-
بسم الله الرحمن الرحيم
كان لي موضوعٌ هنا
ثم راح!
على بركة الله
emo (30):
-
بسم الله
للعراقي زين الدين (الأب) المتوفى 805 هـ نظم لمنهاج القاضي البيضاوي المتوفى 682 هـ
والمنهاج هو: منهاج الوصول إلى علم الأصول
والنظم هو السراج الوهاج نظم المنهاج
وقد جاء في النظم:
بِصِيغَـةِ "افْعَـلْ" : أَوْجِبَـنْ، وَأَرْشِدِ، ..... اُدْعُ، أَبِحْ، أَكْرِمْ، كَذَا انْدُبْ، هَدِّدِ
عَجِّـزْ، أَهِـنْ، سَـوِّ، وَكَوِّنْ، سَخِّرِ، ..... اِمْتَـنَّ، وَاحْتَقِـرْ، تَمَـنَّ، أَخْبِـرِ
نَحْو : أَقِيمُوا، اسْتَشْهِدُوا، اغْفِرْ، وَكُلُوا، ..... مَعَ ادْخُلُوهَا، كَاتِبُوهُمْ، وَاعْمَلُـوا =
= مَـا شِئْتُـمُ، فَأْتُـوا بِسُـورَةٍ لِدَهْ، ..... ذُقْ، وَاصْبِرُوا، وَكُنْ، وَكُونُوا قِرَدَهْ
كَـذَا كُلُـوا مِمَّـا، كَـذَا بَلْ أَلْقُوا، ..... أَلا انْجَلِي، اصْنَعْ مَا، فَفِيهَا الْفَـرْقُ
رحمهم الله
emo (30):
-
أهلا ...
-
لأحد الشناقطة
لقد فشا في أرضنا عضال == داء فلا يرجى له زوال
ولم يكن يشفى بجالينوس == ما خط بالأقلام في الطروس
بل إنما شفاء ذا العضال == بسعة العلم والامتثال
أفّ لهذا العصر إنه فسد == حتى عدى أرنبه على الأسد
إذ كل شخص الاجتهاد يدعي == ضمنا عن ادعائه لم يردع
بل هو ناشئ من الميلاد == أصلا على فطرة الاجتهاد
لمنصب المجتهدين يغتصب == ودون ناصب للافتا ينتصب
فياله من قاصر بليد == عجز عن مرتبة التقليد
إذا به انتصب للإمامه == بلا أذان وبلا إقامه !!
فصار في العلوم يسدي وينير == ولم يكن بدر اجتهاده ينير
لنفسه حكم دون بينه == أن مثله به تضن الأزمنه
واها له اجتهد حتى أخطا == وقد تشبّع بما لم يعطى
"يحسبه الجاهل ما لم يعلما == شيخا على كرسيه معمما "
يقول إذ لم يحظ بالحصول == على الفروع إنني أصولي
ولست جامدا على الفروع == إذ لم يك الجمود بالمشروع
هذا كلام حسن لو صدرا == هذا الكلام من أصوليّ درى
لكننا نعرف أين أصبحا == وأين أمسى والخفاء برحا !
لما ادعى اجتهاده على عمه == جرى له الذي جرى للرخمه
قامت تحاكي مشية ابن دايه == فأصبحت تعزها الهدايه
لا هو بالفروع عارف ولا == هو درى الأصولَ بل تقوّلا
وهو لفرط جهله المركب == وزعمه المموّه المرتكب
يحكم بالتخمين والتفرّس == وهو مع ذلك ذو تترّس
بحبه الحديث والكتابا == في زعمه ما استوجب العتابا
لله دره ذا الفتى ما أشجعه == لقد تشجع وهو إمّعه !
لكن لسان الحال في التدرج == ناداه " ليس ذا بعشك ادرجي "
كلاّ قد افترى على الله الكذب == لو بلسان الحق كان منجذب
سأل أهل الذكر إن لم يعلم == وقال لا أدري ولم يقتحم
فالرأي أن يسأل عما قد جهل == ويقرأ ابن عاشر حتى يصل
" واعلم بأن أصل ذي الآفات == حب الرياسة وطرح الآتي "
يا قاصرا مثلي وقد تعدى == حتى غدا لنصبه معدى
فصار الاغبياء يحسبونه == تقليده ينجي فيستفتونه
وهو يفتي بسوى المنصوص == على العموم وعلى الخصوص
نهاك أن تقول ما لا تعلمُ == على إلهك الكتاب المحكمُ
بل قف مع النصوص يا مقلدُ == والتجتهد وحدك يا مجتهدُ
كلاكما يرضى بما قسم لهْ == وسينبّأ بما قد عملهْ
-
بسم الله الرحمن الرحيم
من شرائط قبول الجرح عند أهل النظر:
1- أن يكون مبنيا على علم الجارح بحقيقة حال المجروح
2- أن يكون الجارح نفسه معروفا بالعدالة والضبط والخبرة بأحوال الرواة
3- أن تصح نسبة القول بالجرح إلى الجارح؛ فلا يلتفت إلى ما يحكى عن بعض الأئمة من طعن في آخرين لم يصح عنهم أنهم قالوه
4- أن يكون ما جرح به الراوي جرحا طاعنا في عدالته أو مخلا بضبطه
5- أن يبرأ الجرح من خصومات الأقران وأهواء المذهبية والمشاحنات السياسية والعصبيات الاجتماعية
-
وكيف نعرف انطباق هذه الشروط من عدمه ؟
-
بسم الله
وكيف نعرف انطباق هذه الشروط من عدمه ؟
هذا أصعب من علم العلل الذي قالوا عنه أنه - لخفائه - يشبه الوحي!
-
حسنا .. هل تعرف مثالا عمليا حقق فيه أحد العلماء في جرح وتعديل البعض في أحدهم ؟! إن كان فليتك تنقله لنا ..
-
بسم الله
طيب سأضع رؤوس أقلام، وانظر إن أحببت المراجع التي سأذكرها، فكلام المحدثين كثير، وأنا أمل النقل
1- قالوا إن ما قاله الدارقطني في الإمام أبي حنيفة من جرح مبني على عدم علمه بحقيقة حاله، وإنما اعتمد على ما اشتهر ببلدته في عصره من خصوم أتباع الإمام.
2- كثير ممن خاضوا في جرح الإمام أبي حنيفة ليسوا أهلا للثقة أصلا، بل ثبت في بعضهم جراح كثيرة
3- روي عن عبد الله بن المبارك والإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين جرحهم للإمام أبي حنيفة، وليس يصح عنهم ذلك، بل الثابت عنهم لاسيما عبد الله بن المبارك المبالغة في تعديله واتباعه.
4- جرح قوم الإمام أبا حنيفة بما هو منقبة له وفضل، لمخالفتهم هم الحق فيما جرحوه به، فكان جرحهم إياه في حقيقته جرحا لهم وتعديلا له. كرميهم له بالإرجاء لما رأوه لا يكفر مرتكب الكبيرة. فكان ذلك شهادة منهم على أنفسهم بأنهم على مذهب الخوارج.
5- روي عن ابن أبي ليلى وسفيان الثوري جرحا في أبي حنيفة منشأه خصومة الأقران بينهم وبينه لما كان من اجتماعهم ببلد واحد، وإفتاء الإمام في الفقه بخلاف أحكام القاضي، وتصرف الإمام في الحديث على طريقة الفقهاء. كما نقل عن البخاري جرحا فيه لخصومته مع فقهاء الحنفية ببخارى وسمرقند.
وما وقع مع الإمام أبي حنيفة وقع مع غيره كثير، كجرح يحيى بن معين للإمام الشافعي فسره الإمام أحمد بأنه مبني على عدم علم يحيى بالشافعي، وكجرح أهل البدع في أهل السنة، فلا هم أهل للجرح، ولا ما يجرحون به جرح في الحقيقة، وكجرح بعض المحدثين بعض الرواة بتهمة رواية الشعر كالأصمعي، أو التفلسف كابن حبان، وكما وقع بين مشاهير أهل العلم كمالك بن أنس وابن أبي ذئب
ومن أهم مراجع ذلك تحقيقات تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية، وقد استخلص بعضا منها الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في كتب مستقلة!
-
جزاك الله خيرا ..
-
جزاك الله خيرا ..
