أيامنا الحلوة
الساحة الثقافية => :: حكاياتنا الحلوة :: => الموضوع حرر بواسطة: أبو دواة في 2010-03-10, 19:16:24
-
بسم الله الرحمن الرحيم
أمس أتى ذكر الجامع الأموي في مجلس.... قال صديقي: "إن حسنة الوليد هي بناء الأموي وتجديد النبوي...... وربما قبة الصخرة"..... قلت: "بل بناها أبوه عبد الملك.... وهي أقدم أثر إسلامي باقٍ على أصله على الإطلاق...... وأما الأموي فإليك خبره.....
كان الأموي معبدًا وثنيًّا.... فصيّره الرومان كنيسة........
ولمّا شرّف الله الشام بالإسلام.... دخل خالد دمشق فتحًا.... ودخلها أبو عبيدة صلحًا....... فغنمتْ خيل خالد نصف الكنيسة.... وأمّن أبو عبيدة النصارى في نصفها الثاني..... فصار الأول مسجدًا.... وظل الآخر على أصله...... حتى اشتكى النصارى الأذان.. واشتكى المسلمون النواقيس..... فابتنى لهم الخليفة الوليد كنيسة من أموال المسلمين.... وجعل الأمويّ كله مسجدًا....."
فلله عدل الإسلام!..... لله هو ممن يهدمون مساجد غزة ويغصبون حرم الخليل إبراهيم ومسجد بلال..... وينخرون أرض الأقصى نخر السوس في العود....
-
اليومَ مات شيخ الأزهر....... مات في السعودية.... ودفن في بقيع الغرقد.... ونعته المشيخة والجامعة ونعاه مجلس الشورى.... وأحدّ مجلس الوزراء عليه دقيقة..... وأمسك البرنامج الموسيقي عن بث الأغنيات الغربية إلا الموسيقى الكلاسيكية.....
أما إذاعة الأغاني المصرية التي تعهّدتْ وفاة الراحل الصغير محمد نجل السيد علاء مبارك بالأناشيد والأغنيات الدينية... فإنها لم تلتفت إلى وفاة (الإمام الأكبر) قط..... ولم تقطع أغنيات الغرام والتصابي.... وكأن الشيخ الراحل قسّ.... أستغفر الله، بل لو كان الشيخ قسًّا ما سبقتها إلى الحداد عليه إذاعة.... وكيف وهي (تتحفنا) أصباح الآحاد بالقداس والأغنيات التي تطري (المخلّص).... وإنا لله وإنا إليه راجعون!
والآن..... من لمشيخة الأزهر؟..... ومن يردّ على الأزهر رداءه؟...... من لها أيها الإخوة؟.... هل هو الشيخ المفتي؟... أم رئيس جامعة الأزهر؟.....
أين ولّى زمن المراغي وسلفه وخلفه من المصلحين؟..... وكيف آض الأزهر لعبة في يد الحاكم يصنع بها كيف يشاء؟....... كيف "والحق فوق القوة"؟
-
دفن في البقيع إذن
سبحان الله
رحمه الله وغفر له ولموتى المسلمين
وقيض لهذه الأمة أمر رشد
-
أهلًا بأم عبد الهادي.......
لم تأت إذاعتكم (إذاعة دمشق) على ذكره قطّ.....
على أيّة حال كان هذا هو المتوقّع.... لم يكن الشيخ محبوبًا في الأوساط الإسلامية وربما العامة....... بله أن يكون محبوبًا في دمشق... دمشق الحكومة والشعب.
-
أضربتُ في الصيف مع من أضرب عن الطعام في المدينة الجامعية لأجل تحسين التغذية.... ويعلم الله أنني كنت في أول من اعترض الإضراب -إن لم أكن أولهم على الإطلاق وأوحدهم-.... لأنني أعلم أن بلدًا كمصر لا ينفع فيها إضراب ولا هم يحزنون.......
واليومَ أنا في الشارع مع عشرات غيري من طلبة الفرقة السادسة الطبية جزاءً وفاقًا.....
