:emoti_17: :emoti_17:
قال برعي في حدة :
سيدي . ارجوك .عد الينا غدا ..حالما نعرض اوراقك علي المدير..هل فكرت جيدا فيما تنوي فعله؟
أجاب المسكين :
ولن اتراجع عنه..
تنفس "برعي" الصعداء ..وبدا كأنه يريد ان يقنع صديقنا بأن يتراجع..ولكن من الواضح انه لا فائدة.
تركه صديقنا " ابراهيم" وذهب..
وقد ملأ صدره جيوش من الرهبة والقلق ...والنشوة..
لقد حان الوقت ...أحقا حان الوقت ؟؟..هل هذا كل شيء؟؟..أتمنى ذلك وارجوه..
بالتأكيد لم يكن ذلك الحلم مجرد دعابة ...او اضغاث احلام ..لابد من وجود سر او حكمة آلهية ..لست اعرفها ولكن بالتأكيد سأعرفها
لن يكذبكم " ابراهيم " فيدّعي انه كان مطمئنا للفظ برعي " عد الينا غدا " هذه
لكنه كان يخفي خوفه ورهبته تحت اقنعة واهية باهتة..سرعان ما ستتلاشى لو عرض مجازفته تلك علي احدهم ..
فـ"أحدهم " لن يصدق ان بامكان مجنون ان يقدم علي مثل هذا القرار ..وهنا سيتفشى الخبر ..ويضيع صديقنا
كانت هذه هي خواطر "ابراهيم " اثناء ركوبه ال(ميكروباص) او " المشروع " ان شئتم الدقة ..
وهنا علا في جهاز التسجيل صوت القارئ المفضل لدى رفيقنا.." وناديناه ان يااااا ابراهيييم...قد صدقت الرؤيا ..انا كذلك نجزي المحسنين "
تنفس هو الآخر الصعداء ..
وطلب من السائق ان يسمح له بالنزول ..
ومضى ..وقد ارتسمت علي وجهه ابتسامه عظيمه..تملأ ما بين المشرقين والمغربين..
بما انه اتضح ان الاخ مهند يماثلني سنا ..فلا بأس بقليل من محاولة صغيرة لا تخلو من الاحباط.!!
إنحدر الى الشارع الذى يقطن فيه بينما تلاشت إبتسامته وعاوده القلق من جديد
جعل يعبث بلحيته
هل كان يجب على فعل ذلك حقا؟
أخذت كلمات زوجته تتردد فى أذنيه"هو انت إلى هتصلح الكون...خلينا عايشين زى ما احنا عيشين"
ربما كنت محقه
خاطب نفسه بصوت مسموع
لأ بل كانت مخطة
يقينا مخطئة
أين موقع كلامها من قوله تعالى
"ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعرف وينهون عن المنكر"
أين موقع كلامها من قوله تعالى
"قالو معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون"
لابد أن يكون هناك من يضحى حتى يأمن الأخرون
إن بخلنا اليوم بثمن الكرامة فلا حياة لنا أبدا
تنبه الى أن هناك من ينظر له بدهشة
توقف عن مخاطبة نفسه وأسرع حتى وصل لباب البيت
وما إن فتح الباب حتى جاء صوت زوجته من المطبخ
بردو عملت الى انت عاوزه
إن مكنتش خايف على نفسك خاف على ولادك
تجاهل تماما كلام زوجته
إرتمى على الأريكة
أسند ظهره
واخذ يفكر
كيف سيبدو وجه الأستاذ برعى حينما يستقبله غدا........
استيقظ علي صوت طفله الصغير متشبثا بملابسه يرجوه ان يصحو..
نظر اليه " ابراهيم " بشفقة لا مبرر لها..
حمله علي حجره وظل يداعبه و قد ملأت عقله اساطيل من الخوف والندم علي فعلته..
لم يشعر بالخوف هكذا ؟!..لا شيء يدعو للخوف ..
لكنه يشبه ذلك الخوف الذي يشعر به المرء قبيل الاختبارات..وذلك الخوف عندما يأمرك الاستاذ بالنهوض لسبب لا تعرفه..
فقط تعرف ان قلبك الان يتواثب ذعرا بين ضلوعك المتهتكة المسكينة ..
وتتمني ان يمر هذا الموقف بسلام ...وكأنك تريد ان تغمض جفنيك فتفحهما علي راحة بال وهدوء..
