-
أيها الشعب الجزائري
أيها المناضلون من أجل القضية الجزائرية.....
بهذه الافتتاحية كان نداء الحق الصادح القوي المبين لبيان أول نوفمبر1954....
الهــــــــدف : الإستقلال الوطني بواسطة :
1-إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة ضمن إطار المبادئ الإسلامية.
2-احترام جميع الحريات الأساسية دون تمييز عرقي أو ديني."
وهذا كان الهدف الواضح الذي سطره الثوار الأحرار في هذا البيان الذي وُجّه للشعب الجزائري، يستحثّه على المضيّ قُدُما في طريق الثورة على العدوان الفرنسي الغاشم ...والذي لم يكن مِن حلّ غيرِه لاسترجاع السيادة الوطنية ، مُعلِنَها صرخة عزّ وإباء توحّد الشعب الجزائري بكل فئاته وأطيافه تحت راية الحرية التي لن يتراجع عن طلبها مهما كلّفه الأمر من تضحيات...وقد كلّفه دماء زكيّة طاهرة لمليون ونصف مليون شهيد .…
هذا بحث أقوم به منذ مدة وسنعرضه بإذن الله على مجموعة من الطلبة في زيارة قريبة نأخذهم فيها لمتحف المجاهد بولايتنا .... أحببت أن أضع لكم منه مقتطفات أسأل الله أن تفيدكم عن ثورة الجزائر ليس على سبيل التاريخ مجردا وإنما على سبيل تحليل الأحداث التاريخية وإسقاطها على واقعنا للعبرة
لي عودة قريبة بإذن الله emo (30):
-
لا أعرف عن تفاصيل نضال الجزائر كثيرا..حتى إني كنت أظن أن الأمير عبد القادر رحمه الله كان عصري الشهيد عمر المختار ثم تبين خطئي
فنرجو منكم التفصيل في الحديث أكرمكم الله
في الأسبوع الماضي ذكر الدكتور العوا أن شهداء الجزائر إبان الاحتلال الفرنسي بلغو سبعة ملايين ونصف المليون خلافا لما يشتهر أنها بلد المليون شهيد
-
أهلا وسهلا بك يا أحمد في هذا الموضوع الذي أتمنى أن تجدوا فيه الفائدة، فهو بحث من إنجازي أحاول أن أنقل من خلاله ملخصا عن ثورة الجزائر معتمدة على مصادر موثوقة وهي في الحقيقة لا يسع الكتاب ذكر تفاصيلها ...
بالنسبة لعدد شهداء الجزائر لا أعرف عن هذا العدد الذي ذكره الدكتور العوا، بل ما نعرفه دوما هو المليون ونصف المليون شهيد، مع دوام اكتشاف رفاة لشهداء آخرين تجمع وتدفن أما سبعة ملايين فلا أظن ذلك والله أعلم.
-
كما جاء في البيان المبارك بالحرف أيضا : "إن هذه مهمة شاقة ثقيلة العبء، و تتطلب كل القوى وتعبئة كل الموارد الوطنية، وحقيقةً إن الكفاح سيكون طويلا ولكن النصر محقق".
وتلك كانت الشرارة الأولى لثورة الجزائر المجيدة... إذ انتشرت الموجات التحريرية في العالم الثالث عموماً والوطن العربي خصوصاً فاستقلت تونس والمغرب ومصر وبقيت الجزائر تحت وطأة الاستعمار.
استعمار جثم على صدر الجزائر لأكثر من قرن وربع قرن... فقد بدأ الاحتلال الفرنسي للأراضي الجزائرية منذ عام 1830.........
وهذه نبذة عن تلك الحقبة وعن الاحتلال وأسبابه دعونا نتملاها ونستخلص منها العبر :
********************
كان ظهور الدولة الجزائرية الحديثة في القرن الخامس عشر، وبدأ انفصالها عن الدلوة العثمانية في بداية القرن السابع عشر، إلى أن انفصلت عنها بشكل نهائي، وأصبح حاكمها يعيّن بالانتخابات...
وقد فرضت القوة البحرية الجزائرية نفسها بحكم موقع الجزائر الاستراتيجي المطل على البحر الأبيض المتوسط ، ففرضت السيادة الجزائرية التي لم تكن تسمح لسفن الدول الأوروبية بالعبور إلا بعد دفعها للضرائب والرسوم مما جعل العديد من هذه الدول تسعى للفوز برضى الجزائر بعقدها معها مفاوضات ومعاهدات....وكانت فرنسا من بين هذه الدول، ولم تجد فرنسا أثناء حصار الأنظمة الأوروبية لحكومة ثورتها سنة 1789 إلا الجزائر تشدّ من أزرها وتمدّها بالقمح الجزائري وبقروض بدون أرباح...ولم تكن فرنسا إلا ناكرة للجميل، فعلها هو فعل اللئيم الذي تمرّد إذا أكرِم ...
وغلبت عليها أحلامها التي لطالما صورت لها الجزائر جزءا من فرنسا...فرفضت دفع ديونها للجزائر مما تسبب في حدوث أزمة كبيرة بين الدولتين ....وسنجمل الأسباب الدافعة لاحتلال الجزائر في النقاط التالية :
أسباب الاحتلال :
أولا :أسباب سياسية : كانت المطالب الإقليمية التي كانت تود فرنسا الحصول عليها من أجل تكوين قاعدة خلفية لها في المنطقة مع موقع الجزائر الذي لطالما أسال لعاب حاكميها بدءا من الملك لويس الرابع عشر إلى نابليون بونابارت ، وعلى عهد الملك شارل العاشر الذي تولى حكم فرنسا عام 1824 أحيت الأسرة الحاكمة ذلك الحلم الأثير من جديد فرأى الملك أن الفرصة سانحة للقيام بحملة عسكرية على الجزائر تمكنه من القضاء على معارضيه السياسيين وامتصاص غضب الشعب الفرنسي وكذلك قطع الطريق على بريطانيا في المنطقة المتوسطية.زيادة على تذرعه بحادثة المروحة الذي اعتبرته فرنسا إهانة سياسية لها
كانت حادثة المروحة القشة التي قصمت ظهر البعير ...فلم تكن إلا الذريعة التي اتخذتها فرنسا لتعلن أخيرا وعلنا عن حلم راودها لسنوات طوال تمثل في غزوها للجزائر والسيطرة عليها لضمان نفوذ فرنسا على البحر الأبيض المتوسط ....
وكان أن جاء القنصل الفرنسي إلى قصر الداي حسين حاكم الجزائر و هناك طالبه الداي بدفع الديون المقدرة ب 20مليون فرنك فرنسي ،فرد القنصل على الداي بطريقة لا تليق بمكانته وهو صاحب الحق فما كان من الداي إلا أن رد بطرده ملوحا بالمروحة في وجهه ...... فبعث شارل العاشر بجيشه بحجة وجوب الثأر لكرامة فرنسا الممثّلة في شخص القنصل....!!!
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3054.0;attach=4557;image)
-حادثة المروحة-
وللحديث والعبرة بقية بإذن الله تعالى emo (30):
-
ثانيا :أسباب دينية : وكأي حرب عرفتها البشرية أعلنت ضدّ بلاد الإسلام لم تكن لتعلن عن أسبابها الحقيقية ولا عن أهدافها بل تتستر خلف العديد من الأسباب، ومنطلقها الحقيقي ديني عقديّ هو حلقة في سلسلة ما أراده أعداء الإسلام بالإسلام وما يريدونه إلى يومنا هذا ...
كانت فرنسا تعدّ نفسها حامية للكاثوليكية في أوروبا، فاعتبرت فوزها بالجزائر، واحتلالها لأراضيها وانتصارها عليها انتصارا للمسيحية على الإسلام ...
قال القائد الفرنسي"كليرمون دي طونير" عندما فرض حصارا على السواحل الجزائرية معلقا على حادثة المروحة : "لقد أرادت العناية الإلهية أن تثار حمية جلالتكم (الملك) بشدة في شخص قنصلكم على يد ألد أعداء المسيحية. وربما يساعدنا الحظ بهذه المناسبة لننشر المدنية بين السكان الأصليين وندخلهم في النصرانية " .