وإياك
-
قصيدة الأطلال للشاعر الطبيب إبراهيم ناجي
يـا فُؤَادِي لا تسلْ أينَ الهَوَى .. كَانَ صَرْحاً مِنْ خَيَالٍ فَهَوَى
اِسْقِني واشْرَبْ عَلَى أَطْلاَلِهِ .. وارْوِ عَنِّي طَالَمَا الدَّمْعُ رَوَى
كَيْفَ ذَاكَ الحُبُّ أَمْسَى خَبَراً.. وَحَدِيْثاً مِنْ أَحَادِيْثِ الجَوَى
وَبِسَــاطاً مِنْ نَدَامَى حُلُمٍ .. هم تَوَارَوا أَبَداً وَهُوَ انْطَوَى
يَارِيَاحاً لَيْسَ يَهْدا عَصْفُهَا .. نَضَبَ الزَّيْتُ وَمِصْبَاحِي انْطَفَا
وَأَنَا أَقْتَاتُ مِنْ وَهْمٍ عَفَا .. وَأَفي العُمْرَ لِنِاسٍ مَا وَفَى
كَمْ تَقَلَّبْتُ عَلَى خَنْجَرِهِ .. لاَ الهَوَى مَالَ وَلاَ الجَفْنُ غَفَا
وَإذا القَلْبُ عَلَى غُفْرانِهِ .. كُلَّمَا غَارَ بَهِ النَّصْلُ عَفَا
يَاغَرَاماً كَانَ مِنّي في دّمي .. قَدَراً كَالمَوْتِ أَوْفَى طَعْمُهُ
مَا قَضَيْنَا سَاعَةً في عُرْسِهِ .. وقَضَيْنَا العُمْرَ في مَأْتَمِهِ
مَا انْتِزَاعي دَمْعَةً مِنْ عَيْنَيْهِ .. وَاغْتِصَابي بَسْمَةً مِنْ فَمِهِ
لَيْتَ شِعْري أَيْنَ مِنْهُ مَهْرَبي .. أَيْنَ يَمْضي هَارِبٌ مِنْ دَمِهِ
لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ اَغْرَيْتِني .. بِفَمٍ عَذْبِ المُنَادَاةِ رَقِيْقْ
وَيَدٍ تَمْتَدُّ نَحْوي كَيَدٍ .. مِنْ خِلاَلِ المَوْجِ مُدَّتْ لِغَرِيْق
آهِ يَا قِيْلَةَ أَقْدَامي إِذَا .. شَكَتِ الأَقْدَامُ أَشْوَاكَ الطَّرِيْقْ
يَظْمَاُ السَّاري لَهُ .. أَيْنَ في عَيْنَيْكِ ذَيَّاكَ البَرِيْقْ
لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ أَغْرَيْتِني .. بِالذُّرَى الشُّمِّ فَأَدْمَنْتُ الطُّمُوحْ
أَنْتِ رُوحٌ في سَمَائي .. وَأنَالَكِ أَعْلُو فَكَأَنّي مَحْضُ رُوحْ
يَا لَهَا مِنْ قِمَمٍ كُنَّا بِهَا .. نَتَلاَقَى وَبِسِرَّيْنَا نَبُوحْ
نَسْتَشِفُّ الغَيْبَ مِنْ أَبْرَاجِهَا .. وَنَرَى النَّاسَ ظِلاَلاً في السُفُوحْ
أَنْتِ حُسْنٌ في ضُحَاهُ لُمْ يَزَلْ .. وَاَنَا عِنْدِيَ أَحْزَانُ الطَّفَلْ
وَبَقَايَا الظِّلِّ مِنْ رَكْبٍ رَحَلْ .. وَخُيُوطُ النُّورِ مِنْ نَجْمٍ أَفَلْ
أَلْمَحُ الدُّنْيَا بِعَيْنيْ سَئِمٍ .. وَأَرَى حَوُلِيَ أَشْبَاحَ المَلَلْ
رَاقِصاتٍ فَوْقَ أَشْلاْءِ الهَوَى .. مُعْولاَتٍ فَوْقَ أَجْدَاثِ الأَمَلْ
ذَهَبَ العُمْرُ هَبَاءً فَاذْهَبي .. لَمْ يَكُنْ وَعْدُكِ إلاَ شَبَحَا
صَفْحَةً قَدْ ذَهَبَ الدَّهْرُ بِهَا .. أَثْبَتَ الحُبَّ عَلَيْهَا وَمَحَا
اُنْظُري ضِحْكِي وَرَقْصي فَرِحاً .. وَأَنَا أَحْمِلُ قَلْباً ذُبِحَا
وَيَرَاني النَّاسُ رُوحَاً طَائِراً .. وَالجَوَى يَطْحَنُنِي طَحْنَ الرَّحَى
كُنْتِ تِمْثَالَ خَيَالي فَهَوَى .. المَقَادِيْرُ أَرَادَتْ لاَ يَدِي
وَيْحَهَا لَمْ تَدْرِ مَاذا حَطَّمَتْ .. حَطَّمَتْ تَاجي وَهَدَّتْ مَعْبَدِي
يَا حَيَاةَ اليَائِسِ المُنْفَرِد ِ .. يَا يَبَاباً مَا بِهِ مِنْ أَحَدِ
يَا قَفَاراً لافِحَاتٍ مَا بِهَا .. مِنْ نَجِيٍّ .. يَا سُكُونَ الأَبَدِ
أَيْنَ مِنْ عَيْني حَبِيبٌ سَاحِرٌ .. فِيْهِ نُبْلٌ وَجَلاَلٌ وَحَيَاءْ
وَاثِقُ الخُطْوَةِ يَمْشي مَلِكاً.. ظَالِمُ الحُسْنِ شَهِيُّ الكِبْرِيَاءْ
عَبِقُ السِّحْرِ كَأَنْفَاسِ الرُّبَى .. سَاهِمُ الطَّرْفِ كَأَحْلاَمِ المَسَاءْ
مُشْرِقُ الطَّلْعَةِ في مَنْطِقِهِ .. لُغَةُ النُّورِ وَتَعْبِيْرُ السَّمَاءْ
أَيْنَ مِنّي مَجْلِسٌ أَنْتَ بِهِ .. فِتْنَةٌ تَمَّتْ سَنَاءٌ وَسَنَى
وَأَنَا حُبٌّ وَقَلْبٌ هَائِمٌ .. وَخَيَالٌ حَائِرٌ مِنْكَ دَنَا
وَمِنَ الشَّوْقِ رَسُلٌ بَيْنَنَا.. وَنَدِيْمٌ قَدَّمَ الكَاْسَ لَنَا
وَسَقَانَا فَانْتَفَضْنَا لَحْظَةً.. لِغُبَارٍ آدَمِيٍّ مَسَّنَا
قَدْ عَرَفْنَا صَوْلَةَ الجِسْمِ الّتِي .. تَحْكُمُ الحَيَّ وَتَطْغَى في دِمَاهْ
............
أَمَرَتْنَا فَعَصَيْنَا أَمْرَهَا .. وَأَبَيْنَا الذُلَّ أَنْ يَغْشَى الجِبَاهْ
حَكَمَ الطَّاغي فَكُنَّا في العُصَاهْ .. وَطُرِدْنَا خَلْفَ أَسْوَارِ الحَيَاهْ
يَا لَمَنْفِيَّيْنِ ضَلاَّ في الوُعُورْ .. دَمِيَا بِالشَّوْكِ فيْهَا وَالصُّخُورْ
كُلَّمَا تَقْسُو اللَّيَالي عَرَفَا .. رَوْعَةَ اللآلامِ في المَنْفَى الطَّهُورْ
طُرِدَا مِنْ ذَلِكَ الحُلْمِ الكَبِيْرْ .. لِلْحُظُوظِ السُّودِ واللَّيْلِ الضَّريْرْ
يَقْبَسَانِ النُّورَ مِنْ رُوحَيْهِمَا .. كُلَّمَا قَدْ ضَنَّتِ الدُّنْيا بِنُورْ
أَنْتِ قَدْ صَيَّرْتِ أَمْرِي عَجَبَا .. كَثُرَتْ حِوْليَ أَطْيَارُ الرُّبَى
فَإِذا قُلْتُ لِقَلْبي سَاعَةً .. قُمْ نُغَرِّدْ لِسِوَى لَيْلَى أَبَى
حَجَبَتْ تَأْبى لِعَيْني مَأْرَبَا .. غَيْرُ عَيْنَيْكِ وَلاَ مَطَّلَبَا
أَنْتِ مَنْ أَسْدَلَهَا لا تَدَّعي .. أَنَّني أسْدَلْتُ هَذي الحُجُبَا
وَلَكَمْ صَاحَ بِيَ اليَأْسُ انْتزِعْهَا .. فَيَرُدُّ القَدَرُ السَّاخِرُ: دَعْهَا
يَا لَهَا مِنْ خُطَّةٍ عَمْيَاءَ لَوْ .. أَنَّني اُبْصِرُ شَيْئاً لَمْ اُطِعْهَا
وَلِيَ الوَيْلُ إِذَا لَبَّيْتُهَا .. وَلِيَ الوَيْلُ إِذا لَمْ أَتَّبِعْهَا
قَدْ حَنَتْ رَأْسي وَلَو كُلُّ القِوَى .. تَشْتَري عِزَّةَ نَفْسي لَمْ أَبِعْهَا
يَاحَبِيْباً زُرْتُ يَوْماً أَيْكَهُ .. طَائِرَ الشَّوْقِ اُغَنّي أَلَمي
لَكَ إِبْطَاءُ المُدلِّ المُنْعِمِ .. وَتَجَنّي القَادرِ المُحْتَكِمِ
وَحَنِيْني لَكَ يَكْوي أَضْلُعي .. وَالثَّوَاني جَمَرَاتٌ في دَمي
وَأَنَا مُرْتَقِبٌ في مَوْضِعي .. مُرْهَفُ السَّمْعِ لِوَقْعِ القَدَمِ
قَدَمٌ تَخْطُو وَقَلْبي مُشْبِهٌ .. مَوْجَةً تَخْطُو إِلى شَاطِئِهَا
أيُّهَا الظَّالِمُ بِاللَّهِ إلَى كَمْ .. أَسْفَحُ الدَّمْعَ عَلَى مَوْطِئِهَا
رَحْمَةٌ أَنْتَ فَهَلْ مِنْ رَحْمَةٍ .. لِغَريْبِ الرّوحِ أَوْ ظَامِئِهَا
يَا شِفَاءَ الرُّوحِ رُوحي تَشْتَكي .. ظُلْمَ آسِيْهَا إِلى بَارِئِهَا
أَعْطِني حُرِّيَتي اَطْلِقْ يَدَيَّ .. إِنَّني أَعْطَيْتُ مَا اسْتَبْقَيْتُ شَيَّ
آهِ مِنْ قَيْدِكَ أَدْمَى مِعْصَمي .. لِمَ اُبْقِيْهِ وَمَا أَبْقَى عَلَيَّ
مَا احْتِفَاظي بِعُهُودٍ لَمْ تَصُنْهَا .. وَإِلاَمَ اللأَسْرُ وَالدُّنْيا لَدَيَّ
هَا أَنَا جَفَّتْ دُمُوعي فَاعْفُ عَنْهَا .. إِنّهَا قَبْلَكَ لَمْ تُبْذَلْ لِحَيَّ
وَهَبِ الطَّائِرَ عَنْ عُشِّكَ طَارَا .. جَفَّتِ الغُدْرَانُ وَالثَّلْجُ أَغَارَا
هَذِهِ الدُّنْيَا قُلُوبٌ جَمَدَتْ .. خَبَتِ الشُّعْلَةُ وَالجِمْرُ تَوَارَى
وَإِذا مَا قَبَسَ القَلْبُ غَدَا.. مِنْ رَمَادٍ لاَ تَسَلْهُ كَيْفَ صَارَا
لاَ تَسَلْ واذْكُرْ عَذابَ المُصْطَلي .. وَهُوَيُذْكِيْهِ فَلاَ يَقْبَسُ نَارَا
لاَ رَعَى اللّه مَسَاءً قَاسِياً .. قَدْ أَرَاني كُلَّ أَحْلامي سُدى
........................
