بسم الله الرحمن الرحيم
هذه شذرات كاللاتي مضين في العهد الأول، ولست اليومَ أدري عنهن شيئا، يجمعن على حرارة العاطفة ورصانة الفكر: براءة الطفولة حينا، وزهو الشباب أحيانا، ومن ثَم فإن حاجتهن إلى التهذيب والعناية أشد من حاجتهن إلى الرد والتفنيد، أو القبول والتأييد!
وهي كأكثر ما أكتب، وغالب ما أنشر: أَحب إليّ قارئُها الصامتُ من معلقٍ لا يتقي الله فيها!
بسم الله الرحمن الرحيم
عالَمي الصغير الذي نشأت فيه طفلا صغيرا وشابا مراهقا كانت تغلب عليه ملامح التدين، وكانت لهذا العالم أسبابه الخاصة في قبول الفتوى وردها، خلتها يوما مرتبطة بأعيان المفتين، ومرة بمذاهبهم، ومرة ببلدانهم، ومرة بمناصبهم، ثم ضاعت إخالاتي كلها سدى!
فهم يعلون ذكر فلان مرة ثم ينقلبون عليه مرة أخرى، ويمجدون هذه الطائفة وما بذلت ثم ينقلبون عليها، وفي كل مرة لا تخلو موافقتهم من آية أو حديث يرددونه، ومخالفتهم من مفتين آخرين يوافقونهم ويرددون آياتهم وأحاديثهم!
فلما مضت براءة الطفولة ولم يعد عالمي صغيرا محدودا بأسرتي وأقاربها وأصحابها،
وجدت أولا أن الموافقات تختلف من عالَم لآخر، فما كان مقبولا لدي مرفوضا عند غيري، لكنهم يتفقون جميعا في أن لكل منهم أسبابه الخاصة في القبول والرد!
ثم علمت ثانيا أن كل امرئ إنما يقبل القول لما فيه من قدر يوافقه من قبل، وقدر يؤكد ما يقبله، أو يبني عليه بطريقة يقبلها من قبل أيضا!(1)
ثم علمت ثالثا أن الناس في الدين أميل للتشديد وإن لم يلتزموه، وأنفر من التخفيف وإن واقعوه
ثم علمت رابعا أن العلم يغري بالإقدام، والخبرة تورث الجرأة
ثم علمت خامسا أن لعرف المجتمع المسلم دور في حفظ ثوابت الدين يشبه أن يكون الفائدة العملية للإجماع أو الناقل الحقيقي له فيكون حجة على مخالفه ولو كان عالما، لكنه كذلك يصاب بالأمراض التي لا يشخصها إلا العلماء
ولما اقتربت من أولئك الموافَقين المخالَفين من المفتين فجلست إليهم ودخلت بيوتهم وآكلتهم وشاربتهم
عرفت أولا أنهم بشر من الناس لم تحفهم من الله عصمة بالفعل أو بالقوة.
وعرفت ثانيا أسبابهم هم في التصريح والمنع
وعرفت أنها لا تقارب أسباب الموافقِين والمخالفين لهم من قريب أو بعيد
فعدت أولا أخص عالمي الصغير بالرفض لكل ما نشأت عليه، ثم عدت ثانيا لأرفض ما عرفته هنا وهناك!
واستمر سيري إلى مجهول، فلا أخالف ما نشأت عليه عملا، ولا أرد ما اطلعت عليه علما، وآفاق العقل تتسع، وطرقات القلب تزداد عنفا، والهوة تتسع!
فكان لابد من بعد ثالث يلتقي فيهما الطريقان دون أن ينحرف أحدهما إلى خلاف ما انطلق فيه، فإن تمثلنا العقل منطلق عن اليمين، والقلب عن الشمال، وقد أبى أحدهما أن ينحرف ليلتقي الآخر ويؤاخيه المسير، فليرتقيا معا إلى أعلى؛ لعلهما الرحاب فوقُ أوسع، فيلتقيان دون خوف!
ولكن أنى لناشئ أن يرتقي علم أستاذه، أو يناهض قلب شيخه إلى فضاء أرحب وطاقة أوسع، وهو بعد لم يزل يستقي منهما كما يلتقم الرضيع ثدي أمه!
