أيامنا الحلوة

الساحة الإسلامية => :: ساعة حلوة لقلبك :: => الموضوع حرر بواسطة: إيمان يحيى في 2010-03-01, 06:45:26

العنوان: تعريفات مختصرة للعلوم الدينية ( محو الأمية الدينية)
أرسل بواسطة: إيمان يحيى في 2010-03-01, 06:45:26

العلوم الشرعية كنز لا يستطيع حمله كاملا كل مسلم

منا من هو عامي جاهل تماماً في كافة مجالات العلم الشرعي لا يعلم منها إلا  أسماء بعض العلوم

ومنا من لدبه بعض معرفة أو شبه تخصص بواحد أو أكثر منها

ومنا من منّ الله عليه بدراسة عامة أو متخصصة بها أو ببعضها

ومنا من يقرأ بعض التعريفات أو التعليقات أو المداخل لتعريف بعض العلوم وبعد فترة تتداخل في رأسه المعلومات وتختلط عليه الأمور مثلي  sad:(

كما حدث معي في التعليق على فقرة في موضوع البرمجة اللغوية قمت فيها بخلط غير مقصود بين علم الكلام وبين الفلسفة والمنطق


ومن هنا خطرت لي فكرة هذا الموضوع
 
أن يحاول كل من له مستوى معقول من المعرفة بعلم من العلوم الشرعية  أن يضع لنا مختصراً مفيداً للتعريف بهذا العلم وظروف نشأته ومباحثه الرئيسية بحيث نعود للتعريف كلما أردنا بسرعة وسهولة

وسأترك المداخلة القادمة فارغة أضيف لها - إن شاء الله _ فهرس بروابط مداخلات التعريفات

 وأدعو أهل العلم الشرعي بالمنتدى ( هم عارفين نفسهم وإياك يزوغوا    ::hit::  ) إلى المساهمة

وطبعاً لا تنسوا وضع تعريف بعلم الكلام والفلسفة والمنطق يشفي الغليل ويرفع الجهل  ::cry::

وجزاكم الله خيراً




العنوان: رد: تعريفات ( شارك معنا )
أرسل بواسطة: إيمان يحيى في 2010-03-01, 06:47:50

الفهرس



نشأة العلوم الدينية (الشرعية)      أحمد

http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=3833.msg53919#msg53919




العنوان: رد: تعريفات ( شارك معنا )
أرسل بواسطة: حازرلي أسماء في 2010-03-01, 07:02:26
من المنتظرين  emo (30):
العنوان: رد: تعريفات ( شارك معنا )
أرسل بواسطة: سيف في 2010-03-01, 12:47:59
متابع معكم إن شاء الله
ولي رجاء
هل يمكن عند تعريف علم ما من العلوم الشرعية توضيح هل هذا العلم واجب علي المسلم العادي تعلمه أم لا
أو بمعني أخر توضيح ما هي العلوم التي لا يسع عوام المسلمين جهلها

وجزاكم الله خيرا
العنوان: رد: تعريفات ( شارك معنا )
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-03-01, 13:32:16
أنا مش شاطرة في التعريفات  :blush::
ودايما بخسر فيها درجاتي


العنوان: رد: تعريفات ( شارك معنا )
أرسل بواسطة: إيمان يحيى في 2010-03-02, 01:52:49
متابع معكم إن شاء الله
ولي رجاء
هل يمكن عند تعريف علم ما من العلوم الشرعية توضيح هل هذا العلم واجب علي المسلم العادي تعلمه أم لا
أو بمعني أخر توضيح ما هي العلوم التي لا يسع عوام المسلمين جهلها

وجزاكم الله خيرا


أضم صوتي لصوتك

أنا مش شاطرة في التعريفات  :blush::
ودايما بخسر فيها درجاتي




وهل قلنا لك سمعي ؟

أنا أصلا جاءتني فكرة هذا الموضوع بعد أن قرأت تعريفك للفلسفة

مين تاني ناوي يزوغ ؟   :emoti_6:



العنوان: رد: تعريفات ( شارك معنا )
أرسل بواسطة: ناصح أمين في 2010-03-02, 03:42:29
يااااااااااااااااااه يا ماما فرح !! ذكرتينا بالذي مضى  sad:(

منذ نحو عشر سنين كنتُ أحرص أشد الحرص أثناء دراستي للعلوم الشرعية على تدوين مبادئ كل علم لتحصيل التصور الكامل له ، وكنت أعتمد على الكتابة في الدفاتر لا على الحاسوب ، ثم شاء رب السماوات والأرض أن ننشغل بالدنيا بعد إنتهاء الدراسة النظامية  sad:( ، فطلب مني بعض إخواني أن يستعير بعضها مني للاستفادة ثم أضاعوها (سامحهم الله) ، وبعضها اغتصبه زبانية الطغيان أثناء بعض المداهمات (لا سامحهم الله) ، وليس عندي نسخ منها  sad:( .. لكن قدر الله أن تبقى مقدمة واحدة كان ربي قد ألهمني أن أكتبها على الحاسوب بعد أن طلبها مني بعض طلبة المعاهد الشرعية لمساعدتهم على تصور هذا العلم ، وهو علم أصول الفقه

صراحة : كنت ناوي أزوغ أنا كمان  :blush::

لكن لما تذكرت أن الله قدر حفظ هذا الملف بسبب حفظه على الحاسوب ، ثم رأيتُ هذا الطلب : أصبحتُ متردداً في التزويغ

فما رأيكم ؟
العنوان: رد: تعريفات ( شارك معنا )
أرسل بواسطة: إيمان يحيى في 2010-03-02, 04:27:28


 :emoti_282:

الحمد لله أن جاء ترددك في الزوغان ولم يكن تردداً في المشاركة  sad:(

هيا هات ما عندك بسرعة بارك الله لك

لعل مشاركتك تغري باقي المزوغين بالمشاركة  :emoti_282:



العنوان: رد: تعريفات ( شارك معنا )
أرسل بواسطة: ناصح أمين في 2010-03-02, 06:56:44
بس دي كدة تبقى توريطة كبيرة يا ماما فرح

أولاً : الموضوع عندي في حوالي 60 صفحه ، لكن تنسيقه على منسق نصوص المنتدى محتاج عُمر ، خصوصاً إني مش متعود أحط موضوع بدون تنسيقه بطريقة تجعله مفهوماً

ثانياً : في كلام كتير خصوصاً في أوله ممكن يكون صعب شوية على المبتدئين في الدراسة الشرعية ، فمحتاج حد عنده خبره في التعليم يعيد صياغته

فعلاً التزويغ أريح بكتير  :emoti_282:

وبالرغم من ذلك سأحاول قدر المستطاع تعديله ليناسب النشر هنا نوعاً ما ؛ طاعةً لكِ أمي الكريمة .. رغم أنني غير بارع في الاختصار بالمرة ، بل أنا من المتفننين في الإطناب ، وأذكر من محاولات اختصاراتي الفاشلة أنني حاولت مرة اختصار بحث من ثلاث ورقات فاختصرته في عشرين ورقة  :emoti_282:

ولو حضرتك مهتمة بالموضوع : أخبريني بطريقة لإيصال الملف الأصلي لحضرتك ، ويكون أمره إليك في تلخيصه أو اختصاره أو نشره على حلقات ، مع عدم نشر نسخته الأصلية

والله الموفق للخير
العنوان: رد: تعريفات ( شارك معنا )
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-03-02, 08:06:56
مرره لي ان احببت، واهو بالمرة اغش منه
العنوان: تعريفات مختصرة للعلوم الشرعية ( محو الأمية الشرعية )
أرسل بواسطة: إيمان يحيى في 2010-03-02, 12:45:50


مع احتفاظي في حقي في الحصول على نسخة كاملة من الملف قبل اختصاره:  لنفسي  :blush:: :blush:: أظن أن الأوفق أن ترسل الملف لماما هادية ثم ترى هي ما يمكن عمله وتخبرني

يعني الاختصار لن أصلح له لأنه يحتاج لمتخصص إلا لو رأت ماما هادية أن ألخصه ثم تراجعه هي

والتنسيق أمره سهل وسأقوم به إن شاء الله

 
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الشرعية ( محو الأمية الشرعية )
أرسل بواسطة: elnawawi في 2010-03-02, 15:36:38
أخي الحبيب يمكنك تحويله لـ pdf ونشره إذا كنت لا ترغب في نشره بتنسيقه في وورد .. هذه مهمة سهلة لن تحتاج إلا ضغطة زر ..
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الشرعية ( محو الأمية الشرعية )
أرسل بواسطة: ناصح أمين في 2010-03-03, 04:08:51
سمعاً وطاعة
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الشرعية ( محو الأمية الشرعية )
أرسل بواسطة: أحمد في 2010-03-03, 13:39:51
سبحان الله

هل لهؤلاء العبثيين ثأر مع مقدمات العلوم؟!

فقد داهموا منزلا كان لي به كتاب في غاية الندرة والأهمية عن مقدمات العلوم، فوقعوا على ورقات منه وفاتهم البقية!!

لكن بفضل الله أكملت نسختي ..

العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الشرعية ( محو الأمية الشرعية )
أرسل بواسطة: إيمان يحيى في 2010-03-03, 14:20:56

الحمد لله

فهل أنت من المشاركين إذن ؟


العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الشرعية ( محو الأمية الشرعية )
أرسل بواسطة: أحمد في 2010-03-03, 16:00:47
حين أقرأ في غير تخصصي  أحب الكتابة الموضوعية البعيدة عن العبارة الضيقة التي اعتادها المتخصصون

فهل لكم فيها رغبة؟
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الشرعية ( محو الأمية الشرعية )
أرسل بواسطة: إيمان يحيى في 2010-03-03, 17:17:29

لو أردنا العبارة الضيقة التي اعتادها المتخصصون لفتحنا من كل كتاب صفحته الأولى ونسخنا التعريف

نريد من القول ما يفهمه العامي ويخرج منه بفائدة

ابدأ على بركة الله
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الشرعية ( محو الأمية الشرعية )
أرسل بواسطة: أحمد في 2010-03-04, 05:40:42
طيب.. تعالوا نعرف معا قصة هذه العلوم.. لماذا نشأت؟ وكيف؟ وما موقع كل منها في حياة المسلم؟

هناك علوم دينية وعلوم غير دينية.. الفرق بينهما أن العلوم الدينية نشأت لتخدم الوحي (القرآن والسنة) سواء أمر الله بتعلمها أمرا مباشرا كالفقه مثلا أو دعت إليها الحاجة فيما بعد كالنحو مثلا والعلوم غير الدينية نشأت لأغراض أخرى.. مع أن منها ما أمر الله ورسوله به لكنها في النهاية ليست قائمة أساسا لخدمة الوحي وإنما لأغراض أخرى..
فعلم التجويد مثلا نشأ لضبط قراءة القرآن طبقا على وجه ما نزل فهذا علم ديني
وعلم الطب مثلا علم غير ديني وإن أمرت به السنة لأنه لم ينشأ لخدمة الوحي
العلوم الدينية تسمى كذلك العلوم الشرعية
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الشرعية ( محو الأمية الشرعية )
أرسل بواسطة: إيمان يحيى في 2010-03-04, 07:32:48


جميل  emo (30):

متابعون بارك الله لك
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الشرعية ( محو الأمية الشرعية )
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-03-04, 07:53:46
بس مش بالقطارة يا أحمد الله يرضى عليك

ومن غير فجوات زمنية
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الشرعية ( محو الأمية الشرعية )
أرسل بواسطة: أحمد في 2010-03-04, 12:26:01
طيب يا اخوانا أنا أكتب على الموبايل.. !!!
..‏ ‏الله المستعان

اتفقنا أن كلامنا سيكون عن العلوم الدينية وعرفنا المقصود بها

أرسل الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة بأحكام أمره بتبليغها وأمر الناس بالتزامها
 
بلغ الرسول هذه الأحكام من خلال القرآن والسنة

فلزمت دراسة القرآن والسنة لمعرفة هذه الأحكام

شملت هذه الدراسة:
١- ثبوت نسبتهما إلى الله
وهذا الثبوت على مرحلتين
ثبوت النسبة إلى النبي
وثبوت تلقي النبي عن الله

٢-‏ ‏معرفة المراد منهما
وذلك على مرحلتين كذلك
المراد من كل نص على حدة
المراد من كل النصوص الواردة في الموضوع الواحد

على هذا الأساس نشأت كل العلوم الدينية رغم ما يظهر من تباينها

فاصل..
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الشرعية ( محو الأمية الشرعية )
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2010-03-04, 18:27:22

متابعة بشغف

جزاكم الله خيرا.
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الشرعية ( محو الأمية الشرعية )
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-03-04, 19:29:00
واصل  :emoti_6:
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الشرعية ( محو الأمية الشرعية )
أرسل بواسطة: أحمد في 2010-03-05, 04:07:14
بسم الله..

من المهم أن نعرف أن كلمة العلم تطلق على ثلاثة معان:
الملكة الراسخة في النفس
المسائل المعدودة
الفن المدون في كتب ورسائل

وهي تترتب في الواقع عودا على بدء بمعنى:
الذي في نفسه ملكة العلم يعدده في مسائل ثم يدونها في كتب
يستفيد المتعلم من هذه الكتب لتتحصل مسائل في ذهنه ومع استمرار التحصيل تتكون لديه تلك الملكة الراسخة... وهكذا
فهذه الملكة هي مبلغ العلم البشري وسنعرف إن شاء الله أنها نوعان بحسب العلوم المختلفة
المهم.. نستفيد الآن من هذا أن كتابة العلم شيء وحصوله في النفس شيء آخر
فليس بالضرورة أن يدون في العلم كل عالم ذي ملكة راسخة
بل ربما دون الطالب شيئا كي لا ينساه فأقبل عليه الناس واعتبروا كتابه من أهم الكتب مثل أكثر كتب الإمام النووي مثلا..
وربما يعتمد المعلم طريقة أخرى في التعليم غير تعديد المسائل أو تدوين الكتب ويصل المتعلم مع ذلك إلى تحصيل ملكة العلم كما علم الحبيب أصحابه
وفائدة كل ذلك أن تدوين المتأخرين ربما يكون أفضل من المتقدمين الذين ربما لم يدونوا أصلا ومع ذلك يكون المتقدمون أعلم
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الشرعية ( محو الأمية الشرعية )
أرسل بواسطة: إيمان يحيى في 2010-03-05, 09:07:22


جزاك الله خيراً يا أحمد

 sad:(

ولكن كما ترى في الوجه التعبيري .. لم أفهم من الكلام إلا أقل القليل

فمن للبائسين أمثالي ؟

انزل بخطابك لمستوى رجل بسيط يستمع لخطبة الجمعة مثلا ونريد أن يخرج منها فاهماً معنى علم الفقه وضرورته وتاريخ نشأته مثلا

أو مستوى طالب في المرحلة الإعدادية نريد أن نوصل له أهمية تعلم العلم وحقيقة علوم الشرع وكيفية التعرف عليها مثلا

العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الشرعية ( محو الأم&
أرسل بواسطة: أحمد في 2010-03-05, 12:06:14
خيرا.. هل من الممكن أن تقتبسي العبارات الصعبة؟
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الشرعية ( محو الأمية الشرعية )
أرسل بواسطة: elnawawi في 2010-03-05, 23:50:42
بصراحة شديدة ... كله تقريبا ..
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الشرعية ( محو الأم&
أرسل بواسطة: أحمد في 2010-03-05, 23:53:22
سامحكم الله


طيب بكرة بقى نقعد نتكلم إن شاء الله

عشان أنا كده فصلت شحن


بس عايزين نركز مع بعض كده عشان هم يومين وماشي ومش هايبقى فيه نت تاني
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الشرعية ( محو الأمية الشرعية )
أرسل بواسطة: أحمد في 2010-03-06, 08:35:12
بسم الله

اتفقنا أن هناك علوما شرعية وأخرى غير ذلك

واتفقنا أن الضابط الذي يفرق بينهما ويميز العلوم الشرعية عن غيرها هو أن العلوم الشرعية نشأت لتخدم الوحي "القرآن والسنة" بينما العلوم الأخرى نشأت لأغراض أخرى

وهذا الضابط مهم.. لأن هناك علوما شرعية لم يأت فيها أمر من الله أو رسوله، وهناك علوم غير شرعية أمر بها الله ورسوله.. فأحببت أن أنبه إلى الفارق الصحيح بينهما لئلا يظن أحد أن العلوم الشرعية هي التي أمرنا بها وما لم نؤمر به فليس من العلوم الشرعية

أيضا كلمة "العلوم الشرعية" لا تعني أن العلوم الأخرى غير شرعية بمعنى أنها حرام أو مكروه.. إنما بمعنى أنها لم تنشأ لخدمة الوحي، فربما تكون واجبة كتعلم فنون القتال للجيش وهكذا..
لذا الأفضل أن نقول علوم دينية وغير دينية .. لأن كلمة غير شرعية توحي بأنها غير مشروعة!


ثم عرفنا أن الرسول عليه الصلاة والسلام مرسل من ربه ليبلغ الناس حكم الله تعالى في كل أفعالهم واعتقاداتهم

هذا التبليغ إنما يكون من خلال الوحي "القرآن والسنة"

من هنا كان لزاما على كل من يريد أن يعرف حكم الله تعالى في أمر ما أن يفهم  الكتاب والسنة

ولكي يتم هذا الفهم لابد أن ندرس.. فماذا ندرس؟!!

قبل أن نعرف ماذا ندرس أحببت أن أنبه أن كلمة "العلم" لها ثلاثة معان

الملَكة الراسخة في النفس.. ما معنى الملَكة؟ يعني الشيء الذي يكتسبه الإنسان حتى يصبح عنده كأنه سجية .. فطرة .. شيء طبيعي خلقه الله فيه منذ مولده .. كده!!
يعني لو قلنا الطب مثلا:
فهناك طبيب يفحص المريض ويقرأ تقارير الأشعة والتحاليل ثم يبدأ في التشخيص والتعامل مع المريض بحنكة..
وهناك آخر يقوم بنفس الإجراءات لكنه يظل يرتب الأمر في ذهنه.. الأشعة تقول كذا، والتحاليل كذا.. والآن بين يدينا الضغط كذا والنبض كذا و... يبقى هذا له ثلاث احتمالات اما كذا او كذا او كذا.. نبدأ بكذا فنفعل كذا..

وهكذا.. :emoti_282: .. يبدأ العلاج في خطوات بطيئة وغير مأمونة .. لكن الأول كأن لديه حاسة سادسة !!

الأول عنده الطب "ملكة" والثاني: مسائل مرتبة في ذهنه.. وهذا هو المعنى الثاني للعلم

وهناك طالب مسكين لسة في الكلية بيذاكر من الكتب.. هذه الكتب فيها علم.

وهذا هو المعنى الثالث للعلم


هذا التفصيل لمعنى كلمة العلم مهم .. لماذا؟

لأن الطبيب الحاذق ربما لا يستطيع أن يرتب مسائل الطب في ذهنه ليعلمها لتلاميذه
وربما كذلك لا يستطيع أن يجمعها في كتاب

مع أنه أعلم الأطباء..

وإذا اقتضت الضرورة أن يؤلف كتابا أو يلقي محاضرات فسيكون الكتاب ورقات قليلة فيها معلومات متناثرة والمحاضرات عبارة عن شرح عملي وقليل جدا من النظريات

فإذا أخذ تلاميذه منه هذا وظلوا معه فترة طويلة حتى اكتسبوا منه الملكة التي لديه.. وتوجهوا هم لتأليف كتاب أو إلقاء محاضرة فسيستفيدون مما كتبه الأستاذ قديما ويزيدون عليه ويقدمونه بشكل افضل .. وهكذا..

