحان دون تحضير أو دراسة مسبقة، وحاولت بعضهن استراق النظر لأوراق زميلاتها لتنسخ إجاباتهن، وكان علينا أن نشرح المرة تلو المرة، أن هذا ليس امتحانا، بل هو مجرد محاولة للتعرف عليهن أكثر، وأن ما عليهن إلا أن يعبرن عما يجول بخاطرهن...
من المعلمة التي تحبينها؟
ما الصفات التي تحبينها في صديقاتك؟
ما الذي يزعجك منهن؟
ما الذي يثير غضبك؟
ما هي أمنيتك في الحياة؟ ..... إلخ

-   أستاذة ... أستاذة... ماذا أكتب هنا؟
-   اكتبي يا ابنتي ما تشعرين به..
-   لا أعرف ماذا أكتب... اكتبي لي أنت..
-   يا حبيبتي أنا أريد أن أعرف ما تحبينه أنت أو تكرهينه أو تتمنينه، فكيف أجيب بدلا عنك...

-   هل إجابتي هكذا صحيحة؟
-   يا حبيبتي ليس هناك صح أو خطأ... فقط عبري عن أفكارك..

واكتشفت كم تفتقر مناهجنا وأساليبنا الدراسية لأبسط أسس بناء الشخصية، وحرية التعبير عن الذات، فقد درج التلاميذ عندنا على التعبير عما يريده المعلم، ليحصلوا على الدرجة الكاملة، أما التعبير عما يريدون ويشعرون ويفكرون، فهذا أمر لا علاقة له بالمدرسة مطلقا...
ترى هل لهذا علاقة بتخريج أجيال من السلبيين العاطلين غير المبدعين في أوطاننا؟
ترى هل من أمل في .....

وأيقظني من تأملاتي صوت دالية:
-   رولا... ابقي معي على الخط لو سمحت...
ونظرة عتاب من طرف عينها، أعادتني إلى أرض الواقع...  
وعدت أبذل جهدي في مساعدة البنات على فهم المطلوب، وملء الاستمارة...

وبدأ الأمر يتحول إلى ما يشبه الدرس المدرسي، وبدأت أشعر بأمارات الملل والضجر على وجوههن...

-   هيا إلى اللعب!..........
صفقت بيدي، ورفعت صوتي....
 تحلقت البنات حولي في دائرة كبيرة، لنتفق على لعبة...
وتفاجأت دالية من ارتجاليتي هذه..... إذ لم نتفق على موضوع اللعب هذا أبدا...
وكالتلميذة المشاغبة التي تتمادى في المقلب، طلبت من ابنة دالية أن تحضر لي من غرفتها مسجلا وشريطا به بعض أناشيد الأطفال المرحة..
سنلعب لعبة الكراسي الموسيقية...
وبدأت اللعبة، ووقفت دالية ترمقنا بنظرات هي مزيج من الاعتراض والدهشة...
وتفاعلت البنات جميعا....
-   ممنوع أن تمسكي الكرسي بيدك.... ممنوع أن تدفعي زميلتك التي أمامك... من لا تلعب بلطف سنعتبرها خاسرة وإن فازت ....
-   وتعالت صيحات المرح والحماس...
وأوقفتُ المسجل فجأة... وأسرعت البنات بالجلوس...
 وخرجت الخاسرة الأولى...

أسوأ شيء أن تكون الخاسر الأول في  لعبة الكراسي الموسيقية، هذا ما لم أحسب له حسابا...
لكن دالية أنقذت الموقف:
-   كل خاسر في لعبة أستاذة رولا، سيفوز عندي بقطعة من الحلوى....
-   هكذا إذن.... استعدتِ أيام الشغب القديم يا دالية؟
-   البادي أظلم يا رولا العزيزة....

وتعالت ضحكاتنا.......... وتعالت ضحكات البنات...
وأمضينا وقتا ممتعا... لم نشعر بمروره...
وحضر باص الجمعية ليصطحب البنات، فانصرفن وقد أشرقت وجوههن البريئة بابتسامة عذبة.............

نظرت إليّ دالية نظرة تساؤل.............. فقلت لها:

-   متى موعدنا القادم؟



يتبع إن شاء الله
العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2007-09-07, 14:15:50
البرمجة اللغوية العصبية >> مبتدأ مذكور في كلامكم سابقا


 أكل عيش >> خبر للمبتدأ المذكور آنفا               - هذا رأيي -


وأنا أصف البرمجة اللغويبة بأكل عيش .. وحتى يثبت الوصف، فأصوغ العبارة في صيغة مبتدأ وخبر،..

ثم متى تثبت لدى السامع تعود وصفا يحتاج الى خبر آخر

مثل:

محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقبل ثبوت كونه رسول الله يكتفى بالعبارة هكذا .. ويكون "رسول الله" خبر

ومتى ثبتت .. تصير وصفا ونعود للبحث عن خبر .. فنقول محمد رسول الله خاتم الانبياء مثلا


هل وصلت؟

منت بتعرف تشرح اهو
لازم كل مرة تستعرض علينا ذكاءك وتحسسنا أننا أغبياء، وبعدين تفهمنا

منك لله يا شيخ  
:emoti_144:
العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: أحمد في 2007-09-07, 14:21:52
منت بتعرف تشرح اهو
لازم كل مرة تستعرض علينا ذكاءك وتحسسنا أننا أغبياء، وبعدين تفهمنا

البلاغة الإيجاز يا ماما هادية  :emoti_26:

منك لله يا شيخ [/color] [/size] :emoti_144:

 emo (24):

 emo (9):

ايده   ::cry::)

ربنا يتولانا برحمته  :emoti_404:
العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: ماما فرح في 2007-09-07, 14:39:01

لم أفهم شيئا طبعا من مداخلة أحمد الأولى والحمد لله فهمت في الملحق  emo (30):

وفعلا البرمجة أكل عيش وأكثر قليلا


جميلة جدا حلقة اليوم  emo (30):
العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: الشيماء أحمد في 2007-09-08, 00:50:40
ماما هاديه ... :emoti_25:

 ::cry::

 ::cry::


سامحك الله  emo (7):

قرأة الجزء 1 و 2 لنصفها ولم استطع ان اكمل ... ::cry::)

 اتعلمين ان في شئ من رولا؟؟
 لكني أقوى منها او يمكن أضعف منها... :emoti_145: يعني دالية بتلح عليه في السنه ثلاث مرات تقريباً اروح معاها ... مره في رمضان ومره في الاعياد ومره ثالثه لحضور عرس او خطبة او تخرج واحدة من هؤلاء الفتيات .. وفي كل مره بقول لأ emo (7):