وأيضا ما قاله قائد الحملة الفرنسية دوبرمون في الاحتفال الذي أقيم في فناء القصبة بمناسبة الانتصار : "مولاي، لقد فتحت بهذا العمل (الغزو) بابـا للمسيحية على شاطئ إفريقيا، و رجاؤنا أن يكون هذا العمل بداية لازدهار الحضارة التي اندثرت في تلك البلاد ".
وقد اتفق المؤرخون على أن فرنسا كانت قد بيّتت العزم على احتلال الجزائر، و رسمت الخطط ودبرت المؤامرات واتخذت العدة ثم تصيدت الذرائع الواهية لتصل إلى غايتها الدينية .
ثالثا :أسباب اقتصادية :كانت فرنسا ترى في الجزائر مصدرا مهما لإنعاش اقتصادها وتنميته، لما تتوفر عليه من مواد خام ومواد أولية تساعدها على دفع عجلتها الصناعية باستيلائها على خيراتها ونهبها لها ، وقد قال الجنرال "بيجو" أبو الاستيطان في الجزائر : "ستطلب الجزائر ولمدة أطول المنتجات الصناعية من فرنسا بينما تستطيع الجزائر تزويد فرنسا بكميات هائلة من المواد الأولية اللازمة للصناعة..."
كما كانت ترى فيها سوقا لترويج منتجاتها ولتمريرها أيضا عبرها، مع استغلالها للأيدي العاملة الرخيصة ...
وللحديث والعبرة بقية بإذن الله تعالى emo (30):
-
لا أعرف عن تفاصيل نضال الجزائر كثيرا..حتى إني كنت أظن أن الأمير عبد القادر رحمه الله كان عصري الشهيد عمر المختار ثم تبين خطئي
فنرجو منكم التفصيل في الحديث أكرمكم الله
في الأسبوع الماضي ذكر الدكتور العوا أن شهداء الجزائر إبان الاحتلال الفرنسي بلغو سبعة ملايين ونصف المليون خلافا لما يشتهر أنها بلد المليون شهيد
للتوضيح يا أحمد يقول الدكتور محمد موسى في برنامجه الشهير الذي بُث على قناة إقرأ "صفحات من التاريخ الحديث" وكان قد خصص لتاريخ الجزائر ما مجمله 160حلقة... يقول أن عدد شهداء الجزائر منذ ثورة نوفمبر الأخيرة 1954 وحتى الاستقلال قدّر بـ أكثر من مليون ونصف مليون شهيد أما عدد الشهداء الإجمالي لكل مدة احتلال فرنسا للجزائر يعني من 1830 إلى غاية 1962 فقدر بأكثر من ثلاثة ملايين شهيد ويقول أن هناك من المؤرخين من يوصله حتى أربعة ملايين وستة وسبعة ملايين شهيد ....
وفي هذه الحال لا يستبعد يا أحمد أن عدد الشهداء يزيد فعلا عن ثلاثة ملايين يعني منذ بداية الاحتلال 1830 إلى غاية الاستقلال عام 1962
سبحان الله يعني شعب كامل من الشهداء .... سبحان الله كم أنّ لباب هذه الحرية الحمراء من أيد مضرجة دقته ليفتح ....
وسنكمل بإذن الله مع المداخلة الموالية
-
سقوط مدينة الجـــــــــزائر :
في 16 جوان 1827 أعلنت فرنسا الحرب على الجزائر ,لأن الداي حسين رفض تقديم الاعتذار للحكومة الفرنسية خاصة وأن الأسطول الجزائري حامي حمى الجزائر والمسلمين في حوض البحر المتوسط قد تحطم في معركة نافارين في شبه جزيرة المورة باليونان عام 1827 .وكان عدد القوات العسكرية التي أرسلتها فرنسا لاحتلال الجزائر على النحو التالي:
36 ألف من قوات المشاة وأربعة آلاف من الخيالة إلى جانب البواخر المحملة بالمؤونة وكذلك سلاح المدفعية والعتاد الحربي الضروري للحملة التي كانت بقيادة الكونت دي بورمون, كما أن هذا الجيش شارك سابقا في أغلبية الحروب التي خاضها نابليون في القارة الأوروبية مما أكسبه خبرة وتجربة في الميدان العسكري ،وكان الداي حسين باشا على علم بتحرك الحملة عن طريق جواسيسه إلى أن وصلت إلى الجزائر ,وقد تم إحصاء 1870 مدفع في سفن الأسطول الفرنسي .
فشلت المقاومة الرسمية الجزائرية في ردّ القوة العسكرية الفرنسية، بعدما قادها صهر الداي حسين إبراهيم آغا الذي لم تكن له دراية كافية بالشؤون العسكرية، كما تشكل الجيش المقاوم من متطوعين لا خبرة لهم أيضا ، وقد واجه الجيش المقاوم القوة العسكرية دون خطة تكتيكية مباغتة فلم تكن لمقاومته من جدوى واختُرِقت الجبهة الجزائرية، و كانت الهزيمة التي فتحت الطريق للكونت "دو بورمون" للتوجه إلى العاصمة الجزائر واحتلالها.
وفي 5جويلية 1830 فرض الكونت معاهدة الاستسلام على الداي حسين والتي سمحت للعدو باحتلال العاصمة ورفع الراية الفرنسية على أبراجها ومؤسساتها كما استولى على كنوز القصبة وعلى الخزينة التي كان فيها أكثر من 52 مليون فرنك من الذهب ، ودمرت مدفعية العدو أبواب العاصمة ، وخربوا الحدائق وقنوات المياه والبساتين،وعاثوا في الأرض فسادا مشوهين وجه العاصمة...
وبعد عامين فقط من الاحتلال حولت القوات الفرنسية جامع كتشاوة إلى مع مقتل أكثر من ألفي مصلي معتصم داخل المسجد....
ملاحظة مهمة : التاريخ يعيد نفسه وهذه الحرب الصليبية التي لا تتغير أهدافها، تحارب رموز الإسلام
وهذه المساجد في كل بلد إسلامي يستعمر ويحتل تهاجم ويهاجم فيها المصلون وهذا ما هو جار اليوم بالمسجد الأقصى، وما هو لاحق بمصليه ....
يقتل بجامع كتشاوة أكثر من ألفي مصلّ ..... !!!
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3054.0;attach=4629;image) (http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3054.0;attach=4631;image)
وهذا مسجد كتشاوة وقد بناه العثمانيون وهو الذي حول إلى كنيسة أيام الفرنسيين ثم عاد مسجداً بعد الاستقلال وتاريخ بنائه يعود للقرن السادس عشر ويقع بحي بقلب العاصمة
وللحديث والعبرة بقية بإذن الله تعالى emo (30):
-
خلاصــــــــة : تعددت الأسباب والموت واحد ....
1- وكذلك الاستعمار بوجهه الكالح وبيده الآثمة التي لا ترحم، في كل زمان وفي كل مكان.... يختلق الذرائع، ويخطط ويبيّت للعدوان الذي يريد بأعوام تسبق الخطوة الأخيرة والتي لا يراها المستعمَر إلا الأولى .....
2- لم تكن الحروب على بلاد الإسلام في مجملها إلا حلقات في سلسلة الحروب الصليبية إذ كانت ترى في احتلالها لأراضي الإسلام دحرا للإسلام وللمسلمين وإعلاء للمسيحية .
3- خصّ الله سبحانه وتعالى بلاد الإسلام بالطبيعة المعطاء التي تنطوي على كنوز المواد الخام والمواد الأولية التي جعلتها مطمع الأعداء في كل زمان .
4- أحداث التاريخ تبيّن كم أن القوة كانت للمسلمين ، وكم كانوا أعزة خرّ مستعمروهم دهرا لسلطانهم وعلو مكانتهم فهذا الداي يردّ بقوة القوي على القنصل الفرنسي الذي ما جاء إلا مستفزا يرفض أن يقضي دينا عليه في صورة اللئيم المتمرد الذي يأخذ ويسلب ولا يردّ، بل ويصطاد في مياه عكرة ويقلب الكفة لصالحه .
