والعكس صحيح أيضاً
هناك نماذج لأزواج يبذلون أقصى ما يستطيعون وتقريباً لا يكلفون أهل العروس شيئاً ثم يقابل فعلهم بمزيد من الاستغلال والاستهانة
أظن الأمر يعود إلى أشخاص لا إلى أفعال
يعني الفعل محمود ولكن الشخص أفسده بلؤم طبعه
والحل طبعاً أن يكون المسلم كيس فطن حكيم يضع المعروف في موضعه ليحقق منفعة حقيقية
أولا بالنسبة للأحاديث فما أعرفه هو الحديث الصحيح " خير النكاح أيسره " .. اما بالنسبة لهذه النصوص بالتحديد فأرجو أن يتم تخريجها والتأكد من صحتها ..
ثانيا بالنسبة للموضوع نفسه .. ذكرني هذا بحجة بعض النساء لخلع حجابها أو التخفف منه أو التزين خارج المنزل مثلا .. حجتهن أحيانا أن زوجها يريد أن يفخر بها أمام أصدقائه .. ويريد أن تكون زوجته هي أجمل الحاضرين مثلا .. ويذكرني ايضا بحجة الكثير من المنادين بمنع النقاب .. عندما يدندنون حول أن النقاب مساوئه اكثر من حسناته حيث أنه تحت النقاب ممكن أن يختبئ رجل أو مجرم أو تقوم الطالبات بالغش وما إلى ذلك .. نفس المنطق في التعامل مع القضية ..
ولو عممنا هذا المنطق أكثر لوجدنا أنه يجب ان نتوقف عن إعطاء السائلين صدقات لأنهم من الممكن أن يمتهنوا الشحاتة ويتوقفون عن العمل مثلا .. بل وينبغي أن نتوقف عن فعل الخير كله لنفس السبب .. ولوجدنا أنه ينبغي ألا نكرم ونحترم الشهداء والمجاهدين لأنه قد يكون بعضهم يجاهد رياءً .. ولو وسعنا المفهوم سنصل للمنطق الذي كان يطبقه عبد الناصر في مصر بأنه ينبغي القبض على كل المتدينيين لأنهم ممكن أن يتحولوا إلى إخوان مسلمين .. وهكذا ...
ثالثا بالنسبة لتفاصيل الخبر نفسه .. التفاصيل وطريقة السرد لا تريحني بالمرة .. وما أدرانا أن الرجل لم يزوج ابنته لابن أخيه زهدا فيها بالفعل ؟ وما أدرانا أنه لم ييأس من تزويج ابنته ففعل ذلك ؟ وما أدرانا أنه فعل ذلك مجاملة لأخيه ولابنه مثلا ؟ وما أدرانا أنه اختار شخصا مناسبا لابنته أم لا ؟ وما ادرانا أنه كان محتاجا أصلا ؟ وما أدرانا ما درجة دين وخلق هذه الأطراف كلها ؟ ولماذا قفز بالحكم من موقف فردي مثل هذا ؟ ..
يقول أن الزوج منذ أول لحظة بالبيت وهو يناديها بـ " يا بلاش " ... ألا يوحي بذلك بعدم جديته في هذا الزواج أصلا من البداية ؟ أو على الأقل استهتاره الشديد ؟ لو كان محتاج حقا من البداية وتساهل الأب معه لحاجته هل كان سيقول مثل هذا ؟ هل لو كان بالفعل لا يجد ما يقدمه مهرا من أين أتت له هذه الشجاعة ليقول لزوجته "يا بلاش" ؟؟؟؟؟؟؟ ألم يكن من السهل جدا أن ترد عليه الزوجة بلفظة مثل " يا شحات" أم لم يضع هذا في حساباته ؟ أم يمكن أن تكون هذه اللفظة مزاح سخيف منه مثلا وهي كانت تتقبله أو هو توهم أنها ترحب به ؟ أو أنه قال مثل هذه اللفظة في لحظة نرفزة مرة وكانت هي القشة التي قصمت ظهر البعير ؟ او غير ذلك من السيناريوهات المحتملة ...