لاني عارفه نفسي وعارفه اني لن امسك دموعي ولن استطع اخفاء مشاعري ... فأفضل الهروب للاسف ::cry::)

عندك لي دواء شجاعه وطقية لخفه وقلب متحجر علشان اقدر اروح معاهم؟؟؟ emo (5):
العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2007-09-08, 12:07:08
ماما هاديه ... :emoti_25:

 ::cry::

 ::cry::


سامحك الله  emo (7):

قرأة الجزء 1 و 2 لنصفها ولم استطع ان اكمل ... ::cry::)

 اتعلمين ان في شئ من رولا؟؟
 لكني أقوى منها او يمكن أضعف منها... :emoti_145: يعني دالية بتلح عليه في السنه ثلاث مرات تقريباً اروح معاها ... مره في رمضان ومره في الاعياد ومره ثالثه لحضور عرس او خطبة او تخرج واحدة من هؤلاء الفتيات .. وفي كل مره بقول لأ emo (7):


لاني عارفه نفسي وعارفه اني لن امسك دموعي ولن استطع اخفاء مشاعري ... فأفضل الهروب للاسف ::cry::)

عندك لي دواء شجاعه وطقية لخفه وقلب متحجر علشان اقدر اروح معاهم؟؟؟ emo (5):

لا أدري والله يا شيماء

انتظري لنهاية الحدوتة... وبعدها نرى هل تحتاجين هذه الأشياء بالفعل، أم تحتاجين لأدوات أخرى

العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: الشيماء أحمد في 2007-09-08, 12:26:27
طيب امري لله هقرأ ما فات وربنا يعيني .. اكملي يا حبيبتي emo (7):
العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2007-09-08, 13:24:12
طيب امري لله هقرأ ما فات وربنا يعيني .. اكملي يا حبيبتي emo (7):

أيه ده؟ هي الحدوتة وقراءتها أشغال شاقة يعني؟
العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: الشيماء أحمد في 2007-09-08, 13:27:55
موضوع الحدوته يا هاديه هو السبب ... يكفيني ان اشعر بتلك المشاعر المتداخله وانا أقرأ والله احياناً لا ارى ما كتب. emo (7):
العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2007-09-08, 19:09:20

أبحث عن قلب يحبني

الحلقة 5

تكررت لقاءاتنا مع الاطفال، وزاد تعلقهم بنا، وزاد سرورنا ونشوتنا بما نقوم به من خيرو بر وإحسان
بدأ بعضهم يحاول الالتزام بقواعد الذوق والاتيكيت، ليثبت لنا أنه سيكون فردا صالحا في المجتمع
وبعضهم بذل مجهودا أكبر في دراسته، وارتفعت درجاته بشكل ملحوظ، وصار الأطفال يتشوقون للقائنا، وصار تهديد أحدهم للآخر إذا ما تشاجر معه أنه سوف يخبر أستاذة دالية بسلوكه، فيكون ذلك أقوى رادع له..

سرت مديرة الدار بأدائنا، وبتفاعل الاطفال معنا..

واصطحبناهم في رأس السنة الهجرية لأحد المطاعم..
 تحدثنا عن إنجازاتهم، وشجعنا المجتهدين منهم، ووزعنا عليهم الجوائز، وحدثناهم عن ذكرى الهجرة، والعبر التي فيها..

تحدثت لهم عن أعظم يتيم في الدنيا، وكيف أنه لم يشعر باليتم لأن الله كان معه، ومن وجد الله لم يفقد شيئا..
كيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب أن يكون قدوة لكل يتيم، فقد شرفه الله تعالى بأن آواه وأغناه واصطفاه، فلن يكون اليتم يوما عائقا عن حياة كريمة رفيعة نبيلة، إن نمّى الإنسان في نفسه خصائل الخير والإيمان..

تناولوا طعامهم، ثم اندفعوا للعب والمرح.. وكنا نرقبهم بسرور ورضا بالغين... ونفكر في مستقبل عملنا معهم، وكيف سنتابع وماذا سنفعل...

قالت سارة كلمات لا زالت ترن في أذني، بل في مسامع قلبي، لا ينقطع صداها....
وسارة فتاة من قريبات دالية، كانت تصحبنا في رحلاتنا الميدانية مع الأيتام لتساعدنا، كانت تقيم مع أمها المطلقة، وتفتقد لحنان أبيها، وربما أمها أيضا، وكانت تشعر بشبه كبير بين حالها وحال هؤلاء الأيتام...
قالت: أهم شيء في تعاملنا مع هؤلاء الأيتام هو الاستمرارية.... فهؤلاء يشعرون أن الجميع تخلى عنهم، وتهرب من مسؤوليته تجاههم، إنهم يعانون من عدم الاستقرار، وعدم الإحساس بوجود ركن وثيق يرتكزون إليه ويرجعون له، فحتى الموظفات في الدار يتعرضن للانتقال أو النقل، أو يتركن الدار بسبب الزواج أو العمل في مكان آخر، فيشعر الأطفال دوما بالتشتت والاضطراب، فمن الخطأ أن يتعلقوا بنا ثم نتخلى عنهم، سيفقدون عندها الثقة في أنفسهم وفي مجتمعهم، ونكون قد ألحقنا بهم من الضرر أضعاف ما بذلناه لهم من إحسان...

أفاقني كلامها من نشوتي، وكأنه صفعة قوية توجه لشخص نائم ليستيقظ بعد أن أعيا من يوقظه، وأحسست بعظم المسؤولية، وخطورة ما نفعله....
ترى هل سنستطيع أن نستمر في طريقنا هذا حتى النهاية؟
 أم أن كل ما نقوم به ما هو إلا أثر انفعال مؤقت، وموجة عاطفية وجدانية ستتكسر بعد قليل وتتبعثر على صخور شاطئ الدنيا، وتتبدد على رمال مشاكل الحياة اليومية ؟؟....  