من الواضح ان صاحبنا لم ينم لحظة..وكيف ينام من بانتظاره مقابلة مع اخ برعي عاقد الحاجبين..
من حق المرء ان يشعر بالقلق لمجرد انه مقدم علي محادثة شخص صعب المراس وجها لوجه
وهو ايضا نفس الرهبة التي كنا قد ذكرناها قبل بضع سطور..
رفيقنا لم يخطيء التفكير قط..وليس متهورا ولا مجنونا ..ولا ابله يريد فقط جذب الانتباه..
لعله الان يشعر بمدى عظمة رسالة خاتم المرسلين ..
لابد من ان يوجد شخص يطالب بوقفة ..
شخص ملّ الظلم والجهل ..
شخص يتوكل على الله ويحتسب الاجر ليوم يلقاه..
بالتأكيد لم يكن سيدنا محمد كاهنا ولا ساحرا ..
وكذلك انا ...ان قبل النس ما هم فيه ..ورضوا به ..ورفعوا راايات الاستسلام
فانا لن افعل ..لست إمعة ...ولست اخاف من هم ذوو لحم وعظم ودم مثلي..
من خلقهم خلقني ..
ولله الامر كله..
وهنا انتبه ابراهيم الي نظرات ابنه المستغربة الحنون اليه ..
لثمه" ابراهيم" علي خديه ونهض ..
انها الثامنة والنصف صباحا..
هذا مناسب..
ارتدي قميصه الفقير وبنطاله المتواضع ونزل الدرج علي تؤدة..
بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله وعلي الله توكلت
ركب مواصلته المعتادة ..وشاهد وجوه الخلق الشاحبة المكفهرة المعتادة ..وسمع قاره المعتاد..
"قل هذه سبيلي ادعو الي الله ..علي بصيرة انا ومن اتبعني ..وسبحان الله وماانا من المشركين"
ذات الابتسامة علي وجهه .." علي جنب يا اسطى "..
ترى ما الذي سيقوله برعي؟؟..هل سأقابل بالرفضوالاهانة ؟؟..هل من الممكن ان يتحقق ما طمحت اليه؟؟
لا اعرف ..هي بضع خطوات واعرف ..الصبر الصبر !!
عقد " برعي " حاجبيه بشدة وهو يرمق الواقف أمامه بنظرة حادة ما لبث أن قطعها بنظرة أخرى إلى الأوراق التي بين يديه وبدا أنه يتفحصها في دقة ثم التفت للواقف أمامه من جديد قائلا في لهجة آمرة :
- انتظر هنا ..
حاول الواقف أن يقول شيئا ولكن "برعي" لم يمهله أي فرصة والتفت مسرعا نحو أحد الجالسين على مقعد بالجوار ومال عليه وتبادل بضع كلمات هامسة ثم عاد إلى الواقف من جديد ومازالت الاوراق في يده وقال :
............................
:emoti_17: :emoti_17:
قال برعي في حدة :
سيدي . ارجوك .عد الينا غدا ..حالما نعرض اوراقك علي المدير..هل فكرت جيدا فيما تنوي فعله؟
أجاب المسكين :
ولن اتراجع عنه..
تنفس "برعي" الصعداء ..وبدا كأنه يريد ان يقنع صديقنا بأن يتراجع..ولكن من الواضح انه لا فائدة.
تركه صديقنا " ابراهيم" وذهب..
وقد ملأ صدره جيوش من الرهبة والقلق ...والنشوة..
لقد حان الوقت ...أحقا حان الوقت ؟؟..هل هذا كل شيء؟؟..أتمنى ذلك وارجوه..
بالتأكيد لم يكن ذلك الحلم مجرد دعابة ...او اضغاث احلام ..لابد من وجود سر او حكمة آلهية ..لست اعرفها ولكن بالتأكيد سأعرفها
لن يكذبكم " ابراهيم " فيدّعي انه كان مطمئنا للفظ برعي " عد الينا غدا " هذه
لكنه كان يخفي خوفه ورهبته تحت اقنعة واهية باهتة..سرعان ما ستتلاشى لو عرض مجازفته تلك علي احدهم ..
فـ"أحدهم " لن يصدق ان بامكان مجنون ان يقدم علي مثل هذا القرار ..وهنا سيتفشى الخبر ..ويضيع صديقنا
كانت هذه هي خواطر "ابراهيم " اثناء ركوبه ال(ميكروباص) او " المشروع " ان شئتم الدقة ..