والسيء بالفعل أن الخبر يقدم أن الدفع هو الحل .. عندما دفع الرجل تحولت حياته وأصبح عطوفا طيبا حنونا .. ربما انطبق ذلك على هذا الرجل .. ربما هو رجل مادي لا يقيم الأشياء إلا بالمال .. ربما هو كان قادر ومعه الأموال ولكنه لم يدفع لذلك كانت المفارقة ..
ولكن أن نطلب من الآباء ألا يتساهلوا ويتعاطفوا مع الأزواج !!
أصلا كل هذا الخلل يرجع إلى اختلال الموازين من البداية .. الجميع تقريبا إلا من رحم ربي يحسب هذه الأشياء بالأرقام وبالماديات .. والأصل في هذه الموازين الدين والخلق .. أين هو دور الدين والخلق في التقييم عند الناس ؟ عندما يجد الشاب نفسه مرفوضا لأسباب مادية فهذا حتما سيدعوه للسخط والغضب .. وسيؤدي لاختلال كبير بالمجتمع وبالقيم .. ولكن لو كان المعيار هو الدين والخلق والآباء لا يزوجون بناتهم إلا بهذا المعيار فهذا كان سيصلح الكثير من الخلل .. وكان كثير من الشباب ربما راجعوا أنفسهم وحاسبوها وتغير حالهم وتحسن ..
ومن قال أن الأموال والنقود تضمن أي شيء .. لو نظرنا للواقع فعلا سنجد أن الظلم واقع من الأزواج الذين دفعوا والذين لم يدفعوا .. السبب ليس هو الدفع أو عدمه .. السبب هو سوء الدين أو الخلق والجميع يعرف هذا وإن كان لا يعترف به أحيانا .. السبب الذي يعرض الزوجات للإهانة ليس كم دفع فيها أو لم يدفع ؟ حتى في الغرب الكافر المادي ليس هذا هو المقياس الحقيقي ..
لذا فأولى بنا أن نحض الأهالي على حسن التحري والتخير لابنائهم وبناتهم .. بل وحسن تربيتهم على الدين والأخلاق أصلا من البداية .. بدلا من أن نسعى لسد باب من أبواب الخير ...
ملحوظة .. الأصل هو الدفع .. والمهر يتم تحديده بالمعروف والمشهور بين الناس .. بعبارة أخرى هو رقم متوسط عام .. ولأنه متوسط فحتما سيظل يوجد - دائما وأبدا ومهما ارتفع مستوى دخل المجتمع - من هو تحت هذا المتوسط .. وسيظل يوجد من لا يستطيع بالوفاء .. ولهذا كان من أهم الأشياء التي تنفق عليها أموال بيت مال المسلمين هو تزويج الشباب (صححوا لي لو أخطأت) .. ولأن من فتن هذا العصر أنه لا يوجد بيت مال ولا يوجد من يهتم بهذه القضية فكان أولى بالأهالي أن يراعوا هذا جيدا ويضعوه في الاعتبار .. وخاصة أن فتنة النساء في هذا الزمن والعصر أشد بكثير من كل العصور سابقته مما يضع للزواج في هذا الزمن أولوية أكبر من سابقيه .. وخاصة مع ارتفاع متوسط أعمار الزواج في هذا الزمن أيضا بسبب التعليم الجامعي مثلا .. وخاصة أن الرأسمالية الغربية الحمقاء التي تتبعها بلادنا أدت إلى زيادة الطبقات الفقيرة وزيادة نسبة من هم تحت المتوسط مع ثراء فاحش لنسبة قليلة جدا من المجتمع .. كل هذا أولى بالجميع مراعاته ووضعه في الاعتبار ..