يتبع إن شاء الله
العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: ماما فرح في 2007-09-08, 19:27:16

جمعتني الظروف مرة بسيدة فاضلة لديها دار صغيرة تربي فيها بعض الأيتام وتوفر لهم كل ما يحتاجون إليه ماديا ومعنويا جزاها الله خيرا
وكان لديها مشكلة هي كيف تشرح لهم أن الأم قد تموت فتربي الطفل اليتيم أما بديلة
الأطفال أعمارهم بين الرابعة والخامسة
فحاولت أن تحكي لهم قصة عن طفلة صغيرة كانت تعيش مع إخوتها وأمها ثم ماتت الأم .. وهنا توقفت وسألتهم :هل تعرفون أين ذهبت أمها؟
فقالوا لها ببراءة :
طلعت أجازة

فهكذا تعودوا من المشرفات بالدار أن من تتغيب منهن فهي في أجازة وستعود

سبحان الله
قدر على رسوله الكريم اليتم فخفف بذلك عن ملايين الأيتام من بعده قسوة واقعهم وأعلى قدرهم
 
العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2007-09-09, 14:24:44
أبحث عن قلب يحبني


الحلقة 6 والأخيرة


ترقت دالية في عملها الوظيفي، ورزقت أنا بمولود جديد، وانشغلت كل منا بأبحاثها ومسؤولياتها الجديدة..
لم نكن نقصد أن نتخلى عن هؤلاء الأيتام...
والله لم نقصد ذلك...
اعتذرنا أول أسبوع، ثم الذي يليه، ثم بدأت امتحانات أبنائنا، ولم يكن من الممكن ان ننشغل عنهم،

 ثم..........
 وثم..........
وثم................

ومر أسبوع تلو الآخر
وشهر جر شهرا
وبعدت الشقة بيننا وبين أولئك الأطفال...
وأخذت كلمات سارة تتردد في أذني، وتطرق مسامع قلبي، وتمزقه تمزيقا...

ذهبنا مرة بعدها لزيارة الدار، وقد اشترينا بعض الحلويات والهدايا، وقمنا بتوزيعها على الأطفال..
...
أقبلت إحدى الفتيات وسألت عن ابنتي... (واخجلتاه..)
وأخرى سألت عن ابنة أخي دالية..... (لم تستطع دالية إرغامها على القدوم، فقد ملت الفتاة من هذا النشاط الاجتماعي وبدأت تبحث عن شيء جديد تتسلى به)
سألتني طفلة اسمها رضوى: أين القصة التي وعدتني بها؟
- أي قصة يا صغيرتي؟
- ألم تعديني يا أستاذة أن تحضري لي مجموعة قصص عندما اخبرتك أنني أحب القراءة... 
(يالي من منافقة... أوزع الوعود بلا حساب... ولا أذكرها حتى لأفي بها)


كانت زيارة سريعة وخاطفة، حاولنا خلالها أن نسكت صوت ضميرنا المتعالي الذي كان يؤرقنا...
حاولنا ان نغض الطرف عن إعراض الأطفال عنا، ونظراتهم العاتبة والمتهمة لنا..
لقد تخليتم عنا أنتم أيضا.... مثلما تخلى عنا آباؤنا...
كلكم متشابهون

لماذا بدأنا تلك الخطوة الخطيرة دون أن نحسب حساب خطواتنا جيدا؟؟....
دون أن نفكر هل نستطيع الاستمرار أم لا؟
هل كانت مغامرة لطيفة أردنا أن نعيشها غير عابئين بتأثيرها على هؤلاء الأبرياء؟
هل كانت لحظات انفعالية أردنا أن نثبت فيها لأنفسنا أننا ملائكة الله تمشي على أرضه؟؟...

هل كانت محاولة منا لإرضاء غرورنا وضميرنا الديني، ولنستمتع من خلالها بالقيام بدور المحسنين؟؟...
لكنني لم أكن السبب...
لا
لقد كانت فكرة دالية.. ولم تكن فكرتي...

هكذا كنت أحاول أن أسكت ضميري، وأبعد عني أشباح صورهم ووجوههم الحزينة كلما أحاطت بي وأرّقتني..
نظراتهم المتهمة كانت تحاصرني
ونبرة أصواتهم المنكسرة كانت تصم أذني
ونصيحة سارة وتحذيرها كان سكينا يمزق الحشا ..

أهم شيء في تعاملنا مع هؤلاء الأيتام هو الاستمرارية.... فهؤلاء يشعرون أن الجميع تخلى عنهم، ونهرب من مسؤوليته تجاههم

يوم اليتيم العالمي
هيا بنا ننظم رحلات
نمسح على رؤوس بعض الأيتام
نوزع بعض الابتسامات الغبية وبعض الحلوى السخيفة
هيا بنا نشتري لأنفسنا الشعور بالرضا والزهو، ونكتسب لقب المحسن العظيم، والبار الرحيم...
هيا .. هيا... من يشارك؟ ....
مغامرة لطيفة... من يحب أن يجرب...
لن تكلفكم التجربة شيئا سوى بعض الوقت وبعض الحلوى وبعض البسمات...
أيتام التجربة جاهزون ومتوفرون...

هيا
هيا

لا استمرارية
لا إخلاص
لا تحمل للمسؤولية

كيف سأخرسك يا ضميري

كيف أتخلص من شبح وجهك يا حاتم الذي يلوح لي ليل نهار؟...
كيف أنسى ملمس كفك الصغيرة وهي ترتجف وسط كفي؟؟

ها هي قصتك يا رضوى... لقد اشتريتها... ولكنني أخجل من أن آتي لأوصلها لك...
إنها أمامي على الرف.... تلوح لي كل يوم... دليلا على تفاهتي وغدري بك
وبكم جميعا

سأمزقك أيتها القصة اللعينة...

وستخرس يا ضميري

وأنت يا حاتم

ابتعد عني
ابتعد عن ذاكرتي أرجوك
أرجوك
العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: أحمد في 2007-09-09, 16:23:14
رغم اني لم اعتد القراءة التفصيلية لموضوعات النت الا فيما ندر جدا

ورغم اني كنت اسرع جريا في القراءة في هذا الموضوع

إلا أن عيني لم تملكان إلا أمرا واحد

وآسف على البوح

إلا أن قلمي سال أيضا

فلا ملكت هذي ولا تلك

بالله عليكم، ألم أطلب الرفق؟
العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: ماما فرح في 2007-09-09, 22:03:53

ألن تكون هناك حلقة سابعة؟

سؤال سخيف

لو لم تكتب ضمائرنا الحلقة السابعة فلن تكون

وأظنها لن تكون 
العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2007-09-09, 22:40:02
الحدوتة انتهت بكل أسف

أعتذر منكم لأن النهاية لم تكن سعيدة

لم تكن النهاية هكذا عندما بدأت بكتابة القصة قبل بضع سنوات

لكنننننننننننننن

وعدتكم ان تكون الحدوتة حقيقية

والحقيقة مرة بكل أسف

فهل من مشمر لتغييرها؟؟
العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: الشيماء أحمد في 2007-09-10, 01:12:22
 :emoti_336: emo (21):