لَيْتَ شِعْري أَيُّ أَحْدَاثٍ جَرَتْ ..أَنْزَلَتْ رُوحَكَ سِجْناً مُوصَدا
صَدِئَتْ رُوحُكَ في غَيْهَبِهَا .. وَكَذا الأَرْوَاحُ يَعْلُوهَا الصَّدا
قَدْ رَأَيْتُ الكَوْنَ قَبْراً ضَيِّقاً .. خَيَّمَ اليَاْسُ عَلَيْهِ وَالسُّكُوتْ
وَرَأَتْ عَيْني أَكَاذيْبَ الهَوَى .. وَاهِيَاتٍ كَخُيوطِ العَنْكَبُوتْ
كُنْتَ تَرْثي لِي وَتَدْري أَلَمي .. لَوْ رَثَى لِلدَّمْعِ تِمْثَالٌ صَمُوتْ
عِنْدَ أَقْدَامِكَ دُنْيَا تَنْتَهي .. وَعَلَى بَابِكَ آمَالٌ تَمُوتْ
كُنْتَ تَدْعونيَ طِفْلاُ كُلَّمَا .. ثَارَ حُبّي وَتَنَدَّتْ مُقَلِي
وَلَكَ الحَقُّ لَقَدْ عَاِشَ الهَوَى .. فيَّ طِفْلاً وَنَمَا لَم يَعْقَلِ
وَرَأَى الطَّعْنَةَ إذْ صَوَّبْتَهَا .. فَمَشَتْ مَجْنُونةً لِلْمَقْتَلِ
رَمَتِ الطِّفْلَ فَأَدْمَتْ قَلْبَهُ .. وَأَصَابَتْ كِبْرِيَاءَ الَّرجُلِ
قُلْتُ لِلنَّفْسِ وَقَدْ جُزْنَا الوَصِيْدَا ..عَجِّلي لا يَنْفَعُ الحَزْمُ وَئِيْدَا
وَدَعي الهَيْكَلَ شُبَّتْ نَارُهُ .. تَأكُلُ الرُّكَّعَ فِيْهِ وَالسُّجُودَا
يَتَمَنّى لي وَفَائي عَوْدَةً .. وَالهَوَى المَجْرُوحُ يَاْبَى أَنْ نَعُودَا
لِيَ نَحْوَ اللَّهبِ الَّذاكي بِهِ .. لَفْتَةُ العُودِ إِذا صَارَ وُقُوداً
لَسْتُ أَنْسَى أَبَد ا.. سَاعَةً في العُمُرِ
تَحْتَ رِيْحٍ صَفَّقَتْ .. لارْتِقَاصِ المَطَرِ
نَوَّحَتْ لِلذّكَرِ .. وَشَكَتْ لِلْقَمَرِ
وَإِذا مَا طَرِبَتْ .. عَرْبَدَتْ في الشَّجَرِ
هَاكَ مَا قَدْ صَبَّتِ .. الرِّيْحُ بِاُذْنِ الشَّاعِرِ
وَهْيَ تُغْري القَلْبَ .. إِغْرَاءِ النَّصِيْحِ الفَاجِرِ
أَيُّهَا الشَّاعِرُ تَغْفو .. تَذْكُرُ العَهْدَ وَتَصْحو
وَإِذا مَا إَلتَأَمَ جُرْحٌ .. جَدَّ بِالتِذْكَارِ جُرْحُ
فَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَنْسى .. وَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَمْحو
أَوَ كُلُّ الحُبِّ في رَأْيِكَ .. غُفْرَانٌ وَصُفْحُ
هَاكَ فَانْظُرْ عَدَدَ .. الرَّمْلِ قُلُوباً وَنِسَاءْ
فَتَخَيَّرْ مَا تَشَاءْ .. ذَهَبَ العُمْرُ هَبَاءْ
ضَلَّ في الأَرْضِ الّذي .. .يَنْشُدُ أَبْنَاءَ السَّمَاءْ
أَيُّ رُوحَانِيَّةٍ تُعْصَرُ .. مِنْ طِيْنٍ وَمَاءْ
أَيُّهَا الرِّيْحُ أَجَلْ لَكِنَّمَا .. هِيَ حُبِّي وَتَعِلَّاتِي وَيَأْسِي
هِيَ في الغَيْبِ لِقَلْبي خُلِقَتْ .. أَشرَقَتْ لي قَبْلَ أَنْ تُشْرِقَ شَمْسِي
وَعَلَى مَوْعِدِهَا أَطْبَقَتُ عَيْني .. وَعَلى تَذْكَارِهَا وَسَّدْتُ رَأْسِي
جَنَّتِ الرِّيْحُ وَنَا .. دَتْــهُ شَيَاطِيْنُ الظَّلاَمْ
أَخِتاَماً كَيْفَ يَحْلو .. لَكَ في البِدْءِ الخِتَامْ
يَا جَرِيْحاً أَسْلَمَ الـ .. جُـرْح حَبِيْباً نَكَأَهْ
هُوَ لاَ يَبْكي إّذَا الـ .. ـــــنَّـاعِي بِهَذَا نَبَّأَهْ
أَيُّهَا الجَبَّارُ هَلْ .. تُصْـرَعُ مِنْ أَجلِ امْرأَهْ
يَالَهَا مِنْ صَيْحَةٍ مَا بَعَثَتْ .. عِنْدَهُ غَيْرَ أَليْمِ الذِّكَرِ
أَرِقَتْ في جَنْبِهِ فَاسْتَيْقَظَتْ .. كَبَقَايَا خَنْجَرٍ مُنْكَسِرِ
لَمَعَ النَّهْرُ وَنَادَاهُ لَهُ .. فَمَضَى مُنْحَدِراً لِلنَّهَرِ
نَاضِبَ الزَّادِ وَمَا مِنْ سَفَر .. دُونِ زَادٍ غَيْرُ هَذَا السَّفَرِ
يَاحَبِيْبي كُلُّ شَيْءٍ بِقَضَاءْ .. مَا بِأَيْدينَا خُلِقْنَا تُعَسَاءْ
رُبَّمَا تَجْمَعُنَا أَقْدَارُنَا .. ذَاتَ يَوْمٍ بَعْدَمَا عَزَّ الِّلقَاءْ
فَإِذا أَنْكَرَ خِلٌّ خِلَّهُ .. وَتَلاَقَيْنَا لِقَاءَ الغُرَبَاءْ
وَمَضَى كُلٌّ إِلَى غَايَتِهِ .. لاَ تَقُلْ شِئْنَا! فَإِنَّ الحَظَّ شَاء
يَا نِدَاءً كُلَّمَا أَرْسَلْتُهُ.. رُدَّ مَقْهُوراً وَبِالحَظِّ ارْتَطَمْ
وَهُتَافاً مِنْ أَغَاريْد المُنَى .. عَادَ لي وَهْوَ نُوَاحٌ وَنَدَمْ
رُبَّ تِمْثَالِ جَمَالٍ وَسَنَا .. لاَحَ لِي وَالعَيْشُ شَجْوٌ وَظُلَمْ
إِرْتَمَى اللَّحْنُ عَلَيْهِ جَاثِيَاً .. لَيْسَ يَدْرِي أَنَّهُ حُسْنٌ أَصَمْ
هَدَأَ اللَّيْلُ وَلاَ قَلْبَ لَهُ.. أَيُّهَا السَّاهِرُ يَدْري حَيْرَتَكْ
اَيُّهَا الشَّاعِرُ خُذْ قِيْثَارَتَكْ ..غَنِّ أَشْجَانَكَ وَاسْكُبْ دَمْعَتَكْ
رُبَّ لَحْنٍ رَقَصَ النَّجْمُ لَهُ .. وَغَزَا السُّحْبَ وَبِالنَّجْمِ فَتَكْ
غَنِّهِ حَتَّى نَرَى سِتْرَ الدُّجَى .. طَلَعَ الفَجْرُ عَلَيْهِ فَانْتَهَكْ
وَإِذا مَا زَهَرَاتٌ ذُعِرَتْ .. وَرَأَيْتَ الرُّعْبَ يَغْشَى قَلْبَهَا
فَتَرَفَّقْ وَاتَّئِدْ وَاعْزِفْ لَهَا .. مِنْ رَقِيْقِ اللَّحْنِ وَامْسَحْ رُعْبَهَا
رُبَّمَا نَامَتْ عَلَى مَهْدِ اللأَسَى .. وَبَكَتْ مُسْتَصْرِخَاتٍ رَبَّهَا
أَيُّهَا الشَّاعِرُ كَمْ مِنْ زَهْرَةٍ ..عَوقِبَتْ لَمْ تَدْرِ يَوْماً ذَنْبَهَا
أَيُّهَا الشَّاعِرُ كَمْ مِنْ زَهْرَةٍ ..عَوقِبَتْ لَمْ تَدْرِ يَوْماً ذَنْبَهَا
عَوقِبَتْ لَمْ تَدْرِ يَوْماً ذَنْبَهَا
-
بوركت يا أخ أحمد على الأطلال
لقد ذكرتنى بالذى مضى
أيام الجامعة وكانت هذه القصيدة من المقرر للحفظ
وقال لنا أستاذ المادة-صبحه الله ومساه بالخير- من لم يحفظ الأطلال سيسأل عنها على الصراط
ونصحنا أن نحفظها على صوت الست أم كلثوم ولكننا اعترضنا
-
بسم الله
بوركتم، وبورك أستاذكم
والأطلال جميلة فعلا
والفضل يرجع في اطلاعي عليها بعد الله سبحانه وتعالى إلى أخي الكريم "أبو بكر" بالمنتدى إذ قرأ علي بعضا من مقاطعها بصوته وأسلوبه النديين فأعجبتني جدا
لكن عرفت أم كلثوم لم تغنيها كلها كما أنها زادت عليها الأبيات المشهورة:
هل رأى الحب سُكارى مثلنا؟
كم بنينا من خيال حولنا
ومشينا في طريق مقمر
تثب الفرحة فيه قبلنا
وضحكنا ضحك طفلين معا
وعدونا فسبقنا ظلنا
ولا أعلم من مؤلف هذه الأبيات؛ إذ لم أجدها في نسخة الأطلال المطبوعة والمنشورة على الشبكة
ولا علم لدي بالسؤال عن ترك حفظها على الصراط :emoti_282:
-
أرجو أن تنقحوا ما تنشرون يا طلاب الأزهر
لا حول ولا قوة إلا بالله
-
بسم الله
أرجو أن تنقحوا ما تنشرون يا طلاب الأزهر
لا حول ولا قوة إلا بالله
ماذا ساءكم؟
-
حذفتُ ما ساءني
-
-
بسم الله الرحمن الرحيم
من مقالات فؤاد بن يحيى الهاشمي - جزاه الله خيرا
عدمية الدليل في فقه المعاصرين!
يلاحظ وبكثافة بالغة أن كثيراً من الداعين اليوم إلى فتح باب الاجتهاد، والذين قد احترفوا التفنن بمسائله تأصيلا وتفريعا: أنهم يأخذون على الفقهاء القدامى المذهبيين منهم أو من كان قبلهم من فقهاء الأمصار: بناء الأحكام مع عدم الدليل!
وهذا يكاد يكون بإطباق عجيب منهم، فأول ما تجده يأخذه على الفقيه في المسألة المعينة، أنه لا دليل على قوله، أو أنه اجتهاد لا معنىً له!
وليس المقصود في هذه الإشارة الموجزة إثارة الخلاف في معنى "الدليل"، وإنما القصد الوقوف على البون الشاسع بين الفقهاء القدامى وبين هؤلاء المجتهدين العصريين.
فإن أكثر ما يدعو إليه هؤلاء المجتهدون هو فتح باب الاجتهاد وإعادة تركيبة الفقه بحسب الدليل الذي يحققه المجتهد المطلق لا بشرط الإطلاق.
ونقول: إن أولئك الفقهاء القدامى كانوا فيما صاروا إليه في محل الاجتهاد! وكانوا فيما ذهبوا إليه في منطق الاجتهاد!
فتكرير الدعوى عليهم: بأنه لا دليل معهم، هو موضع اتفاق، فهم اجتهدوا وحصلوا هذا الحكم بالاجتهاد؛ فأين التثريب عليهم؟
تبقى دعواهم بأنهم اجتهدوا بلا دليل!
وهنا محل الاستدراك، ونقول: ماذا تريد بالدليل؟ أهو الدليل الصحيح الصريح؟ إن كان قولك بنعم، فما هذا بموطن اجتهاد! فإنه إذا صح الدليل الصريح فإنما يكون موضع اتباع وتسليم، لا موضع اجتهاد، نعم قد يقع الخلاف في ترتيب الأدلة ونحوها، وهذا موضع ترجيح بين الأدلة! فالمسألة باتت في دائرة الدليل إما أخذا وإما ترجيحا!.
أما أولئك الفقهاء القدامى فإنما صاروا إلى ما صاروا إليه باجتهاد، فعندما فقدوا الدليل المعين في مسائلهم؛ أداروا للباطل ظهورهم، وقدحوا آلات الاجتهاد، ثم بنوا المسائل على القواعد والمعاني في قواعد صلبة ومرونة عجيبة!