ولا يعني هذا أن ملكة الطب التي لديهم صارت أحسن من التي كانت لديه

هذا التفصيل سيفيدنا في الكلام عن الدراسات التي قامت على الكتاب والسنة.. وكيف أن علماء الصحابة رضي الله عنهم كانوا أعلم من المجتهدين من بعدهم رغم أنهم لم يؤلفوا شيئا ولم يشرحوا مسائل .. بل كلما تقدم الزمن.. ضعفت الملكة في النفس وصارت الكتب والمحاضرات أوضح وأفضل!!
لأن الملكة هذه هبة من الله يمنحه من يشاء .. ولها عوامل تضعف مع مرور الزمن .. بينما التأليف والشرح يزداد الناس فيه خبرة جيلا بعد جيل ويكمل كل جيل ما فات الذي قبله

تمام لحد كده؟
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الشرعية ( محو الأمية الشرعية )
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-03-06, 13:40:58
 ::ok::
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الشرعية ( محو الأمية الشرعية )
أرسل بواسطة: أحمد في 2010-03-06, 13:44:03
::ok::

ده يعني كده  ان الكلام صار كما تريد ماما فرح:



انزل بخطابك لمستوى رجل بسيط يستمع لخطبة الجمعة مثلا ونريد أن يخرج منها فاهماً معنى علم الفقه وضرورته وتاريخ نشأته مثلا

أو مستوى طالب في المرحلة الإعدادية نريد أن نوصل له أهمية تعلم العلم وحقيقة علوم الشرع وكيفية التعرف عليها مثلا




فنكمل؟
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الشرعية ( محو الأمية الشرعية )
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-03-06, 13:46:08
أرى هذا والله أعلم

على أية حال أكمل مادام الوقت متوفرا لديك الآن، وقد يشح في الأيام التالية، وسأنوب عنك في الشرح إن غبت وغم عليهم
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الشرعية ( محو الأمية الشرعية )
أرسل بواسطة: إيمان يحيى في 2010-03-06, 16:15:55


الله الله الله

هذا هو الكلام

أكمل يا مولانا وسنسأل ماما هادية لو غبت

العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الشرعية ( محو الأمية الشرعية )
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2010-03-06, 17:52:58
 good::)(
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الدينية ( محو الأمية الدينية)
أرسل بواسطة: elnawawi في 2010-03-06, 21:42:58
أيوه كده يا شيخنا ..
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الدينية ( محو الأم&
أرسل بواسطة: أحمد في 2010-03-07, 16:47:32
بسم الله..

لاحظوا ترتب العلوم بعضها على بعض..


الله المستعان

قبل أي شيء أليس علينا أن نتثبت أولا أن هذا الكلام وحي إلهي صحيح النسب إلى الله تعالى حتى يلزمنا أمره ونهيه وتصديق خبره ووعده ووعيده؟!

لأجل هذا التثبت نشأت علوم كاملة، وفروع في علوم أخرى، فتعالوا معا نتصفح هذا الأمر:


- أولا هناك بحث في علم العقيدة عن "تفرد الله تعالى وحده بالحكم بين العباد" وهو ما يسمى بمسألة "الحاكمية" .. يقرر فيها علماء العقيدة ما اتفقنا عليه  من أن الأحكام الشرعية تستوعب جميع أفعال العباد.. وأن الأحكام الشرعية لابد أن تعود في النهاية إلى الله تعالى وليس لأحد من الخلق أن يشرع أحكاما من عنده!

ثانيا: هناك بحث في علم العقيدة أيضا  عن "صفة الكلام لله تعالى" وعن وحي الله تعالى لأنبيائه استمدادا من هذه الصفة

ثالثا: هناك بحث في علوم القرآن  عن أقسام الوحي المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم ..فهناك وحي باللفظ والمعنى يتعبد بتلاوته "القرآن"  وهناك وحي باللفظ والمعنى دون تعبد بتلاوته "الحديث القدسي"  وهناك وحي بالمعنى دون اللفظ "الحديث النبوي"

وهناك بحث آخر عن كيفية تلقي النبي صلى الله عليه وسلم للوحي المنزل باللفظ

رابعا: هناك بحث في علم العقيدة عن وجوب صفة التبليغ والأمانة للرسل جميعا عليهم السلام بحي يثبت في هذا البحث أنه يستحيل أن يمتنع الرسول عن تبليغ أي

شيء مما أمر بتبليغه أو أن يحرف فيه أو يبدل.

...

نلاحظ إذن أن الوحي الإلهي قد ثبت بلوغه النبي صلى الله عليه وسلم من الله بطريق اليقين بلا شبهة
وأنه صلى الله عليه وسلم قد بلغه للناس كما أنزل عليه .. لم يكتم شيئا ولم يحرف شيئا.

وأن هذا الثبوت قد استفيد من مباحث معينة في علوم مختلفة.. هي العقيدة وعلوم القرآن (وسيأتي تفصيل الكلام عن هذين العلمين فيما بعد.. إن شاء الله تعالى)


وسيلاحظ الدارس لهذه العلوم أن هذا الثبوت عقلي أي أنه قائم على حجج تقنع جميع الناس .. المسلمين وغيرهم!


لكن كيف بلغنا نحن هذا الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم؟

في إجابة هذا السؤال نشأت دائرتان متسعتان جدا.. كل دائرة منهما تشمل علوما مختلفة

هاتان الدائرتان هما: علوم القرآن وعلوم الحديث

أما دائرة علوم القرآن فقد شملت كل بحث يتعلق بالكتاب الكريم من حيث هو وحي منزل من الله تعالى.. فتشمل تعريف القرآن وموضعه من سائر أقسام الوحي ثم

جمعه وكتابته وقراءاته وأسباب نزوله.

ونركز هنا أن علم القراءات يدرس الأوجه المختلفة لأداء القرءان كما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم وبلغه لأصحابه وتبليغ الصحابة له من بعدهم ..وهكذا.

فهو يدرس أمرين:

طرق الأداء نفسها..
والأسانيد التي نقلت لنا هذه الطرق

وعلم جمعه وكتابته يدرس رسمه وإملاءه وعلامات الضبط فيه وما استحدثه الناس من تجزيء وتحزيب وتربيع ونحو ذلك..


وأما علوم الحديث فقد شملت العلوم التي تكشف عن درجة ثبوت الحديث.

فهي تدرس إسناد الحديث.. فتنظر في تفرده واجتماعه وفي اتصاله وانقطاعه وفي حال رواته من حيث عدالتهم وضبطهم ومخالفة بعضهم بعضا
وتدرس متن الحديث .. فتنظر في اندراج لفظة من أحد الرواة فيه وفي غريب ألفاظه وفي مشكل معانيه وفي اختلاف الروايات وفي وقوع علة في معناه

..

ومن جملة هذين العلمين يتبين لنا القراءات المتواترة للقرآن التي يصح التعبد بها، والقراءات المشهورة التي يحتج بها بعض العلماء في الفقه، والقراءات الشاذة التي لا يجوز التعبد بها ولا الاحتجاج بها
ويثبت لنا بالدليل العقلي اليقين في صحة نقل اللفظ القرآني من العلماء عن النبي صلى الله عليه وسلم.. وقد ثبت لنا من قبل صحة نقل النبي له عن الله تعالى.

ويتبين لنا كذلك انقسام الحديث إلى متواتر نقطع بثبوته، وإلى مشهور نطمئن لثبوته، وإلى آحاد.. منه المقبول الذي نظن ثبوته والمردود الذي نظن عدم ثبوته

ونعرف من خلال تطبيق قواعد علوم الحديث أيضا حال كل حديث من حيث ثبوته


في هاتين الدائرتين نجد علوما شتى مثل:
الاعتماد على علم النحو في توجيه القراءات وفهمها
الاعتماد على علم الحديث لمعرفة أحاديث أسباب النزول
ظهور علم الرجال الذي يميز الراوي الذي تقبل روايته والذي ترد
ظهور علم مختلف الحديث ومشكل الحديث وعلل الحديث .. وهي علوم تهتم بدراسة الروايات المختلفة للحديث الواحد والروايات التي تعارض القرآن والأحاديث التي وقعت فيها أسباب خفية تقتضي عدم قبولها
علم تخريج الحديث الذي نجمع به أسانيد الحديث من الكتب المختلفة
علم دراسة الأسانيد الذي نطبق فيه قواعد قبول الحديث ورده بناء على ما استخرجناه للحديث من أسانيد بواسطة علم التخريج



ومن هاتين الدائرتين نستطيع معرفة الوحي الذي أنزله الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم الذي بلغه لنا .. لنعرف منه الأحكام الشرعية التي أمرنا بالتزامها في كافة أفعالنا.


إذا اتفقنا على أن الوحي الإلهي "القرآن والسنة" هما مصدر جميع الأحكام الشرعية

وكانت هذه الأحكام الشرعية تستوعب كل أفعال العباد منذ أنزل الله حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم رسولا إلى الناس كافة وحتى تقوم الساعة.

مع أن هذا الوحي مجموعة من النصوص المحدودة في الكتاب الكريم والأحاديث النبوية، وأفعال العباد لا تنتهي !

فكيف تستخرج أحكام تستوعب أفعال العباد التي لا تنتهي من مجموعة نصوص محدودة؟

العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الدينية ( محو الأمية الدينية)
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-03-07, 20:57:21
جميل

جزاك الله خيرا
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الدينية ( محو الأمية الدينية)
أرسل بواسطة: أحمد في 2010-03-08, 00:17:25
عذرا.. تحملوني الليلة فلعلي لا أعود إلا بعد مدة!!


انتهينا إلى هذا السؤال:

كيف نستخرج أحكاما تستوعب أفعال العباد التي لا تنتهي من مجموعة نصوص محدودة؟

الجواب:

النصوص المحدود تدل بألفاظها على بعض الأحكام، وتدل على بقية الأحكام بواسطة القياس.

فكيف يدل اللفظ على الحكم؟ وما هو القياس وكيف يدل على الحكم؟

هذا هو علم أصول الفقه!

فهو العلم الذي يضبط كيفية استفادة الحكم من النص الشرعي.. سواء كانت الاستفادة من اللفظ مباشرة أو عن طريق القياس.

واستفادة الحكم من الفاظ الوحي تعني بالضرورة دراسة اللغة التي نزل بها الوحي .. فنشأت علوم اللغة كلها لتخدم "كيفية استفادة الحكم من الفاظ الوحي .. كتابا وسنة" وسنتكلم عن تفصيل علوم اللغة إن شاء الله

ولأن ثمرة علم أصول الفقه هي الحكم الشرعي .. فإن علماء الأصول يبدأون دراسة هذا العلم بمقدمة عن الحكم الشرعي وتعريفه وأقسامه وهكذا.. مما كان ينبغي أن يكون أصله في علم الفقه.!
ولأن أصول الفقه مبني على أن الحاكم هو الله وعلى أن الحكم الشرعي مستفاد من كلام الله.. أدخل علماء الأصول في كتبهم  مسائل من علم العقيدة مثل بعض الأحكام المتعلقة بمسألة أفعال الله عز وجل وصفاته ونحو ذلك..
ولأن استفادة الحكم الشرعي تتوقف على ثبوت النص المستفاد منه الحكم .. أدخل علماء الأصول في كتبهم مسائل من علوم القرآن والحديث
ولأن استفادة الحكم الشرعي من النص عمل صعب يستلزم أن يكون المستفيد عالما مجتهدا .. تكلم علماء الأصول عن شروط الاجتهاد وصفات المجتهد وأحكام التقليد .