صدق الله: "وإذا قيل له اتّق الله أخذته العزة بالإثم".... ورئيس الجامعة آثم في طرد كل طالب أخذ على يده وأبان له عن السرقة الحادثة في ميزانيات الطعام.......
ويبقى السؤال....
هل من الحكمة أن يحتكّ المسلم بالسلطات تحت راية كلمة الحق عند السلطان الظالم.... إذا سبق في علمه أن كلمة الحق هذه تجرّ إلى ظلم كبير وفساد أكبر؟
-
ولنا في الرجل الذي جاء من اقصى المدينة يسعى خير قدوة في قول الحق وتحمل تبعاته ..
ربما السؤال الذي ينبغي سؤاله حقا هو : أي حق ؟ وإلى أي درجة ؟
-
ولكن الوليد هو ابن عبد الملك يا عبد الرؤوف وليس العكس، وعبد الملك هو الذي شرع ببناء قبة الصخرة والجامع القبلي بالأقصى وأتمهما بعده ابنه الوليد بن عبد الملك
-
لم أفهمك يا نووي!
نعم يا أسماء... عبد الملك هو ابن مروان.. وليس العكس.... "ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا".
-
وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ (23) إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) إِنِّي آَمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27) يس
وضحت هكذا أم يجب ان أنقل تفسيرها ؟
-
ويبقى السؤال....
هل من الحكمة أن يحتكّ المسلم بالسلطات تحت راية كلمة الحق عند السلطان الظالم.... إذا سبق في علمه أن كلمة الحق هذه تجرّ إلى ظلم كبير وفساد أكبر؟
ولنا في الرجل الذي جاء من اقصى المدينة يسعى خير قدوة في قول الحق وتحمل تبعاته ..
ربما السؤال الذي ينبغي سؤاله حقا هو : أي حق ؟ وإلى أي درجة ؟
اي أن الرجل قال كلمة حق عند سلطان جائر، فقتل فدخل الجنة، وأثنى عليه رب العالمين
المهم أن يقول كلمة الحق مخلصا فيها لله تعالى، متجردا له..
ولكنها بطولة، قد نضعف عن الوصول لمستواها، فنعتذر لله تعالى بضعفنا أو بانتظارنا للوقت المناسب أو الأفضل
ولكن بشرط ألا نكون في انتظارنا هذا خانعين مستسلمين لا نحرك ساكنا.. بل باذلين جهدنا في التربية والتوعية لتغيير الأحوال..
وبشرط ألا نسلط ألسنتنا على من أخذ بالعزيمة وتصدى لقولة الحق، لا يخاف في الله لومة لائم، وإن أصابه ما أصابه...
لأنه لو سكت الجميع لضاع الحق واندثر..
والله أعلم
-
شكرًا لكم.....
دشّنتْ سلطات الاحتلال أمسِ في القدس ما يدعى (كنيس الخراب).....
الحقيقة أنا تابعتُ الخبر عبر إذاعة العدو وإذاعة بي بي سي العربية......
قالت إذاعة العدو أن الكنيس كان يعمل منذ القرن الخامس العشر الميلادي وحتى جرى تدميره في سنة 1948م.....
وقال موشيه شارون أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة العبرية لبي بي سي أن المبنى جرى ترميمه لا بناؤه من عدم.... جاء ترميمه وفقًا للصور الفوتوغرافية القديمة... "لم يزد عنها ولا ربع متر"..... وأن هدم الأقصى "حكي فاضي".... لأن الهيكل في الديانة اليهودية ينزل من السماء... ولن تشيّده حكومة الكيان من تلقاء نفسها.......