ولصفاء مشربهم، ولنقاء مادتهم لم تزل ذخائرهم حية إلى الساعة!
فذخائر الفقهاء لا تزال حية تصول وتجول في دساتير الغرب، في سبق لم يحفظه لهم التاريخ لما استلم ريادته غير الفقهاء!
أما أنتم أيها المجتهدون العصريون؛ فللأسف فمع أنكم أوسعتم باب الاجتهاد ضربا حتى خلعتموه؛ حتى بات الاجتهادا ساذجاً! يتلقفه المشاة، والرماة، وذو العكن، وصاحب العين الحمراء!
ولا يخفى على الناظر في أحوالكم أن بضاعتكم محصورة في دائرة ضيقة: "اعتبار المعنى، الأصل الحل، عدم الدليل، اعتبار المقصد" فغدا الفقه الفسيح لفظاً بلا معنىً، مقصدا بلا موضع.
فالفقهاء القدامى كانوا يضربون بعيداً في الاجتهاد، وكانت موادهم خصبة، فهم أحق بالاجتهاد ممن اختزله في "العدمية المطلقة"، ودفعه إلى "السرداب المظلم" ثم أغلقه بالشمع الأحمر، ثم استعمل "النص"، وراح يلوح به لفتح باب الاجتهاد!
نعم، لفتح باب الاجتهاد؛ لكن هاتوا المجتهدين، أرونا المبدعين!
أما إسقاط الفقه القديم ومسائله بعدمية الدليل لهو والله الأمر العظيم!
بتُّ بالأمس مع مجتهدٍ مطلق بلا قيد ولا شرط: فظل ينكد عليَّ في كتابه، فهو يأخذ على الفقهاء الأربعة وأصحابهم أنهم لم يبنوا إجماع كلمتهم على دليل! ثم ذهب يوخز قلبي بالراجح في دماغه لعدم الدليل!
هؤلاء ليسوا مجتهدين، هؤلاء عذابٌ على الاجتهاد وأربابه المجتهدين!
أين الدليل؟
وما أدراك عن الدليل؟
إن المطالبة بالدليل الصحيح الصريح؛ ليعني إسقاط فقه عطاء في فقهاء مكة، وسعيد في فقهاء المدينة، والنخعي في فقهاء الكوفة، والأوزاعي في فقهاء الشام، والليث بن سعد في فقهاء مصر.
ما قيمة فقه هؤلاء ما دام المعول على الدليل الصحيح الصريح؟
إن المطالبة بالدليل الصحيح الصريح ليعني إسقاط قيمة أصول الفقه! كله! جملة وتفصيلا! إلا الدليل الصحيح الصريح!
إن فقه علمائنا إنما بز غيره في إبرازه لمعنى النصوص جملة وتفصيلا تقعيدا وتفريعاً، وإظهار مخفيها، واستنباط غائرها...
ائتوني بمثل ربيعة الرأي فأقبل شواذكم، هبوا لي الأصم الفقيه المعتزلي أمرر قولكم، أما توسيع دائرة الأقوال جداً جداً ثم تضييق دائرة الدليل جداً جداً لهو أمرٌ مضحك جداً جداً، محزنٌ جدا جداً، مبكي جداً جداً!
إن الفقه يا سادة مدرسة عميقة محكمة، لا يطالع أسوارها الأقزام مهما رموا بأبصارهم؛ فالبصائر محفوظة في سبائك الذهب.
صاحبي، تريد أن تكون مجتهدا؟
ببساطة: اجتهد!
تريد الفقه وإلى الساعة لم تتمذهب!
تريد أن تقارع ابن سريج والطبري والطحاوي، فادرس الفقه من أوله إلى آخره، قواعده وفروعه، أصوله ونظائره، هذه هي أصول كل علم شريف؛ أليس كذلك؟
أمر بدهي؛ لكن ماذا نقول؟
بالمناسبة كثير من هؤلاء المجتهدين لا بشرط الإطلاق: الفقه من أوله إلى آخره لا يشكل في أدمغتهم إلا زاوية صغيرة في "علمهم المعرفي!"
أعرفتم وزن الفقه في أدمغتهم الصغيرة، فاعرفوا وزن اجتهادهم في فقهنا الكبير.
-
سؤال بسيط
من هو فؤاد بن يحيي ؟!
وبالمناسبة .. ما لك قاطعت فصول السياسة ؟
-
بسم الله
سؤال بسيط
من هو فؤاد بن يحيي ؟!
وبالمناسبة .. ما لك قاطعت فصول السياسة ؟
فؤاد بن يحيى عضو بإدارة ملتقى المذاهب
ولم أقاطع فصول السياسة، إنما انشغلت يومين عن متابعتها فلما عدت وجدت الصفحات كثرت جدا، وهي كما تعلم تحتاج قراءة متأنية وتفكيرا وكتابة كثيرة، فحاولت الاستدراك، فسافرت يومين، فلما عدت وجدت المتراكم قد كثر جدا، والأعمال تراكمت علي أنا أيضا، فاكتفيت بقراءة آخر المشاركات والمتابعة في صمت
لعلني ألتحق بفصل دراسي فيها جديد، أو يحدث لي فراغ كبير فأقرأ كل ما فات وأكتب ما يفتح الله به
دعواتك
-
بسم الله الرحمن الرحيم
وقد كتب الرجل تعليقا على كلامه جعله كالمتمم لمعناه، أنقله أداء للمعنى بتمامه
تعليق:
-لا شك أن هناك مساحة كبيرة من الأحكام المدونة في كتب الفقهاء، والتي كان تحصيلها لا يتوافق والدليل الشرعي وترتيبه المسجل في كتب الأصول، وكان سبب تعثر كثير من هذه الأحكام هو الانسياق وراء التكلف في التدليل لصاحب المذهب، أو أحد رجاله، ولهذا نجد فرقاً بين هذه التدليلات المتكلفة كبعض تدليلات الوجوه ونحوها وبين دليل صاحب المذهب أو أدلة فقهاء الأمصار، والفرق بين هذه وتلك هو الفرق بين مكونات المجتهدين وبين مكونات المقلدين، سواء بسواء.
-لا شك أيضاً أن استدراكات كثير من العصريين على الفقهاء القدامى، منها ما هو حق كالمبين في الفقرة السابقة، ومنها ما كان باطلا، وسببه وهن في أدواتهم النظرية، وضمور شديد في مادتهم العلمية، فأدى إلى قصور شديد أضعفهم عن حمل آلات المجتهدين فضلاً عن النظر بها.
-تتعجب من التقاء الخط الظاهري والخط المقاصدي في هذه الزاوية، ألا وهي التعويل على "عدمية الدليل" في بناء كثير من الأحكام، فالنفي مكوِّن أغلبي في بنائهم الفقهي، فهاتان الفرقتان العصريتان الكبيرتان حتى كأنها السواد الأعظم في الأمة: مبنى الفقه عندها يقوم على ركنين اثنين:
الركن الأول: النص الصحيح الصريح، وهذا مساحته محدودة.
الركن الثاني: نفي الدليل، وعدمية البرهان، هذا يشكل المساحة الأكبر في فقه هاتين الطائفتين.
-وهذا التفسير وإن كان مقبولاً بحسب الأصول الظاهرية، فهذا نفس مكونات المنهج الظاهري القديم بمؤسسيه داود وابن حزم رحمهما الله، إلا إنه يبقى غير مقبول بحسب الأصول المقاصدية الغارقة في القياس، فكان من المفترض أنه ما دام هؤلاء ينزعون إلى معنى النص وإلى مقاصد الشريعة، أن يتسع الدليل عندهم أضعافاً مضاعفة، فالحنفية، وهي أشهر طائفة اعتنت بالدليل كانت توصف بالآرآتية نتيجة وفرة أدلة الرأي لديهم، ولك أن تطالع كتب محمد بن الحسن الشيباني المطبوعة اليوم، وهو صاحب أبي حنيفة، تجد أنه يستعمل هذه الكلمة كثيراً: "أرأيت، أرأيت"، فالمسألة عندهم تبنى على عشرات الأدلة، يدفعهم إلى ذلك تمسكهم بالأصول، وانتظام قواعدهم، وحدة ذكائهم، في حين أنك تجد المقاصديين العصريين اليوم مفلسين من حيث "الدليل"، ولذا أقترح ترتيب تمويل معرفي من مدرسة أهل الرأي في عملية إنقاذ من كثرة التطواف حولٍ معانٍ مكرورة باتت لا تقدم لهم شيئاً، يتوازى مع الطفرة الإلكترونية والمعرفية، حتى غدت تفريعات الفقهاء القديمة، وتقديراتهم الفرضية تستجيب بصورة أكبر، وبمساحة أوسع.
-ثمة مجال آخر تلتقي فيه هاتان المدرستان المتناقضتان من حيث الصورة: وهو تقليص عدد الأدلة، فالأدلة عند جميع هؤلاء لا يتجاوز النص، وما عداه لا يكون حجة بحال، ومن احتج بالإجماع فسره بوجوب الصلاة وحرمة الزنى وشرب الخمر!! مما دل عليه النص ضرورة، ولا نجد هنا مؤاخذة على أهل الظاهر؛ فإن هذا هو صميم مذهبهم لكن نتعجب من أن يكون هذا مذهب أهل المقاصد، مع أن أصول هذا المذهب في الكوفة والمدينة إلى بلاد إمام الحرمين الذي استنبت هذا العلم على دفاتر العلم إلى تلميذه الغزالي إلى عز الدين عبد السلام إلى القرافي إلى الطوفي إلى ابن تيمية إلى ابن القيم إلى الشاطبي إلى ابن عاشور، كل هؤلاء كانوا من أوسع الناس في اعتبار الأدلة بخلاف مقاصدية اليوم الذين باتوا في ضيافة أهل الظاهر معنىً وإن خالفوهم صورة.
-وبه يتبين أن هاتين الطائفتين اليوم لا تعترفان بما سوى النص، فالإجماع لا يكون حجة إلا إذا كان قطعياً ككفر الكفار وأن الكعبة في مكة، ثم القياس لا يكون حجة إلا إذا كان لا ينكره الأعمى كقياس الضرب على التأفيف، وما كان سوى ذلك فهو قولٌ بلا دليل!
-إن الكشف عن تكوين هاتين المدرستين العظيمتين اليوم في رأيي هو أمر ضروري ليعرف المتفقهة مدى الخواء والفراغ الذين يسيطر على هاتين المدرستين العملاقتين، مما يلقي بالتبعة على أهل الحق من أهل العلم وطلابه لاستلام دورهم المنشود وإعادة رونق الفقه، وإحياء علومه بأبهى حلة، وأجمل منطق، وما ذلك على الله بعزيز، وإن الله يحيى هذه الأمة برجل أفلا يحييها بزمرٍ من الصادقين؟.