أما أصل علم الأصول الذي يتفرد به عن سائر العلوم هو كيفية استفادة الحكم من النص بطريق دلالات الألفاظ أو بطريق القياس

وطريق دلالات الألفاظ مبني على علوم اللغة
يبقى طريق القياس أخص خصائص علم أصول الفقه ..

فما هي دلالات الألفاظ وكيف تستفاد منها الأحكام وما هو القياس وكيف يستفاد منه الأحكام؟

أولا: دلالات الألفاظ.

1- درس العلماء الكلمة العربية من حيث معناها في الجملة فوجدوا أن حرفها الأخير (غالبا) يتغير بتغير هذا المعنى.. فرصدوا هذا التغير اللفظي والمعنوي ووضعوا له قواعد سموها علم النحو

فأنا أقول: جاء محمدٌ ورأيت محمداً ومررت بمحمدٍ .. فتغير حرفها الأخير بتغير معناها في الجملة من الفاعلية إلى المفعولية المباشرة إلى المفعولية غير المباشرة

2- ودرسوا الكلمة من حيث معناها الذي تدل عليه في نفسها فوجدوا أن صيغتها تتغير بتغير معناها الذي تدل عليها .. فرصدوا هذا التغير اللفظي والمعنوي ووضعوا له قواعد سموها علم الصرف

فأنا أقول: ضرب زيد عمرا فزيد ضارب وعمرو مضروب

فمادة ضرب لم تتبدل .. لكن تغيرت صيغتها من ضرب إلى ضارب إلى مضروب فتغيرت دلالة الكلمة من فعل إلى اسم فاعل إلى اسم مفعول.

3- ثم درسوا دلالة اللفظ على معناه فوجدوها على قسمين:
 قسم لغوي تختص به كل لغة عن الأخرى .. كدلالة لفظ الأسد على الحيوان المعروف .. الذي تقابله دلالة كلمة lion في الإنجليزية على نفس المعنى

فجمعوا هذه الدلالات في  علم اللغة الذي كتبت فيه القواميس والمعاجم

قسم عقلي تشترك فيه جميع اللغات .. كدلالة قيام الفعل بالفاعل عند إسناده إليه.
فقولي: قام زيد. دل على أن زيد هو الذي قام .. هذه الدلالة تثبت بمجرد إسناد أي فعل لأي فاعل بأي لغة.

فرصدوا هذه الدلالات وجمعوها في علم "الوضع"

4- ثم رصدوا قوانين النحو والصرف والوضع .. واستفادوا منها نظريات كلية في نشأة اللغة ونموها وعلاقة المعنى باللفظ وما يسمع فيها من غريب وشاذ ونادر .. واختلاف اللهجات وطرق النطق بالحروف.. وسموها علم "فقه اللغة"

فوضعوا فيه نظرية: الحقيقة والمجاز. والأصل والفرع. والضرورة ونحو ذلك

5- ودرسوا كيفية الدلالة على المعنى بأنسب عبارة.. وسموه علم المعاني.
وكيفية الدلالة على المعنى بأكثر من عبارة .. وسموه علم البيان
وكيفية تزيين العبارة وسموه علم البديع.
وجمعوا كل هذا تحت اسم علوم البلاغة .. وهي العلوم التي تستهدف التعبير عن المعنى بأحسن صورة تطابق الحال المناسب لها.

والذي يدرس البلاغة يجدها مبنية على فقه اللغة والعلوم التي منها استمد العلماء فقه اللغة.

فالبلاغة خاتمة علوم اللغة.



بعد تشريح علماء اللغة اللفظ العربي باعتبار بنيته الداخلية وباعتبار موضعه في الجملة وباعتبار وضعه اللغوي ووضعه العقلي وبعد النظر في جملة ذلك وكيفية أداء المعنى على أحسن وجه..

يأخذ علماء الأصول منهم هذا وينظرون للفظ باعتبار دلالته على معناه  فإما أن يكون المقصود به فردا معينا أو مجموعة يشملها كلها أو مجموعة يختص منها بواحد .. وقد تكون هذه الدلالة ظاهرة أو خفية ولهذين الظهور والخفاء مراتب وقد يعبر عن المعنى الموضوع له مباشرة وقد يعبر عنه بقرينة وقد يدل على المعنى بنفسه وقد يدل عليه بمفهومه .. وهذا المفهوم إما أن يكون موافقا أو مخالفا

وهكذا.. قواعد لغوية واسعة جدا.. يبنيها علماء الأصول على خلاصة جهد كبير بذله علماء اللغة لتشريح البيان العربي ومحاولة استنطاقه الحكم الدال عليه

ولا عجب.. فالقرآن يؤكد مرارا وتكرارا على عربية الوحي الإلهي .. وعلى لزوم تدبره والنظر فيه والتفكر والتعقل .. وأنى يكون ذلك بأقل من هذا؟!!


ثانيا: القياس.

القياس مبني على فكرة أن الأحكام الشرعية الثابتة بالنصوص .. هي مع ثبوتها بالنصوص .. ليست مرتبطة بظاهر الفعل الذي حكمت عليه فقط. إنما مرتبطة بمعنى كامن في هذا الفعل.
بحيث إذا تحقق هذا المعنى في أي فعل آخر .. ثبت له نفس الحكم الثابت للفعل الأول.

مثال: حرم الله تعالى شرب الخمر.
نقول: هذا التحريم حكم على فعل هو شرب الخمر.
ولكن هذا التحريم ليس مرتبطا بهذا الفعل فقط.. إنما هو مرتبط بمعنى فيه هو حصول الإسكار منه.
فإذا ثبت أن فعل شيء آخر يُسكر.. فإنه يحكم عليه بحكم فعل شرب الخمر .. وهو التحريم.
وهكذا..
وهذا المعنى يسميه العلماء "علة"



وتعرف هذه العلة من الوحي .. بطريق من طرق دلالات الألفاظ .. (العلة المؤثرة)
وقال بعض العلماء: ويمكن استنباطها بالعقل .. (العلة الملائمة)
وقال آخرون: ويمكن استفادتها من القواعد العامة للشريعة (المصلحة المرسلة)

وتكون براعة الفقيه في استنباطه علة الحكم المستفاد من دلالات الألفاظ، وإثباته تحقق هذه العلة في الأفعال التي لم يرد فيها حكم مستفاد من دلالات الألفاظ.


هذه خلاصة طرق استفادة الحكم من الوحي. وكل مصدر يذكر في كتب الأصول يرجع لهذه المصادر: الكتاب والسنة (عن طريق دلالات الألفاظ) والقياس (على حكم مستفاد من  دلالات الألفاظ)

أما الإجماع فلا ينشئ أحكاما شرعية.. لأن الإجماع هو اتفاق العلماء في عصر واحد على حكم شرعي في مسألة.
واتفاقهم لا يكون صحيحا إلا إذا بنى كل واحد منهم رأيه على مستند (دليل معتبر)
فغاية الإجماع أنه يرفع الحكم الشرعي من درجة الاحتمال إلى القطع واليقين.

والقياس كذلك لا ينشئ الحكم الشرعي .. بل يكشف عن الحكم الشرعي لهذا الفعل غير المنصوص على حكمه. عن طريق العلة التي استنبطها العالم.


لذلك اشتهر بين العلماء هذه العبارات:

- القرآن يؤسس الأحكام، والسنة تفصلها، والإجماع يرفع الشبه، والقياس يكشف عن الحكم
- دلالات الألفاظ هي العمود الفقري لعلم أصول الفقه
- القياس الأصول .. يعني كأن القياس هو كل الأصول لصعوبة فهمه ووعورة مسالكه.


العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الدينية ( محو الأمية الدينية)
أرسل بواسطة: إيمان يحيى في 2010-03-08, 00:19:50

بارك الله لك

سأعود للقراءة إن شاء الله

العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الدينية ( محو الأمية الدينية)
أرسل بواسطة: أحمد في 2010-03-08, 02:17:55
.. الله المستعان


اتفقنا أن الله تعالى هو وحده الحاكم على أفعال العباد

وأن أحكامه تعالى تشمل جميع أفعالهم

وأن أحكامه تعالى تستفاد من الوحي إما من خلال دلالات ألفاظه مباشرة أو بالقياس.. وذلك علم أصول الفقه

وقبل استفادة الحكم من الوحي لابد من التثبت من أنه وحي إلهي حقا.. وذلك من خلال أبحاث في علم العقيدة ينبني عليها علوم القرآن وعلوم الحديث

بقي أن نعرف أن نتلك الأحكام ثلاثة أقسام:

أحكام اعتقادية، وهي تشمل اعتقاد المكلف في الله تعالى وفي رسله عليه السلام وفي الغيبيات التي أخبر بها الرسول صلى الله عليه وسلم .. سواء مما كان من أخبار سابقة أو كائنات واقعة كالملائكة أو وقائع ستكون كالقيامة
أحكام عملية، وهي تشمل أعمال المكلف الخاصة بعلاقته بربه كالعبادات المحضة أو علاقته بالناس كالمعاملات المحضة أو ما يجمعهما معا كالحدود
أحكام خلقية وهي الطباع الباطنة في النفس التي تكتسب من خلال الممارسة العملية لسلوك معين موافق لاعتقاد السالك



هذه الأحكام لابد أن تستفاد من الوحي  - بعد التثبت منه -  عن طريق أصول الفقه.


وهذه الأحكام الاعتقادية هي علم العقيدة وهو يسمى بعلم أصول الدين وعلم الفقه الأكبر وعلم الكلام وعلم التوحيد ... وله أسماء كثيرة
وهذه الأحكام العملية هي علم الفقه
والأحكام الخلقية هي علم التصوف



وهذه العلوم الثلاثة لكل منها: أصول، وفروع

أما الأصول فيهي الأحكام الثابتة فيها بطريق القطع.. سواء بدلالات لفظية قاطعة أو بقياس قطعي
والفروع هي الأحكام الثابتة بطريق يحتمل الصواب احتمالا راجحا والخطأ احتمالا مرجوحا..