 ::cry::
العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: دموع القهر في 2007-10-14, 20:47:20
اش دا مو حلوة النهاية
كنتي كملتيها طيب يا ماما هادية
الله يهدي الأمة ويرقق قلبها
قولو امين
العنوان: رد: الحدوتة الخامسة (أبحث عن قلب يحبني)
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2007-10-15, 01:25:08
اش دا مو حلوة النهاية
كنتي كملتيها طيب يا ماما هادية
الله يهدي الأمة ويرقق قلبها
قولو امين

آمين
أهلا ومرحبا بك يا آلام القلب ::)smile:

أين كانت هذه الغيبة  :emoti_138:
أعلم يا حبيبتي أن النهاية لم تكن حلوة، بل حزينة وبائسة... ولكن هذا هو الواقع بكل أسف، حزين ومرير..
ولعل توجعنا مع أبطال هذه القصة يكون حافزا لنا لشيء من التغيير...
أليس توجعنا ومن ثم محاولتنا للتغيير، أفضل من نهاية سعيدة تسر قلوبنا، ثم ننسى بعدها الحكاية كلها والأيتام والجمعيات؟

أم ما هو رأيك؟

 بالمناسبة... الموضوع التالي له صلة بموضوع الحكاية، فليتك تشاركينا فيه

وهو بعنوان :

 أطفال  الشوارع (http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=417.0)


اضغطي على العنوان  
العنوان: رد: أبحث عن قلب يحبني (حصرياً على أيامنا الحلوة)
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-04-03, 19:59:46
 :emoti_133:

للرفع


 ::ok::
العنوان: رد: أبحث عن قلب يحبني (حصرياً على أيامنا الحلوة)
أرسل بواسطة: امينة في 2008-04-03, 21:35:07
 :emoti_133: 

ماما هادية 

كنت قد شرعت في قراءة القصة  و لو اكملها  بسبب انقطاعي  عن المنتدى

و يا ريتني ما كملتهاش  ::cry::

مزقت قلبي
العنوان: رد: أبحث عن قلب يحبني (حصرياً على أيامنا الحلوة)
أرسل بواسطة: (أبو عبد الله) في 2008-04-03, 21:56:06
بسم الله الرحمن الرحيم
 السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

من المؤسف أن تتكرر هذه القصة في مكان آخر .. و مع أشخاص آخرين .. مع نظرات حاتم نفسها..

زرت تلك الدار مرتين لا أكثر ..في إحداها التقت عيناي عيني حاتم..كانت نظراته تخاطبنيي..تلومني .. تستعطفني .. حتى أني وددت لو آخذه معي للبيت..

لازلت أذكر ملامحه وحتى ملابسه .. صفراء تقطعها خطوط سوداء .. تماما كصورة تلك النحلة..

لا أدري ربما الوضع في تحسن الآن .. الآن أصبح عندنا ما يسمى بالأمهات العازبات !! نعم هن أمهات على الأقل لم يرمين أبناءهن في سلة القمامة.. لكنهن عازبات .. لم يتزوجن..

أما الاستمرارية فأصبحت أفتقدها تقريبا في كل شيء حتى في عملي و دراستي و .. الله المستعان

ربما تحتاج إلى موضوع مستقل .. أو لعلي أجد في البرمجة اللغوية العصبية ما يفيد !!

وفقنا الله وإياكم لما يحبه و يرضاه
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته

العنوان: رد: أبحث عن قلب يحبني (حصرياً على أيامنا الحلوة)
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-04-03, 23:11:34
 :emoti_133:

شكرا لمشاركتك يا أمينة
وآسفة أن القصة أحزنتك

لكنها الحقيقة المرة بكل أسف .. وبلا تزيين

أخي أبا عبد الله...

شكرا لمرورك
ولا أعتقد أنك ستجد في البرمجة اللغوية العصبية ما يفيد إطلاقا
فلم نجد فيها ما يفيد...
وإنما كانت موضة سائدة في ذلك الوقت وتفرض نفسها بقوة.... وكما رأيت فبطلات القصة كن من النوع الذي ينساق وراء كل فكرة جديدة دون دراسة متعمقة وروية

وهذا ما أدى أو أسهم في هذه النهاية المؤلمة للقصة...  
العنوان: رد: أبحث عن قلب يحبني (حصرياً على أيامنا الحلوة)
أرسل بواسطة: صدق الإحساس في 2008-04-11, 00:16:05
سلام الله عليكم جميعا اختي الكرام

جزاكي الله خيري الدنيا والاخرة ماما هادية

لقد نفضتي الغبار على آلام تتصارع للزوال بمخيلات
في ذلك اليوم ليس ببعيد جاءت مريم صديقتي ذات الطابع الشفاف والاحساس المرهف ودموعها لا تنقطع حاولت تهدئتها فلم انجح كانت تتكلم بكلمات متقاطعة لقد مات أكلوه الكلاب...............................والله اكلوه الكلاب.............................
قلت لها بلهفتي من من ؟؟؟؟
اجابت انه رضيع لاذنب له في الحياة أكلوه الكلاب............................
تركتها تبكي بمرارتها حتى هدأت ثم بدأت كلامها بعدما مسكت بيدي وكأنها تبحث عن شيء ما
قالت حكاية لم أسمعها من قبل لربما رأيتها بإحدى المسلسلات كما ذكرتي يا ماما هادية وكانت النهاية سعيدة انما هنا فنحن على ارض الواقع انعكست النهاية فكانت فظيييييييييعة
وهذا ماجاء على لسان مريم
سامحيني اولا على تأخيري انه ولله خارج عن ارادتي
ثم قالت عندما خرجت من البيت وجدت الناس مجتمعين بالقرب فذهبت للاستفسار
عندما وصلت لعين المكان رأيت الدماء وأطراف ثوب بلونين الازرق السمائي والابيض وسألت احدى النساء ما الذي يجري هنا
فقالت لها في ليلة امس خرجت زهرة ( زوجة لابن جارتها بالمنزل الامامي لمنزلها) لرمي الازبال (أعزكم الله) فوجدت طفل رضيع بجانب القمامة فحملته الى بيت زوجها وعندما رأته ام زوجها اي حماتها بدأت بالصراخ قالت لها بان تعيده حيث كان والا طردتها برفقته
فاخذته زهرة التي لا تستطيع الا طاعة حماتها وارجعته حيث كان
وفي الصباح وجدوه وقد أكلته الكلاب لم تترك منه سوى قطرات دماء وملابسه المقطعة للاطراف وبعض العظام
ولازات تحكي ماجرى حتى شرعت في البكاء وبدأت بالصراخ من جديد وهي تقول ليتكي ترينه ليتكي ترينه اكلته الكلاب
مسكين انجبته الكلاب البشرية لتأكله كلاب الشوارع ماذنبه؟؟
بكيت معها وبكينا كثيرا مريم كانت اكثر تأثر وكلما جلسنا تذكره وبنفس اليوم ذهبت عند زهرة واخذت تلومها وبدأت تقول لها ليتكي اتيت به الي ليتكي اتصلتي بالشرطة قبل ان تأكله وبدأت تصرخ في وجه الحماة وذكرتها بكل معاني الانسانية التي تفتقر اليها وجاءت الشرطة واخذت زهرة والحماة لانهما اعتبرا متسترتان على الجريمة