وأنا أقول للبروفيسور شارون.... ليس غريبًا يا بروفيسور أن يباشر الصهاينة بناء الهيكل بأنفسهم...... لأن إقامة الدولة العبرية (إسرائيل) -في حد ذاتها- ردّة عن اليهوديّة.... لأن اليهود -حسب معتقدهم- لا يرجعهم إلى أرض الميعاد غير المشيّا (المسيح المنتظر)...... ودولة (إسرائيل) استعجال لميعاد الربّ... "وإجبار له على ما لا يرغب" حسبما يرى اليهود الأرثوذكس.......
وعليه فليس غريبًا أن يستعجل اليهود نزول الهيكل من السماء -وعبثا ينتظرون-..... فيشيدون هيكلًا أرضيًّا....... لا يهمّهم (وعد ربّاني) أو شيطاني..... ويهمّهم الكيد للمسلمين ومقدساتهم........
إخوتي......
مضى 16 آذار مارس ولم يهدم اليهود الأقصى..... إنه "تهويش" من جديد للتغطية على تدشين الكنيس في القدس الشريف....... وللتغطية على التنكيل الذي ينزلونه بإخوتنا في فلسطين...... لا شكّ أن المسلمين مرتاحون لإفلات الأقصى ككل مرة.... وحقّ لهم أن يحزنوا لأجل القتلى والمشردين ولأجل اللعبة السكانية (الديموغرافية) التي يلعبها الصهاينة من أجل تهويد القدس......
لكن صبرًا...... إن نصر الله لآت....... وخيبر خيبر يا يهود...... جيش محمد سوف يعود.
-
نعم، صدقت في تحليلك يا عبد الرؤوف
وإن نصر الله لآت، ولكن أكثر الناس لا يعلمون
-
لعل كل ما يحدث هذا يقنع الجميع أن صراعنا مع الكيان الصهيوني حربا دينية لا حربا جغرافية وتاريخية فقط كما يحلو للبعض أن يردد دائما .. لا أعلم كيف يفكرون .. اليهود أعلونها حربا دينية منذ زمن بعيد ومازالوا يؤكدون ذلك .. ويعلنون اسرائيل دولة دينية عنصرية ويفتخرون بذلك في كل مناسبة .. وكل اسرائيل المتدينيين منهم والعلمانيين يؤيدون افتتاح هذا الكنيس ويحتفلون به .. ونحن مازلنا نردد أنها ليست حربا دينية .. ولا يجب علينا ان نتدخل .. وأن الجيش المصري لحماية مصر فقط والسعودي للسعودية فقط والاردني للأردن فقط وهكذا .. ومازلنا نتحدث عن السلام في الشرق الاوسط وعن التطبيع وعن اتفاقيات اوسولو وكامب ديفيد وغيرها ... سخافات ما بعدها سخافات في طريقة التعامل مع القضية الفلسطينية وسخافات أكثر في التعامل مع قضية الأقصى ..
-
وماذا يفعلون إذن يا نووي؟
لو غيروا أقوالهم لاستلزم هذا منهم أن يغيروا مواقفهم وأفعالهم
ولن يقبل منهم عندها إلا النفير والجهاد
وهذا أمر هو أبعد ما يكون عن أحلامهم ومخططاتهم
-
على الأقل يجب أن يكون هذا رسالة واضحة للشعوب التي كانت تجري وتطبل وتصفق وراء الحكام .. الناس المخدوعين الذين ينقصهم الوعي بالحقيقة .. وإن لم تصل الرسالة وحدها فيجب علينا أن نوصلها نحن ونساهم في نشرها وتوعية الناس بها ..
-
أهلا بكم من جديد...........
دشّن أمس في القاهرة فريق (يقظة فكر) ندوته الأولى بالتعاون مع لجنة الحريّات بنقابة الصحفيين........ الندوة كانت بعنوان ” الإبداع الفني ودورة في صناعه الأفكار”......
افتتح الحفل الأستاذ محمد عبد القدّوس مقرر لجنة الحرّيات....... وألقى الأستاذ الدكتور أحمد عكاشة رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي كلمته عن إبداع الشباب في ظل غياب القدوة، والفساد وامتناع تداول السلطة ومردود هذا على نفسيته.... كما تحدث عن غياب تفعيل الدين في المضامين والتركيز على المظهر........
