كلامكم له وحهه يا ماما فرح..
فهناك دراسة موسعة للعلامة الشيخ أحمد تيمور باشا حول الأصول الفصحى للعامية المصرية ربما بلغت ستة مجلدات حسبما قيل لي وإن كنت قد رأيت منها جزءا في المعرض العام الماضي
كما أن الحافظ الزبيدي محمد مرتضى رحمه الله بذر تلك البذرة في موسوعته الضخمة تاج العروس شرح القاموس .. وهو كتاب شرح فيه القاموس المحيط بلغت طبعته الحديثة أربعين مجلدة لكني في المواضع التي وقفت عليها والتي حكيت لي كان يختص بكلامه العامية المصرية أيضا
وذلك باعتبار أن الرجلين مصريان..
وأذكر أنه للرافعي في تاريخ آداب العرب فكرة حول تطور اللغة وتحورها إلى العاميات ورد فيها كلام كل من قبله في أن اللغة واحدة ثم تنوعت بتفرق الناس في أصقاع الأرض ومع مرور الأزمان إلى لهجات مختلفة، وإنما يرى - رحمه الله - أن اللغة إنما نشأت باجتماع الناس وتطورت بتلاقيهم مع مرور الزمن
فهم يقولون إن ثمة لغة فصيحة انحدرت منها اللهجات الأخرى ومن ثم العاميات.. وهو يقول إن ثمة لغة فصيحة تكونت من العاميات واللهجات واللغات المتفرقة
وعلى كلامه فليس لنا أن نبحث عن الأصول الفصحى للعامية بل علينا البحث عن الجذور العامية للفصحى
مع أن الأمر عودٌ على بَدء فبعد أن تتكون الفصحى ويسير بها الناس تعود عليها العاديات وترتد بعض الألسن إلى أصولها وتطرأ تغييرات جديدة لم تكن تعرف من قبل نتيجة امتزاج العامية القديمة بالفصحى الجديدة المتكونة من كل عامية وأختها.. فنصبح أمام عاميات جديدة لها أصول منها وأصول من الفصحى!!
سبحان الله! كم كان هذا الرجل عبقريا بحق، كتب كل هذا وبحثه وقدمه معارضا به ليس فقط أساطين اللغة من قبله بل نظرياتهم التي بنوا عليها الكثير والكثير جدا من بحوثهم العربية .. وزعم الرجل أنه ما ترك شاردة ولا واردة إلا واطلع عليها فلا يكتب عن جهل أو يفكر عن على عمى.. ولما رد قدم فكرا متناسقا مرتبا
مع أنه لما كتب كل ذلك كان بعد لم يجاوز الثلاثين من عمره!!!
رحمه الله وأجزل مثوبته هو وكل من سبقه من صالحي العلماء الباحثين في العربية لفظا ومعنى
emo (30):