ووصْلا للعناصر ببعضها البعض أريد الحديث عن النشاط التنصيري في الجزائر إثر الاحتلال الفرنسي لها، وبعدما عرفنا من أسباب دينية قوية كانت وراء هذا الاحتلال، ولكن رأيت أنه من الضروري أولا أن نتعرف على شكل الإدارة العسكرية والمدنية التي أصبحت تحكم الجزائر في ظل هذا الاستعمار، في ظل هذا الاستيلاء بالقوة على حق أهل تلك الأرض واغتصاب أملاكهم واغتصاب فرحتهم بالحرية على أرضهم ....
هذه الإدارة المدنية والعسكرية التي -بالقوة كما عرفنا- كان أول ما فعلت أن علقت علم الدولة الفرنسية على مؤسسات الجزائر المختلفة، وبالقوة اقتحمت المكاتب وصيّرت ما ليس لها لها وملك يمينها تسيره كيف تشاء عاملة على تحقيق مآربها وإشباع نهمها لأرض كانت تحلم أن تسيطر عليها ....
فبدأت الإدارة المستعمِرة الجديدة تسفر عن نفسها بمزجها أولا بين النظم الإدارية السائدة في فرنسا وبين ما وجدوه قائما في الجزائر ،إلى حين عهد الجمهورية الثالثة التي انتهجت سياسة الإدماج وما رافقها من هجمة شرسة على كل المعالم الدالة على تميز الجزائر عن فرنسا وذلك في كل مجالات الحياة السياسية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية ....
ويقولل في ذلك عبد الحميد بن باديس الذي حارب مراد المستعمر الخبيث بكل قوته مؤسسا جمعية العلماء المسلمين التي عاشت تنافح عن الدين وعن القرآن وعن لغة القرآن الكريم لصيانة الهوية الإسلامية للشعب الجزائري :
شعب الجزائر مســـــــــــلم***وإلى العروبة ينتسب
من قال حاد عــــــــن أصله ***أو قال مات فقد كذب
أورام إدماجـــــــا لــــــــــــه ***رام المحال من الطلب
يا نشء أنت رجاؤنــــــــــــا*** وبك الصباح قد اقترب
خذ للحياة سلاحهــــــــــــا***وخض الخطوب ولا تهب
وللحديث والعبرة بقية بإذن الله تعالى emo (30):
-
النظام العسكري والإداري الاستعماري في الجزائر من 1830إلى1900
في 22جويلية 1834 أصدرت الحكومة الفرنسية قرار ضم الجزائر إلى فرنسا، وووفق القرار عُيّن الحاكم العام على الجزائر، ثم ألغي على عهد نابليون الثالث وعوض بمنصب وزير الجزائر وأعيد مرة أخرى بحكم قرار إمبراطوري .
سُيرت الإدارة المحلية باعتمادها على المكاتب العربية وبتنصيب المترجمين، وعرف نظام المقاطعات الذي قسم الجزائر إلى ثلاث مقاطعات كبرى هي الجزائر العاصمة في الشمال ، قسنطينة في الشرق ووهران في الغرب
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3054.0;attach=4634;image)(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3054.0;attach=4636;image)(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3054.0;attach=4638;image)
-صور قديمة لمدينة الجزائر العاصمة شمال الجزائر-
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3054.0;attach=4640;image)(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3054.0;attach=4648;image)
-صور قديمة لمدينة وَهْــــــــــران غرب الجزائر-
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3054.0;attach=4642;image)(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3054.0;attach=4644;image)(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3054.0;attach=4646;image)
-صور قديمة لمدينة قسنطينة شرق الجزائر-
ثم ألغي نظام المقاطعات وحل محله نظام العمالات وكان لكل عمالة مجلس هو عبارة عن برلمان مصغر أعضاؤه من المعمّرين مع ثلاثة أعضاء مسلمين وعضو إسرائيلي يعينهم الإمبراطور من الوجهاء والأعيان...
ثم جاء نظام البلديات الذي قسم كل مدينة إلى عدد من البلديات وارتفع عددها من 47 في سنة 1856 ليصل 71 بلدية سنة 1863.ويقوم رئيس العمالة بتعيين أعضاء المجلس البلدي لمدة خمس سنوات .
وعرف نظام المكاتب البلدية والتي هي وحدات لإدارة القبائل ، إذ كان المسؤولون الفرنسيون يفرضون على هذه القبائل الضرائب والعقوبات والغرامات ويقومون بجمع المعلومات. و لعبت شخصية "القايد" (القاف بثلاث نقاط لينطق كما ينطق الحرف الأول من good) أو ما يسمى المساعد البلدي دورا كبيرا في هذا النظام(وهو العميل ) . ولما عمم النظام المدني ، أصبح الجزائريون يخضعون إداريا لسلطة البلديات بواسطة "القياد" ورؤساء القبائل وأعوانهم.
ومن 1870 إلى 1900 عمد الحكم المدني إلى وضع ميكانيزمات وآليات يمكن من خلالها السيطرة إداريا على دواليب السلطة في الجزائر وتسييرها وفقا لمصالحها فكان :
- المجلس الأعلى للحكومة : ولم يكن في تركيبته أي من المسلمين الجزائريين إلى غاية 1898 حيث سمح بتعيين مستشارَين من الجزائريين.
- النيابات المالية :وقد حددت في ثلاث لجان و هي:1-اللجنة المالية للمستوطنين .2-اللجنة المالية لغير المستوطنين من الفرنسيين.3-اللجنة المالية الخاصة بالأهالي.
- المجالس العامة : وعلى مستوى كل عمالة يوجد مجلس عام يدخل ضمن تشكيلته الأهالي الجزائريون يحدد عددهم بستة أعضاء .
- المجالس البلدية .
وعلى هذا فإن الإدارة المدنية خضعت للحكم الفرنسي وللقوانين الفرنسية التي تسيّر وتحافظ على سيطرتها على الجزائر بكل مدنها ، وقراها وأريافها ...
بعد هذه اللمحة عن الإدارة التي سادت الجزائر إبان الاحتلال ، نمر إلى عنصر جديد ومهم وهو النشاط التنصيري في الجزائري وعمله وخططه لنعرف مدى حرص فرنسا على تنصير الشعب الجزائري ....
وهذه النشاطات التي تزكيها وتمولها الحكومة الاستعمارية وتعمل على توسيع نطاقها في الجزائر .
فانتظرونا emo (30):
-
ثم ألغي نظام المقاطعات وحل محله نظام العمالات وكان لكل عمالة مجلس هو عبارة عن برلمان مصغر أعضاؤه من المعمّرين مع ثلاثة أعضاء مسلمين وعضو إسرائيلي يعينهم الإمبراطور من الوجهاء والأعيان...
إسرائيلي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
-
ثم ألغي نظام المقاطعات وحل محله نظام العمالات وكان لكل عمالة مجلس هو عبارة عن برلمان مصغر أعضاؤه من المعمّرين مع ثلاثة أعضاء مسلمين وعضو إسرائيلي يعينهم الإمبراطور من الوجهاء والأعيان...
إسرائيلي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
نعم يا سيفتاب فأياديهم تعمل في كل مكان فيه حرب وفي كل مكان فيه تحضير لحرب
هم يهود بجنسيات فرنسية وبجنسيات أوروبية مختلفة .... وقد عاش اليهود بالجزائر كما حالهم مشتتين بين بلدان العالم، إلى أن أخرج آخر يهودي منها بعَيد الاستقلال على عهد الرئيس هواري بومدين ....
نعم يا سيفتاب بجب أن نعرف كم عملت أياديهم في كل هذه الصفحات السوداء من تاريخهم منذ أن كانت الأنبياء تبعث فيهم وتنزّل فيهم الكتب السماوية وتاريخهم معروف ومازال نفسه إلى يومنا هذا
-
المخطط التنصيري في الجزائر :
رافق الحملة الفرنسية على الجزائر رهبان مفوضون من قبل الإدارة الاستعمارية ،كان هدفهم تنصير أكبر عدد ممكن من الجزائريين في إطار إعادة مجد الكنيسة الإفريقية الرومانية .