فالأصول لا تقبل الاختلاف بينما الفروع تقبل الاختلاف بشرط أن يكون المخالف مقيدا في استفادته الحكم الذي يدعيه بعلم أصول الفقه


لكن هنا إشكال:

أن ثبوت نسبة الوحي لله تعالى اعتمدت على بحوث في علم العقيدة، فكيف تستمد أحكام العقيدة من الوحي؟


والجواب:

علم العقيدة - دون سائر العلوم - جزءان:

جزء عقلي .. أي يمكن استفادته بالنظر العقلي المجرد .. وهو الجزء الذي يثبت نسبة الوحي لله تعالى ويثبت لزوم أحكامه تعالى جميع أفعال العباد. وأنه وحده الحاكم.. وسائر ما يدخل علوم القرآن والحديث وأصول الفقه من مباحث اعتقادية ... كل هذا يمكن استفادته بالنظر العقلي المجرد الذي يقنع المسلم وغير المسلم.

وجزء نقلي لا يمكن استفادته إلا من الوحي بواسطة علم أصول الفقه. وهذا لا ضرر في توقفه على الوحي لأن الوحي قد ثبتت نسبته لله في الجزء العقلي..

ومع هذا .. فإن الجزء العقلي لا يعتد به حكما اعتقاديا إلا إذا ثبت في الوحي ما يشهد له ويقر به.

ليس فقط لا يعارضه.. وإنما لابد أن يشهد له ويؤيده

وذلك لأن هذه الأحكام الاعتقادية العقلية إن لم يشهد لها الوحي ويؤيدها ستصبح مثلها مثل أي حكم عقلي صحيح .. مثل: 1+1=2 .. فهل يجب علينا شرعا اعتقاد أن 1+1=2؟!!

صحيح أن من لم يعتقد ذلك مجنون.. لكنه غير آثم شرعا.. لأن هناك عمليات حسابية كثيرة جدا .. لم تخطر على بالنا أصلا.. وحقائق علمية كثيرة جدا نحن نجهلها .. وهي قواطع علمية.
فبالتالي ليس كل حكم عقلي يكون من علم العقيدة.. وإنما يكون كذلك إذا أيده الوحي وشهد له.

ولذلك يقول العلماء:

تثبت العقيدة على العقل استنادا، وبالشرع اعتدادا

أي أنها تثبت بالأدلة العقلية .. لكن حتى يعتد بها شرعا ويجب اعتقادها.. لابد أن يؤيدها شاهد شرعي من الوحي .. يستفاد منه بواسطة أصول الفقه.

قد يقول قائل :

عدنا لما فررنا منه.. فهاأنت أوقفت الاعتداد بالأحكام الاعتقادية على الوحي .. والوحي ثبت بالأحكام الاعتقادية.. !

فالجواب:

الوحي ثبتت صحته من الأحكام الاعتقادية.. أما الأحكام الاعتقادية فثبت وجوب اعتقادها شرعا من الوحي.. أما هي فثابتة في نفسها بمجرد ثبوتها عقلا .. سواء شهد لها الشرع أو لم يشهد. ..

والجواب أيضا:

الوحي ثبت بالأحكام الاعتقادية التي يتوقف الاعتداد بها عليه وبتأييد المعجزة أيضا.. فإن المعجزة في معنى قول الله تعالى: صدق عبدي في كل ما أخبر به.



العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الدينية ( محو الأم&
أرسل بواسطة: أحمد في 2010-03-08, 02:44:25
آخر مشاركة، وعذرا أن  أطلت عليكم  :blush::



العلوم الشرعية لا تخرج عن هذا المخطط:


             1- علوم القرآن>>>>>>>>>                                                        1- الأحكام الاعتقادية (العقيدة)
 
المصادر (  الوحي):                  وسيلة استفادة الحكم ( أصول الفقه) >>>>>>>>  2- الأحكام العملية (الفقه)

             2- علوم الحديث>>>>>>>>>                                                       3- الأحكام الخُلُقية (التصوف)



فتقع علوم: التجويد والقراءات ورسم المصحف وجمع القرآن وترتيبه وكتابته وأسباب النزول والمكي والمدني وأسماء سوره و... في علوم القرآن لضبط هذا المصدر
وتقع علوم: الجرح والتعديل والرجال والتخريج ودراسة الأسانيد وعلل ومشكل الحديث و... في علوم الحديث لضبط هذا المصدر
وتقع علوم اللغة العربية كالأساس لعلم أصول الفقه


غير أن هناك علوما قامت لتخدم هذه المنظومة كلها سواء وضعها المسلمون من أنفسهم أو نقلوها عن غيرهم وطوروها

مثل: علم المنطق. وهو يضبط طريقة التفكير مطلقا.. وقد نقلوه عن اليونان وطوروه
ومثل علم العروض وهو علم أوزان الشعر وقوافيه .. لخدمة العربية. ومثله علوم الأدب والإنشاء والإملاء
وعلوم الدعوة ..  كالخطابة والحوار ومهارات القيادة والتأثير والدعوة الفردية .. وبعض هذه العلوم منقول عن اليونان كالخطابة.. وبعضها اليوم يستفيدة الباحثون من الدراسات الغربية
وعلم أدب البحث والمناظرة لضبط الخصومة في أي مسألة والاجتهاد في استخراج الحق على لسان أي من الطرفين وهو ابتكار إسلامي خالص



وكثير من العلماء يدخل أحكاما فقهية في التصوف .. كالآداب النبوية ونحو ذلك.

كما أدخلوا قديما آراء فلسفية فيه أيضا كوحدة الشهود والفناء ونحو ذلك



كما امتلأت كتب العقيدة بمباحث فلسفية للرد على الفلاسفة الخائضين في مسائل العقيدة بما لا يشهد له الوحي بل قد يعارضه!!

كما امتلأت لسبب آخر أنهم رأوا أن كل ما من شأنه أن يثبت المباحث العقلية في العقيدة يجب أن يدخل هذا العلم .. فملأوا كتب العقيدة بمباحث هندسية وطبية وفلكية تناسب معارفهم العصرية


نلاحظ أيضا أن علم العقيدة أصل العلوم.. وذلك أن مباحث العقلية هي التي تثبت الوحي .. الوحي الذي تستفاد منه جميع الأحكام ..

ونلاحظ أن أصول الفقه هو مفصل العلوم الإسلامية أو محورها

ونلاحظ أن اللغة العربية أساس الاجتهاد في الدين ومعرفة أحكام الشريعة

ونلاحظ صعوبة استفادة حكم  شرعي  من الوحي مباشرة لأنه يحتاج إلى علم واسع بالوحي .. ثبوتا ودلالة .. مما لا يتوفر إلا لأكابر العلماء كالأئمة الأربعة

والله تعالى أعلى وأعلم ..


سبحانك الله وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك..

 emo (30):
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الدينية ( محو الأمية الدينية)
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-03-08, 14:13:12
بارك الله بك يا أحمد

كفيت ووفيت

لكن المخطط غير واضح، لعله يحتاج لضبط التنسيق

ولعلي أعود لإضافة بعض الأفكار بناء على ما كتبت لغرض في نفسي
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الدينية ( محو الأمية الدينية)
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-03-10, 10:45:03

أولا: دلالات الألفاظ.

1- درس العلماء الكلمة العربية من حيث معناها في الجملة فوجدوا أن حرفها الأخير (غالبا) يتغير بتغير هذا المعنى.. فرصدوا هذا التغير اللفظي والمعنوي ووضعوا له قواعد سموها علم النحو

فأنا أقول: جاء محمدٌ ورأيت محمداً ومررت بمحمدٍ .. فتغير حرفها الأخير بتغير معناها في الجملة من الفاعلية إلى المفعولية المباشرة إلى المفعولية غير المباشرة

2- ودرسوا الكلمة من حيث معناها الذي تدل عليه في نفسها فوجدوا أن صيغتها تتغير بتغير معناها الذي تدل عليها .. فرصدوا هذا التغير اللفظي والمعنوي ووضعوا له قواعد سموها علم الصرف

فأنا أقول: ضرب زيد عمرا فزيد ضارب وعمرو مضروب

فمادة ضرب لم تتبدل .. لكن تغيرت صيغتها من ضرب إلى ضارب إلى مضروب فتغيرت دلالة الكلمة من فعل إلى اسم فاعل إلى اسم مفعول.

3- ثم درسوا دلالة اللفظ على معناه فوجدوها على قسمين:
 قسم لغوي تختص به كل لغة عن الأخرى .. كدلالة لفظ الأسد على الحيوان المعروف .. الذي تقابله دلالة كلمة lion في الإنجليزية على نفس المعنى

فجمعوا هذه الدلالات في  علم اللغة الذي كتبت فيه القواميس والمعاجم

قسم عقلي تشترك فيه جميع اللغات .. كدلالة قيام الفعل بالفاعل عند إسناده إليه.
فقولي: قام زيد. دل على أن زيد هو الذي قام .. هذه الدلالة تثبت بمجرد إسناد أي فعل لأي فاعل بأي لغة.

فرصدوا هذه الدلالات وجمعوها في علم "الوضع"

4- ثم رصدوا قوانين النحو والصرف والوضع .. واستفادوا منها نظريات كلية في نشأة اللغة ونموها وعلاقة المعنى باللفظ وما يسمع فيها من غريب وشاذ ونادر .. واختلاف اللهجات وطرق النطق بالحروف.. وسموها علم "فقه اللغة"

فوضعوا فيه نظرية: الحقيقة والمجاز. والأصل والفرع. والضرورة ونحو ذلك

5- ودرسوا كيفية الدلالة على المعنى بأنسب عبارة.. وسموه علم المعاني.
وكيفية الدلالة على المعنى بأكثر من عبارة .. وسموه علم البيان
وكيفية تزيين العبارة وسموه علم البديع.
وجمعوا كل هذا تحت اسم علوم البلاغة .. وهي العلوم التي تستهدف التعبير عن المعنى بأحسن صورة تطابق الحال المناسب لها.

والذي يدرس البلاغة يجدها مبنية على فقه اللغة والعلوم التي منها استمد العلماء فقه اللغة.

فالبلاغة خاتمة علوم اللغة.



بعد تشريح علماء اللغة اللفظ العربي باعتبار بنيته الداخلية وباعتبار موضعه في الجملة وباعتبار وضعه اللغوي ووضعه العقلي وبعد النظر في جملة ذلك وكيفية أداء المعنى على أحسن وجه..