فمن هنا الجاني؟؟؟   وهل سمعت قصة كهذه؟؟؟
انها حقيقية مئة بالمئة وحدثت منذ مايقارب السنة او اقل

سامحوني على جفاف اسلوبي حاولت جاهدة ان اوصل اليكم القصة بطريقة سلهة

وجزاكي الله كل خير ماما هادية

في امان الله وحفظه
العنوان: رد: أبحث عن قلب يحبني (حصرياً على أيامنا الحلوة)
أرسل بواسطة: صدق الإحساس في 2008-04-11, 01:16:21
بداية قرأت الصفحة الاولى فقط ظنا مني ان الموضوع لا يتعداها ففوجئت عندما أرسلت الرد الأول
ثم راجعت ما لم أره صدقا بالبداية فكرت في أن أذهب لجمعية خيرية انها قريبة جدا من بيتنا لكن عندما أكلمت الصفحات
هزتني كلمات سارة الكي ماما هادية ربما قالتها لي احداهن؟؟
اذكر ذلك اليوم كنت متحمسة كثيرا سأذهب الى الخيرية وسآخذ معي طفل او طفلين وساذهب بهما في نزهة
ليس بشيء مكلف ساضع بطاقتي الوطنية ثم اخذهما وعند ارجاعهما أسحب بطاقتي وكأن شيء لم يكن وذهبت الى باب الخيرية لمحت الاطفال من الباب يلعبون بالساحة بقيت انظر لهم ودموعي لا تفارقني كانت اول مرة ارى فيها هؤلاء الاطفال فجأة جائني صوت
عفوا آنسة أتبحثين عن شيء ما؟
رجعت مما كنت عليه لأجده الحارس للخيرية فقلت له لا لا شيء آسفة ثم انصرفت محاولة اخفاء دموعي التي لا اعرف لها سر ولا مكنون
كم مرة حاولت وفكرت لكني لا اقوى على ذلك رما كنت أفكر بما نصحتكي به سارة لكن بطريقة أخرى
كنت أقول ماذا لو اعتاد عليا الاطفال؟؟ وكيف سأسد حاجياتهم العاطفية وعددهم يتجاوز المئات؟؟؟
هذا ما كان يجعلني اتراجع في آخر اللحظات وانا امام باب الخيرية مما أدى الى شك الحارس في شخصي
أمر مؤسف ويحتار الانسان كيف يساعد؟؟
الاستمرارية كيف تستطيع الوعد بهذا؟؟
أسئلة كثيرة تدور بالنوى ويخرسها ضمير أبكم اعتاد على الصمت منذ زمن بعيد ويسكتها بكلمة
لاتستطيعي فعل شيء

او وما دخلك انت لهم خالقهم؟؟ الخالق .................الله.......................

ما جوابي عند سؤالك يا ربي ما جوابي؟؟؟

عذرا لا استطيع الاسترسال تركت العنان لنفسي كثيرا واغمرت صفحات منتداكم الموقر آسى وحزن من اول مشاركاتي

اطلب منكم ان تعذروني

بارك الله فيكم جميعا

اتذكر شيء قطعني كثيرا الان حاولت ان اصمت عليه وان لا اخبركم به
لكني سأفعل شيء وأعترف

كنت حينها أساعد جارتنا في تجارتها الى جانب دراستي
وذات يوم جاءت صديقة لي لتخبرني بان احدى زملائنا بالمدرسة هم أبناء الخيرية
استغربت من رضا وعبد الله تأثرت قليلا لكنها بدأت تضحك وتقول كلام يحطم شخصهم لكني وبكل آسف سرعان ما تخليت عن شعوري وبدأت أضحك معها مرت الايام
كان رضا يكبرني بسنة وعبد الله معي بالفصل كانت دوما صديقتي تختلق المواضيع لتستهزء بعبد الله كنت أحيانا أدافع عنه ربما كنت العنصر الوحيد لكن زملائنا الشباب كانوا يفرحون بذلك لان عبد الله أكثرهم وسامة وجمالا وكذلك كان متفوق بالدراسة
اشتد عبد الله الي وعرفني على رضا عن قرب وعرفت حكايتهما عبد الله يجهل تماما عائلته لا يعرف حتى كيف جاء للدنيا
اما رضا وجد والدته التي تنكر وجوده لانها استقلت بأسرة وتخفي عن زوجها الامر مما جعل رضا يكرهها ولا يرغب باي صلة تربطه معها
ومرت الايام
وجدت نفسي أصبحت محطة استهزاء من حولي وكأني منهم ويقولون لي من عاشر قوما 40 يوما أصبح مثلهم
كنت أشعر بآلامهم وحزنهم والكثير الكثير.....................................
وفي أحد الايام اي السنة الاخير لرضا في الدراسة كنت حينها فيما قبل الاخيرة حدثني عبد الله ان رضا يريدني في امر مهم ومن عطفي الكبير وافقت على مقابلته بعيدا عن المؤسسة الدراسية
والتقيت به كنت أنتظرمنه فضفضته كعادته لكنه اليوم كان غير عادته
وكان أكثر خجلا ثم بدأ يخبرني بمشاعره اتجاهي واخبرني انه سنتظرني سنة حتى اكمل الدراسة ويأتي لخطبتي كان يعلم تماما نهاية العلاقات العاطفية لهذا جائني بشكل مباشر وقال لي كل شيء وكأنه أعد برنامجا موثوق من نجاحه
أخبرني في خلال السنة التي سينتظرني فيها سيعمل بكل جد واخبرني انه يجمع القليل من المال الذي كان يجنيه من عمله الى جانب الدراسة
كانت متحمس كثيرا في كلامه
لكن نظراتي اليه التي كانت تغمرها الكثير من الاستفهامات ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وعندما انتهى من حديثه سألني عن راي وشروطي
تلعثمت ولم استطع الرد ثم راح فكري
الي مستحييييييييييييييييييييييييييييييل ان يوافقوا عليه
ثم ثم ماذا عن ابنائي؟؟؟ اين اعمامهم وعماتهم اين جدتهم وجدهم؟؟؟
من سيرد مكاني؟؟؟
ظل ينظر الي ثم قال مستنكرا حالة اندهاشي
آسف اذ تعديت الحدود ونسيت اني أقل منكي بكثير هزتني كلماته
لابد عليا من اصلاح الوضع فقلت له لا لا اقصد شيء فانا لم قل شيء ليس الامر كما تظن وانما مازال المشوار طويل فانت لازلت صغير
19 سنة وتفكر في الزواج مازلت صغير
اجابني بلى اني رجل واستطيع تحمل المسؤولية من الان ان شئتي
نظرت اليه قائلة ومحاولة اخفاء تعابير وجهي التي توحي للرفض قطعا واجباريا حسنا اعد التفكير في الموضوع لعلك تسرعت فأنا سأتمم الدراسة يعني لم يعد ينتظرني عام لاكمل مازال المشوار طويل يفوق حسابك