كان الأب لافيجيري أشهر المفوضين بعملية التنصير في الجزائر وقد قدِم إليها عام 1867، ونظرا للدعم الكبير الذي وجده من الإدارة المدنية التي كان يقف وراءها المستوطنون (ولنا حديث عن سياسة الاستيطان في الجزائر) فقد نجح خلال عامين في تأسيس أكثر من 49 كنيسة و25 خورنية، كان أبرزها كنيسة سان جوزيف بباب الواد ، ليصل عدد الكنائس سنة 1892 إلى 121 كنيسة .
وكانت رؤية الإدارة الاستعمارية أنه لا يمكن تنصير الشباب الجزائري إلا إذا توفرت كنيسة في كل قرية
ملاحظة مهمة: هذه السياسة التنصيرية التي تبذل كل جهد، لا تستهين بالقرى والمداشر والنجوع، بل إنها تركز عليها لأنها تعلم أنها لو تركتها وتخلفت عن الاهتمام بها لكان في ذلك خطورة على مخططها، بحكم أن أهل المدينة أسرع انقيادا، فهي لا تنسى الأصعب من خطتها
كما أسست الإدارة الاستعمارية المدارس الدينية والملاجئ ، ولإنجاح عملية التنصير وتطويرها وُضع دستور التبشير الذي نص على قوانين تضبط نشاط المكلفين بالعملية التنصيرية ، وهذا كله تحت لواء حملتْه الإدارة الاستعمارية لتنصير الجزائر وطمس معالم هوية الشعب الإسلامية .
وقد دعمت الإدارة الاستعمارية بشكل كبيرعمليات التنصير بالجزائر وأمدتها بالسيولة اللازمة، حتى بلغت مساهمتها إلى أسقفية الجزائر ما مجموعه 10.000.00 فرنك فرنسي عام 1878 ،كما ساهم في هذه الميزانية وزارات فرنسية وعائلات وحكام، وقد استغلت الإدارة الفرنسية عوامل سادت آنذاك تمثلت في الأوضاع الاجتماعية المزرية والفقر والكوارث الطبيعية والأوبئة .وقد سهرت الإدارة على جلب مؤلفات تنصيرية من فرنسا، كما عَمدت إلى إضفاء طابع المسيحية على البرامج التعليمية (وسنتطرق لهذا العنصر المهم ضمن ما سنعرف من أوضاع سادت الجزائر إبان فترة الاحتلال )من خلال :
- تلقين الجزائريين في المدارس نصوصا مستخرجة من الإنجيل هي جزء لا يتجزء من البرنامج التعليمي الذي سطرته فرنسا .
- تدريس مادة تاريخ الديانة المسيحية على شكل حصص عرفت بمادة التربية المسيحية .
- وضع مطبوعة عربية خاصة بالتربية الدينية المسيحية على يد راهب فرنسي.
- إنهاء البرنامج الدراسي اليومي والدوام اليومي بترتيل أبناء الأهالي لبعض نصوص من الإنجيل .
وهكذا وبهذه اللمحة أيضا نكون قد عرفنا سعي فرنسا الدؤوب والذي لا يختلف عن سعي أهل الكتاب في كل زمان ومكان لأن يخرجوا المسلمين عن دينهم.....
"وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلْحَقُّ...." -البقرة- من الآية 109
"وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلاَ ٱلنَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ....." -البقرة- من الآية 120
ونكون قد عرفنا الحملة الشرسة التي قادتها فرنسا ضد الهوية الإسلامية للشعب الجزائري المسلم وضد كل ما يطبعه بطابع الإسلام ، وسنرى ملامح هذه المؤامرة الكالحة أيضا في النظم التعليمية التي وضعتها وفي محاربتها للغة العربية .
فانتظرونا emo (30):
-
منتظرون. emo (30):
-
أهلا وسهلا بك يا سيفتاب تسرني متابعتك emo (30): وبإذن الله سأضع شيئا عن دور اليهود في الاحتلال الفرنسي للجزائر
*********
الاستــــيـــــــــطــــــــــــــــــــــــــــــان
عرفت فرنسا أنها لا تستطيع تثبيت أقدامها بالجزائر ما لم تمكّن لنفسها إقليميا وإداريا، فأما إقليميا فبالسيطرة العسكرية وأما مدنيا فبإحكام قبضتها على الإدارة، فشجعت عملية الاستيطان وانتهجت سياسة وقف وراء إنجاحها القادة الفرنسيون، فقد كانت تعلم أن هذا الدعم الديمغرافي هو الذي من شأنه أن يقضي على البُنى الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمجتمع الجزائري ....
وقد مر الاستيطان في الجزائر بمرحلتين، مرحلة الاستيطان على العهد العسكري ومرحلة الاستيطان على العهد المدني
وحتى نفرق بين العهدين فإن المرحلة العسكرية هي التي سيطر فيها العسكريون على الأمور في البلاد، أي سيطرتهم على الأهالي (على الجزائريين) من 1830إلى 1870 ثم وبعد فترة من تشجيع الاحتلال هجرة المعمرين الفرنسيين والأوروبيين إلى الجزائر، فرض الوضع الجديد -بعد تكاثر المعمرين وتكاثر مستوطناتهم – نفسه، فأصبح المعمرون ومع كثرتهم يطالبون بحرية أكبر في تسيير أمور البلاد، يعني ليحكموا قبضتهم على التسيير المدني للجزائر
على العهد العسكري (1830-1870)
يلخص "لامورسيير" موقف العسكريين من الاستيطان ، قائلا: " من أجل تحقيق هذا الهدف ، لابد من الاستعانة بالمعمرين الأوربيين ، وذلك أننا لا نستطيع على أية حال أن نثق ثقة تامة بالأهالي . فهؤلاء سيغتنمون أول فرصة ليثوروا ضدنا .... . "
كما قال : "والشيء الوحيد الذي يجعلنا نأمل أن نتمكن ذات يوم من تثبيت أقدامنا في الجزائر ، هو إسكان هذه البلاد بمعمرين مسيحيين يتعاطون الزراعة … ولهذا ينبغي أن نبذل جميع المساعي لترغيب أكبر عدد ممكن من المعمرين في المجيء فورا إلى الجزائر، وتشجيعهم على البقاء فيها باقتطاعهم الأراضي فور وصولهم "
.كما شجعت الكنيسة المسيحية سياسة الاستيطان ، والتي انطلقت من فكرة مفادها "إن الأراضي غير الأوروبية تعد مناطق خالية من الحضارة، فهي ملائمة للاستعمار".
وقد شجع الاحتلال سياسة الاستيطان بشكل كبير، والتي بدأت بالمناطق الشمالية للبلاد ثم توسعت من أجل تثبيت قدمها ولئلا تميد بها الأحوال ....
وفي 9 أوت 1835 خاطب كلوزيل (وهو من دعاة الاستيطان الأوائل) الأوربيين الذين وصلوا مدينة الجزائر قائلا: " يجب أن تعلموا أيضا أن هذه القوة العسكرية التي هي تحت إمرتي ما هي إلا وسيلة ثانوية ، ذلك أنه لا يمكن أن نغرس العروق هنا إلا بواسطة الهجرة الأوربية فقط ".
وكانت أولى محاولات الاستيطان وتشجيع الهجرة الأوروبية للجزائر سنة 1832 بوفود سفينة تحمل على متنها 400 ألماني وسويسري وزعت عليهم مساحة إجمالية تقدر بـ 320هكتار .
وهذه المرحلة المحتشمة سميت بالاستيطان في مرحلة الاحتلال الضيق حيث اقتصر على مناطق في مدينة الجزائر العاصمة، ثم جاءت مرحلة الاحتلال الشامل .
افتتح المارشال "كلوزيل" عهد الاحتلال الشامل مخاطبا المعمرين بمناسبة تعيينه واليا عامّا في 10 أوت 1835 قائلا: " لكم أن تؤسسوا من المزارع ما تشاءون، ولكم أن تستولوا عليها في المناطق التي نحتلها وكونوا على يقين بأننا سنحميكم بكل ما نملك من قوة وبالصبر والمثابرة سوف يعيش هنا شعب جديد، وسوف يكبر ويزيد بأسرع مما كبر وزاد الشعب الذي عبر المحيط الأطلسي واستقر في أمريكا من بضعة قرون".