-
بسم الله الرحمن الرحيم
قال أبو عبد الله محمد بن سلام الجمحي صاحب طبقات فحول الشعراء المتوفى 222 هـ:
طبقَة أَصْحَاب المراثى
قَالَ وصيرنا أَصْحَاب المراثى طبقَة بعد الْعشْر الطَّبَقَات
أَوَّلهمْ متمم بن نُوَيْرَة بن جَمْرَة بن شَدَّاد بن عبيد بن ثَعْلَبَة بن يَرْبُوع رثى أَخَاهُ مَالِكًا
والخنساء بنت عَمْرو بن الْحَارِث بن الشريد بن ريَاح بن يقظة بن عصية بن خفاف بن امْرِئ الْقَيْس بن بهثة رثت أخويها صخرا وَمُعَاوِيَة
..... ثم قال:
والمقدم عندنَا متمم بن نُوَيْرَة ويكنى أَبَا نهشل رثى أَخَاهُ مَالك بن نُوَيْرَة
... ثم قال:
ذكرُوا أَن عمر قَالَ لمتمم بن نُوَيْرَة مَا بلغ من جزعك على أَخِيك وَكَانَ متمم أَعور قَالَ بَكَيْت عَلَيْهِ بعينى الصَّحِيحَة حَتَّى نفد مَاؤُهَا فأسعدتها أُخْتهَا الذاهبة فَقَالَ عمر لَو كنت شَاعِرًا لَقلت فى أخى أَجود مِمَّا قلت
قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَو كَانَ أخى أُصِيب مصاب أَخِيك مَا بكيته
فَقَالَ عمر مَا عزانى أحد عَنهُ بِأَحْسَن مِمَّا عزيتنى
وَبكى متمم مَالِكًا فَأكْثر وأجاد والمقدمة مِنْهُنَّ قَوْله
وهذا تمام قصيدته - لم يذكرها ابن سلام، وإنما أوردها أبو زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي صاحب جمهرة أشعار العرب المتوفى: 170هـ -
1
لعمري وما دهري بتأبين هالك *** ولا جزع مما أصاب فأوجعا
2
لقد كفن المنهال تحت ردائه *** فتى غير مبطان العشيات أروعا
3
ولا برما تهدي النساء لعرسه *** إذا القشع من حس الشتاء تقعقعا
4
لبيب أعان اللب منه سماحة *** خصيب إذاما راكب الجدب أوضعا
5
تراه كصدر السيف يهتز للندى *** إذا لم تجد عند امرئ السوء مطمعا
6
ويوما إذاما كظك الخصم إن يكن *** نصيرك منهم لا تكن أنت أضيعا
7
وإن تلقه في الشرب لا تلق فاحشا *** على الكأس ذا قاذورة متزبعا
8
وإن ضرس الغزو الرجال رأيته *** أخا الحرب صدقا في اللقاء سميدعا
9
وما كان وقافا إذا الخيل أجمحت *** ولا طائشا عند اللقاء مدفعا
10
ولا بكهام بزه عن عدوه *** إذا هو لاقى حاسرا أو مقنعا
11
فعيني هلا تبكيان لمالك *** إذا أذرت الريح الكنيف المرفعا
12
وللشرب فابكي مالكا ولبهمة *** شديد نواحيه على من تشجعا
13
وضيف إذا أرغى طروقا بعيره *** وعان ثوى في القد حتى تكنعا
14
وأرملة تمشي بأشعث محثل *** كفرخ الحبارى رأسه قد تضوعا
15
إذا جرد القوم القداح وأوقدت *** لهم نار أيسار كفى من تضجعا
16
وإن شهد الأيسار لم يلف مالك *** على الفرث يحمي اللحم أن يتمزعا
17
أبى الصبر آيات أراها وأنني *** أرى كل حبل بعد حبلك أقطعا
18
وأني متى ما أدع باسمك لا تجب *** وكنت جديرا أن تجيب وتسمعا
19
وعشنا بخير في الحياة وقبلنا *** أصاب المنايا رهط كسرى وتبعا
20
فلما تفرقنا كأني ومالكا *** لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
21
وكنا كندماني جذيمة حقبة *** من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
22
فإن تكن الأيام فرقنا بيننا *** فقد بان محمودا أخي حين ودعا
23
أقول وقد طار السنا في ربابه *** وجون يسح الماء حتى تريعا
24
سقى الله أرضا حلها قبر مالك *** ذهاب الغوادي المدجنات فأمرعا
25
فآثر سيل الواديين بديمة *** ترشح وسميا من النبت خروعا
26
فمجتمع الأسدام من حول شارع *** فروى جبال القريتين فضلفعا
27
فوالله ما أسقي البلاد لحبها *** ولكنني أسقي الحبيب المودعا
28
تحيته مني وإن كان نائيا *** وأمسى ترابا فوقه الأرض بلقعا
29
تقول ابنة العمري ما لك بعدما *** أراك حديثا ناعم البال أفرعا
30
فقلت لها : طول الأسى إذ سألتني *** ولوعة حزن تترك الوجه أسفعا
31
وفقد بني أم تداعوا فلم أكن *** خلافهم أن أستكين وأضرعا
32
ولكنني أمضي على ذاك مقدما *** إذا بعض من يلقى الحروب تكعكعا
33
وغيرني ما غال قيسا ومالكا *** وعمرا وجزءا بالمشقر ألمعا
34
وما غال ندماني يزيد وليتني *** تمليته بالأهل والمال أجمعا
35
وإني وإن هازلتني قد أصابني *** من البث ما يبكي الحزين المفجعا
36
ولست إذا ما الدهر أحدث نكبة *** ورزءا بزوار القرائب أخضعا
37
قعيدك ألا تسمعيني ملامة *** ولا تنكئي قرح الفؤاد فييجعا
38
فقصرك إني قد شهدت فلم أجد *** بكفي عنهم للمنية مدفعا
39
فلا فرحا إن كنت يوما بغبطة *** ولا جزعا مما أصاب فأوجعا
40
فلو أن ما ألقى يصيب متالعا *** أو الركن من سلمى إذن لتضعضعا
41
وما وجد أظآر ثلاث روائم *** أصبن مجرا من حوار ومصرعا
42
يذكرن ذا البث الحزين ببثه *** إذا حنت الأولى سجعن لها معا
43
إذا شارف منهن قامت فرجعت *** حنينا فأبكى شجوها البرك أجمعا
44
بأوجد مني يوم قام بمالك *** مناد بصير بالفراق فأسمعا
45
ألم تأت أخبار المحل سراتكم *** فيغضب منكم كل من كان موجعا
46
بمشمته إذ صادف الحتف مالكا *** ومشهده ما قد رأى ثم ضيعا
47
أآثرت هدما باليا وسوية *** وجئت بها تعدو بريدا مقزعا
48
فلا تفرحن يوما بنفسك إنني *** أرى الموت وقاعا على من تشجعا
49
لعلك يوما أن تلم ملمة *** عليك من اللائي يدعنك أجدعا
50
نعيت امرأ لو كان لحمك عنده *** لآواه مجموعا له أو ممزعا
51
فلا يهنئ الواشين مقتل مالك *** فقد آب شانيه إيابا فودعا
-
وعشنا بخير في الحياة وقبلنا *** أصاب المنايا رهط كسرى وتبعا
-
بسم الله الرحمن الرحيم
خرج الحافظ ابن حجر في كتاب مستقل الأحاديث التي علقها البخاري، فجمع لها أسانيد من مصنفين آخرين إلى الشيوخ الذين علق عنهم البخاري، وإلى شيوخهم أو أعلى حتى ربما أتى بإسناد من طريق صحابي آخر تماما إذا لم يجد للحديث إسنادا غير هذا!
وليس كل ما وصله الحافظ من هذه المعلقات يجري على شرط البخاري، بل إن بعضها تعتريه التهم، حتى لجأ الحافظ إلى التصحيح بمجموع الطرق، وفي بعضها لم ينفعه هذا اللجوء!
وكانت الأسانيد التي علق إليها البخاري أحاديثه على نحو ما قرر الحافظ ابن حجر: منها الصحيح على شرطه، ومنها الصحيح على شرط غيره، ومنها الحسن، ومنها الضعيف ضعفا لا من جهة اتهام في العدالة أو فحش الغلط!
نخلص - مما قرره الحافظ ابن حجر - إلى أن معلقات البخاري:
المحذوف منها (ما علقه البخاري): لم يعرف لكل حديث منها إسناد على شرط البخاري، ولا حتى صحيح على شرط غيره، بل كان منها الضعيف.. بناء على تتبع الحافظ ابن حجر
المذكور منها (ما علق إليه البخاري) منه الصحيح ومنه الضعيف بناء على تتبع الحافظ ابن حجر أيضا
والحافظ ابن حجر نفسه من قرر أن:
- ما علقه البخاري في صحيحه بصيغة الجزم فهو صحيح عمن علقه عنه، ويبقى احتمال الصحة والضعف واردا على ما ذكره من الإسناد!
- وليس في الصحيح حديث نازل عن رتبة الاحتجاج لضعف في إسناده
وفي موضع آخر يقرر أن:
أحاديث الصحيحين - سوى ما انتقدوا - مقطوع بها.
ويعلل ذلك بثلاث علل:
- جلالة الشيخين
- تقدمهما في هذا الشأن (شأن معرفة الحديث ورواته)
- تلقي الأمة لهما بالقبول
وهو إذ يستثني ما انتقده النقاد من أحاديث الصحيحين، يستثني من القطع لا من أصل الصحة، ولم يستثن هذا الاستثناء إلا ليستقيم تعليله بالتلقي بالقبول، وإلا فقد كان بوسعه إهدار هذا التعليل وترك الاستثناء والاكتفاء بالتعليلين الأولين= جلالتهما وتقدمهما!
هاتان المقدمتان:
1- تصحيح ما علقه البخاري مع عدم ثبوت أسانيد تفيد ذلك فعلا، وقبول معلقات البخاري في الجملة مع ثبوت الضعف فيما ذكره البخاري من رواة لها.
2- القطع بأحاديث الصحيحين سوى ما انتقدوا، وتصحيح ما انتقدوا
وتعليل ذلك بجلالة الشيخين وتقدمهما، وقبول العلماء لما رووا.
والشيخان من وفيات النصف الأخير من القرن الثالث (البخاري 256، ومسلم: 261)
ألا تنتج هاتان المقدمتان نتيجة هي أولى منهما وأرسخ!
وهي:
قبول أحاديث جبال الثقات من التابعين وتابعيهم (وفيات النصف الأول من القرن الثاني) التي أرسلوها إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم بصيغة الجزم؟
وإن لم نجد لكل مرسل منها إسنادا متصلا صحيحا!
ألا تتوفر في هذه المراسيل ما علل به الحافظ ابن حجر للبخاري؟
أليس سعيد بن المسيب والإبراهيمان (التيمي، والنخعي) وعطاء ومكحول والزهري وغيرهم .. أليس هؤلاء:
- في القرون الثلاثة الخيرة التي يقل فيها الكذب
- أسانيدهم عالية فيقل احتمال الغلط جدا
- خبرتهم بالرواة أكثر لقلة الرواة وعدم تشتتهم في البلدان أيامهم
- تلقت الأمة فقههم وحديثهم، وأممتهم في كل شأن، ولم تعرف لأحدهم خصومة مع آخر.
- كانت أكثر روايتهم في مجالس الفقه والمذاكرة، فلم تكن بقصد إملاء الحديث، فهم أبعد عن التزام الإسناد، بخلاف البخاري الذي علق في التصنيف، بل في تصنيف يشترط الصحة فكان أولى به أن يسند لو صح عنده الحديث.