وهنا علا في جهاز التسجيل صوت القارئ المفضل لدى رفيقنا.." وناديناه ان يااااا ابراهيييم...قد صدقت الرؤيا ..انا كذلك نجزي المحسنين "
تنفس هو الآخر الصعداء ..
وطلب من السائق ان يسمح له بالنزول ..
ومضى ..وقد ارتسمت علي وجهه ابتسامه عظيمه..تملأ ما بين المشرقين والمغربين..
إنحدر الى الشارع الذى يقطن فيه بينما تلاشت إبتسامته وعاوده القلق من جديد
جعل يعبث بلحيته
هل كان يجب على فعل ذلك حقا؟
أخذت كلمات زوجته تتردد فى أذنيه"هو انت إلى هتصلح الكون...خلينا عايشين زى ما احنا عيشين"
ربما كنت محقه
خاطب نفسه بصوت مسموع
لأ بل كانت مخطة
يقينا مخطئة
أين موقع كلامها من قوله تعالى
"ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعرف وينهون عن المنكر"
أين موقع كلامها من قوله تعالى
"قالو معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون"
لابد أن يكون هناك من يضحى حتى يأمن الأخرون
إن بخلنا اليوم بثمن الكرامة فلا حياة لنا أبدا
تنبه الى أن هناك من ينظر له بدهشة
توقف عن مخاطبة نفسه وأسرع حتى وصل لباب البيت
وما إن فتح الباب حتى جاء صوت زوجته من المطبخ
بردو عملت الى انت عاوزه
إن مكنتش خايف على نفسك خاف على ولادك
تجاهل تماما كلام زوجته
إرتمى على الأريكة
أسند ظهره
واخذ يفكر
كيف سيبدو وجه الأستاذ برعى حينما يستقبله غدا........
استيقظ علي صوت طفله الصغير متشبثا بملابسه يرجوه ان يصحو..
نظر اليه " ابراهيم " بشفقة لا مبرر لها..
حمله علي حجره وظل يداعبه و قد ملأت عقله اساطيل من الخوف والندم علي فعلته..
لم يشعر بالخوف هكذا ؟!..لا شيء يدعو للخوف ..
لكنه يشبه ذلك الخوف الذي يشعر به المرء قبيل الاختبارات..وذلك الخوف عندما يأمرك الاستاذ بالنهوض لسبب لا تعرفه..
فقط تعرف ان قلبك الان يتواثب ذعرا بين ضلوعك المتهتكة المسكينة ..
وتتمني ان يمر هذا الموقف بسلام ...وكأنك تريد ان تغمض جفنيك فتفحهما علي راحة بال وهدوء..
من الواضح ان صاحبنا لم ينم لحظة..وكيف ينام من بانتظاره مقابلة مع اخ برعي عاقد الحاجبين..
من حق المرء ان يشعر بالقلق لمجرد انه مقدم علي محادثة شخص صعب المراس وجها لوجه
وهو ايضا نفس الرهبة التي كنا قد ذكرناها قبل بضع سطور..
رفيقنا لم يخطيء التفكير قط..وليس متهورا ولا مجنونا ..ولا ابله يريد فقط جذب الانتباه..
لعله الان يشعر بمدى عظمة رسالة خاتم المرسلين ..
لابد من ان يوجد شخص يطالب بوقفة ..
شخص ملّ الظلم والجهل ..
شخص يتوكل على الله ويحتسب الاجر ليوم يلقاه..
بالتأكيد لم يكن سيدنا محمد كاهنا ولا ساحرا ..
وكذلك انا ...ان قبل النس ما هم فيه ..ورضوا به ..ورفعوا راايات الاستسلام
فانا لن افعل ..لست إمعة ...ولست اخاف من هم ذوو لحم وعظم ودم مثلي..
من خلقهم خلقني ..
ولله الامر كله..
وهنا انتبه ابراهيم الي نظرات ابنه المستغربة الحنون اليه ..
لثمه" ابراهيم" علي خديه ونهض ..
انها الثامنة والنصف صباحا..
هذا مناسب..
ارتدي قميصه الفقير وبنطاله المتواضع ونزل الدرج علي تؤدة..
بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله وعلي الله توكلت
ركب مواصلته المعتادة ..وشاهد وجوه الخلق الشاحبة المكفهرة المعتادة ..وسمع قاره المعتاد..