وأثناء الكلمة دخل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رئيس اتحاد الأطباء العرب ليتكلم عن دور التدين في الإبداع..... وعن كرامة الإنسان في الإسلام وكيف أنها تنبع من إنسانيته "ولقد كرمنا بني آدم" دون الإشارة إلى معتقد.... وحكى عن تجربته أمينًا لاتحاد الطلّاب... في ظل تزييف الانتخابات الجامعية -أيامنا- ووضع القوائم من قبل إدارة الجامعة نفسها وغياب حق الطالب في اختيار من يمثله -الأمر الذي لم يحدث حتى ولا في أيام الاستبداد الناصري-..... وأهاب في الشباب بالصبر وبشّر بالنصر.... وقدّم نموذجًا فذا من الشباب وهو الأستاذ أحمد دومة الذي عبر الحدود إلى غزّة إبّان الحرب مطلع العام الماضي... حيث أمضى دومة كل أيام العدوان الذي فاق الشهر....... وعاد إلى مصر لتودعه السلطات المصرية السجن عامًا كاملًا ويخرج أمس ضيفًا على الندوة......
ثم جاءت كلمة الأستاذ أحمد أبو هيبة المخرج ومدير قناة فور شباب وأحد مؤسسي قناة الرسالة عن تجربته في المسرح (فييتنام 2) و(اصحوا يا بشر) و(الشفرة).... ومع الأستاذ عمرو خالد التي انطلقتْ بحلقات (كلام من القلب)..... رُفِضَ برنامج الأستاذ خالد من القنوات الفضائية "يا عم أنت جاي لنا بواحد ألتغ؟!..... وكمان حالق لحيته ولابس بدلة؟!" -لم يكن خالد معروفًا حتى تلك الأيام-....... ما جعل المخرج يضطر إلى توزيع البرنامج في صورة أشرطة فيديو في منافذ بيع الجرائد!.... وقعتْ الأشرطة في يد الشيخ صالح كامل الذي وصل بالأستاذ خالد إلى العالمية...... يرى أبو هيبة أن المسرح الذي يقدّمه قيميّ لا إسلاميّ..... لأنه ليس تواشيح وليس من طراز المسارح الكنسية........
ثم أتى دور الأستاذ يحيى حوّى الذي أنشد موّالًا في محبة شباب مصر...... وأنشودة عن (يقظة فكر)...... ثم (حياتي كلها لله)........ وأخيرًا مقطعًا من أنشودته الذي ستظهر على شاشة (فور شباب) خلال أيام إن شاء الله (عروس الشام) وهي عن مدينة القدس......
لحوى نشيد من إخراج الأستاذ أبو هيبة هو (يا ذا الجلال)....... والذي قال الأول عنه "لم يكن من محدداتي.... وأقنعني به الأستاذ أحمد بلباقته"....... والنشيد حاز إعجاب الحضور لدى عرضه على الشاشة أثناء الحفل.... وهو يتحدث عن تجربة شاب يسعى إلى الزواج ويخيب أمله في (بنت العيلة) ليظفر في النهاية بذات الدين......
وانتهى الحفل بعرض نماذج لصغار المبدعين من الكتاب والإعلاميين......
معي أوتوغراف من يحيى حوى خصوصي : ) ......
-
هنيئا لك الأوتوغراف يا عبد الرؤوف
ونسأل الله تعالى أن يحمي يحيى حوى وأمثاله من فتنة الشهرة والأضواء
خاطرة جميلة ومفيدة
بارك الله بك
-
اللهم آمين... وشكرًا لك يا أم عبد الهادي......
اليوم 21 آذار مارس..... مطلع الربيع... و(عيد الأم)..... وأي عيد!..... عيد الفكرة والعَبرة..... عيد شقيّ على اليتيم واللطيم والغريب والثكلى.... إنني لا أحبّ هذا العيد..... لا أحبّه..... لأنني عهدتُ في أمّي البسمة والحنان ودفعة الأمل.... ولم أعهد فيها الشقوة والحسرة والعَبرة..... "أليس كذلك يا أمّي؟!"