والخلاصة:
أليسوا أجل ديانة، وأضبط رواية، وأرسخ قدما، وأكثر قبولا؟!!
فبأي عذر يردون ما أرسلوه جزما، ويقبلون ما علقه البخاري!
على كثرة ما وصلوه من مراسيلهم، وكثرة ما ضعفوه من معلقات البخاري!
- الحديث الذي يرسله التابعي أو تابع التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم دون واسطة مقبول وإن لم يرد مسندا عند راو آخر، متى كان المرسِل ثقة معروفا بالتحديث عن الثقات، مقدما في العلم ومعرفة الرجال -
وقال بعض العلماء:
المرسل - بالشرط السابق - أصح من المسند إذا ورد من نفس الطريق
لأن المرسل مضمون الصحة ممن أرسله
أما المسند فموكول معرفة حاله لمن سمعه
لاشتهار عملهم بأنه: من أسند فقد أحالك
- قبول المرسل على هذا النحو:
مذهب الحنفية والمالكية والمعتمد عند الحنابلة
وجملة الفقهاء قبلهم وبعدهم: كالأوزاعي والليث وسفيان وابن جرير الطبري
لم يخالف ذلك من الفقهاء إلا الإمام الشافعي رحمه الله
ومتأخرو المحدثين
emo (30):
-
بوركت يا أخ أحمد على الأطلال
لقد ذكرتنى بالذى مضى
أيام الجامعة وكانت هذه القصيدة من المقرر للحفظ
وقال لنا أستاذ المادة-صبحه الله ومساه بالخير- من لم يحفظ الأطلال سيسأل عنها على الصراط
ونصحنا أن نحفظها على صوت الست أم كلثوم ولكننا اعترضنا
بسم الله الرحمن الرحيم
"وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ"
ويل لأمثال هؤلاء الأساتذة مما يفترون
ولو انشغلت يا أحمد أو شغلتنا بما هو أنفع لكان خيرا لك....
-
هو مالك يا خالتو؟؟؟؟؟؟؟؟
بجد حساكي متضايقة اوي....
ده بيقول شعر يعني مش حاجة عجيبة
مش عارفة...
-
ده بيقول شعر يعني مش حاجة عجيبة
وماما هادية تقول قرآن كريم
-
:blush:: :emoti_64:
-
ده بيقول شعر يعني مش حاجة عجيبة
وماما هادية تقول قرآن كريم
حلوة :emoti_282:
-
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
خرج الحافظ ابن حجر في كتاب مستقل الأحاديث التي علقها البخاري، فجمع لها أسانيد من مصنفين آخرين إلى الشيوخ الذين علق عنهم البخاري، وإلى شيوخهم أو أعلى حتى ربما أتى بإسناد من طريق صحابي آخر تماما إذا لم يجد للحديث إسنادا غير هذا!
وليس كل ما وصله الحافظ من هذه المعلقات يجري على شرط البخاري، بل إن بعضها تعتريه التهم، حتى لجأ الحافظ إلى التصحيح بمجموع الطرق، وفي بعضها لم ينفعه هذا اللجوء!
وكانت الأسانيد التي علق إليها البخاري أحاديثه على نحو ما قرر الحافظ ابن حجر: منها الصحيح على شرطه، ومنها الصحيح على شرط غيره، ومنها الحسن، ومنها الضعيف ضعفا لا من جهة اتهام في العدالة أو فحش الغلط!
نخلص - مما قرره الحافظ ابن حجر - إلى أن معلقات البخاري:
المحذوف منها (ما علقه البخاري): لم يعرف لكل حديث منها إسناد على شرط البخاري، ولا حتى صحيح على شرط غيره، بل كان منها الضعيف.. بناء على تتبع الحافظ ابن حجر
المذكور منها (ما علق إليه البخاري) منه الصحيح ومنه الضعيف بناء على تتبع الحافظ ابن حجر أيضا
والحافظ ابن حجر نفسه من قرر أن:
- ما علقه البخاري في صحيحه بصيغة الجزم فهو صحيح عمن علقه عنه، ويبقى احتمال الصحة والضعف واردا على ما ذكره من الإسناد!
- وليس في الصحيح حديث نازل عن رتبة الاحتجاج لضعف في إسناده
وفي موضع آخر يقرر أن:
أحاديث الصحيحين - سوى ما انتقدوا - مقطوع بها.
ويعلل ذلك بثلاث علل:
- جلالة الشيخين
- تقدمهما في هذا الشأن (شأن معرفة الحديث ورواته)
- تلقي الأمة لهما بالقبول
وهو إذ يستثني ما انتقده النقاد من أحاديث الصحيحين، يستثني من القطع لا من أصل الصحة، ولم يستثن هذا الاستثناء إلا ليستقيم تعليله بالتلقي بالقبول، وإلا فقد كان بوسعه إهدار هذا التعليل وترك الاستثناء والاكتفاء بالتعليلين الأولين= جلالتهما وتقدمهما!
هاتان المقدمتان:
1- تصحيح ما علقه البخاري مع عدم ثبوت أسانيد تفيد ذلك فعلا، وقبول معلقات البخاري في الجملة مع ثبوت الضعف فيما ذكره البخاري من رواة لها.
2- القطع بأحاديث الصحيحين سوى ما انتقدوا، وتصحيح ما انتقدوا
وتعليل ذلك بجلالة الشيخين وتقدمهما، وقبول العلماء لما رووا.
والشيخان من وفيات النصف الأخير من القرن الثالث (البخاري 256، ومسلم: 261)
ألا تنتج هاتان المقدمتان نتيجة هي أولى منهما وأرسخ!
وهي:
قبول أحاديث جبال الثقات من التابعين وتابعيهم (وفيات النصف الأول من القرن الثاني) التي أرسلوها إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم بصيغة الجزم؟
وإن لم نجد لكل مرسل منها إسنادا متصلا صحيحا!
ألا تتوفر في هذه المراسيل ما علل به الحافظ ابن حجر للبخاري؟
أليس سعيد بن المسيب والإبراهيمان (التيمي، والنخعي) وعطاء ومكحول والزهري وغيرهم .. أليس هؤلاء:
- في القرون الثلاثة الخيرة التي يقل فيها الكذب
- أسانيدهم عالية فيقل احتمال الغلط جدا
- خبرتهم بالرواة أكثر لقلة الرواة وعدم تشتتهم في البلدان أيامهم
- تلقت الأمة فقههم وحديثهم، وأممتهم في كل شأن، ولم تعرف لأحدهم خصومة مع آخر.
- كانت أكثر روايتهم في مجالس الفقه والمذاكرة، فلم تكن بقصد إملاء الحديث، فهم أبعد عن التزام الإسناد، بخلاف البخاري الذي علق في التصنيف، بل في تصنيف يشترط الصحة فكان أولى به أن يسند لو صح عنده الحديث.
والخلاصة:
أليسوا أجل ديانة، وأضبط رواية، وأرسخ قدما، وأكثر قبولا؟!!
فبأي عذر يردون ما أرسلوه جزما، ويقبلون ما علقه البخاري!
على كثرة ما وصلوه من مراسيلهم، وكثرة ما ضعفوه من معلقات البخاري!
- الحديث الذي يرسله التابعي أو تابع التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم دون واسطة مقبول وإن لم يرد مسندا عند راو آخر، متى كان المرسِل ثقة معروفا بالتحديث عن الثقات، مقدما في العلم ومعرفة الرجال -
وقال بعض العلماء:
المرسل - بالشرط السابق - أصح من المسند إذا ورد من نفس الطريق
لأن المرسل مضمون الصحة ممن أرسله
أما المسند فموكول معرفة حاله لمن سمعه
لاشتهار عملهم بأنه: من أسند فقد أحالك
- قبول المرسل على هذا النحو:
مذهب الحنفية والمالكية والمعتمد عند الحنابلة
وجملة الفقهاء قبلهم وبعدهم: كالأوزاعي والليث وسفيان وابن جرير الطبري
لم يخالف ذلك من الفقهاء إلا الإمام الشافعي رحمه الله
ومتأخرو المحدثين
emo (30):
نشرت هذه المقال على الفيس بوك فتناولها الإخوان - جزاهم الله خيرا - بنقد كثير، أعتذرت لهم عن الجواب ريثما أعود من سفري الذي بدا أنه سيطول كثيرا جدا عما كنت أظن
على كلٍّ أحب أن أكتب هنا سطورا قليلات ألخص بها فكرة المقال ليتسنى الجواب عما خالفه، ويتميز ما حاد عنه، أو بدا له على غير وجهه!
المقال مبني على مقدمتين لنتيجة يريد أن يلزم بهذه النتيجة الذين ردوا مراسيل ثقات التابعين وتابعيهم التي رفعوها بصيغة الجزم
أما المقدمة الأولى فهي:
تصحيحهم الإسناد من البخاري إلى من علق عنهم بصيغة الجزم، بحجة أنه شرط ألا يروي إلا الصحيح، فلا يظن به أن يجزم بتعليق إلا وهو يعلم صحته .. ذلك رغم أنهم لم يجدوا لكل هذه المعلقات أسانيد موصولة أخرى صحيحة
هذه المقدمة تخالف قولهم إننا لا نقبل المراسيل بحجة أنها لم تأت مسندة من طرق أخرى.
فنقول: هلا وثقتم بالمرسلِين كما وثقتم بالبخاري .. وهم أولى منه!
وأما المقدمة الثانية فهي:
رجال الأسانيد الذين علق عنهم البخاري ليسوا ثقات جميعا، بل فيهم وفيهم
وهذا رد على اشتراطهم في قبول المرسل أن يكون مرسِله إذا ذكر لا يذكر إلا الثقات!!
فهذا البخاري يعلق عن ضعفاء!
-
بسم الله الرحمن الرحيم
بين مباحث العلم ومجالس الإفتاء بَون واسع شاسع وفضاء فسيح بعيد المدى!
وإنما أعني العلم بمفهومه الأعم، وماصدقاته الأوسع، فكل إدراك علم، وكل ما يمكن أن يدرك معلوم
والفتوى كذلك، فكل ما سؤال عن إشكال في (عمل) فهو استفتاء، وكل جواب عن هذا السؤال فتوى
..
بالأمس قرأت موضوعي الأخوات: نسمة وأسماء، فلما استجمعت خاطري وجدت سائر ما لدي مباحث علم لا يصلح للتناول في مجالس الإفتاء التي كان الموضوعان أقرب إليهما
-
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الحافظ ابن كثير في كتابه البداية والنهاية عند ذكره ترجمة الخليفة المهدي ابن أبي جعفر المنصور:
ودخل عليه رجل يوما ومعه نعل فقال: هذه نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أهديتها لك.
فقال: هاتها، فناوله إياها، فقبلها ووضعها على عينيه وأمر له بعشرة آلاف درهم.
فلما انصرف الرجل قال المهدي: والله إني لأعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ير هذه النعل، فضلا عن أن يلبسها، ولكن لو رددته لذهب يقول للناس: أهديت إليه نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فردها عليَّ، فتصدقه الناس، لأن العامة تميل إلى أمثالها، ومن شأنهم نصر الضعيف على القوي وإن كان ظالما، فاشترينا لسانه بعشرة آلاف درهم، ورأينا هذا أرجح وأصلح.
