(http://www.ecosostenibile.org/Immagini/savana.jpg)
الذبابة و الثور ....
هي قصة معروفة للأنام , عن ذبابة تعيش في الأوهام , و ثور قليل الكلام ,
تروي الأيام ...
أن ذبابة كانت تطير في البراري , حيث تكون الشمس حارقة في مثل هذا الوقت من العام , الغذاء قليل , و قد جفت المياه , و الحيوانات الشرسة جياع بعد هجرة معظم الفرائس الى الينبوع البعيد , فإذا بذبابتنا من بعيد تلمح ثورا بريا يعدو بقوته هاربا من أنثى أسد غلبها الجوع , و أشبالها يترقبون بشوق مشهد والدتهم ذات الأنياب الخارقة و هي تأمل أن تنهش رقبة الثور الهائج , الرقبة التي إن تمكنت منها ضمنت غداء فاخرا لأبنائها الجياع , كانت حشائش السافانا الذهبية تخفي رؤوس الأشبال إلا فقط من آذان صغيرة تتسمع في حذر ما يجري , و ما كان يجري لم يكن بالأمر الهين , فلقد تمكنت انثى الأسد أخيرا من ركوب الثور و غرز مخالبها في أسفل رقبته , لكن الثور ظل هائجا قافزا للأعلى بسرعة و قوة , فلما لم تتخلى أنثى الأسد عن فريستها التي ستؤمن لها الشبع إسبوع , إذا بالثور يضرب ضربته القاضية , فيسقط نفسه عن عمد على حشائش السافانا الذهبيه , و أنثى الأسد من تحته تتأوه و قد صارت تحت رحمة وزن الثور الذي هو أضعاف أضعاف وزنها , فما كان منها إلا أن تخلت عن عنق الثور , الذي أهداها نطحة من قرنه قبل أن تفر هاربة بجراحها و أشبالها يتبعنها برعب ...
تعجبت الذبابة لقوة هذا المخلوق , و قالت في نفسها : كم أنا مجهدة , إن هذا الثور الرائع لن يمانع أن أجلس على قرنيه برهه حتى أرتاح من عناء الطيران , و إنه لرفقة طيبه تؤمن لي الحياة بعيدا عن كل الأعادي
و هكذا جلست الذبابة على قرن الثور , متخذة منه مستقرا بعد تعب , و قد لاحظت صمته و رزانته ففكرت كم هو حكيم و طيب اذ سمح لي بالجلوس تلك الفتره بلا تذمر ...
و لما كزاد صمت الثور قالت له الذبابة و هي تهم بالرحيل : شكرا لك أيها الثور الحنون ذو القلب الطيب على استضافتك لي بين ربوع قرنك الكبير , فقد ثقل جناحاي من حر الطيران
التفت الثور يمينا و يسارا على أثر صوتها الضعيف , ففوجئ بها تقول : أيها الثور العزيز , أخشى أن أكون قد كنت ضيفا ثقيلا على قرنيك العظيمين هذين ,
ضحك الثور ضحكة هزت كيان الذبابة و أرعبت قلبها
ثم قال : لو أن ألفا منك أيتها الذبابة جلسوا على نصف قرني لما شعرت بهم , من تحسبين نفسك أيتها الغبيه ,
اغتاظت الذبابة من هذا الكلام , و شمت رائحة سخرية و استهزاء في كلام الثور
فما كان منها إلا أن عادت الى قرني الثور بعد أن همت بالرحيل , و دخلت في تجويف أذنه , تطير و تنشر أزيزها المزعج , فتدخل من أذن و تخرج من الأخرى , و تقفز على أنفه و فمه
فانزعج الثور كثيرا , و أخذ يعدو و يقفز و يهز برأسه ضاربا الأرض بقدمه ,
متناسيا الخطر حوله , غافلا عن أسد قد جاء ينتقم لزوجته , و الأسد هو الوحيد القادر على إخضاع الثور فهو أثقل وزنا من زوجته بالرغم من تفوقها عليه في خفة الحركه التي تؤهلها للتخفي و صيد الحيوانات الأقل وزنا من الثور
قفز الأسد على عنق الثور , و خرجت الذبابة من أذنه أخيرا , محلقة بعيدا , تاركة أسرة الأسد تنقض على الثور المغرور ...
تمت بحمد الله