اليومَ كرّموا الأمّ المثالية.... أم أحد ضبّاط الشرطة الشبّان.... الذي غالتْه يد الآثمين من تجّار الخراب العامَ الماضي..... وأيّ تكريم!..... لقد راحتْ المذيعة تستدرّ من السيّدة ابتسامة.... مستحيل بالطبع..... لأنّها أمّ..... أمّ تضحي نفسها لأجل ولدها....... فكيف بمن ضحّت ولدها!..... إن هذا ليس تكريمًا..... وإنما إعنات وإيلام....... لا يكون العزاء بعد ثلاث يا تليفزيون......... واتقوا الله في قلوب الناس!..... المذيعة راحتْ تسأل الأم عن ولدها وخصاله وكفاءاته كأنما تسألها عن زعيم تاريخي... لا عن قطعة منها....... تريدها على الابتسام في ذكرى غاليها وابنها...... كم كان هذا غبيًّا!
فلنقض على هذا العيد.... ولنشتّتْ أحزانه في العام كلّه........ ولنجعل هديتنا لأمّهاتنا البرّ ودوام السؤال والدعاء..... وربنا يجعل كل أيّام المسلمين طاعة وبر وإيمان.
-
emo (30):
وجهة نظر جديرة بالتقدير
وأوافقك الرأي في قسوة الأمر على الأم التي فقدت ابنا لها
جبر الله قلوب الأمهات وأصلح أحوال المسلمين
-
لم أعد أقوى على الكتابة....... وهذا في حد ذاته قاس للغاية...... عندي موضوع مهم للغاية ولا أجيد الكتابة عنه....... حاولت وجاء الكلام كقطع الإنشاء.......
ربّ يسّر وأعن..... ما أصعب أن يموت المرء خرسًا.......
-
يسر الله أمرك وأنطق لسانك وقلمك بالخير
-
حسنًا سأكتب.....
الآن انتهيتُ من ترجمة رديئة لقصة أوسكار وايلد (الأمير السعيد)..... القصة في غاية الروعة..... خاصة طائر السنونو الذي أحبّه بشدّة.... ووصف مصر الساحر أيضًا........
اليوم ماتت سنونوة في داري.... ماتت بعد أن وضعتْ.... والله أنا حزين لأجلها وزوجها كثيرًا..... لأنها عِشرة أربعة أشهر..... كانا قبلُ زوجين جديدين.... دام هذا شهرين ربما... ثم بنيا العشّ..... عشّ السنونو يكون من القش والطين والريش..... يلصق الزوجان هذا كله بلعابهما.... ثمّ يبطنّان العش بالقش والريش..... تضع الأنثى عدة بيضات وترعاها حوالى أسبوعين.....
كم كانا جميلين!... وكم أكلت الحسرة قلبي لرؤيتهما!..... كم نعقّد الأمور نحن البشر!
أمس ماتت السنونوة بداء (نيو كاسِل).... وهو داء فيروسي.... في الليلة قبلها كانت مطرحة على الأرض.. لا تكاد ترقى شبرين فوق الأرض....... وعند الفجر اختفتْ..... كانت تحوّم حتى اختفت تحت السلم.....
الحقيقة أنا في الضحى أخذتُ العصفورة إلى شقتي.... ورحت أنظف لها عيونها التي امتلأت بالتراب....... ووضعتها في الشمس.... وقدمتُ لها ماء وطعاما..... طبعا الطعام كان حشرة.... لأن السنونوات تأكل الحشرات.... لم تأكل على أية حال.... لأنها كانت مكتئبة وتحاول أن تطير بأي شكل..... لكنها تعجز وتدور حول نفسها.......
لففتها في منديل.. ووضعتها في العش.... ستكون مفاجأة سعيدة للزوج..... أليس كذلك؟!..... لقد ظننت أنها وقعت في الليل وانكسرت.......
