(5)
#أسعد_الله_أيامكم
بصحة البدن وعافية الروح
توقفنا في حديثنا عند معجزة الإسلام:
#القرآن_الكريم..
منذ أربعة عشر قرناً من الزمان .. ووسط صحراء شاسعة مقفرة وبدو أميين لا يعرفون علماً ولا يكتبون إلا فيما ندر.. نزل الكتاب.. فأي معجزة هذه؟ ومال هؤلاء القوم والكتب؟
لكل قوم معجزة من عين ما برعوا به.. والعرب برعوا في جميل الكلام فكانت المعجزة قرآناً يتلى فيعمل في قلوبهم ما شاء الله له أن يعمل وهم من هم من الفصاحة والبلاغة والبيان.
أعود وأسأل.. مال هؤلاء القوم والكتب؟ أما كان يكفيهم القرآن متلواً ؟ فلماذا يكتب في السطور؟
لماذا كانت الكلمة الأولى المنزلة "اقرأ"؟
لماذا يوصف خير الكلام بالقرآن حيناً ويوصف بالكتاب حيناً؟
لأنه لم يكن للعرب خاصة بل للعالمين..
ولم يكن لزمانه فقط بل لأبد الآبدين..
هو المعجزة الخاتمة للدين الخاتم الباقي شاهداً مهيمناً إلى ما شاء الله له أن يبقى..
فلابد أن تبقى المعجزة صالحة لكل العصور..
لم يكن بدو الجزيرة يعلمون بالقادم من أمور.. ما كانوا يعلمون أن العصور التالية هي عصور العلم والتكنولوجيا والفلسفة والكلام.. ولا كانوا يعلمون أن الأرض ستتحول قرية واحدة تربطها شبكة اتصال.. ولكن الله يعلم..
لهذا كانت معجزة الإسلام كتاباً.. كتاباً من عين ما سيجمع أهل الأرض جميعاً أو أهل القرية العالمية خلال عدة قرون..
كتاباً يحمل بين دفتيه حكمة الزمان الماضي واستشراف ما في الغيب من أيام.. يحمل مفردات العلم وأدواته..
أدوات العلم عين تراقب وترصد وتسجل.. وعقل يرتب ويحلل.. وقلم يسطر نتائج في كتاب..
اقرأ.. أفلا يعقلون.. أولو الألباب.. فسيروا في الأرض فانظروا.. فاكتبوه.. لعلكم تعقلون.. أفلا يتدبرون..
تكلم ماشاء الله لك عن إعجاز القرآن في البلاغة والبيان والإخبار بالغيبيات..... إلخ وكلها حق.. ولكني أرى أن الإعجاز الأكبر هو طبيعة المعجزة نفسها.. إعجاز المعجزة أن تأتي من عين ما سيبرع فيه أقوام مازالوا – حين نزل القرآن- في عالم الغيب بينهم وبين زمن القرآن قرون قادمة من أعماق الغيب ما كان لبشر أن يدري عنها شيئاً..
من أخبر محمداً صلى الله عليه وسلم أن الزمن القادم هو زمن فشو القلم؟
أخبره العليم الحكيم.
صدق الله .. وبلغ رسوله.. وأنا من المسلمين.