-
لو كنت مكانه (وما كان لي أن أكون مكانه) لما تركت المجال لمثل هؤلاء الأشخاص يكذبون ويدعون ويروجون الأكاذيب ويتخذون فعلي دليلا على صحة أكاذيبهم .. بل وربما حبسته على كذبته وإدعائه لكيلا أتركه يمشي بين الناس بالباطل .. ففي هذا مفسدة كبيرة ..
أما فكرة شراء لسانه فأرى فيها مفسدة أخرى أكبر من ترك الرجل يكذب على الناس .. فهناك احتمال كبير أن يخرج الرجل يباهي الناس (ولو سرا) أنه خدع الخليفة وأن الخليفة "راجل أهبل" و " سهل يضحك عليه" و "بيصدق أي حاجة" .. فأسقط في نظر العامة وربما شجع ذلك المزيد من عمليات النصب من هذا القبيل .. أما الخاصة فلربما أسقطوا عدالتي لو عرفوا فعلي ولم يسمعوا مقالتي ..
-
بسم الله
من توقيع بشرى عمر الغوراني
سأطرق بابكم من غير كلٍّ...وأنتظر انتظار المستجيرِ
وأسبل عبرتي عزماً أكيداً...على عتباتكم خوفَ المصيرِ
ألوذ بكم إلهي يا ودوداً...فبُعدي عنكمُ أصلُ الشرورِ
فيا من فضله عمّ البرايا...تقبّلْ أوبتي أحيي ضميري
************************* ***************
أرى عجباً عجاباً من أناسٍ...إذا نُصِحوا تعالَوْا في جفاءِ
وظنّوا أنّ ناصحهم مسيءٌ...إليهم فاستخفّوا في جلاءِ
-
وقفات مع أحمد شوقي على عيون شعره
كانت على فهرست الشوقيات
تلتمس المعنى حينا، وغيره أحيانا!
فليست كلها ترتضي ما حملته الكلمات معنى، وإن ارتضت لمحات الأبيات في الجملة
-
كبار الحوادث في وادي النيل
إن ملكت النفوس فابغ رضاها .. فلها ثورة وفيها مضاء
يسكن الوحش للوثوب من الأسر .. فكيف الخلائق العقلاء
يحسب الظالمون أن سيسودو .. ن وأن لن يؤيَّد الضعفاء
والليالي جوائر مثلما جا .. روا وللدهر مثلهم أهواء
هكذا الدهر حالة ثم ضد .. ما لحال مع الزمان بقاء
-
من نفس القصيد
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=4274.0;attach=7975;image)
-
من قواعد الأصول المتعلقة بأسباب النزول:
- على مذهب الشافعية -
الصورة المناسبة لصورة السبب في منزلة دون القطع التي تنالها صورة السبب، وفوق الظن التي تنالها الصور الأخرى الداخلة في عموم اللفظ
من الزركشي في البرهان، نقلا عن العلامة الدكتور: إبراهيم خليفة
-
قال الْمُوفق بن أَحْمد بن مُحَمَّد الْمَكِّيّ - الفقيه اللغوي الأديب - المتوفى 568 هجرية
إن قال قائل: لم قدمتم مذهب أبى حنيفة على سائر المذاهب ؟ قلت ...
لأنه أقدم - و أقوم - و أسبق - و أدق - و أحصر - و أجمع - و أسهل - و أمنع - و أفرض - و أمحض - و أحسب - و أعرب - و أصح - و أوضح - و لأنه للكتاب أكثر موافقة - و للسنة أشد مساوقة - و للصحابة أكثر إتباعا - و مع السلف أوفر جماعا - و لأنه أصلح سلفا - و أرجح خلفا - و أعلم أصحابا - و أقطع جوابا - و أصح مبانى - و أدق معانى - و أثبت أساسا - و أقوى قياسا - و لأن العامل به يكون أنزه مناكح - و أحل ذبائح - و أنصح مرائح - و أدعى إلى النصائح - و أطيب مآكل - و أعدل بين الحلائل - و أنفق على الأرامل - و أترك لأكل مال الناس بالباطل - و أكثر تخفيفا عن العواقل - و أصح مزارع و معامل - و أوصل أرحاما - و أنفذ أحكاما - و أقلهم فى الصلاة عبثا و كلاما - و أصحهم إقتداء مؤتما و إماما - و أكثرهم للمساكين إطعاما - و أقلهم للحيوان إيلاما - و أكثرهم إنكاحا للأيامى - و أعفهم عن أكل أموال اليتامى - و أحسنهم عند قراءة القرآن و الخطب إنصاتا - و أقلهم على الإمام إفتياتا - و أحسنهم تضمينا - و أقيسهم تأذينا - و أفضلهم فى الصلاة دعاء و تأمينا - و أحلهم حينا - و أوفاهم يمينا - و أشدهم لإيمانه يقينا - و أحسنهم طلاقا - و أنفذهم عتاقا - و أقلهم للمعسر إرهاقا - و أشدهم لأسر العدو وثاقا - و أعفهم عن تملك ما التقط - و أحسنهم نظرا للصبى الملتقط - و أهش فى الأعراس و الولائم و أبسط - و أجودهم تقويما لما هو أنفع للمساكين و أحوط - و أسرع إلى أداء الحج و أنشط - و أحفظ لأوقات العبادات و أضبط - و أقلهم تكليفا للأطفال - و أكثرهم توسعة على العيال - و أجملهم عند جرح الشاهد فى المقال - و أنزههم عن الأموال - و أحسنهم تحكيما للحال - و أوفاهم نذرا - و أقلهم على العقلاء حجرا - و أكثرهم للنساء مهرا - و أصحهم وترا - و أوجبهم عيدا - أضحى و فطرا - و أثبتهم عقودا - و أوفاهم عهودا - و أحوطهم حدودا - و أكثرهم عند تلاوة القرآن سجودا - و أوثقهم رهنا - و أحسنهم بالمسلمين ظنا - و أقبلهم لإيمان من ميز و عقل - و أكرههم للماء المستعمل - و أكثرهم زكاة - و أتمهم ذكاة - و أخلصهم لله تعالى صلاة - و أمنعهم للنساء عن النكاح عند غيبة الأزواج - و أفرقهم بين دعوى اليد و النتاج - و أسترهم للعيوب - وأكثرهم تنفيسا عن المكروب - و أعذرهم للمعسر المغصوب - و أحسنهم قتلة - و أقلهم مثلة - و أصوبهم قبلة - و أعدلهم بين الأولاد نحلة - و أمنعهم للمحصرمن الإحلال حتى يبلغ الهدى محله -و أقلهم للصلاة تفويتا – و أحسنهم لها توقيتا – و أكثرهم استحبابا للتثويب – و أشدهم إيجابا بين الفوائت للترتيب – و أتمهم حجا – و أكثرهم للدماء ثجا – و أرفعهم للصوت عند الإهلال عجا – و أكثرهم هديا – و فى الحج طوافا و سعيا – و أقلهم تحكيما للقرعة فيما عظم من الأحكام – و أهجرهم لمن ادعى مع الله تعالى علما فى الأرحام – و أكثرهم توقيرا للإمام – و أفرق ما بين دار الحرب و الإسلام – و أكثرهم إمساكا عند زوال العذر فى شهر الصيام – و أمنعهم من قتل النسوان – و من الإقتداء فى الصلاة بالصبيان – و أكثرهم نحرا للبدن – و أفرقهم بين القرى و المدن – و أقتلهم لمن سحر و كهن – و أهجرهم لمن تصوف و اتبع الدرن – و أهجرهم لمن غنى و رقص – و أشغلهم بمن عبد الله و أخلص – و أشدهم إعراضا عن اللهو – و أحسنهم قولا فى سجود السهو – و أتركهم لشهادة من أتى بالشطرنج و لعب – و أكثرهم عقوبة لمن أكل فى شهر رمضان من غير عذر و شرب – و أقلهم فيما اعتقدوا فتى شكَّ – و أخلصهم لله نسكا – و أشدهم على العدو و أغلظ – و أكيد لهم و أغيظ – و أشد على قتال أهل البغى و أفظ – و أكف لمن سعى فى الأرض بالفساد – و أحسنهم قولا فى القران و التمتع و الإفراد – و أطهرهم ماء – و أنظفهم إناء – و أحوطهم رضاعا – و أكبرهم صاعا – و أبسطهم فى الصدقات يدا – و أكثرهم للفقراء رفدا – و أتمهم فى السفر مدة – و أكثرهم إيجابا على النساء عدة – و أفرقهم بين الغنى و الفقير – و الصغير و الكبير – و كذلك الأعمى و البصير – و أحسنهم للسارق قطعا – و أكثرهم لبيت مال المسلمين جمعا – و أفسخهم للعقود بالأعذار – و أقلهم تناولا للميتة عند الإضطرار – و أفرقهم بين المعذور و غير المعذور – و كذلك بين ولد الشبهة و ولد المغرور – و أحسنهم مقاصة – و أعدلهم محاجة – و أمنعهم من الإنتفاع بملك الغير بغير عوض و رضاء – و أحسنهم قولا فى الفدية و القضاء – و أنفاهم للجهالة عن السلم – و أفرقهم بين العرب و العجم – و أمنعهم للنساء من السفر إلا مع محرم – و أفرقهم بين المطلبى و الهاشمى – و كذلك بين حق الله تعالى و الآدمى – و أكثرهم أمانا لمن لجأ إلى البيت – و أفرقهم بين الحى والميت – و أقومهم بالتراويح – و أحسنهم قولا فى المضامين و الملاقيح – و أفرقهم بين تامى الخلق و الأجنة – و بين طلاق البدعة و السنة – و أكثرهم للنساء نفقة – و أعفهم مع الغنى عن أكل الصدقة – و أقتلهم لأهل الزندقة – و أصحهم إعتكافا – و أشدهم لحق الجار اعترافا – و أفرقهم فى العيب بين الغلمان و الجوارى – و أفرقهم تضمينا بين الغصوب و العوارى – و أعجبهم قولا فى الوصية – و أحسنهم تأويلا فى العرية – و أكملهم غسلا – و أقلهم للدماء طلا – و أتركهم لبيع ما فيه الربا خرصا – و أكثرهم إثباتا فى المقادير توقيفا و نصا – و أرأف بالضعفى – و ألطف بهم و أحفى – و أكثرهم توريثا للأقارب – و أفرقهم بين شعر سائر البدن و الذوائب – و كذلك بين شعر البدن و اللحية – و أزجرهم لأهل الإفك و الفرية.
هذا و إن كان الأمر كما شرحت – و أفصحت و أوضحت – فلم أقصد به طعنا فى إمام – و لا غضا منه فى اعتقاد و لا كلام – لكنهم إلى إحياء الشريعة استبقوا – فأطلقنا و أطلقوا – و كنا فى الحلبة الأول و هم التوالى - و نحن السوابق و هم اللواحق – و نحن المجلون و هم المصلون – فنحن الحائزون فى العلم لقصب السبق – فلهذا نحن أولى به و أحق . و لو صور العلم شخصا لكنا من بشرته ظاهرها – و من مقلته ناظرها – و من أنامله إبهامه – و من فرعه هامه – و من لسانه لهجته – و من قلبه مهجته – و من وجهه عرنينه – و من باعيه يمينه – و من لفظه معناه – و حولنا تدور رحاه . فنحن فى العلم واسطة القلادة – و من سوانا باقى العظم و الزيادة .