أيوه كده يا جواد
:emoti_389: :emoti_389:
يا سلام
يا كده المشاركات يا بلاش ::ok:: ::ok::
:emoti_133:
بالمناسبة... رغم كل انتقاداتك على القصة يا نووي، الا ان العبرة ليست بهذه القصة تحديدا، فقد سمعت كثيرا جدا من مثيلات هذه القصص وفي ظروف مختلفة ومستويات مختلفة من التدين والحياة المادية... وبكل أسف هذا الأمر يشبه الظاهرة...
وللعلم فقط.. في الكتب الفقهية أن مهر الفتاة يتناسب طردا مع ميزاتها: نسبها وعلمها وذكاءها ومهاراتها وجمالها... وهو ما يبحث في مبحث الكفاءة.... هذا ما علمته مؤخرا
أيضا عن احتكاك عملي بالواقع، رأيت شبابا المفروض متدين تزوج بتسهيلات كثيره جدا من أهل العروس، ثم اذا ما فتح الله عليه في الرزق، كان أول ما يفكر به هو التعدد.
وأنا هنا لا أقول أنني ضد التعدد، لكن أتحدث عن الوفاء وحسن مراعاة مشاعر الزوجة.
سأسأله أولاً :
ما هي رؤيتك للزواج؟
لو جاوب أقوله الباقي
:emoti_143:
وإنما قصدت ما يلي :
ممكن واحد يرد:
رؤيتي للزواج هي أني عايز أستقر عشان أتفرغ لبناء مستقبلي
ودة تعرف أنه لن يرى في الزواج إلا نفسه وزوجته ستكون عامل بالأجرة أو سكرتيرة عنده
واحد تاني يقول:
عايز أعف نفسي
ودة انسان محترم لكن لا يختلف كثيرا عن زميله السابق
واحد تالت يقول :
عايز ابني عيلة وعزوة
ودة ضعه جنب اخواته اللي فاتوا
واحد رابع يقول :
عايز ارتبط بانسانة نبني حياتنا سوا .. ننجح سوا ونفرح سوا ونخطي المصاعب سوا
دة بقى انسان فاهم أن في الزواج طرف آخر غيره له طموح وأحلام وأهداف
تحب مين فيهم يكون زوج لأختك؟
وأنا لا أتحدث عن مطالبة العريس بما ليس في قدرته.. بل بما يستطيعه
وأتحدث عن تستر الكثيرين تحت شعار (ترضون دينه وخلقه) ثم بعد حصولهم على ما يريدون لا نرى في السلوك والتطبيق أثرا لهذا الخلق ولا هذا الدين
طيب، ألا توجد قصص لمحاولة الزوجات اثقال كاهل الزوج برفاهيات غير ضرورية ؟
قال لي بعض الأزواج ان الكثير من الزوجات تحاول انفاق كل ما يتحصل عليه زوجها في أي وجه حتى لا يجد معه مالا يفكر به أن يتزوج عليها !!
أيضا لاحظوا أنه يجب ان يكن هناك فراسة وحسن مرونة، فالقدرة والإستطاعة تختلف من شاب لآخر.
أيضا ألا تعاني الفتيات من تأخر سن الزواج وبالتالي قد يردن أيضا التساهل في الأمر رغبة في العفة ؟
لاحظوا أنه لا يجب أن ننخدع بأن المقياس المادي هو الذي سيضمن حق الزوجه، لأنه قد يحدث العكس تماما فيشعر الزوج انه اشترى الزوجة بمالة وأنها من ممتلكاته...
لاحظت أيضا أن جميع الإخوة فهموا من عدم التساهل النواحي المالية فقط
لكنني أقصد المعنوية أيضا
حفاظ الخطيب على مواعيده مثلا، ووفاءه بعهوده
حفاوته وأهله بالخطيبة
استعداده لتقديم ما يسعدها وما يريحها... كأن يفكر مثلا مسبقا كيف سييسر لها سبل التواصل مع اهلها او غير ذلك من امور تشعر أهلها انه شاريها ويتمنى اسعادها بما آتاه الله