قاطعني قائلا كلكم هكذا ليس منكم من يشعر بنا وبدأ يصرخ في وجهي لست ادري تحديدا كيف ثار غضبه ربما كلمة مني او تعبير لم أقصده لكنه غضب وكلمة على كلمة حتى وجدت نفسي أقول له كيف يمكنك التفكير في الم تنظر لنفسك وهل جننت اتنتظر ان اوافق على زواجي برجل من ابناء الشارع

كلمات خرجت من فمي كالرصاص القاتل لم أنتبه ربما كنت في غاية الغضب وقلتها دون شعور
لكنه صمت عند سماعه لكلماتي لم يتفوه باي كلمة وانصرف وتركني انظر اليه وهو يركض محاولا الهروب من ماذا لست ادري؟؟؟
وتوالت الايام وسألت عنه صديقه عبد الله الذي أخبرني انه مر بأيام حزن كبيرة بسببي وأصبح يدخن وضاع في دوامة الحياة البائسة وترك الخيرية ولم يعد يزورهم واختفى
حتى انهم سألوا والدته عنه فلم يجدوا له أثر

من يومها وانا ألوم نفسي دوما أحاول الهروب لكي لا احكي لأحد عن هذا
وحتى الان أكتب وأنا أتردد وكم مرة محوت كتبت لاني اول مرة اتفوه بهذه القصة

أعلم ربما أخطأت خطأ كبير لكن ماذا كان عليا ان افعل؟؟؟
وهل الاهل ككانوا سيوافقون عليه طبعا لا
وهل المجتمع سيرحمك أكيييييييييييييييييييييييييييييييييييييد مستحييييييييييييييييييييل

آسفة

كانت غلطة لم أنساها مدى عمري كلمات غيرت مجرى حياة انسان
 
العنوان: رد: أبحث عن قلب يحبني (حصرياً على أيامنا الحلوة)
أرسل بواسطة: ماما فرح في 2008-04-11, 10:28:16

مرحباً بك صدق الإحساس

كدت لا أستطيع كتابة كلمة رداً على مداخلتيك الرائعتين لشدة تأثري بما نقلت لنا

ولكن هناك نقطة لفتت نظري وأحببت أن أعلق عليها

وهي شعورك بالذنب لرفضك طلب رضا وتصورك أن رفضك هذا هو السبب فيما حدث له بعد ذلك

وأنا لا أرى الأمر هكذا

1- تعاطفنا مع إنسان بغض النظر عن ظروفه وطبقته الاجتماعية لا يستوجب قبولنا به شريكاً للحياة

ولو كان رضا من أسرة معروفة وكبيرة وظروفه ممتازة من كافة النواحي لكان من المحتمل أيضاً ألا ترضى به من يتقدم لها شريكاً للحياة

وهذا لا يعيبه ولا يعيبها فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف

أما أن يربط رفضك له بظروفه ومازال قائماً بفكره أنها العائق بينه وبين الارتباط بك أو بغيرك فيرمي بنفسه إلى الضياع فهذا هو الخطأ بعينه

ولو كان صادقاً في فكرته عن وجوب التعامل مع أصحاب الظروف الاجتماعية الخاصة بعدل ورحمة لكن الأولى به أن يبحث عن فتاة لها نفس ظروفه وتواجه نفس مشكلة الرفض من المجتمع ليأخذ بيدها ويضمها إليها زوجة مكرمة

وربما لو عرض عليه الأمر لرفض خوفاً على أبنائه من أم بلا هوية


2- إذا كان رضا لم يستطع تحمل رفض فتاة له كزوجة وإن كان ذلك بسبب ظروفه فكيف كان سيتحمل مسؤولية أسرة كاملة يكون مسؤولا عنها؟

وهنا أيضاً لا أتكلم عنه هو بالذات بل أي شاب يشعر بالصدمة لأي سبب فيلجأ للضياع واليأس والتدخين وغيره كيف يمكن اعتباره رجلا مؤهلا لحمل مسؤولية أسرة؟

لا تحملي نفسك ذنباً لست طرفاً فيه
فهو كان سيتجه نفس الاتجاه - حتى لو تزوجك - عند أول أزمة تواجهه وكنت وقتها ستبقين وحيدة في الدنيا مع أبنائك منه

الرجولة موقف ومواجهة شجاعة وأبية للصعاب
لا انهزام وضياع عند أول أزمة

 
العنوان: رد: أبحث عن قلب يحبني (حصرياً على أيامنا الحلوة)
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-04-11, 11:56:57
أهلا ومرحبا بك يا صدق الاحساس emo (30):
نورت المنتدى
 ::roses2::

ويشرفني ان تكون اولى مداخلاتك في موضوعي

وبهذ القوة والتفاعل أيضا... ما شاء الله emo (30):

اما مداخلتك الاولى فمؤلمة جدا...
لكنني اعتقد فعلا ان الجارة وحماتها شركاء في الجريمة... فعلى الاقل كان واجبهم حمل الطفل والذهاب به لمركز الشرطة...
لست ادري كيف تنتزع الرحمة من قلوب الناس بهذا الشكل


اما مداخلتك الثانية... فرغم موافقتي على كلام ماما فرح
الا انني لم استطع ان امنع نفسي من ابداء الملاحظة التالية:



ابداء التعاطف من شابة لشاب، او بالعكس تصرف غير صحيح مهما كانت أسبابه نبيلة... ولا يمكن إلا ان يولد الحب لدى الطرف الاخر والشعور بالحاجة لهذا الطرف المتعاطف والرغبة في الارتباط به
لهذا كانت صدمته قاسية جدا في رفضك له
لان تفسيره لاهتمامك وتعاطفك كان على وجه واحد وهو وجود ميل عاطفي لديك نحوه، وهذا تفسير صحيح جدا...

