أيامنا الحلوة
الساحة الثقافية => :: حكاياتنا الحلوة :: => الموضوع حرر بواسطة: أسيرة الصفحات في 2010-06-20, 03:09:05
-
:emoti_133:
أيقظتني هذا الصباح نسمة ذكرى , من الأمين , فأردت أن أكتبها قبل تذهب مع الريح ...
لا أذكر أين و متى قابلتها , لكن شرين أدخلتني الى عالم لم أكن أعلم عنه شيئا , مرت علي بسيارتها , و رنت على هاتفي في الثامنة صباحا في يوم عطلة من عطلات الصيف , و في العادة أكون في هذا الوقت في عالم الآحلام , ركبت معها , ووجدت فتاتين أخرتين في الخلف , ثم انطلق الجميع
قالت قائدة السيارة : فيكم الخير يا بنات .
لم تكن تقود السيارة بمهارة , و أعتقد أننا تهنا قليلا , لكن في النهاية قالت بابتسامه : وصلنا ...
نظرت , فإذا به مبنى مستطيل الشكل , مطلي باللون البني الفاتح , و به شرفات خضراء , و يبدو من مظهره أنه يحتاج إلى إعادة طلاء , و من نوافذه تطل رؤوس صغيرة لأولاد صغار
فإذا بنا ما إن اقتربنا تعالت الهتافات
ماما شرين ماما شرين ::happy: ::happy: ::happy:
لقد كنا أمام
دار الأمين للأيتام ...
-
أيمن ....
جرى أيمن ذو التسعة أعوام نحو شرين , و يبدو أنه له معزة خاصرة في قلبها ,..
سألتها عن سر هذا الحب الذي تكنه لهذا الصغير
فقالت و هي تسترجع الذكرى : في أحد صباح , استرعت انتباهي قطعة قماش غريبة الحجم , ملقاة على جانب الطريق , و لا أعلم لماذا لم أتركها فحسب , لكن يشاء الله أن يتمكن مني الفضول , فإذا بتلك القماشة ملقاة فوق رضيع , يبدو من مظهره أنه ولد الليلة الماضيه ,
ثم قالت بأسف : ان أحدا لم يتكلف عناء تنظيفه حتى
حملته , و هرعت به الى والدتي التي اعتنت به , أردت أن أحتفظ به , و كنت آنذاك في العشرين
لكن أمي صكت وجهها و قالت : عاوزه تعمليلنا فضيحة ؟ الجيران يقولو ايه
و بالتالي ذهبنا به الى هنا
الى الأمين
نظرت الى شرين و قد فهمت الآن ما سر اهتمامها بدار الأمين بالذات , بالرغم من أن هناك دور أيتام أخرى كثيره و ربما أكثر تدهورا من دار الأمين ...
و أعجبتني شخصية شرين , و تمنيت لو أني عرفتها سابقا
فشرين عبرت الثلاثين بلا زواج , و كانت فتاة ملتزمه دينيا جدا شكلا و مضمونا , ما شاء الله , لكنها لم تجلس وحيده منتظرة العريس في حسرة
رزقها الله الآن زوجا صالحا و أدعو الله تعالى أن تكون سعيدة ’ فقد كانت من القلوب التي تبالي !
لم تكن شرين تقصر دورها في دار الأمين على الهدايا و اللعب , لكنها كانت تتطوع لإعطائهم دروس في الدين و القرآن , فقد كانت آنذاك تدرس في معهد الهدى الأزهري للفتيات , و لذلك أشرفت على تحفيظهم القرآن ,.,, كنت أراقبها بإعجاب , و أنا لا أدري ماذا سيكون دوري بالضبط , فلازلت أشعر بذلك الحاجز بيني و بين هؤلاء الصغار
تساءلت في نفسي : لماذا أحضرتني شرين معها ؟
-
يمنى ...
كان الأمين متكون من قسمين منفصلين , قسم للبنات , و قسم للبنين , كان قسم البنين يحتوي على بنين من كافة الأعمار , فهناك الكبير ذو الثالثة عشر , و هناك الطفل ذو الرابعه , أما قسم البنات , فكن قليلات , كن ثلاثة عشر فتاة , كلهن في عمر واحد تقريبا , يتراوحن بين الحادية عشرة و الثالثة عشرة , إلا من فتاتين صغيرتين في السابعة , يمنى , و رشا
و لصغر سنهما , كانت الأخريات تستضعفنهن , و تأخذن منهن الأغراض بقوة ,
كانت رشا تقابل هذا من أخواتها بضحك و شقاوى
لكن يمنى كانت تنطوي على نفسها , كانت هادئة , يرافقها دوما وجه حزين ... لكن حينما تضحك تشعرون معها بأن الدنيا تضحك
تقول الأخريات أنها الأكثر دهاء
و لكني كنت أرى في ملامحها ما لا يستطيع الكلام التعبير عنه
كانت الأخريات تقلن أني أحبها أكثر واحده
لكني كنت أقول دائما : بل أحببكن جميعا بالتساوي
لكني كنت أكذب !