وحصل بذلك الوافدون على أكثر من 4500هكتار خلال سنة واحدة .
وقد عرف الجنرال "بوجو" بأنه أبو الاستيطان في الجزائر، فهو الذي شجع العسكريين الذين انتهت مدة خدمتهم في الجزائر على الاستقرار على أراضيها، وقد دفعهم إلى تهيئة الأراضي للمعمرين القادمين وتهيئة المزارع ومسالك المياه وكل ما هو ضروري من البنى التحتية لتوفير العيش الهنيّ لهم وقد قال في ذلك :
"يجب أن يقيم المستوطنون في كل مكان توجد فيه المياه الصالحة والأراضي الخصبة ، دون الاستفسار عن أصحابها " !!!
وصل عدد هؤلاء الأوربيين في عهد الجنرال بيجو إلى 100.000 ألف مهاجر أي بزيادة 42 في المائة عما كان عليه سنة 1839 ، وقد وفرت لهم كل الشروط التي تشجعهم على الوفود للجزائر من توفير السكن وضمان رواتب تفوق رواتبهم في باريس،مع ضمان الحماية العسكرية لهم...
وقد تأسس لهذا الغرض الاستعماري الخسيس شركات تقوم بتوفير الأراضي للمستوطنين وما هي في حقيقتها إلا أراضي الأهالي التي سلبت منهم غصبا، على وعد بالتعويض الوهمي الذي لم يكن له من تفعيل ولا أصل .
بعض الأرقام المتصاعدة:
1- بلغ عدد المستوطنين من جنسيات مختلفة أغلبها فرنسية والأخرى بين إسبانية وإرلندية وسويسرية وإيطالية 33979 في 31 ديسمبر 1856
2- ما بين 1853 و1859 تأسست حوالي 56 قرية للمعمّرين.
3- فقدت مناطق مثل منطقة تسمى "منطقة قالمة" 85% من أراضيها لتصبح ملكا للمعمرين .
على العهد المدني (1870-1900)
وبعد تقدم الحال وتفاقم الوضع بالاستيطان أصبح للمعمرين كلمتهم وسطوتهم السياسية داخل الجزائر وحتى في فرنسا مطالبين بحريتهم في تسيير البلاد مدنيا، فبتاريخ 12 جويلية 1861 صدر بجريدة "السايبوس" :
"حسب اعتقادنا نحن فلا يوجد في أفريقيا سوى مصلحة واحدة محترمة هي مصلحة المعمر ، هي مصلحتنا ولا يوجد سوى حق واحد جدي هو حقنا ...."
و تصاعدت السياسة الاستيطانية بالجزائر بشكل عجيب على العهد المدني حيث :
بعض الأرقام المتصاعدة:
1- تم الاستحواذ على أراضي أكثر من 224 قبيلة عربية بدون مقابل.
2- ما بين 1891 و1900 ّتم إعطاء المستوطين أكثر من 120097 هكتار .
3- وصلت الأراضي التي أخذت من الأهالي بموجب القوانين الجائرة و أعطيت بالمجان للمستوطنين الآتين من فرنسا و أوربا ما بين عامي 1871 و 1900 إلى مليون هكتار .
وبالتالي سمح الاستعمار الفرنسي من خلال مساعداته المتنامية لإنجاح سياسة الاستيطان للمعمرين الوافدين فرض إرادتهم في الجزائر، من خلال قوانين وبرامج مسطرة لتوسيع نطاق الإستيطان الرسمي، إلى جانب إنشاء المشاريع التجارية و العمرانية الخاصة بالمعمرين الجدد
و الهدف من ذلك هو ترجيح كفة العنصر الأجنبي على العنصر العربي في الجزائر لفرنسة الجزائر كليا
بعض نتائج سلب أراضي الأهالي وإعطائها للمستوطنين :
1- ثورة الكثير من القبائل ذودا عن كرامتها وعن حقوقها .(وسنرى عنصر الثورات الشعبية)
2- اضطر الكثير من الأهالي إلى الهجرة إلى تونس .
3- حرق الغابات كوسيلة للاحتجاج .
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3054.0;attach=4674;image)
-تهجير الأهالي من أراضيهم المسلوبة-
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3054.0;attach=4676;image)
-نازحون جزائريون إلى الأراضي التونسية-
انتظرونا مع العبر نستقيها من هذه السياسة الجهنمية التي ما زالت هي المطبقة على أرضنا الحبيبة بفلسطين emo (30):
-
ياااااه يا أسماء
لم أكن أعلم كل تلك التفاصيل للأسف، فعذار لجهلي وجهل نظمنا التعليمية الخربة.
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع يا أختي الحبيبة.
-
ياااااه يا أسماء
لم أكن أعلم كل تلك التفاصيل للأسف، فعذار لجهلي وجهل نظمنا التعليمية الخربة.
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع يا أختي الحبيبة.
نعم يا سيفتاب ، وأكثر من ذلك....أتعلمين يا سيفتاب اكتشفت أمرا .... فرق كبير بين أن تعرفي التاريخ بمعلومات سطحية تتقاسمينها وجلّ من درس معك أو عرف وبين أن تتعمقي وتحفري لتعرفي أكثر وتبحثي....
بحثك المعمق هذا يقودك من شيء إلى شيء ومن أمر إلى أمر ومن حقيقة إلى أخرى، بحثك سيتبين منه قول هذا وقو لذاك وستعرفين فروقا وتضاربات، وسيقودك ذلك أيضا للبحث عن الحقيقة ....
مهم جدا أن نعرف التاريخ .... مهم جدا جدا أن ندرسه وأن نستخلص منه العبر .... ولا يجوز التهاون ولا يجوز التسويف في هذا الأمر .... لأن من لم يعرف تاريخه لم يعرف حقيقة حاضره ولم يعرف كيف يخطط لمستقبله .....
أليس التاريخ يعيد نفسه يا سيفتاب ؟؟ أليست حلقات متواصلة في سلسلة الحرب الصليبية على الإسلام والمسلمين ؟؟
جزاك الله خيرا أختي الحبيبة وفيما يلي يا سيفتاب سأضع بعض العبر التي نستقيها من الاستيطان .... emo (30):
-
وقـــــــــــــــــع العبرة
أيها الإخوة ما عسنا نتعلم من هذه السياسات الجهنمية التي تتبعها الدول الاستعمارية؟؟ ما عسانا نتعلم نحن أبناء الإسلام من هذه النسخ المعادة من الاستعمار والاحتلال ؟؟
بماذا عسانا نعتبر وموضوعنا لنعرف وقع العبرة فينا .....
مرت الجزائر في زمن الاحتلال بعهدين استعماريين عهد عسكري وعهد مدني ، فأما العسكري فهو الذي أحكمت به قبضتها على الأرض في بداياتها لتخوّف وتتسلط وتري من قوتها... ترهب بها من أصبحوا تحت سيطرتها ..... ثم وبعد الاستيطان تطورت المطامع لتطالب بحق المدنيين في تسيير شؤون البلاد ....
إنها سياسة الفَرْنَسة ..... فرنسة كل شيء وتحكم العداة الغاصبين في الأرض وأهل الأرض .....
وهكذا حال فلسطين اليوم .... وهكذا هي سياسة الاستيطان .... يخرجون الأهالي من ديارهم ويطردونهم من أراضيهم عنوة وأمام أعين العالم ليمكّنوا اليهود منها بغير وجه حق .... ومن بعد ذلك تتشدق أمريكا وإسرائيل ومن شابهها بكل المسميات الإنسانية وأنهم دعاة للسلام ودعاة للحق ولحق العيش والتعايش !!!!
فأي مغفل هذا الذي تنطلي عليه مثل هذه الأكاذيب والادعاءات والتمثيليات ؟؟؟!!!
إنهم يريدون منا جَهَلة ....جهلة بقضايانا ....لا يضيرهم أن نتعلم العلم بأنواعه بقدر ما يضيرهم ويقض مضجعهم أن نكون عالمين بوزن قضايانا وبالعيش لقضايانا....