ولو كان نفس العطف هذا وجِّه له من شاب مثله، لما أدى لمثل هذه النتائج المدمرة...

كذلك ردك القاسي عليه..... كان من الممكن ان ترفضي بلطف دون كلام جارح، كأن تقولي له ان أهلك يستحيل ان يقبلوا.. فترجعي الامر لاهلك... وتتحججي بهم...

على اية حال كل تجربة قاسية نمر بها علينا ان نتعلم منها ..
ولعلنا نتعلم من هذا خطورة الاختلاط بين الشباب والبنات وآثاره المدمرة مهما كانت دوافعه نبيلة...

ووجوب التحفظ وتقوى الله في تعاملنا مع الجنس الاخر بحيث لا نقول اي كلمة زيادة عن الضرورة، ولا نبدي اي عاطفة او تعاطف لانها بلا شك ستفسر بهذه الطريقة...

وحاولي ان تدعي لذلك الشاب بالمغفرة والتوبة والهداية، فتكوني قد كفرت عن ذنبك ان شاء الله.....

وليس منا من لم يذنب او يخطئ يا حبيبتي
وخير الخطائين التوابون


 emo (30):
العنوان: رد: أبحث عن قلب يحبني (حصرياً على أيامنا الحلوة)
أرسل بواسطة: صدق الإحساس في 2008-04-12, 23:55:20
سلام الله عليكم أحبتي الأفاضل

ماما فرح ماما هادية
جزاكم الله خيري الدنيا والآخرة يارب ليتكم تعلمون قد فرجتم عني جزء كبير من الهم وأزحتم عني صخرة كانت تخنق مسيرتي بالحياة وتعصر قلبي حزنا وألما بالاحساس بالذنب والحمد لله أولا الذي هداني لهذا المنتدى الذي لست أدري كيف حتى وجدت نفسي مسجلة عليه

ربي يبارك فيكم جميعا يارب

في أمان الله وحفظه
العنوان: رد: أبحث عن قلب يحبني (حصرياً على أيامنا الحلوة)
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-04-13, 15:12:38
سلام الله عليكم أحبتي الأفاضل

ماما فرح ماما هادية
جزاكم الله خيري الدنيا والآخرة يارب ليتكم تعلمون قد فرجتم عني جزء كبير من الهم وأزحتم عني صخرة كانت تخنق مسيرتي بالحياة وتعصر قلبي حزنا وألما بالاحساس بالذنب والحمد لله أولا الذي هداني لهذا المنتدى الذي لست أدري كيف حتى وجدت نفسي مسجلة عليه

ربي يبارك فيكم جميعا يارب

في أمان الله وحفظه



من حسن حظنا وسعد طالعنا أن وجدت نفسك مسجلة عليه، لنكتسب اختاً جميلة مثلك emo (30):

اهلا ومرحبا بك في بيتك

وبانتظار مشاركاتك الثرية  
العنوان: رد: أبحث عن قلب يحبني (حصرياً على أيامنا الحلوة)
أرسل بواسطة: صدق الإحساس في 2008-04-13, 23:39:22
اقتباس
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
من حسن حظنا وسعد طالعنا أن وجدت نفسك مسجلة عليه، لنكتسب اختاً جميلة مثلك emo (30):

اهلا ومرحبا بك في بيتك

وبانتظار مشاركاتك الثرية  



ربنا يكرمك ويعزك يا ست الكل وبجد سعيييييييييييييييييييييدة بانضمامي اليكم
أسأل الله ان يساعدنا جميعا ويجمعنا بالفردوس الاعلى
قولوا يــــــــــــــــــــــــــارب

في أمان الله وحفظه
العنوان: رد: أبحث عن قلب يحبني (حصرياً على أيامنا الحلوة)
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2008-10-06, 18:54:50
 :emoti_133:

أين أنت يا صدق الإحساس
طالت غيبتك عن المنتدى

كل عام وأنت بخير

 ::)smile:
العنوان: رد: أبحث عن قلب يحبني (حصرياً على أيامنا الحلوة)
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2009-02-16, 21:38:11
قصة محزنة جدا ..
تمنيت لو أن النهاية كانت مختلفة ..
وفعلا خير الأعمال أدومها وإن قل ..
العنوان: رد: أبحث عن قلب يحبني (حصرياً على أيامنا الحلوة)
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-05-15, 12:12:52
للرفع
لمن يحب الحكايات

--------------------------

هذا وقد أدهشني الان ما قرأته في مداخلة أي عبد الله من وجود ظاهرة "الامهات العازبات" في تونس
ولم اكن قد انتبهت لكلامه هذا في حينه



لا أدري ربما الوضع في تحسن الآن .. الآن أصبح عندنا ما يسمى بالأمهات العازبات !! نعم هن أمهات على الأقل لم يرمين أبناءهن في سلة القمامة.. لكنهن عازبات .. لم يتزوجن..




في الحقيقة من اخطر الاشياء ان تسمى الاشياء بغير مسمياتها، فنضفي على الفحشاء زينة، ونلطخ الفضيلة بأسماء شنيعة
فنطلق على الزانيات لقب "أمهات عازبات" لنشجع جريمة الزنا، ونهون من اخطارها المدمرة، على النفس والمجتمع، والدين والاخلاق، ونجملها بهذه الالفاظ الناعمة
ان خطورة تربية الطفل مع ام زانية، وهو يعرف الا نسب له ولا اب يعترف به.. لا تقل خطورة ولا مأساوية عن وضع الطفل الذي ينشأ في ميتم
بل لعل الاخير افضل منه حالا.. فعلى الاقل تقوم على تربيته مربيات فاضلات.. لا زانيات

وان يتقبل المجتمع المسلم وجود هذه الظاهرة، ويتعامل معها ببساطة، بدل ان يعالج اسبابها ويستأصلها، بنشر التدين والفضيلة والمسؤولية، ومحاربة الرذيلة وسد ذرائعها، لهو امر يدمي القلوب المؤمنة ... ويقودنا سريعا نحو الهاوية

لم نأخذ من الغرب تقدمه العلمي ولا تطوره الحضاري، ولا نظامه القانوني المحكم، بل اخذنا منه فقط تفسخه الاخلاقي وانحلاله الاجتماعي، ليضاف هذا الى تخلفنا ورجعيتنا، فيزيدنا خبالا

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
العنوان: رد: أبحث عن قلب يحبني (حصرياً على أيامنا الحل
أرسل بواسطة: سلمى أمين في 2013-05-15, 14:14:11
أبحث عن قلب يحبني


الحلقة 6 والأخيرة


ترقت دالية في عملها الوظيفي، ورزقت أنا بمولود جديد، وانشغلت كل منا بأبحاثها ومسؤولياتها الجديدة..
لم نكن نقصد أن نتخلى عن هؤلاء الأيتام...
والله لم نقصد ذلك...
اعتذرنا أول أسبوع، ثم الذي يليه، ثم بدأت امتحانات أبنائنا، ولم يكن من الممكن ان ننشغل عنهم،

 ثم..........
 وثم..........
وثم................