فيمنى , تلك الطفلة البريئة , سرقت قلبي منذ أن وقع عليها ناظري , و تمنيت لو كنت أستطيع أن أكفلها
ذات يوم وجدتها وحيدة تبكي
و سألتها : ما يبكيك يا يمنى ؟
فلم ترد
لكن نسمة قالت : لقد ذهبت أمها ...
فانفطر قلبي اذ ظننت أنها تبكي أمها التي ولدتها
لكني فهمت انها تبكي المشرفة عليها ...الأم البديلة التي تعمل في دار الأمين
فقد تزوجت , و تركت العمل, و تم استبدالها بعامله أخرى
فانفطر قلبي أكثر ........
-
أحببت الفتيات , و أشفقت عليهن
فكنت نادرا ما أذهب الى قسم البنين
فقد رأيت أن البنين يستطيعون مستقبلا باذن الله شق طريقهم في هذه الحياة , و لو بصعوبة , فبقوة أجسامهم يستطيعون العمل في أي مهنه , و لا ضرر عليهم من أمراض المجتمع مثل الفتيات
لكن من لهؤلاء الضعيفات في هذه الدنيا إلا المولى عز و جل ؟
و لهذا كانت شرين تدرسهن أصول الدين و و تحكي لهن عن الصحابة
و كانت الفتيات يقلن : كان الرسول صلى الله عليه و سلم يتيما مثلنا
و كنت لا أدري ماذا أفعل معهن , فهن في سن حرجه و يحتجن فيه الى أم
و كن ينادونني ماما
و لا تجعلوا هذا يخدعكم
فهذا ليس لأني مميزه عندهن أو شيئ
فقد كانوا ينادون الجميع بماما !
لقد افتقدتهن
و لازلت أذكر أسمائهن إسما إسما
بالرغم من أني لم أرهن منذ سنتين اذ سافرت بعيدا
كنا نرسم معا , و نلعب , و نتكلم ,
آخر مرة زرتهن , رأيت تلفازا في الغرفه ... و يبدو أن الإدارة مدته بالدش حتى تبعد ضجيجهن عنهم !
فما رأينني
حتى يمنى الصغيرة لم تسلم علي حتى
و أخذن جميعا يشاهدن فيلما على ميلودي أفلام !
و أشفقت عليهن من العالم
انهن الآن يستقين معرفتهن عن الحب بالمفهوم الخاطئ
انهن يكبرن
فمن سيوجههن , فلا أم هنا ... و لا أب حازم
و تساءلت
هل ستثمر معهن محاولات شيرين ؟
خرجت من الغرفة , و كانت سلوى عند سور المبنى , تمسك قطة صغيرة , تحملها في حنان
قالت : هذه القطة لا أم لها
أنا سوف أعتني بها
فابتسمت لها
وودعتها
فكانت آخر كلماتها : لا تغيبي علينا
-
قبل أن أذهب إلى الأمين
صور لي عقلي أني من سيساعد هؤلاء الأيتام
لكن الذي حدث هو العكس
فقد ساعدتني فتيات الأمين
ساعدتني يمنى
و سلوى
و ساعدني أيمن
ساعدوني أت احمد الله عز و جل على نعمة الوالدين ... فأوزعني الله أن أشكر هذه النعمة التي لا يشعر بها الا كل فاقد لها
ساعدوني على فهم ما يجري في الحياة
و علموني أني أستطيع أن ابتسم في أحلك المواقف
و دون أن يدرين
علمنني معنى الحب في الله
أدعو الله تعالى لهم بالخير في الدنيا و بجنة في الآخرة تعوضهم عن كل ما قاسوه في الدنيا من حرمان
-
بارك الله بك يا سلمى
جميل ما كتبت
ومؤلم
-
emo (30):
مرحبا بك يا ماما هاديه ...
بارك الله فيك
و نعم هي مؤلمة
كانت لدي صديقة تكتب بمهاره
و كان شعارها
الحياة ألم يخفيه أمل
عسى الله تعالى أن يستخدمنا لتخفيف ألم كل ضعيف