"قل هذه سبيلي ادعو الي الله ..علي بصيرة انا ومن اتبعني ..وسبحان الله وماانا من المشركين"
ذات الابتسامة علي وجهه .." علي جنب يا اسطى "..
ترى ما الذي سيقوله برعي؟؟..هل سأقابل بالرفضوالاهانة ؟؟..هل من الممكن ان يتحقق ما طمحت اليه؟؟
لا اعرف ..هي بضع خطوات واعرف ..الصبر الصبر !!
صعد إبراهيم درجات الوزارة
ما إن اقترب من مكتب الأستاذ برعى حتى تسارعت دقات قلبه
دخل مكتب الأستاذ برعى فى تردد
استقبلة الأستاذ برعى بوجه كالح
هو انت شرفت طيب اتفضل ادخل للسيد مدير مكتب الوزير
هذه الكلمات البرعية الجافة زادته توترا
دخل ليقابل مدير مكتب الوزير
هى المرة الأول التى يقابل فيها مسئول بهذ الحجم
استقبلة بإبتسامة مصطنعة وأشار للكرسى
اتفضل يا أستاذ ابراهيم اتفضل
مد يديه المرتعشتين وسحب الكرسى
جلس بينما السيد المدير ينظر إليه بشفقة
هو حضرتك بقى الى كتبت التقرير ده
[/quote]
ها قد جمعت لكم القصة كلها على بعضها
كأن تتمتك يا مهند غير متلائمة مع البداية الاولى
وسلمى... في اول مشاركة لك كتبت:
تنفس "برعي" الصعداء ..وبدا كأنه يريد ان يقنع صديقنا بأن يتراجع..ولكن من الواضح انه لا فائدة.
لكن الصعداء تكون عادة عندما تكونين قلقة او متوترة وقد حبست انفاسك، ثم فجأة ترتاحين لسماع خبر جيد او زوال الخطر او مصدر القلق فتتنفسين الصعداء
اما في سياق جملتك فالأفضل ان تقولي: وتنهد بضجر... او وزفر زفرة طويلة حملها ما جاشت به نفسه من ملل وسأم .... الخ
والله اعلم
عقد " برعي " حاجبيه بشدة وهو يرمق الواقف أمامه بنظرة حادة ما لبث أن قطعها بنظرة أخرى إلى الأوراق التي بين يديه وبدا أنه يتفحصها في دقة ثم التفت للواقف أمامه من جديد قائلا في لهجة آمرة :
- انتظر هنا ..
حاول الواقف أن يقول شيئا ولكن "برعي" لم يمهله أي فرصة والتفت مسرعا نحو أحد الجالسين على مقعد بالجوار ومال عليه وتبادل بضع كلمات هامسة ثم عاد إلى الواقف من جديد ومازالت الاوراق في يده وقال :
............................
:emoti_17: :emoti_17:
قال برعي في حدة :
سيدي . ارجوك .عد الينا غدا ..حالما نعرض اوراقك علي المدير..هل فكرت جيدا فيما تنوي فعله؟
أجاب المسكين :
ولن اتراجع عنه..
تنفس "برعي" الصعداء ..وبدا كأنه يريد ان يقنع صديقنا بأن يتراجع..ولكن من الواضح انه لا فائدة.
تركه صديقنا " ابراهيم" وذهب..
وقد ملأ صدره جيوش من الرهبة والقلق ...والنشوة..
لقد حان الوقت ...أحقا حان الوقت ؟؟..هل هذا كل شيء؟؟..أتمنى ذلك وارجوه..
بالتأكيد لم يكن ذلك الحلم مجرد دعابة ...او اضغاث احلام ..لابد من وجود سر او حكمة آلهية ..لست اعرفها ولكن بالتأكيد سأعرفها
لن يكذبكم " ابراهيم " فيدّعي انه كان مطمئنا للفظ برعي " عد الينا غدا " هذه
لكنه كان يخفي خوفه ورهبته تحت اقنعة واهية باهتة..سرعان ما ستتلاشى لو عرض مجازفته تلك علي احدهم ..
فـ"أحدهم " لن يصدق ان بامكان مجنون ان يقدم علي مثل هذا القرار ..وهنا سيتفشى الخبر ..ويضيع صديقنا
كانت هذه هي خواطر "ابراهيم " اثناء ركوبه ال(ميكروباص) او " المشروع " ان شئتم الدقة ..