ولما كنت امرءا من قومي، أرفع الصوت بالشكوى ثم أدعي أنها لله، نشرت هذه الشذرة
emo (30):
[/color]
بسم الله الرحمن الرحيم
عالَمي الصغير الذي نشأت فيه طفلا صغيرا وشابا مراهقا كانت تغلب عليه ملامح التدين، وكانت لهذا العالم أسبابه الخاصة في قبول الفتوى وردها، خلتها يوما مرتبطة بأعيان المفتين، ومرة بمذاهبهم، ومرة ببلدانهم، ومرة بمناصبهم، ثم ضاعت إخالاتي كلها سدى!
فهم يعلون ذكر فلان مرة ثم ينقلبون عليه مرة أخرى، ويمجدون هذه الطائفة وما بذلت ثم ينقلبون عليها، وفي كل مرة لا تخلو موافقتهم من آية أو حديث يرددونه، ومخالفتهم من مفتين آخرين يوافقونهم ويرددون آياتهم وأحاديثهم!
فلما مضت براءة الطفولة ولم يعد عالمي صغيرا محدودا بأسرتي وأقاربها وأصحابها،
وجدت أولا أن الموافقات تختلف من عالَم لآخر، فما كان مقبولا لدي مرفوضا عند غيري، لكنهم يتفقون جميعا في أن لكل منهم أسبابه الخاصة في القبول والرد!
ثم علمت ثانيا أن كل امرئ إنما يقبل القول لما فيه من قدر يوافقه من قبل، وقدر يؤكد ما يقبله، أو يبني عليه بطريقة يقبلها من قبل أيضا!(1)
ثم علمت ثالثا أن الناس في الدين أميل للتشديد وإن لم يلتزموه، وأنفر من التخفيف وإن واقعوه
ثم علمت رابعا أن العلم يغري بالإقدام، والخبرة تورث الجرأة
ثم علمت خامسا أن لعرف المجتمع المسلم دور في حفظ ثوابت الدين يشبه أن يكون الفائدة العملية للإجماع أو الناقل الحقيقي له فيكون حجة على مخالفه ولو كان عالما، لكنه كذلك يصاب بالأمراض التي لا يشخصها إلا العلماء
ولما اقتربت من أولئك الموافَقين المخالَفين من المفتين فجلست إليهم ودخلت بيوتهم وآكلتهم وشاربتهم
عرفت أولا أنهم بشر من الناس لم تحفهم من الله عصمة بالفعل أو بالقوة.
وعرفت ثانيا أسبابهم هم في التصريح والمنع
وعرفت أنها لا تقارب أسباب الموافقِين والمخالفين لهم من قريب أو بعيد
فعدت أولا أخص عالمي الصغير بالرفض لكل ما نشأت عليه، ثم عدت ثانيا لأرفض ما عرفته هنا وهناك!
واستمر سيري إلى مجهول، فلا أخالف ما نشأت عليه عملا، ولا أرد ما اطلعت عليه علما، وآفاق العقل تتسع، وطرقات القلب تزداد عنفا، والهوة تتسع!
فكان لابد من بعد ثالث يلتقي فيهما الطريقان دون أن ينحرف أحدهما إلى خلاف ما انطلق فيه، فإن تمثلنا العقل منطلق عن اليمين، والقلب عن الشمال، وقد أبى أحدهما أن ينحرف ليلتقي الآخر ويؤاخيه المسير، فليرتقيا معا إلى أعلى؛ لعلهما الرحاب فوقُ أوسع، فيلتقيان دون خوف!
ولكن أنى لناشئ أن يرتقي علم أستاذه، أو يناهض قلب شيخه إلى فضاء أرحب وطاقة أوسع، وهو بعد لم يزل يستقي منهما كما يلتقم الرضيع ثدي أمه!
ولما كنت امرءا من قومي، أرفع الصوت بالشكوى ثم أدعي أنها لله، نشرت هذه الشذرة
emo (30):
[/color]
يبدو أن الشيخ يؤرخ فى منتدانا الحبيب لمرحلة من حياته سيكون لها خطرها فى قابل أيامه
عموما لا أدرى هل وصل الشيخ لهذه المرحلة مبكرا أم أنه يسير بخطى أسرع مما كنت أتوقعه ليبلغ ما يحب ونحب
لعلى أكون راجما بالغيب حين أدعى أن الشيخ أراد معانى أكثر مما حملتها ألفاظه
عموما هى حكمة أستفدناها من حبيب
وكم فى العرس أبهى من عروس.....