أخذتها من العش للطبيب البيطري... وقال أنها مصابة بنيو كاسل.... وليس هناك أي علاج... هناك تحصين قبل وقوع البلوى.... وإن كنتُ قرأت أن المصل يعطى للطائر فور ظهور الأعراض.... طبعا هذا بالنسبة للطيور الأليفة.....
المرض معدٍ على أية حال... وعزلها عن زوجها واجب........
طبعا تركتها تحت السلم كما كانت..... وعندما حلّ الليل كانت قد ماتت.......
هذا الصباح بدأت أفحصها لأتأكد من جنسها..... صعب تمييز المناسل..... هناك الذيل.... ذيل الذكر يكون طويلًا..... وهو علامة الجمال في هذه الطيور.... وهو الأكثر جاذبية بين صفاتها وهو علامة على طول العمر والمناعة....... ألوان الذكر زاهية أكثر.......
حاولتُ أن أخفي جثة السنونوة عن زوجها..... نسيت أن أقول أن الزوج كان يخرج في الصباح ويعود عند الغروب تماما كما كان يصنع مع زوجته.. وكان يرقد على البيض.....
لكن لما كنت أقارن الذيل وألوان البطن وغيرها انتبه الطائر وغافلني وطار إلى الأبد ولم يعد.......
أنا حزنت لأجله.... وفرحت أيضًا..... لأنه صعب يتحمل مسئولية الرقود على البيض ثم الصغار..... لكنه سيقضّي الليل من دون سكن.... ربما يقتل صغار الآخرين ليظفر بزوجة سنونو آخر -كما تقول الأبحاث-.......
صعدت إلى العش..... دوما ما يشيدها السنونو عالية قرب السقف..... كانت هناك بيضة واحدة صغيرة (1×1.5 سم) منقّطة باللون الأحمر..........
طبعا صعب أصنع كما يفعلون في إنغلترة.... هناك يصنعون حساء من عش السنونو....... لأنهم يجدون لعابه لذيذًا.........
يالله..... الله يرحم الأسرة الجميلة التي جاورتني الشتاء كله.... ومات أملها في يوم وليلة مع طلعة الربيع........
وربنا يكون معي في وحدتي........................
-
يمكن أن نميز الأنثى في فترة التزاوج بسهولة..... البطن معرّى تمامًا من الريش..... وهذه تسمّى بقعة الحضانة brood patch.......
أنا اعتمدت على هذا كثيرًا......
-
لعله من أجمل ما كتبت يا عبد الرؤوف
أذكر عندما ربى أطفالي بعض الكتاكيت، ثم مات أحدها، وراقبوا موته، وحاولوا مساعدته فلم يفلحوا
كم كان الموقف صعبا على قلوبهم الغضة، حتى أنني آليت بعدها ألا نربي أي نوع من الحيوانات صغيرا كان أو كبيرا...
ومؤخرا ابنة عمهم الصغيرة أتت بسلحفاة صغيرة، وكانت محط أنظار واهتمام الجميع
إلى أن ماتت أيضا... ولا أعلم سبب موتها، مع أنهم أولوها كل العناية الممكنة
وكان الأمر كئيبا جدا على أفئدتهم
وقريبا توفي ابن عمتي
ليس شابا.. بل قد قارب الستين رحمه الله... (وبعضهم حين علم بعمره هان عليه الخطب... لكنه لم يكن هينا أبدا على قلوب أحبابه)
خشينا أن يكون موته قاصمة الظهر لعمتي العجوز
خاصة انها فقدت في شبابها أخاه في حادث سيارة، وكان في مقتبل عمره، في الثانوية، ولم تنس مأساتها أو تخف وطأتها عليها إلا بعد سنوات طويلة.. حرص الجميع خلالها ألا يذكروا اسمه أمامها، وألا يذكروا أي حادث سيارة لأي كان..