وهنا علا في جهاز التسجيل صوت القارئ المفضل لدى رفيقنا.." وناديناه ان يااااا ابراهيييم...قد صدقت الرؤيا ..انا كذلك نجزي المحسنين "
تنفس هو الآخر الصعداء ..
وطلب من السائق ان يسمح له بالنزول ..
ومضى ..وقد ارتسمت علي وجهه ابتسامه عظيمه..تملأ ما بين المشرقين والمغربين..
إنحدر الى الشارع الذى يقطن فيه بينما تلاشت إبتسامته وعاوده القلق من جديد
جعل يعبث بلحيته
هل كان يجب على فعل ذلك حقا؟
أخذت كلمات زوجته تتردد فى أذنيه"هو انت إلى هتصلح الكون...خلينا عايشين زى ما احنا عيشين"
ربما كنت محقه
خاطب نفسه بصوت مسموع
لأ بل كانت مخطة
يقينا مخطئة
أين موقع كلامها من قوله تعالى
"ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعرف وينهون عن المنكر"
أين موقع كلامها من قوله تعالى
"قالو معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون"
لابد أن يكون هناك من يضحى حتى يأمن الأخرون
إن بخلنا اليوم بثمن الكرامة فلا حياة لنا أبدا
تنبه الى أن هناك من ينظر له بدهشة
توقف عن مخاطبة نفسه وأسرع حتى وصل لباب البيت
وما إن فتح الباب حتى جاء صوت زوجته من المطبخ
بردو عملت الى انت عاوزه
إن مكنتش خايف على نفسك خاف على ولادك
تجاهل تماما كلام زوجته
إرتمى على الأريكة
أسند ظهره
واخذ يفكر
كيف سيبدو وجه الأستاذ برعى حينما يستقبله غدا........
استيقظ علي صوت طفله الصغير متشبثا بملابسه يرجوه ان يصحو..
نظر اليه " ابراهيم " بشفقة لا مبرر لها..
حمله علي حجره وظل يداعبه و قد ملأت عقله اساطيل من الخوف والندم علي فعلته..
لم يشعر بالخوف هكذا ؟!..لا شيء يدعو للخوف ..
لكنه يشبه ذلك الخوف الذي يشعر به المرء قبيل الاختبارات..وذلك الخوف عندما يأمرك الاستاذ بالنهوض لسبب لا تعرفه..
فقط تعرف ان قلبك الان يتواثب ذعرا بين ضلوعك المتهتكة المسكينة ..
وتتمني ان يمر هذا الموقف بسلام ...وكأنك تريد ان تغمض جفنيك فتفحهما علي راحة بال وهدوء..
من الواضح ان صاحبنا لم ينم لحظة..وكيف ينام من بانتظاره مقابلة مع اخ برعي عاقد الحاجبين..
من حق المرء ان يشعر بالقلق لمجرد انه مقدم علي محادثة شخص صعب المراس وجها لوجه
وهو ايضا نفس الرهبة التي كنا قد ذكرناها قبل بضع سطور..
رفيقنا لم يخطيء التفكير قط..وليس متهورا ولا مجنونا ..ولا ابله يريد فقط جذب الانتباه..
لعله الان يشعر بمدى عظمة رسالة خاتم المرسلين ..
لابد من ان يوجد شخص يطالب بوقفة ..
شخص ملّ الظلم والجهل ..
شخص يتوكل على الله ويحتسب الاجر ليوم يلقاه..
بالتأكيد لم يكن سيدنا محمد كاهنا ولا ساحرا ..
وكذلك انا ...ان قبل النس ما هم فيه ..ورضوا به ..ورفعوا راايات الاستسلام
فانا لن افعل ..لست إمعة ...ولست اخاف من هم ذوو لحم وعظم ودم مثلي..
من خلقهم خلقني ..
ولله الامر كله..
وهنا انتبه ابراهيم الي نظرات ابنه المستغربة الحنون اليه ..
لثمه" ابراهيم" علي خديه ونهض ..
انها الثامنة والنصف صباحا..
هذا مناسب..
ارتدي قميصه الفقير وبنطاله المتواضع ونزل الدرج علي تؤدة..
بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله وعلي الله توكلت
ركب مواصلته المعتادة ..وشاهد وجوه الخلق الشاحبة المكفهرة المعتادة ..وسمع قاره المعتاد..
