في مصر اليوم قوم لا يسمعون أو يسمعون ويصطنعون الصمم....... في كلّ يوم يناقشون فكرة الدولة الدينية ووضع الأقليات والسياحة والفن..... إلخ...... وبعد أن يجيب الضيف حامل الفكر الإسلامي على السؤال يعاد طرح السؤال من جديد على ضيف جديد في حلقة جديدة على كل قناة وفي كل ساعة وبشكل غريب........
وفي مصر قوم لهم أسماء المسلمين يطعنون فيه كل الطعن...... ويتملصون من تطبيقه تارة باسم تنزيه الدين وأخرى باسم التقدمية وثالثة باسم الوطنيّة.......
العلمانيون يتكلمون كأنهم هم الأصل وكأن الإسلاميين هم الطارئون.......
جماعة من الثعالب ومحترفي الجدل.......
أيها الإخوة...... إن كل منصف نظر إلى التحرير ورأى المسلم يحمل مصحفه والنصراني يلوّح بصليبه يجب عليه أن يفهم أنّ هذا المجتمع يحبّ دينه ويعزّ عليه أن يهجره إلى ما دونه...... وأنّ الأغلبية تمارس إسلامها محتضنة الأقلية المكفولة ديانتها اعتقادا وشريعة وأحوالا شخصية....... ومن فضل الله أن النصارى يعتنقون مبدأ يقول (دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله)........
الناس يتكلمون عن الإسلام كأن المجتمع هذا مكويّ بنار الحكومات الإسلامية........ وينسى تمامًا أن فاروقًا وناصرًا والسادات ومباركًا كلهم صنيعة علمانية ودسيسة استعمارية........ وإذا جاز أن نحاكم الإسلام بجريرة مجرم أو عدة مجرمين....... فمحاكمة العلمانية باسم جيوش جرارة من القتلة واللصوص الحاكمين أمر عادل كل العدالة واجب كل الوجوب..........
أيها الناس...... أيها النيام...... أين كان الوفد والتجمع ومن على شاكلتهم يوم كان الإسلاميون يستميتون دون الصوت الحر في البرلمان؟؟؟........ أين كانوا يوم كان الدم المسلم واللحم المسلم طعاما للسوط والسيف والكهربا؟؟؟........ ياللوقاحة وياللنذالة وياللازدواجية!.......
في مصر اليوم من يترحّم على مبارك الذي نجح في قيادة (شعب الأغنام) الذي لا يصلحه إلا الحديد والنار.........
شكرًا لك أخي النووي... لكن أن يتكرّر الأمر في كل يوم وكل ساعة ومن نفس المذيع.... ألا يبدو الأمر مستفزًّا؟....... يا أخي.... لو كان هناك شيء من الإنصاف لتوجّه لوم العلمانيين إلى رهبان النصارى مثلًا وهم قومٌ اعتقادهم على نبذ الدنيا وترك العمل وقطع الأرحام والأنسال...... ثمّ هم يعيشون الدنيا أي معيشة ويمارسون السياسة أيّ ممارسة..... فالكنيسة أصبحت هيئة تلعب دور الوسيط بين الحكومة والمواطنين من النصارى...... تقود الاعتصامات وتميت القانون....... وتمارس دورًا دنيويًا...... انعزاليًا بكل أسف..... يسعى لعزل الطائفة عن لغة الوطن وثقافته واجتماعه...... فإحياء اللغة القبطية -وهي ليست لغة مقدّسة عندهم على أيّة حال- والاهتمام بالفنون القبطية والوقوف بالتاريخ عند تلك الحقبة وإغفال تراث إسلامي حي لا متحفي عمره ألف عام ونصف ألف....... والاكتفاء بالكنيسة في السياحة والرياضة والصحة والفن إلخ...... كل هذا سلوك انعزالي غريب عن دين ينبذ الدنيا ويحقر المال كل الاحتقار ويقول (دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله).... ثمّ تمارس الكنيسة دور حكومة تضبط المواطنين وتعتقلهم..... وكاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين شكلان من أشكال هذه الممارسة المجرمة..........
إن جملة واحدة في الكتاب المقدّس أكثر استفزازًا من كل خطب الشيخ يعقوب والشيخ حازم شومان...... وأنا أطالب القنوات المنفتحة النزيهة أن تنتقد الأديان كلها والمذاهب كلها بنفس النبرة..... وإلا فلتترك كل امرئ وما يعتقد...... (لكم دينكم ولي دين).......