ومر أسبوع تلو الآخر
وشهر جر شهرا
وبعدت الشقة بيننا وبين أولئك الأطفال...
وأخذت كلمات سارة تتردد في أذني، وتطرق مسامع قلبي، وتمزقه تمزيقا...

ذهبنا مرة بعدها لزيارة الدار، وقد اشترينا بعض الحلويات والهدايا، وقمنا بتوزيعها على الأطفال..
...
أقبلت إحدى الفتيات وسألت عن ابنتي... (واخجلتاه..)
وأخرى سألت عن ابنة أخي دالية..... (لم تستطع دالية إرغامها على القدوم، فقد ملت الفتاة من هذا النشاط الاجتماعي وبدأت تبحث عن شيء جديد تتسلى به)
سألتني طفلة اسمها رضوى: أين القصة التي وعدتني بها؟
- أي قصة يا صغيرتي؟
- ألم تعديني يا أستاذة أن تحضري لي مجموعة قصص عندما اخبرتك أنني أحب القراءة... 
(يالي من منافقة... أوزع الوعود بلا حساب... ولا أذكرها حتى لأفي بها)


كانت زيارة سريعة وخاطفة، حاولنا خلالها أن نسكت صوت ضميرنا المتعالي الذي كان يؤرقنا...
حاولنا ان نغض الطرف عن إعراض الأطفال عنا، ونظراتهم العاتبة والمتهمة لنا..
لقد تخليتم عنا أنتم أيضا.... مثلما تخلى عنا آباؤنا...
كلكم متشابهون

لماذا بدأنا تلك الخطوة الخطيرة دون أن نحسب حساب خطواتنا جيدا؟؟....
دون أن نفكر هل نستطيع الاستمرار أم لا؟
هل كانت مغامرة لطيفة أردنا أن نعيشها غير عابئين بتأثيرها على هؤلاء الأبرياء؟
هل كانت لحظات انفعالية أردنا أن نثبت فيها لأنفسنا أننا ملائكة الله تمشي على أرضه؟؟...

هل كانت محاولة منا لإرضاء غرورنا وضميرنا الديني، ولنستمتع من خلالها بالقيام بدور المحسنين؟؟...
لكنني لم أكن السبب...
لا
لقد كانت فكرة دالية.. ولم تكن فكرتي...

هكذا كنت أحاول أن أسكت ضميري، وأبعد عني أشباح صورهم ووجوههم الحزينة كلما أحاطت بي وأرّقتني..
نظراتهم المتهمة كانت تحاصرني
ونبرة أصواتهم المنكسرة كانت تصم أذني
ونصيحة سارة وتحذيرها كان سكينا يمزق الحشا ..

أهم شيء في تعاملنا مع هؤلاء الأيتام هو الاستمرارية.... فهؤلاء يشعرون أن الجميع تخلى عنهم، ونهرب من مسؤوليته تجاههم

يوم اليتيم العالمي
هيا بنا ننظم رحلات
نمسح على رؤوس بعض الأيتام
نوزع بعض الابتسامات الغبية وبعض الحلوى السخيفة
هيا بنا نشتري لأنفسنا الشعور بالرضا والزهو، ونكتسب لقب المحسن العظيم، والبار الرحيم...
هيا .. هيا... من يشارك؟ ....
مغامرة لطيفة... من يحب أن يجرب...
لن تكلفكم التجربة شيئا سوى بعض الوقت وبعض الحلوى وبعض البسمات...
أيتام التجربة جاهزون ومتوفرون...

هيا
هيا

لا استمرارية
لا إخلاص
لا تحمل للمسؤولية

كيف سأخرسك يا ضميري

كيف أتخلص من شبح وجهك يا حاتم الذي يلوح لي ليل نهار؟...
كيف أنسى ملمس كفك الصغيرة وهي ترتجف وسط كفي؟؟

ها هي قصتك يا رضوى... لقد اشتريتها... ولكنني أخجل من أن آتي لأوصلها لك...
إنها أمامي على الرف.... تلوح لي كل يوم... دليلا على تفاهتي وغدري بك
وبكم جميعا

سأمزقك أيتها القصة اللعينة...

وستخرس يا ضميري

وأنت يا حاتم

ابتعد عني
ابتعد عن ذاكرتي أرجوك
أرجوك

و أنا التي هوت و احترفت اشعار الناس بأنهم لا شيء و حثالة .. وكما يقول الشوام " زُبالة " لا يساوون شيئاً
لم اهتم كثيرا ببدايات القصة ولا اسئلة رولا الجوفاء ولا حماسة داليا .. لم يشغلني سأم ابنة أخي داليا و لا ضجر بنات رولا ..
لم يدهشني لين كف حاتم ولم تحركني نظرة رضوى المتأهبة و المتوسلة كالقطط التي تنظر إليك .. وتتمنى أنك لن تخذلها !
لم اهتم بأي شيء آخر ..
و لااا أي شيء ..


إلا ما اقتبست .. يالسوأة ضمائرنا , أين غراب قابيل فيعجزنا في انفسنا ..
حسناً , لا شيء لاقوله..
فقط , سأظل ابرر لنفسي أنني لازلت في كنف ابي ولا املك ثمن مواصلاتي و كل هذا الهراء الذي لا ينتهي ..
دعيهم , سيغنيهم الله عنا و عن تفاهة اعذارنا ..
العنوان: رد: أبحث عن قلب يحبني (حصرياً على أيامنا الحلوة)
أرسل بواسطة: سلمى أمين في 2013-05-15, 14:21:46
لا ادري , لكن رد صدق الاحساس .. منذ خمس سنوات تقريبا .. قاسِ جدا جدا جدا علي الفتي ..
سامحها الله , أي عذاب و ذنب اقترفت في نفس الصبي ..!