يأخذ علماء الأصول منهم هذا وينظرون للفظ باعتبار دلالته على معناه  فإما أن يكون المقصود به فردا معينا أو مجموعة يشملها كلها أو مجموعة يختص منها بواحد .. وقد تكون هذه الدلالة ظاهرة أو خفية ولهذين الظهور والخفاء مراتب وقد يعبر عن المعنى الموضوع له مباشرة وقد يعبر عنه بقرينة وقد يدل على المعنى بنفسه وقد يدل عليه بمفهومه .. وهذا المفهوم إما أن يكون موافقا أو مخالفا

وهكذا.. قواعد لغوية واسعة جدا.. يبنيها علماء الأصول على خلاصة جهد كبير بذله علماء اللغة لتشريح البيان العربي ومحاولة استنطاقه الحكم الدال عليه

ولا عجب.. فالقرآن يؤكد مرارا وتكرارا على عربية الوحي الإلهي .. وعلى لزوم تدبره والنظر فيه والتفكر والتعقل .. وأنى يكون ذلك بأقل من هذا؟!!



بعد هذا الشرح المختصر الممتع من أحمد أحب أن ألفت النظر إلى فكرة أشاعها بعضهم من خلال مقالاته على النت أو في خطبه
حيث أضعف أهمية علوم اللغة العربية في الشريعة الإسلامية، واستند في رأيه إلى دليل عقلي مفاده:
 أن إتقان اللغة العربية لم ينفع أبا لهب ولا أبا جهل شيئا، والجهل بها لم يحل دون دخول الاعاجم من كل عرق ولون ولسان في دين الله أفواجا، وأن أمثال أبي سفيان وعكرمة بن أبي جهل وغيرهما لم يزدادوا علما باللغة فاهتدوا للإسلام بعد كفر
فالعلم باللغة العربية إذن لا يقدم ولا يؤخر، وعلينا ألا نقيمه حاجزا دون فهم الناس لدينهم وإقبالهم عليه

هذا مختصر الشبهة التي أثارها الرجل
والرد عليه يكون بالتالي:
إن الإيمان بالله تعالى وبوحيه ورسالته إلى نبيه بالإجمال لا يحتاج إلى علم باللغة العربية، بل يحتاج إلى تحكيم العقل وانشراح الصدر، فمن أكرمه الله تعالى بهذين الأمرين آمن وأسلم
وبعد إيمانه وإسلامه يتعلم فرائض دينه ممن سبقوه ويطبقها
ولو بقي اعجميا طول حياته، لا يحتاج إلا إلى تعلم الفاتحة وشيء من قصار السور والتسبيحات والأذكار التي يقيم بها صلاته
ويمكن له مع ذلك أن يصل لأن يكون من السابقين المقربين من المؤمنين

ولكن.........

نتكلم عن الاحتياج للغة العربية وإتقانها غاية الإتقان لمن يتصدى للاجتهاد، واستنباط الاحكام الشرعية من نصوص القرآن والسنة
ففرق بين الإيمان والاتباع..
وبين القيادة والاجتهاد والإفتاء
فاستنباط الأحكام وفهم مراد الله تعالى ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم لا يكون إلا لمن أتقن اللسان العربي إتقانا محكما
وقد ضربت مثالا لهذا في المشاركات القديمة التالية:
http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=3538.msg48355#msg48355

http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=3538.msg48406#msg48406

وضرب له أحمد أمثلة جميلة في موضوعه التالي

.قرآنا عربيا لعلكم تعقلون (http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?topic=3708.0)

ويعتبر الجهل باللغة العربية وفنونها، أو حتى قلة الإحكام لها، من أكبر أسباب نشوء الفرق الضالة المختلفة على مدار التاريخ الإسلامي، على اختلاف درجات الضلال وتفاوتها..

فهل اتضح الفرق بين الأمرين إخوتي الأفاضل؟؟
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الدينية ( محو الأمية الدينية)
أرسل بواسطة: ناصح أمين في 2010-03-10, 16:51:10


وجهة نظرك واضحة يا أماه

واسمحي لي الآن أن أضيف تعليقاً على تقسيم الأخ الأريب "أحمد" لاسيما أن مخططه يحتاج لتنسيق حتى يتضح مقصوده منه ، وظني أنه يمكن صياغة هذا المخطط بالكتابة هكذا :

العلوم الدينية ثلاثة أقسام :

(القسم الأول) علوم المصادر (الوحي) : وهي قسمان :

(1) علوم القرآن

(2) علوم الحديث


(القسم الثاني) علوم الأحكام : وهي ثلاثة أقسام :

(1) الأحكام الاعتقادية (علم العقيدة)

(2) الأحكام الفقهية (علم الفقه)

(3) الأحكام الخلقية (علم التصوف)


(القسم الثالث) وسيلة استفادة الأحكام من المصادر (وسيلة استفادة علوم القسم الثاني من مصادر الوحي التي تخدمها علوم القسم الأول) : وهذه الوسيلة تشمل علماً واحداً هو

علم أصول الفقه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهنا أسجل ملاحظة ، وهي تحفظي على إخراج علم التصوف من علوم الاعتقاد ؛ فعلم التصوف أساساً يُعنى بأعمال القلوب ، وأصول أعمال القلوب أركان في الإيمان ، وكمالها الواجب من الإيمان الواجب ، وكمالها المستحب من الإيمان المستحب .. لكن الحاصل للأسف أنه غلب على أبحاث علم العقيدة تفريغها من الجانب الإيماني العملي الذي هو ثمرة هذا العلم أساساً ، وقصر البحث فيها على قضايا كثير منها جدلية وتفصيلية لم تكن مثارة بمثل هذا التفصيل في العهد الأول ، حتى أن بعضها ناتج عن استطراد بعض العلماء المنتسبين إلى السنة وتفصيلهم بلا داعٍ من انحرافات أهل البدع .. فصارت دراسة أبواب الإيمان في أكثر كتب الاعتقاد تبحث فقط في مسائل الأسماء والأحكام ، بل نشأت مصطلحات جديدة لم يستخدمها الصدر الأول وصارت المعارك عليها حتى بين أهل السنة أنفسهم ، وصنفت فيها الكتب ، كمصطلح "جنس العمل" وغيره ، وماتت مباحث أعمال القلوب تقريباً من كتب العقيدة ، فصار علم العقيدة من العلوم التي يُعرض عنها الكثيرين ، خصوصاً أن الخلاف في مسائل الاعتقاد لا يُحتمل أكثره بعكس الخلاف في مسائل الأحكام الفقهية ، إذ أن أكثر الخلاف في مسائل الاعتقاد غير معتبر !! لذا أرى من الأولى تعميق دراسة هذه المعاني ضمن مادة العقيدة ؛ ترطيباً لها وتصفية لنفوس الدارسين من التحفز والاستعلاء على المخالفين الذي تفرزه طريقة تدريس العقيدة حالياً ، فكتب مثل "مختصر منهاج القاصدين" لابن قدامة و"منازل السائرين" للهروي وشرحه " مدارج السالكين" لابن القيم ونحوها من أهم كتب العقيدة في نظري ؛ إذ بها تتحقق ثمرة الإيمان الذي هو مدار البحث في علم العقيدة ، والله أعلم

لذا ففي تصنيفي أقوم بإدخال الأحكام الخلقية وتهذيب النفوس في أبواب علم العقيدة فيما يناسبها من الأبواب ، فبعضها يدخل في مسائل الإيمان (كأعمال القلوب) ، وبعضها يدخل في مسائل التوحيد (كالرياء) ، وهكذا

كذلك أقوم بإدخال علوم القرآن وعلوم الحديث تحت أصول الفقه ؛ لأنها خادمة له .. وقد تفضل الأخ الكريم "أحمد" ببيان أن العلماء يتناولون في أصول الفقه مباحث كثيرة من علوم القرآن وعلوم الحديث

فيتمخض الأمر عندي عن قسمين من العلوم الشرعية :

(القسم الأول) العلوم المخدومة ، وهي الهدف المقصود من باقي العلوم ، ويجب على كل مسلم أن ينال حداً أدني منها .. وهما عِلمان :

(1) علم العقيدة .. وأصله ركن واجب للدخول في الإسلام أصلاً .. ويشترط فيه الإيمان اليقيني لا العلم فقط ، فبعض الكفار يعلم من أمور اعتقاد المسلمين أكثر مما يعرفه كثير من عوام أهل الإسلام ، لكن هذا العلم المجرد عن الاعتقاد لا ينفعه للنجاة .. ولهذا الكلام مجال آخر

(2) علم الفقه .. وأصله الذي لا يتم الإتيان بالواجبات واجتناب المحرمات إلا بهِ فهو واجب ، ويتفاوت الناس في حد الواجب عليهم منه تبعاً لحالهم ، فمثلاً لا يجب تعلم فقه الزكاة على من لم يمتلك نصاباً وحال عليه الحول ، ولا يجب تعلم فقه الحج على من لا نفقة تبلغه اداء مناسكه ، وهكذا .. ولهذا الكلام أيضاً مجالٌ آخر

(القسم الثاني) العلوم الخادمة ، وهي التي نشأت لخدمة عِلمي العقيدة والفقه باستنباطهما من الأدلة الشرعية المعتبرة ، وتُسمى أيضاً "علوم الآلات" ؛ لأنها تتضمن الآلات المستخدمة لاستنباط العلوم المخدومة .. وكل مباحث هذه العلوم يمكن إدراجها تحت مباحث علم "أصول الفقه" تأصيلاً أو استطراداً ، فمن ذلك : "علوم القرآن" و"علوم السنة" تحت كتاب "أدلة الأحكام" ، و"علوم اللغة" و"علوم البلاغة" تحت أبواب "القواعد الأصولية اللغوية" و"دلالات الألفاظ" ، و"علم المنطق" في باب "آداب البحث والمناظرة" من أبواب "الاجتهاد والتقليد" ، وهكذا