و بعد ، فإن كان الأمر كما صورت – و مثلت و قدرت – فما ينبغى لذى ورع و تقية أن يحمله على ارتكاب ما قلت حمية و عصبية – فإنه لم يزل فى كل فن : مقدم زعيم – و لم يزل فوق كل ذى علم : عليم . تمخضت أم العلم بإمامنا فأوحدت من ولدت جاءت به وترا – ثم جاءت من بعده الأئمة تترى – فهو الإمام المقدم و الحبر المفخم – إمام الأئمة و سراج الأمة .
أيده الله بالتوفيق فجمع له ما لم يجمع لإمام بعده و لا قبله من الأصحاب : الذين هم فى العلم و الفهم : لب الألباب : كقاضى القضاة ذى الفقه و الدراية و الحديث و الرواية (أبى يوسف الأنصارى) و ذى الفهم و البيان و ماهر الفقه و علم اللسان (محمد بن الحسن الشيبانى) و ذى القياس الباهر و العلم الزاهر (زفر بن الهذيل التميمى) و اليقظ الفقيه – الورع النزيه (الحسن بن زياد اللؤلؤى) و الفقيه البصير بعلم التفسير – الورع النصاح (وكيع بن الجراح) و ذى اللسان القئول المعترف له بعلم طرق الرسول - الورع الماجد – الزاهد بن الزاهد (عبد الله بن المبارك المروزى) و الفقيه الإمام – المقدم فى علم الكلام (بشر بن غياث المريسى) . مع مشيخة من نظرائهم كـ (عافية بن يزيد الأودى) و (داوود الطائى) و (يوسف بن خالد السمتى) و (مالك بن مغول البجلى) و (نوح بن أبى مريم).
فوضع أبو حنيفة رحمه الله مذهبه شورى بينهم ، يقلبهم و يسمعهم و يناظرهم و لم يستبد فيه بنفسه . فكان ذا المذهب الشورى أولى و أصوب – و إلى الحق أقرب – و القلوب إليه أسكن و به أطيب – و كان من توفيق الله أن أمهله – فأخر أجله حتى تصفح ما وضعه من المذهب و تأمله – فهذبه و لخصه و قدره - و لم يجعله ذا أقوال – و لا ذا وجوه و اختلاف و أحوال – بل تحرى فيه الصواب و قطع فيه الجواب .
هذا مع الخبر المشهور:"خير القرون قرنى الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يفشو الكذب: فيشهد الرجل قبل أن يستشهد، و يحلف قبل أن يستحلف، و يفشو فيهم السمن " – فكان الإمام الذى ولد و نشأ و تعلم و درس و أفتى فى القرون المشهود لهم – إلى الحق أهدى و أرشد – و كان اتباعه أولى و أحمد. انتهى. رواه الموفق المكى عن ركن الإسلام أبى الفضل عبد الرحمن بن محمد بن أميرويه الكرمانى قراءة عليه بخوارزم عن أبيه القاضى الإمام أبى بكر عتيق بن داود اليمانى. انتهى
-
::)smile:
جميل .... جميل
ما معنى : و أحلهم حينا؟
و من وجهه عرنينه؟
وأما قوله:
و أمنعهم للنساء عن النكاح عند غيبة الأزواج
فهذه مصيبة في المذهب الحنفي.. كيف تسكت عليكم -لو علمت بها- الاتحادات النسائية ولجان الدفاع عن حقوق المرأة ؟
emo (30):
-
بسم الله الرحمن الرحيم
::)smile:
جميل .... جميل
ما معنى : و أحلهم حينا؟
و من وجهه عرنينه؟
وأما قوله:
و أمنعهم للنساء عن النكاح عند غيبة الأزواج
فهذه مصيبة في المذهب الحنفي.. كيف تسكت عليكم -لو علمت بها- الاتحادات النسائية ولجان الدفاع عن حقوق المرأة ؟
emo (30):
جمل الله وجوهكم يوم لقاه emo (30):
العرنين في الوجه: الأنف
ومنه قول سيدنا كعب: شم العرانين أبطال لبوسهم .. من نسج داود في الهيجا مراسيل
وعرنين كل شيء: ما استوى منه وبرز ودق
فكأنه يقول إنهم في العلم بمنزلة الأنف من الوجه !
أما قوله أحلهم حينا
فلعله يعني به أنهم أوسع المذاهب في تحليل الزوجة لزوجها إذا أسلمت إذ لا يجعلون مجرد إسلامها موجبا للفرقة بينهما، بل يعرضون عليه الإسلام أولا ولا يفرق بينهما حتى يرفضه، وإن اختلفت دورهما، أو كانا في دار الحرب بقيت في حله إلى أن تمضي عليها عدة: ثلاث حيضات، طلبا لاحتمال أن يعود فيسلم أو تتمكن من عرض الإسلام عليه في دار الحرب فيسلم.
فهم أحل المذاهب حينا للزوجة لزوجها مذ إسلامها وحتى يسلم أو يرفض الإسلام أو ينقطع الرجاء في إسلامه
-
بسم الله
كنت يوماً في مجلس الحكم بالقدس الشريف إذ دخل عليَّ تاجر معروف يسمى عمر الخلاطي معه كتاب حكمي يسأل فتحه، فسألته: من خصمك؟
فقال خصمي السلطان، وهذا بساط العدل وقد سمعنا أنك لا تحابي أحد.
قلت: وفي أي قضية هو خصمك؟
فقال: إن سنقر الخلاطي كان مملوكي ولم يزل على ملكي إلى أن مات وكان في يده أموال عظيمة كلها لي، ومات عنها واستولى عليها السلطان وأنا مطالبه بها.
فقلت له: يا شيخ وما أقعدك إلى هذه الغاية؟
فقال: الحقوق لا تبطل بالتأخر وهذا الكتاب الحكمي ينطق بأنه لم يزل في ملكي إلى أن مات.
فأخذت الكتاب منه وتصفحت مضمونه فوجدته يتضمن حلية سنقر الخلاطي وأنه قد اشتراه من فلان التاجر بأرجيش اليوم الفلاني من شهر كذا من سنة كذا وأنه لم يزل في ملكه إلى أن شذ عن يده في سنة كذا وما عرف شهود هذا الكتاب خروجه عن ملكه بوجه ما وتم الشرط إلى آخره، فتعجبت من هذه القضية.
وقلت للرجل: لا ينبغي سماع هذا بلا وجود الخصم.
فرضي الرجل بذلك واندفع.
فلما اتفق المثول بين يديه -أي السلطان- في بقية ذلك اليوم عرَّفته القضية، فاستبعد ذلك استبعاداً عظيماً وقال: كنتَ نظرت في الكتاب؟
فقلت: نظرت فيه ورأيته متصل الورود والقبول إلى دمشق وقد كتب عليه كتاب حكمي من دمشق وشهد به على يد قاضي دمشق شهود معروفون.
فقال: نحن نحضر الرجل ونحاكمه ونعمل في القضية ما يقضيه الشرع.
ثم اتفق بعد ذلك جلوسه معي خلوة فقلت له: هذا الخصم يتردد ولا بد أن نسمع دعواه.
فقال: أقم عني وكيلا يسمع الدعوى ثم يقيم الشهود شهادتهم وأخِّر فتح الكتاب إلى حين حضور الرجل ها هنا.
ففعلت ذلك، ثم أحضر الرجل واستدناه حتى جلس بين يديه وكنت إلى جانبه ثم نزل من طراحته حتى ساواه وقال: إن كان لك دعوى فاذكرها، فحرر الرجل الدعوى على معنى ما شرح أولاً.
فأجابه السلطان: إن سنقر هذا كان مملوكي ولم يزل على ملكي حتى أعتقته وتوفي وخلف ما خلفه لورثته.
فقال الرجل: لي بينة تشهد بما ادعيته، ثم سأل فتح كتابه ففتحه فوجدته كما شرحه.
فلما سمع السلطان التاريخ قال: عندي من يشهد أن سنقر هذا في هذا التاريخ كان في ملكي وفي يدي بمصر وأني اشتريته مع ثمانية أنفس في تاريخ متقدم على هذا التاريخ بسنة وأنه لم يزل في يدي وملكي إلى أن أعتقته.
ثم استحضر جماعة من أعيان الأمراء والمجاهدين فشهدوا بذلك وذكروا القصة كما ذكرها والتاريخ كما ادعاه، فأبأس الرجل.
فقلت له: يا مولاي هذا الرجل ما فعل ذلك إلا طلباً لمراحم السلطان وقد حضر بين يدي المولى ولا يحسن أن يرجع خائباً للقصد.
فقال: هذا باب آخر، وتقدم له بخلعة ونفقة.
فانظر إلى ما في طي هذه القضية من المعاني الغريبة العجيبة والتواضع والانقياد إلى الحق وإرغام النفس والكرم في موضع المؤاخذة، مع القدرة التامة، رحمه الله تعالى رحمة واسعة.
مقتبس من (النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية) لمؤرخ السلطان العادل صلاح الدين الأيوبي ، رحمه الله ، وهو يوسف بن رافع بن تميم بن عتبة الأسدي الموصلي, أبو المحاسن بهاء الدين, المشهور بابن شداد
-
النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية كتاب رائع ممتع جدا به فوائد عدة ويعد مرجعا هاما لتلك الفترة .. وإن كنت أفضل القراءة لأبي شامة "الروضتين في تاريخ الدولتين" لأنه أشمل وأعم وأدق ومؤلفه كان قد أطلع على كل كتب من سبقوه ورسائل السلطان نفسه وأخذ من أكثر من مصدر وحقق وقدم رواية من كان يصحاب السلطان في كل فترة على من لم يكن معه في تلك الفترة ..
أما الواقعة نفسها فيكفيك أن تعرف اسم السلطان لتزول كل الدهشة والتعجب من نفسك
-
بسم الله
غريب
عجيب
مثير
رائع
...
صعب جدا
لكنه حصل
http://ia700409.us.archive.org/6/items/Durr_UL_Asrar_and_Sawati3_Al_Ilham/Durr_Ul_Asrar.pdf
http://ia700409.us.archive.org/6/items/Durr_UL_Asrar_and_Sawati3_Al_Ilham/Sawati_ul_Ilham.pdf
سبحان المهيمن!
-
ما هذا بالضبط ؟!
79 ميجا مساحة كبيرة لكي أحملها قبل أن اعرف محتواها
-
بسم الله
ما هذا بالضبط ؟!
79 ميجا مساحة كبيرة لكي أحملها قبل أن اعرف محتواها
والآخر 59
حملها إن أردت أن تعرف !!
-
بسم الله
غريب
عجيب
مثير
رائع
...
صعب جدا
لكنه حصل
http://ia700409.us.archive.org/6/items/Durr_UL_Asrar_and_Sawati3_Al_Ilham/Durr_Ul_Asrar.pdf
http://ia700409.us.archive.org/6/items/Durr_UL_Asrar_and_Sawati3_Al_Ilham/Sawati_ul_Ilham.pdf
سبحان المهيمن!
إيه ده يا أخ أحمد ؟
ده مطلعش صعب
ده أصعب من الصعب .