1- الاستيطان سياسة لتثبيت أقدام المحتل بالبلاد المحتلّة .
2-يبذلون أقصى ما في وسعهم من مجهودات وكل ما يملكون من مال لإنجاح مشاريعهم الاحتلالية ولإنجاح مخططاتهم الاستعمارية .
3- تتظافر جهود كل الجهات عندهم لتحقيق أهدافهم .
4- وبالسياسة الصهيونية المعروفة التي تعدّ ما عدا العنصر اليهودي عنصرا عليه أن يستغلّ ويكون خادما لهم ولمشاريعهم التوسعية في العالم فإنهم يرون في العنصر الآخر غير الأوروبي جاهلا لا يقيم حضارة وعليه أن يستغل أرضه ليقيم عليها مصالحه .
5- لهم من الخطابات الواثقة الزارعة للأمل في النفوس والدافعة للعمل ما يبعث على المضي قدما في الخطة وتحقيق أهدافها بتجميع الناس من حولها من مثل خطاب "كلوزيل ":
وكونوا على يقين بأننا سنحميكم بكل ما نملك من قوة وبالصبر والمثابرة سوف يعيش هنا شعب جديد، وسوف يكبر ويزيد بأسرع مما كبر وزاد الشعب الذي عبر المحيط الأطلسي واستقر في أمريكا من بضعة قرون".
6- يجعلون من اللامبالاة بأصحاب الحق دستورا يعيشون وفقه على سبيل أن مصلحتهم الأعلى وإن كانوا السبب في إلحاق أكبر الضرر بالآخرين المضطهدين وهذا من بروتوكولات الصهاينة المعروفة إذ أنّ الآخر عنده خادم لمصالحهم ولا يبالَى به عاش أو مات ، ويقول في ذلك الجنرال "بيجو" كما رأينا :
"يجب أن يقيم المستوطنون في كل مكان توجد فيه المياه الصالحة والأراضي الخصبة ، دون الاستفسار عن أصحابها "
7-لا بدّ من الثورة والثورة والثورة والمقاومة والمقاومة والمقاومة تواجه هذه الاعتداءات الصارخة ولا شيء غير الثورة وغير المقاومة لأن ما ينتزع بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة .... والكذب كل الكذب ادّعاء عقد المعاهدات السلمية مع العدو المغتصِب .....
وهذا ما سنعرفه في عنصر الثورات الشعبية المتعاقبة بإذن الله تعالى فكونوا معنا ....
جعلنا الله من الذين يعتبرون ....
-
هذا الرابط إخوتي من على "قصة الإسلام" للدكتور راغب السرجاني وبه كرونولوجيا الاستيطان الصهيوني على أرض فلسطين
http://www.islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9_1798_1947_%D9%81%D9%84%D8%B3%D8%B7%D9%8A%D9%86
وهذا أيضا مقال مهم حول الاستيطان في الفكر الصهيوني ومراحله
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=88817
-
يجدر بنا الآن أيها الإخوة أن ننتقل ضمن بحثنا هذا إلى سياسة استعمارية أخرى انتهجتها فرنسا مع الشعب الجزائري الذي لم ترد في الحقيقة إلا فرْنَسَته وإبعاده عن دينه، ليتأتى لها فعل ما تشاء على أرضه مستبيحتّها، ضاربة صفحا عن كل معاني الإنسانية....
ويحق لنا أن نتساءل : هل لمن استباح حقا غير حقه، وسلب بالقوة ما ليس له أن يكون إنسانيا ؟؟
وهذا حتى لا نتصور الخير ممن أقدم على ذلك وهو يعلم علم اليقين أنه سيوغل في الوحشية يوما بعد يوم ولن يكون للإنسانية عنده من مكان ....
سنتطرق إلى سياسة :
الإبــــــــــــــــــــــــادة والتدمـــــــــــــير ...
تصورت فرنسا أن سياسة التخويف والترهيب والتقتيل هي اللجام الذي سيسدّ فم الجزائريين بدافع من خوف، وهذه سياسة كل معتد ومغتصب ومتجبر، يجعل من نفسه الإله الذي يُخاف ويُخشى....
وذلك ما قاله فرعون يوما لقوم اضطهدهم واستعبدهم : "أنا ربكم الأعلى"
فعاثت في الأرض فسادا .... استوطن الأوربيون أراضي الأهالي سلبا ونهبا، وكأنه الحق الذي ضاع منهم يوما وعادوا ليستعيدوه ....
هجموا على القرى والمدن وقتّلوا أهلها، وساروا على طريق أحمر من دمائهم يريدون التسلط والسيطرة والتخويف وإخضاع الكل لإرادتهم ....
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3054.0;attach=4695;image)
ولا يسعنا في هذا أكثر من أن نستمع إلى ألسنتهم تقول .......
شهد شاهد من أهلها :
1-اعترف أحد القادة العسكريين الفرنسيين في واحد من تقاريره، قائلا :"إننا دمرنا تدميرا كاملا جميع القرى و الأشجار و الحقول ...و الخسائر التي ألحقتها فرقتنا بأولئك السكان لا تقدر .إذا تساءل البعض ، هل كان عملنا خيرا أو شرا ؟ فإني أجيبهم بأن هذه هي الطريقة الوحيدة لإخضاع السكان و حملهم على الرحيل..."
2- أطلق القائد السفاح "مونتانيك" على جنوده تسمية رسمية هي "مشاة الموت"
3- يطلق المؤرخون على طوابير التخريب التي سلطها الجنرال "بيجو" على الجزائر تسمية رسمية هي "الطوابير الجهنمية"
4- لما لام البرلمان الفرنسي الجنرال "بيجو" على الجرائم التي مارسها ضباطه و جنوده على الجزائر ، رد على وزير حربيته قائلا : " و أنا أرى بأن مراعاة القواعد الإنسانية تجعل الحرب في إفريقيا تمتد إلى ما لا نهاية"........... !!!
5- افتخار "سانت أرنو" في رسائله ، بأنه محا من الوجود عدة قرى ، و أقام في طريقه جبالا من جثث القتلى .
وقد أصبحت هواية كل قائد فرنسي أوكلت إليه مهمة بسط النفوذ على الجزائر أن يتباهى بالمذابح التي يجريها على يديه ..
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3054.0;attach=4689;image)
بعض المجازر والمذابح :
1- "مذبحة البليدة" :دخلت الحملة العسكرية مدينة البليدة ، حيث احتُل مسجد البليدة وقُلب مستشفى عسكريا، وقتل الجيش الأهالي وسفك دماءهم من بعد المقاومة الشعبية التي لاقاها الجيش الفرنسي، واحتلت المدينة ونصب عليها وال عميل لفرنسا باسم "الباي، واستشهد حوالي 800 مجاهد هاجموا حاميته ، وسقط من الفرنسيين 19 قتيلا وجرح 55 بعد انتقام الجنرال "كلوزيل" من النساء والرجال والأطفال بتقتيلهم .
2- مجزرة قبيلة العوفية : هذه القبيلة التي أبادها السفاح "دوروفيقو" عن آخر فرد فيها أثناء نومها من ليلة 05أفريل 1832، ونادى الناس للجهاد ، وقتل 57 جنديا من الأروبيين المرتزقين ونجا واحد منهم ألماني اعتنق الإسلام ....(سبحان الله ولله في خلقه شؤونه)
3- مذبحة "غار الفراشيش " ومجزرة "قبائل السبيعة".........وغيرها كثير
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3054.0;attach=4691;image)
هذا عن إبادة العنصر البشري، إضافة إلى تدمير المؤسسات الجزائرية المختلفة منذ يوم الاحتلال الأول، إذ قام جنود الاحتلال بطرد سكان القصبة حيث مقر الداي حسين ، ثم بدؤوا بحفر الأراضي وهدم الأسوار بحثا عن كنوز الجزائر ، كما أجبر الخواص على ترك أملاكهم و مساكنهم خوفا على أرواحهم ،كما ضمت الأملاك الخاصة من أراض و مساكن إلى سلطة الاحتلال ، حيث تم افتكاك أكثر من 168 ألف هكتار في منطقة الجزائر و حدها ، يضاف إليها عملية تجميع القبائل و تجريدهم من أراضيهم في إطار قوانين ومراسيم رسمية كانت تصدرها فرنسا ، وكان يسلب من الأهالي مساكنهم وأثاثهم وحليّهم على مرأى من أعينهم، وكان الضباط يتسابقون للفوز بأجمل المساكن التي يفتكونها من أيادي أهاليها، ويقيمون فيها....
