هشام مقاطعا : بص يا عم انا مليش دعوة بلعب العيال ده ..انا ماشي..
يترك احمد اللوحة مسنودة الي باب القاعة
ويسرع وراءه وويطوقه بذراعيه ..
أحمد : يا هشام ..يا هشام ..افهمني يا بني ..انت خسران ايه؟؟..يا سيدي اعتبرني مجنون ..
هشام : هو انا لسه هعتبرك؟؟...دي واضحة زي الشمس...واحد بيجبني كل يوم الجمعة ف يوم اجازتي ..ويوقفني ف الشمس ...عشان نستري لوحة بشلن..يا عم لوحة ايه دي ...هو انت فاهم حاجة ...
أحمد : ما هو انا مش هفهم طالما انت موترني كده ...زيي زيك ..
هشام : لا مش زيي زيك ..انا مش مجنون ...بس انا استاهل ضرب ال(....) عشان صاحبتك ...مش عارف صحوبية ايه دي
أحمد وقد شعر بشيء من كسر الخاطر وابتعد خطوتين للوراء : هشام ...انا آسف اني تعبتك معايا ...اتفضل
واستدار للوراء لكي يرحل..
لم يعقب هشام ..بل شعر بأنه حقير جدا ..لتخليه بتلك السهولة عن صاحبه ...الا يذكر ما فعله لاجله ايام مرضه...وما ضحى من اجله لاجل ان يساعده في زيجته ....هذا سيء جدا....هشام يشعر بالسوء الشديد...انه يتصرف بفظاظة ..و
أحمد : أين اللوحة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟...كانت هنا ...وضعتها هنا ....
هشام : فتش جيدا ..من عساه يأخذها ...انها لوحة قديمة بشعة ...هو لا يملك اي حس فني ذلك الاحمق الذي سرقها ...
أحمد بغضب : هلا صمتت قليلا...ان كنت تود الذهاب فاذهب وان شئت البقاء معي فقل خيرا اما فلا..انا واثق من انها كانت هنا
هشام : اهدأ قليلا حتي نتمكن من التركيز ..لعلك وضعتها هنا...ماذا يفعل ذلك القط هنا؟؟..
أحمد دون ان ينظر اليه : دعك من القط و اذهب في ذلك الاتجاه وانا من الاخر ونتقابل بعد نصف ساعة لعل احدهم سرقها وهرب.....
هشام في نفسه : مجنون ..انه مجنون
ثم لأحمد : حاضر حاضر ..
هشام لنفسه وهو يهرول : من اخذها ...لم ار احدا ..لو كان احدهم قد سرقها"غريب اين الناس اليوم " فكان من المستحيل الا نشعر به ...رغم انني لا اعرف لم يريد تلك الخردة ولكني اشعر بأ....
يصرخ ويقع ارضا ..
هشام :تلك القطة ...تشبه كثيرا تلك التي رأيتها منذ قليل ..لم تنظر اليّ هكذا ..
ينهض وينفض نفسه من التراب المتراكم علي ملابسه إثر سقوطه ..وينظر للقطة نظرة اخيره ويستعد للهروب الا ان...
تمسكت القطة بساقه وهي تموء ذلك المواء الذي يشعرك بأنها ماكينة لصنع القهوة ..
هشام : ما بال تلك المعتوهة ..
يزيحها بقدمه الاخرى ..وينطلق الا انها تقفز لتتمسك بقميصه من الخلف ...وتزرع انيابها في ظهره ..وهو يصرخ متألما ...ويحاول نزعها ..الا انه يشعر بوهن غريب..انه لا يقدر علي الحركة ..بتحشرج صوته وهو يستنجد بلا احد ...وهو يفكر : اين الناس..
وتتحول الاضاءة للاصفر ..ولا يقوى علي الحراك
..............
وعلى مقربه
إذا اسمع صوتين كأنهما في خلاف
الاول : مش نبهت عليك تبلغ هاني ميستعملش الــ( هالوثان )
الثاني : والله بلغته يا دكتور ويرد بعصبيه مؤدبه
هاني - هاني - هانيييييي
هاني بسرعه خير يا دكتور ءءمر
مش بلغك دكتور محمد متستخدمش الهالوثان
هاني صحيح يا دكتور انا اسف جداا بس اضريت استخدمه
انت شفت المريض وحاله وحاله الامن العام
وز ما اتعلمنا من حضرتك إن الهالوثان هو البنج الوحيد اللي يمكن اديه لمريض يعانى من حاله إختناق قصوى - حيث انه يعطى مع الاكسجين - وفي نفس الوقت لو لقدر الله حصلت حريقه في المستشفى اةُةُةُ ربنا يعينا
اده !!
انا فين ايه !!!
فجأءة
صوت بيتحرك نحيتي يابن ال.... مش قلتلك ملكش دعوة باللي بيحصل ده
فتحت عيناي ببطأ
ماما انت هنا بابا !!!!
ايه ده في ايه يا جماعه متجمعين عند النبي
هنا فقط بدأت ادرك إننا في مستشفى والعائله كلها حوليا
ماما بصوت باكي : انت ايه يا ابني اللي خلاك تشارك في المظاهرات وفي اللي بيحصل ده انت عارف إننا ناس ملناش دعوة بالحجات ده خالص يا ابني إحنا ناس على قدنا
بابا: اقعدي انت عيطى بعد م الفاس تقع في الراس وقبل كده تشجعيه وتقليله نفسي اشوفك زي الرجاله اللي نزلوا يوم التلات اللي فات
والله شكلى انا اللي هعمل زي ابو عزيزي من اللي بتعمليه فيا انت و ابنك
هنا فقط انفجر الجميع في الضحك وانا مازلت شارد في التفكير
في نفس الوقت دخلت الممرضه يا جماعه لو سمحت الصوت و ياريت ميكونش في اكتر من 2 في الغرفه لإن احنا مضطرين ندخل اكثر من مريض في الجناح انتم شيفين الاوضاع شكلها ايه
حينها فقط شعرت ان هناك امر جلي ماما في ايه بره مظاهرات ايه اللي بتكلموا عنا وفي ايه اللي بيحصل برة والممرضه بتكلم علي ايه !!!
بابا:يعني انت عايز تقللي انك مكنتش في المظاهرات و مكنتش ماسك المصري اليوم ده حتى استلمتها مع متعلاقاتك و..و..و....إلخ
والله ابدا يا بابا انا مفرقتش قاعه الافراح اللي كنت بظبط ديكورها لفرح جديد
ماما : يا ابني الشباب نزلوا بجد النهارده وقلبين الدنيا بره والشرطه اختفت وانت اصيبت بإختناق و برصاصه حيه في كتفك
لقد بدأت استوعب التغيير الذي حدث من قاعه افراح , جناح في مستشفي , رساله , المصري اليوم
الممرضه عن إذنك كده يا حج ندخل التروللي علشان في حلتان جداد هينزلوا مع ابنكم في الجناح آسفين جداا
كنت انظر بحرص شديد للنزلاء الجدد إذ بالشابين اللذان كانا يتحدثا وكنت اتابعهم بكثب بجوار النافذة
احمد , هشام يالله !!!!!!
*الهالوثان ومعلوماته حقيقيه
بعد إذنكم يا شباب سأقوم بنقل هذا الموضوع إلى ساحة حكاياتنا الحلوة لأنها أنسب له
emo (30):