والمقصود بعلم المنطق هُنا هو ما خَلَّصه علماء الإسلام من شوائب الفلسفة ، فالمنطق الأرسطي الفلسفي العقيم ذمه أئمة الإسلام ذماً شديداً وكتبوا المصنفات العظيمة في نقده وتحريمه ، وهو الذي لم تَقُم للغرب قائمة إلا بعد أن تخلص منه علماؤه ونقدوه نقداً علمياً كان قد سبقهم إليه علماء الإسلام بقرون .. فالمنطق الأرسطي ليس أداةً مُتحررة من الثقافة ، بل هو إرثٌ إغريقيٌ قائمٌ على تصورات ومبادئ اليونان الوثنية ، وقد تُرجم في عهد "المأمون" ، وكان مُعظم المترجمين من غير المسلمين من "اليعاقبة" و"النساطرة" وغيرهم ، ولهذا وغيره جاءت فتاوى أئمة الإسلام بتحريمه .. وقد قال العلامة "المختار بن بونة" رحمه الله عن المنطق الذي يتعلمه المسلمون :

فإن تَقُل حَرَّمَهُ "النواوي" *** و"ابن الصلاح" و"السيوطي" الراوي

قلتُ : نَرَى الأقوَالَ ذِي المُخَالِفَةْ *** مَحلُّهَا مَا صَنَّفَ الفَلاسِفَةْ

أمَّا الذي خَلَّصَهُ مَن أسلمَا *** لابُدَّ عِندَ العُلَمَا أن يُعْلَمَا

وهذا الكلام أيضاً له مجالٌ آخر

المهم هنا أن كُلُّ هذه العلوم الخادمة تعلمها فرضٌ على الكفاية : إذا قام به من يكفي لحفظ هذه العلوم في الأمة سقط فرض تعلمها عن الباقين ، فالقائمون بها وعليها يسدون مسد الأمة ويرفعون عنها الحرج في ذلك ، فلله درهم ، وعنده وحده جزاؤهم


طبعاً غنيٌ عن الذكر أن هذه التقسيمات غير مُلزمة لأحد ، ولا ينبني عليها حكم شرعي ، وإنما هي فقط لربط العلوم وتسهيل طريقة تصورها واستحضارها في الذهن ، واختلاف الأفهام يؤدي إلى اختلاف ترتيبها في أذهان أصحابها ، وهذا الخلاف لا يضر أصحابه شيئاً ألبتة

والله أعلم

أتمنى أن أكون قد أفدتُ ، واعذروني إن تكرر غيابي ، ولا تنسوني من الدعاء

العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الدينية ( محو الأمية الدينية)
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-03-10, 19:16:04
وصل لمستحقيه
بارك الله بك وعلمك ما ينفعك ونفعك بما علمك وزادك علما
ونحن معك
اللهم آمين
استدراك جميل للغاية

العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الدينية ( محو الأمية الدينية)
أرسل بواسطة: أحمد في 2010-03-11, 15:18:20
بسم الله..

أعجبني تحفظك أخي الحبيب
ولكن هل لك - قبل المتابعة - في قراءة مشاركتين لي في موضوع الصوفية والاشاعرة للاخت فتاة مسلمة
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الدينية ( محو الأمية الدينية)
أرسل بواسطة: إيمان يحيى في 2010-03-12, 12:08:46


جزاكم الله خيرا جميعاً

ما أرسلت وصل من زمان يا ناصح والتقصير مني أنا لانشغالي الشديد هذه الأيام

العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الدينية ( محو الأمية الدينية)
أرسل بواسطة: marwa madany في 2010-03-13, 20:54:25
 :emoti_278: :emoti_278: :emoti_278:
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الدينية ( محو الأمية الدينية)
أرسل بواسطة: ناصح أمين في 2010-03-16, 09:01:11

عُذراً على التأخير ، فقد كنتُ في شغل يأكل الوقت كله


بسم الله..

أعجبني تحفظك أخي الحبيب
ولكن هل لك - قبل المتابعة - في قراءة مشاركتين لي في موضوع الصوفية والاشاعرة للاخت فتاة مسلمة



قرأتهما


أما الأولى : فلا يَردُ الإشكال الذي ذكرته فيها على مذهبي في تقسيم العلوم وطريقة دراستها : سواء بإدخال علم السلوك في دراسة الاعتقاد ، أو بعدم إطلاق أيدي المبتدئين في علم السلوك ، وذلك بجعل الدليل على طريق السلوك من أدلة المبتدئين حتى يتم تجاوز مرحلة معينة في الدراسة العقدية والفقهية ؛ إذ أكثر الأدلة الكبار على طريق السالكين قد تؤدي إلى انحراف المسترشد المبتدئ بها ؛ إذ طعام الكبار سُمُّ الصغار


وأما الثانية : فلم تظهر لي علاقتها بهذا الموضوع !!!! إلا إذا كانت إحالتك لي عليها استطراداً ؛ لرغبةٍ في معرفة مذهبي من هذه القضية !!
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الدينية ( محو الأمية الدينية)
أرسل بواسطة: أحمد في 2010-03-16, 11:20:04
حياك الرحمن أخي الحبيب

ليست الثانية كذلك إن شاء الله، ولست بالذي يرغب في هذا


إنما المشاركتان يفصحان عن أن التصوف أقرب إلى السلوك منه إلى العلم المدروس

وأنه لا يختص بالعقائد .. وإنما يشمل الفقه كذلك.

وأصل التفصيل الذي ذكرته في تناسب العلوم منقول برأسه من أستاذي الدكتور حسن الشافعي في كتابه المدخل إلى علم الكلام ومحاضراته في شرح العقائد النسفية

ومع أن الرجل من المهتمين بالتصوف دراسة والتزاما قد جعل الأحكام اعتقادية وعملية فقط ولم يجعل للتصوف دائرة في دوائر الأحكام.

فاكتفى بأن يكون المصدران الكتاب والسنة والعقيدة والفقه النتجيتان والأصول المحور بين المصادر والنتائج

أما دراسة العقائد مجردة عن التصوف فهو كدراسة الفقه كذلك.

العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الدينية ( محو الأمية الدينية)
أرسل بواسطة: ناصح أمين في 2010-03-17, 05:54:21


حياك الله وبياك أخي ، وأدام محبتك ، وزاد مودتك

وقد أحسن الدكتور "الشافعي" في عدم إفراد السلوك كعلمٍ مُستقل خارج عن علوم الاعتقاد والفقه ؛ لغلق الباب أمام الجهال الذين لا حظ لهم من العلم في القول بالخروج على الشريعة وما تلبسه عليهم في ذلك الشياطين

ولنا أسوة في ذلك بالإمام الجبل "عبد القادر الجيلاني" (رحمه الله) ؛ فقد قال : ((تراءى لي نورٌ عظيمٌ ملأ الأفق ، ثم تدلى فيه صورة تناديني : "يا عبد القادر : أنا ربك ، وقد أحللتُ لك المحرمات" ، فقلتُ : "إخسأ يا لعين" ، فإذا ذلك النور ظلام ، زتلك الصورة دخان ، ثم خاطبني : "يا عبد القادر : نجوت مني بعلمك بأمر ربك ، وفقهك في أحوال منازلاتك ، وقد أضللتُ بمثل هذه الواقعة سبعين من أهل الطريق" ، فقلتُ : "لله الفضل")) ، فقيل له : ((كيف عرفت أنه شيطان ؟!!)) ، فقال : ((بقوله : قد أحللتُ لك المحرمات)) .. فتأمل (يا رعاك الله) كيف عُصم الإمام بعلمه ، وضل غيره بجهله !!

إن السلوك هو ثمرة العلم اعتقاداً وعملاً كلاهما ، ولهذا قال الصحابي المُلهَم المُعَلَّم "عبد الله بن مسعود" (رضي الله عنه) وغيره من السلف : ((إنما العلم الخشية)) ، فمن عَلِمَ ولم يعمل بعلمه : فهو كالشيطان ، ومن عَلِمَ وعمل ولم يورثه علمه خشيةً لله في قلبه : فعلمه وعمله مدخولان ، نسأل الله العافية

وكلما ازادا المرء علماً وعملاً : زاده الله هدى ، وكلما ازداد هدى : ازداد تقوى ، وكلما ازداد تقوى : ازداد علماً ، وكلما ازادا علماً : ازداد هدى ، وهكذا ، ولا يأتي هذا إلا بمجاهدة النفس على العلم والعمل به ، كما قال ربنا : (((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا))) ، وقال سبحانه : (((والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم))) ، وقال جل ثناؤه : (((واتقوا الله ويعلمكم الله))) ، ونحو هذا من الآيات ، بل قد بين الله صفة أوليائه سبحانه فقال : (((ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون : الذين آمنوا وكانوا يتقون)))

والكلام في هذه المعاني يطول

العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الدينية ( محو الأمية الدينية)
أرسل بواسطة: أحمد في 2010-03-18, 08:51:04
عذرا أخي..
لم أفهم.. ما هو هذا المذهب؟
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الدينية ( محو الأمية الدينية)
أرسل بواسطة: أحمد في 2010-03-18, 20:35:48
بسم الله

عودة للموضوع..

.. الله المستعان


اتفقنا أن غاية العلم معرفة أحكام الله.. والأحكام اعتقادية وعملية وخلقية. ومصادرها الكتاب والسنة. ووسيلة استفادة الأحكام من المصادر هو أصول الفقه

فهي ست دوائر كبيرة اثنتان على اليمين تشكلان علوم القرآن وعلوم السنة وثلاث على اليسار تشكل العقيدة والفقه والتصوف وواحدة بينهم تشكل أصول الفقه.

وهي دوائر تشمل علوما كثيرا .. سبق أن أشرنا إلى أسماء بعضها

فما رأيكم لو فصلنا العلوم الواقعة داخل كل دائرة؟

لكن سنلحظ تشابه علوم كثيرة وتداخلها .. فكيف نفرق بين علم وآخر؟

... الجواب: قاعدة في غاية الأهمية!! ..

فهل أنتم متابعون؟
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الدينية ( محو الأمية الدينية)
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-03-18, 22:49:06
متابعون
أكمل جزاك الله خيرا
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الدينية ( محو الأمية الدينية)
أرسل بواسطة: سيفتاب في 2010-03-18, 23:24:48

متابعة  ::)smile:
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الدينية ( محو الأمية الدينية)
أرسل بواسطة: أحمد في 2010-03-19, 00:40:14
الله المستعان


تساءلنا: كيف نفرق بين علم وآخر؟

طيب.. قبل هذا السؤال تعالوا نفهم كيف تكون العلوم أصلا!!