ثم حاول ابتها البار هذا أن يجبر خاطرها فسمى ابنه على اسم أخيه المتوفى
فإذا بابنه يغرق في المسبح وهو في السادسة من عمره
وتتجدد الأحزان والذكريات لديها، وينفطر قلبه...
وها هي مرارة الثكل تتجدد في شيخوختها.. بعد أن وهن عظمها واشتعل رأسها شيبا..
ولم يعد على لسانها إلا مقالة: إن كنتم تحبونني فادعوا لي أن ألحق به قريبا..
كان الله في عونها
وأما الحياة بدون وليف يا أبا دواة... فلن تدوم هكذا.... فصبرا
ليست حياتنا ببساطة حياة الطيور لأننا بشر ولسنا حيوان
ولان احتياجاتنا في الوليف أكبر بكثير من احتياجات الطيور الفيزيائية
يسر الله أموركم، وأسعد قلوبكم، وجبر خواطركم
-
واللهِ أنا خائف أكون تورطتُ في حسد السنونوتين....... رغم أنني أدعو دومًا للناس حتى أقهر داخلي أي وسوسة حسدية..... لكن كان غريبًا أن تزول كل هذه السعادة في يوم وليلة!
"هي الدنيا تقول بملء فيها: حذار حذار من بطشي وفتكي"......
فعلًا الزواج ليس نهاية الأحزان..... وإنما نهايتها في الجنّة.... يكفي أن يعيش الإنسان تحت ضغط الخوف من فقد الزوج والأبناء.......
إن شاء الله أكن مأجورًا على العطف على الحيوان.... وعلى عبادة التفكّر...... للأسف هناك من يزدري أعمالًا كهذه....
أشكرك يا أم عبد الهادي.... وربنا يصبّركم.... اللهم آمين.
-
لكن صبرًا...... إن نصر الله لآت....... وخيبر خيبر يا يهود...... جيش محمد سوف يعود.
جيش محمد هنا
-
أول أمس احتفلتْ الحكومة المصرية بالذكرى الثامنة والعشرين لتحرير سيناء.......
كان يومًا مؤلّمًا مذكّرًا بأوّلوية جد خطيرة.... بتحرير فلسطين...... في فلسطين ضاعتْ سيناء..... وضاع دم خمسة عشر ألف مصري...... ليتمّ تسوية الأمر في النهاية.... ويتسمّى استعادة سيناء نصرًا مجيدًا..........
لا........ لم ينته الأمر عند الحدود التي وضعها الإنكليز أيام الانتداب بين مصر وفلسطين......... إلى فلسطين طريق واحد يمر من فوهة بندقية....... ويظلّ كره الصهاينة فينا....... لأنّه من محبّة الله.........
-
الجزية -كما هو معلوم- ضريبة يدفعها غير المسلمين المقيمون في ذمة المسلمين مقابل إعفائهم من الخدمة العسكرية وقيام المسلمين عنهم بتأمين البلاد من هجمة الأعداء.... يدفعها من أهل الذمة كل قادر على القتال..... ومنه فالطفل والشيخ والمرأة معفيون من دفعها....
ويرى الأستاذ العقّاد أن الشارع الحكيم رفع بالجزية الحرَجَ عن غير المسلمين..... فلم يجعل على النصراني الذمّي -مثلا- أن يحارب أخاه النصراني العدوّ.... وإنما خلّى الأمر في ذلك إلى المسلمين دونًا عمّن هم في ذمتهم....
وقد أعفى المسلمون نصارى الشام من الجزية لمّا عجزوا عن تأمينهم ضد غزوات الروم.... فاختار النصارى المسلمين لما عرفوا به من رعاية الذمم وحفظ العهود...
وقد دفع بعض الرعية المسلمون الجزية -وكان هذا من عهد قريب- مقابل الإعفاء من الخدمة العسكرية..... وهو ما كان معروفًا في مصر ببدليّة الجيش.
-
جميل ماتكتب من خواطر أخي الكريم