"قل هذه سبيلي ادعو الي الله ..علي بصيرة انا ومن اتبعني ..وسبحان الله وماانا من المشركين"
ذات الابتسامة علي وجهه .." علي جنب يا اسطى "..
ترى ما الذي سيقوله برعي؟؟..هل سأقابل بالرفضوالاهانة ؟؟..هل من الممكن ان يتحقق ما طمحت اليه؟؟
لا اعرف ..هي بضع خطوات واعرف ..الصبر الصبر !!
صعد إبراهيم درجات الوزارة
ما إن اقترب من مكتب الأستاذ برعى حتى تسارعت دقات قلبه
دخل مكتب الأستاذ برعى فى تردد
استقبلة الأستاذ برعى بوجه كالح
هو انت شرفت طيب اتفضل ادخل للسيد مدير مكتب الوزير
هذه الكلمات البرعية الجافة زادته توترا
دخل ليقابل مدير مكتب الوزير
هى المرة الأول التى يقابل فيها مسئول بهذ الحجم
استقبلة بإبتسامة مصطنعة وأشار للكرسى
اتفضل يا أستاذ ابراهيم اتفضل
مد يديه المرتعشتين وسحب الكرسى
جلس بينما السيد المدير ينظر إليه بشفقة
هو حضرتك بقى الى كتبت التقرير ده
ظل "ابراهيم" ساكنا ولم يحرك له طرف..
يحملق الي المدير...بنظرة خاوية مرتعدة وجبانة..لعله لم يسمع سؤال المدير
كرر المدير السؤال بعصبية وضغط علي حروفه..
وكانت هذه ككوب الماء الذي ايقظ صديقنا من شروده..
اجاب بأن " نعم "
قال المدير وقد خلع نظارته والقي بالملف علي مكتبه ..وعقد اصابعه واسندها علي مكتبه..هي الاخرى
_ولم تريد ان تتحدث الي الرئيس شخصيا وجها بوجه؟؟!!
نظر ابراهيم الي قدميه واجاب:
_اليس هذا من حقي؟؟
_الرئيس مشغول ولديه الكثير من المهام الشاقة السلمية التي يقوم بها في انحاء البلد..فهل تتوقع ان يفرغ نفسه
ليثرثر مع كل مغفل في تلك البلد المليونية؟؟هه؟؟
_نصبناه علي ان هذه من حقوقنا منه...ان كان يتذكر ان لنا حقوق..واني لاؤنب لساني علي انه اخرج تلك الكلمة الكاذبة " نصبناه"
فلا ادري حقا انحن من نصبناه ام هو من نصب علينا؟؟!!
لم يبعد المدير عيناه عن وجه ابراهيم وثيابه..واراح ظهره عليكرسيه الاسود الفخم..
_ألديك اولاد يا ابراهيم؟؟
_لي اربعة ..مراهق ومراهقة ورضيعان .
_ما رأيك بان تأخذ مبلغا تؤمن به مستقبل اولادك..وتضمن حقوقهم ..وتخرج تلك الافكار المجنونة من رأسك..لا احد سيقابل الرئيس..هو مشغول ولن اكررها ..
نظر ابراهيم الي المبلغ الذي عرضه عليه المدير ..
_اتعطون كل مغفل في تلك البلد المليونية ذلك المبلغ حتي لا يطلب مقابله رئيس المغفلين المشغول؟؟.ام انه عرض شخصي من عروضك الي من قد تطالوا وطالبوا بحقهم ؟؟.
خذ مالك يا سيدي ..لم آتي الي هنا ليتصدق عليّ احدهم..من رزقك رزقني ..ومن رزق المغفل رزق العاقل..
نهض ابراهيم وخرج بخطوات مسرعة ..وقد ارتسم علي وجهه ذات الابتسامة التي الفناها عليه..
وخرج من ذلك الشارع الموحش ..واستقل مركبته المعتادة ورأس الوجوه السوداء المعتادة وسمع قارءه المعتاد..
"اني بريء مما تجرمون"...
في كل بيت وفي كل شارع..منذ سنين وبعد سنين ..سنجد الكثير الكثير من ابراهيم...فقط انظر الي تلك الوجوه السوداء الكئيب ة وتعرف عليه..صدقني لن تتتكبد الكثير من العناء..فكلهم ابراهيم وآمالهم آمال ابراهيم ..كلهم مغفلون ..علي ما اظن
[/font][/size]