العلم .. أي علم.. قام ليبحث عن مجهول ما.. تمام؟

يعني علم الطب يبحث عما يعرض لجسم الإنسان من أمراض ثم يحاول علاجها..

علم الفقه يبحث عن الأحكام الشرعية لأفعال العباد..


معنى ذلك أن أي علم يضع نصب عينيه شيء ما يبحث فيه أحواله.. ليصل إلى المجهول الذي يريده

فمثلا علم الفقه يضع "أفعال العباد" نصب عينيه .. ليبحث عن أحكام الشرع فيها

وعلم الطب يضع "جسم الإنسان" نصب عينيه .. ليبحث عما يعتريه من أمراض.


لكننا قد نجد نفس الشيء قد وضعه أكثر من علم نصب عينيه.. مثل "أفعال العباد" فإن الفقه يضعها نصب عينيه ليبحث عن أحكامها الشرعية، ويضعها أيضا  علم العقيدة نصب عينيه ليبحث عن أحكامها الاعتقادية كالجبر والاختيار..

لكن نلاحظ أن كل منهما قد وضعه نصب عينيه باعتبار مختلف عن الآخر..

فالفقه باعتبار الأحكام الشرعية والعقيدة باعتبار الأحكام الاعتقادية..

.. المهم هذا الشيء الذي يضعه العلم نصب عينيه ليبحث في أحواله ليصل إلى المجهول الذي يريده .. هذا الشيء اسمه: موضوع العلم.

مع ملاحظة اختلاف الاعتبارات.. فكما قلنا إن بعض العلوم تتشارك في أصل الموضوع لكن ينظر إليه كل علم باعتبار مختلف عن الآخر

فإذا عدنا للسؤال: كيف نفرق بين كل علم وآخر؟

نفرق بين كل علم وآخر باختلاف موضوعات العلوم.. إما اختلافا أصليا.. يعني موضوع هذا العلم أفعال العباد وموضوع الآخر جسم الإنسان.
أو اختلافا اعتباريا .. يعني موضوع هذا العلم أفعال العباد باعتبار أحكامها الشرعية وموضوع الآخر أفعال العباد باعتبار أحكامها الاعتقادية.


العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الدينية ( محو الأمية الدينية)
أرسل بواسطة: أحمد في 2010-03-19, 15:35:32
نفصل الكلام الآن في دائرة علوم القرآن

وهي الدائرة التي ينتهي بحثها إلى إثبات أن القرآن الكريم نص إلهي مقطوع بصحة نقله من الشيوخ المقرئين إلى النبي صلى الله عليه وسلم تماما كما أنزل عليه من رب العالمين.

وفي سبيل هذا الإثبات تنشأ علوم..

- تبحث في كيفيات أدائه كما أنزل وفي الأسانيد التي نقلت بها هذه الكيفيات... وهي علوم القراءات

- تبحث في الكيفية التي جُمع بها من أفواه الصحابة والرقاع التي دونوه فيها إلى المصحف الجامع ثم في نقله إلى مصاحف الأمصار (تاريخ تدوينه)

- تبحث في رسمه الذي يكتب به .. وهو علم رسم المصحف

فإذا تم التحقق من تواتر نقل قراءاته ودقة جمعه وإتقان رسمه.. فقد تحقق المطلوب من هذه الدائرة وهو إثباتها القرآن الكريم نصا إلهيا مقطوعا بثبوته عن رب العالمين بالكيفية التي أنزلها على رسوله الكريم

ثم ألحق العلماء بـعلوم القرآن مباحث من علوم أخرى لكنها متعلقة بالقرآن الكريم .. مثل: النسخ وأسباب النزول والمكي والمدني ونحو ذلك..

العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الدينية ( محو الأمية الدينية)
أرسل بواسطة: أحمد في 2010-03-19, 16:18:52
الله المستعان..

ثم نفصل الكلام في دائرة علوم الحديث وهي الدائرة التي تنتهي إلى بيان درجة ثبوت كل خبر منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم جميعا

وقد عمم المسلمون قواعد هذه العلوم على كل خبر يتناقلونه بينهم حتى التزموا الإسناد في نقل الشعر وقصص الفكاهة وأخبار العلماء والملوك وغير ذلك..


وقد جعل علماء الحديث لقبول الخبر خمسة شروط:

1- أن يتصل إسناد من الراوي حتى المروي عنه الخبر

وأن يكون رواة الخبر موثوقا بـ:

2 - صدقهم
3 - وبضبطهم لما يخبرون به

4- وأن يسلم رواة الخبر من الإخبار بما يخالف من هو أوثق منهم

5- وأن يسلم الخبر كذلك من أمر خفي يقدح فيه .. سواء وقع القدح في الخبر نفسه أو في إسناده


ثم اعتبروا أن الحديث إذا روي بأكثر من إسناد فإنها يشد بعضها بعضا.. حتى إذا بلغ التواتر قطع بصدقه. وإلا فإنه يفيد زيادة الثقة في الخبر أو جبر الضعف الوارد عليه.


... هذه هي الفكرة العامة التي بنى عليها المحدثون قبول الحديث. وقد حملتهم على البحث في موضوعات مختلفة...

- البحث في أحوال الرجال من حيث العدالة والضبط ... وهو علم الجرح والتعديل.
- البحث في اتصال الأسانيد وذلك من خلال معرفة مواليد ووفيات ورحلات العلماء وتلاميذ كل عالم وشيوخه ... وهو علم التاريخ.
- البحث في أسماء الرجال لضبطها وتعيين الصواب وما وقع فيه الخطأ .. وهي علوم الكنى والألقاب والمشتبه....الخ
- البحث في أسانيد الحديث التي ورد بها .. وذلك للوقوف على نسبته من التواتر أو تقويه بتعدد أسانيده أو الوقوف على مخالفات الرواة .. وهو ما سمي بالاعتبار
- البحث في القوادح الخفية التي تطرأ على الحديث من خلال علوم الاعتبار والتاريخ والجرح والتعديل .. وهو علم العلل
- البحث في كتب الحديث لجمع مرويات الحديث الواحد .. علم التخريج
- البحث في الأسانيد طبقا لقواعد المحدثين للحكم على الحديث بالقبول أو الرد .. علم دراسة الأسانيد


ونلاحظ أن هذه العلوم متداخلة فالتاريخ قد يشمل الجرح والتعديل وضبط الأسماء وقد تفرد الوفيات بمؤلفات.. وقد يكتب التاريخ على طريقة الطبقات وقد يكتب على طريقة الحوليات.. وقد يختص بمدينة أو مذهب أو عصر  وقد يعم..

المهم أنها علوم تساعد على تطبيق الفكرة العامة التي سبق بيانها لقبول الحديث ورده

ويسمى مجموع القواعد المتعلقة بقبول ورد الحديث وما يلتحق بها من علوم "علوم الحديث" وتعرف بأنها:

القوانين التي يعرف بها المقبول والمردود من الحديث!

العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الدينية ( محو الأمية الدينية)
أرسل بواسطة: أحمد في 2010-03-21, 06:40:00
بسم الله..

لو فصلنا الكلام أكثر في علوم الحديث

وجدنا: علم الطبقات.. وهو علم يدرس تاريخ المشتركين في صفة واحدة ثم يقسمهم إلى مراحل أيضا بحسب صفة أخرى


فمثلا نجد طبقات الشافعية .. هذا يدرس تاريخ الفقهاء الشافعية ثم يقسمهم بحسب الأخذ عن الإمام الشافعي.. فالطبقة الأولى هم الآخذين عنه مباشرة والثانية الآخذين عن الآخذين عنه وهكذا..

هناك مثلا طبقات الحفاظ .. يدرس تاريخ العلماء حفاظ الحديث ثم يقسمهم بحسب وفياتهم .. ويجعل كل طبقة مثلا عشر سنوات

وقد تجعل الطبقة سنة واحدة .. فتسمى دراسة التاريخ حينئذ بالحوليات مثل كتاب البداية والنهاية



العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الدينية ( محو الأمية الدينية)
أرسل بواسطة: أحمد في 2010-03-21, 06:52:26
بسم الله..

أما دائرة علم أصول


ذهب بعض العلماء إلى أنها دائرة لا تستقل بنفسها وأنه ليس هناك علم خاص قائم بنفسه اسمه أصول الفقه

وإنما هو -برأيهم - مجموعة دراسات عربية ومباحث من علوم القرآن والحديث وعلم العقيدة .. نظمت هذه الأبحاث معا بطريقة ما لترسم طريقة استنباط الأحكام من النص

وذهب آخرون إلى دائرة أصول علم مستقل بنفسه بل إنه حتى مستقل في الأبحاث المنقولة من العلوم الأخرى .. حتى قالوا إن الأصوليين يدققون في مسائل في اللغة لا يبحثها علماء اللغة أنفسهم!

- والصواب والله أعلم - أنه علم يعتمد على ما ثبت في علوم أخرى كثيرة .. كالحديث والقرآن واللغة العربية والعقيدة.. لكنه متفرد في بحث القياس وفي دراسة تحمل اللفظ للحكم .. وهو درس لغوي لم يتطرق إليه علماء اللغة


وقد نشأت علوم اللغة جميعا على بركات أصول الفقه فلنجعلها في مشاركة مستقلة بعون الرحمن..

لكن نتكلم عن العلوم نشأت لتتم المطلوب من الأصول:

- المنطق... علم بقواعد تنظم عملية التفكير

فتقسم العلم لتصور وتصديق .. وكيفية الوصول لكل منهما .. وأقسام المعلوم إلى كلي وجزئي .. وأقسام الكليات والجزئيات .. وهكذا..

- أدب البحث والمناظرة.... علم بقواعد الاختلاف

فيقسم الاختلاف بحسب درجة العلم بالموضوع المختلف عليه

ويتكلم عن المختلفين .. من له الحق في الاستدلال ومن له حق الاعتراض وكيف يعترض .. ليصل الجميع إلى الحق

العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الدينية ( محو الأمية الدينية)
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2010-03-21, 17:26:28
فتح الله عليك
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الدينية ( محو الأمية الدينية)
أرسل بواسطة: ماما هادية في 2013-06-24, 11:58:26
موضوع مهم جدا
جزى الله من شارك فيه كل خير
العنوان: رد: تعريفات مختصرة للعلوم الدينية ( محو الأمية الدينية)
أرسل بواسطة: زينب الباحثة في 2013-06-24, 12:58:40
للعودة