وسلبت المحلات التجارية من الجزائريين و أعطيت لليهود بالدرجة الأولى ، وقد عبّر "جانتي دي بو سي" عن هذه السياسة بقوله :" إننا أخذنا الجزائر ، فنحن أصحابها بلا منازع و سنعمل فيها كل ما يحلوا لنا سواء من ناحية الهدم أو غيره...." !!
واعتمد السفاح "بيجو" في مخططه الذي تضمن عدة أساليب جهنمية تخريب القرى التي يسكنها الأهالي تخريبا تاما ، وهدم من المؤسسات الدينية وباع بعضها الآخر للمستوطنين الأوربيين فهدموها و بنوا مكانها.
وقد شهد "دلسبيس"قائلا :" الأهالي المجردون من أملاكهم بدون أي تعويض بلغ بهم الشقاء إلى حدّ التسوّل.."
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3054.0;attach=4693;image)
كما دفن نتاج الصناعات التقليدية ولم يتركوا منه شيئا،واستولى الاحتلال على كل أموال الخزينة والتي قدرت بأكثر من 50 مليون دولار،وصدر قانون يخول للحاكم العام التصرف حتى في الأملاك الدينية بالتأجير أو بالكراء، وأممت الممتلكات العامة وفق تلك القوانين، وأصبحت ملكا للمعمرين
وكانت الحرب شاملة على كل أنحاء الجزائر، فقطعوا الأشجار، وهشموا أنابيب المياه، وهدموا المباني، والسواقي، وغيروا أسماء الشوارع، وحولت المباني المدمرة إلى ملاهي ومقاهي لحفلاتهم على الطراز الفرنسي
وقد شملت المصادرة الفرنسية :
- أملاك البايلك ( الدولة ) كان عددها 5000 ملكية ، تحوّلت إلى الإدارة الاستعمارية ،و قد شملت عدة منشآت منها الثكنات و المباني الرسمية و ممتلكات الحكام و الوزراء و كبار الموظفين في الحكومة الجزائرية .
- أملاك بيت المال : و هي ما يعود إلى بيت المال من الأملاك التي يتم احتجازها و ليس لها وريث.
- الأملاك الخاصة : و هي متعددة منها العقار و نحوه.
- أملاك الأوقاف .
كما شمل الهدم وبصفة رسمية ومركزة أيضا المؤسسات الدينية والثقافية والعلمية للدولة الجزائرية في إطار سياسة طمس معالم الثقافة الإسلامية، مما أدى إلى تدهور فظيع في المستوى التعليمي والثقافي للشعب الجزائري، وهذا حتى يسهل على المحتل اتراسه وليس أسهل من افتراس الجهلة وقودهم ....
(وسنرى تفصيليا أثر ذلك في عنصر قادم بإذن الله يخص التعليم آنذاك)
فانتظرونا emo (30):
-
بعد ما عرفنا من سياسة فرنسا الاستعمارية عبر الإبادة البشرية والتدمير الذي طال عمران البلاد ومساكن الأهالي، ومؤسسات الدولة، وأتى على الأخضر واليابس تريد فرنسا بذلك أن تبين أنها المالكة الجديدة هلك القوم أم نجوا لا تبالي ....وسياستها اللاإنسانية في تقدم مستمر من ضابط إلى آخر ومن سنة إلى أخرى كما رأينا ....
نريد الآن أيها الإخوة أن نتعرف إلى سياسة فرنسا الاستعمارية تجاه التعليم في الجزائر ....وماذا أرادت به؟؟ وكيف قدرت الأمور ؟؟
شعر الفرنسيون بخطورة التعليم على الجزائريين فاتجهوا للمدارس يهدمونها ويقطعون التموين عنها ويضيقون عليها الخناق، فكان بمدينة "عنابة" قبل الاحتلال 39مدرسة إلى جانب المدارس التابعة للمساجد ، لم يبق منها إلا 3 مدارس فقط.
ولقد لخص أحد الجنرالات الفرنسيين هدف هذه السياسة في تقرير رفعه إلى نابليون الثالث بقوله : " يجب علينا أن نضع العراقيل أمام المدارس الإسلامية ...كلما استطعنا إلى ذلك سبيلا ... و بعبارة أخرى يجب أن يكون هدفنا هو تحطيم الشعب الجزائري ماديا و معنويا"
خطورة التعليم الأهلي على نجاح السياسة الاستعمارية :
رأت فرنسا أن المساجد والزوايا مراكز لتخريج "عناصر متعصبة معادية للسلطة الفرنسية" فالدين كان جوهر هذه المسألة في تفكير الاستعمار، فقد كان يرى أن العالم و"الطالب" (وكلمة طالب كانت تعني في الجزائر "معلم القرآن") كانوا يشكلون بنظرهم خطرا على الاستعمار لما يلعبونه من دور توعوي أساسه الدين الذي لا يرتضي أن يغتصب المسلمون على أراضيهم من طرف الكفار ....
وكان الاستعمار يرى أن هؤلاء "الطُّلبة "( جمع طالب جمع باللهجة الجزائرية أي معلمو القرآن في الكتاتيب) هم الذين يحفظون استمرارية التعليم الأهلي في أوساط الشعب الجزائري بكامل القُطر وتعليم العقيدة والشريعة والحفاظ على اللغة العربية ...
وقد كان هؤلاء يوفرون التعليم الابتدائي والثانوي لأبناء الجزائر عبر "الزوايا" التي كانت تعلم مع القرآن علوم الشريعة والنحو واللغة والحساب ومختلف المواد الأخرى، ولاحظت فرنسا أن الغني يتكفل بالفقير ليواصل تعليمه ...
وقد بلغت عدد المدارس الابتدائية بين الأهالي في مجموعها سنة 1851 :
274مدرسة ابتدائية و278 مدرسة للتعليم الثانوي كان عدد تلاميذها 3029 للطور الابتدائي و 2727 للطور الثانوي عبر كامل القطر
لاحظ كبار الضباط أن المثقفين من "الطلبة" هم أول من دعا للثورات ضد الاحتلال الفرنسي وقادها وقد صرح النقيب "دوانو" : "كلما كان أفراد القبائل أميين فالثورة فيهم منعدمة"
وكانت فرنسا تراقب وتفتش كل هذه المدارس إلى أن أيقنت تماما أنها تشكل الخطر المحدق بسياستها الاستعمارية في البلاد ومن أجل ذلك:
التضييـــــــــــــــــــــقات :
1- بدأ الحاكم العام الفرنسي يصدر تعلميات للتضييق على هؤلاء "الطُّلبة" بضرورة ممارستهم لعملهم من بعد حصولهم على الرخصة من المحتل ... !!
2-ذكر النقيب "سادي" : "إن بعض المسلمين المثقفين كانوا يخصصون بعض أوقات فراغهم لتعليم الناس النحو والتشريع الإسلامي " فكان أن عَمَد الاحتلال الفرنسي إلى توجيه أموال الناس التي كانت توضع بالمساجد لتعليم أبناء المسلمين إلى خزينة الدولة الفرنسية.
وقد نتج عن ذلك تضاؤل عدد التلاميذ في كلا الطورين الابتدائي والثانوي .
ونتيجة هذه الخطورة التي سجلتها فرنسا من جراء انتشار التعليم الأهلي، وحرص الأهالي على تعليم أبنائهم الدين وأصوله، واللغة والعلوم الأخرى، فقد هبت لتنجد نفسها وتنتشل حلمها من الضياع أمام هذه العَقَبة الكؤود التي تقف أمامها ....بماذا ؟؟؟
من وجــــــــــــــه:
بالهدم والتخريب لهذه المؤسسات الدينية والتعليمية وإحلال البناء الاستيطاني محلها أو بناء المؤسسات العسكرية من ثكنات ومؤسسات للجيش، أو بالتضييق على القائمين عليها تضييقا شديدا ....
