أمسِ نفضتُ يدي من امتحان الجراحة الشفوي مع مَن نفض.... ورحتُ أدور في الجامعة مع صديق لي قريب........ وكاشفتُه بتشوّفي إلى انتهاء الدراسة.....
كان الوقت ظهرًا....... والطلبة منتشرين كالجراد في الشوارع..... والنديّ (الكافيتيريا)...... وأمام المدرج وعند الحرَس.........
وهناك وراء المشاتل كان الطلبة والطالبات على الأرائك والأطورة وتحت الأشجار...... يتخالسون الضمّة والقبلة.......
في الصباح كانت مجموعتي في المشرحة المجدّدة...... مقسّمة إلى ثلاث فرق...... يتقسّم كل فرقةٍ جماعةٌ من الأساتذة في قاعة...... وعند الأبواب كان الموظّفون والنوّاب ينادون الطلبة للعرض على أساتذتهم..... وفي كل أستاذ آية بيّنة على بديع قدرة الله الخالق على صناعة الشر ليتزيّل به الخير..... ففي اللسان سلاطة وفحش...... وفي الجنان كبر وعنجهية..... وبين اليدين سؤالات تعجيزية...... والطالب -بين أن يجمع نفسه للجواب أو يحبسها عن الحمق- مهين معنّى..... والأساتذة ماضون لا يلوون...... فإذا جاء (إبليس الكبير) قامت (الشياطين) تلبّي وتكبّر... فلسان يقدّس...... وجنان ينافق.... وشفاه تلثم اليدين...... وكيف لا؟.... وأبوهم إبليس الأوّل رأى من نفسه ما يرون من أنفسهم فقال لجبّار السماوات والأرض "خلقتَني من نار وخلقتَه من طين"...... وهذا دِين الأستاذ مع الطالب..... وأي دين!
ستنتهي الجامعة قريبًا إن شاء الله...... وستنتسخ بنهايتها شريعة إبليس الصغير..... شريعة البذاء والفحشاء.... وتأتي شريعة إبليس الكبير تستبدل بالبذاء بذاء أكبر وبالفحشاء فاحشة أمضى...... وبالمدادِ الأصفرَ الرنّانَ......... وتثبت النفاق للمنافقين..... "ولتستبين سبيل المجرمين".........
أسأل الله الهداية والثبات.
23/11/2010