ومن وجـــــه آخر :
بمسارعتها لتأسيس المدارس المختلطة (أي تعليمها مختلط بين اللغة العربية والفرنسية) لامتصاص غضب الجماهير التي ثارت على اقتلاع جذور الدين والعلم بما ألحقه الاستعمار بمؤسساته من جهة ولسعيهم الدؤوب لتحقيق الاستعمار الفكري وهو أخطر أنواع الاستعمار على الإطلاق من جهة أخرى
(وإنها يا إخوتي لأكبر عبرة نستقيها .......كم يحبون بقاءنا بين سراديب الجهل ...وكم يحبون جهلنا بقضايانا وتخدير عقولنا لنصبح موالين لهم لا لقضايانا)
وسنكمل إخوتي مع تفاصيل عن التعليم المختلك وطرقه وأهدافه وعن سياسة فرنسا المنوعة لمحاربة العلم في الجزائر
فانتظرونا emo (30):
-
متابعة معك يا أسماء في هذا الموضوع الهام.
-
متابعة معك يا أسماء في هذا الموضوع الهام.
جزاك الله خيرا يا سيفتاب emo (30):وجبر بخاطرك كما تجبرين بخاطري في هذا الموضوع الذي لا يُزار emo (30):
بعد قلبل بإذن الله أضع الجديد
-
جزانا وإياك أختي الحبيبة
وبعدين، كيف لا يزار يا فراشتنا؟
انظري لعدد القراءات ما شاء الله :emoti_134:
-
شكرا لك يا سيفتاب emo (30): أتمنى أن تحصل منه الفائدة
ونواصل :
************
قبل أن أكمل مع عنصر التعليم كنا قد عرفنا ما كان للـ "الطــُّلبة" أي "معلمو القرآن" من دور في الحفاظ على القرآن واللغة العربية ومعالم الشخصية الإسلامية ....وهذه فيما يلي صورة لمدرسة إسلامية تسمي باللهجة الجزائرية العاصميّة "المْسِيدْ" و هذه الأخيرة تعني ركن من أركان المسجد و عادت ما يتخذه الشيوخ لتعليم التلاميذ اللغة وتحفيظهم القرآن، أما "الزاوية" فهي أصغر من المسجد أي مصلى يقام عادة على ضريح أحد الأولياء الصالحين أو علامة عارف بالله و من خلال هذه الأمكنة يقدم الشيوخ لأبناء المنطقة تعاليم القرآن الكريم على اللوح الخشبي حيث يكتب التلاميذ جزء من القرأن الكريم بواسطة قطعة من القصب تسمي القلم و حبر بني اللون مصنوع من الصوف المحروقة ممزوجة بالماء تدعى السمغ و هكذا بعد نهاية الكتابة يحفظ التلاميذ هذا الجزء عن طريق التكرار الجماعي و يحتفل حينها الأباء بأبناءهم عند حفظ أجزاء كبيرة من القرآن بإنشاء وليمة تدعى الزردة يتناولون من خلالها فطائر بالعسل تدعى القرصة.
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3054.0;attach=4719;image)
ملاحظة مهمة: ارتياد الأهالي للزوايا حيث أضرحة الأولياء الصالحين والتبرك بهم هي التي هاجمها عبد الحميد بن باديس بإحيائه للتعاليم الصحيحة للدين ومحاربته لمظاهر الشرك، وهي التي أشار لها "مالك بن نبي" بالوثنيّة متجسدة في شكل آخر متى تغيب الفكرة تحضر هي بأشكال مختلفة (طالعوا كتاب شروط النهضة لمالك بن نبي)
نكمل مع :
السياسة الاستعمارية في محاربة التعليم عامة والتعليم العربي بصفة خاصة
كما عرفنا من سياسة فرنسا التي اتبعتها إزاء المؤسسات التعليمية بالجزائر والتي عملت على إخفاء معالمها وآثار برامجها على الشعب الجزائري، فقد سعت إلى هدمها، وبناء المستوطنات والمؤسسات العسكرية على أنقاضها، والمسارعة إلى تأسيس مدارس أوروبية ومدارس مختلطة عربية-فرنسية
وقد جاءت المدارس المختلطة لتحقيق هدف استعماري خبيث يحارب الفكر الإسلامي للشعب الجزائري وثقافته الإسلامية ولغته ...
كما ذهب إلى ذلك أحد الفرنسيين:" بأن الهدف المنشود ليس تكوين موظفين خاصين ولا تحضير مدرسين للتعليم العمومي ، وإنما تكوين رجال بتأثيرهم على إخوانهم يساعدوننا على تحويل المجتمع العربي وفق متطلبات حضارتنا...." !!
وكان من الضباط الفرنسيين من نادى بشعار "تنوير عقول الجزائريين" وما كان في حقيقته إلا السعي لترسيخ الفكر الاستعماري وإحلاله محلّ الإسلامي بإطلاع الشباب الجزائري على كل تقاليد المستعمر ومعتقداته ومعارفه ... يريدون أن يذوب الجزائريون في الواقع الاستعماري .فلا ينشدون عنه بديلا ...
وقد جاء في بعض التقارير العسكرية : "أن الحقيقة الأخلاقية تستهدف العقول لتنويرها أما الحقيقة السياسية فهي الوسيلة الفعالة للحكومة، وينبغي أن تسيطر الحقيقة الثانية على الأولى"
فالأخلاق والإنسانية لم يكونا ليفتحا للمستعمر آفاقا في البلاد التي يستعمرها، لولا الاستغناء عنهما والاستعاضة عنهما بالتكتيك الاحتلالي الاغتصابي الذي يغتصب كل شيء وأهم المغتصبات على الإطلاق وأخطرها العقول ...... !!!
وقد صرح الدوق "دومال" قائلا: "إن فتح مدرسة في أوساط الأهالي لا يقل أهمية عن فَيلق من الفَيالق العسكرية لإخضاع البلاد ...." !! (تأملوا إخوتي هذه القنبلة التي فجرها لسانه من حقيقة نواياهم الخبيثة، فهم إذ يفتتحون المدارس ليس طبعا لإنعاش فكر المستعمَر بل لتضليله ولإغراقه في ثقافة المستعمِر المحتل وجعله تبعا وعونا مثاليا ليس كمثله عون للاستعمار إذا ذاب في بوتقته)
وتترا شهادات ألسنة المجرمين لتبقى أقوى الشهادات على جرائمهم ...فيقول الدوق "دي ريفيقو": "إن المعجزة الحقيقية التي يمكن صناعتها هي إحلال اللغة الفرنسية شيئا فشيئا محل اللغة العربية "
وللأسف ما تزال آثار هذا الاستعمار الذي طال وامتدّ وعمل بكل دأب على تحقيق هذه الأهداف المتمثلة أساسا في طمس معالم هوية الشعب الجزائري ...ما تزال إلى يومنا تلقي بظلالها، وما تزال فئات كثيرة من هذا الشعب ترى في التقدم والتحضر والمدنيّة ليّ الألسنة باللغة الفرنسية وإن لم تكن صحيحة فهم يرونها علامة تحضّر ....
ربما من أهم أسباب هذه المخلفات عمل المستعمر الدؤوب والطويل على هذا ....
وقد رفعوا من أجل ذلك شعارات زائفة من مثل "التعليم من أجل الفتح" و "العلاج من أجل الفتح"
ومضيّا على هذا الدرب درب إحلال التعليم المختلط خسيس الأهداف نحت فرنسا منحى الإدماج للشعب الجزائري ... فقد كتب أحد الضباط : "إنني لا أيأس أن يتم جمع اليهود والمغاربة والفرنسيين والإيطاليين والأسبان أمام أستاذ واحد، وفي نفس الحصص الدراسية، ينبغي أن يتم تحضير الإدماج داخل المدارس.."
ولكن الجزائريين كانوا يرفضون هذه السياسة رفضا تاما لما من تباين عَقَدي بينهم وبين الفرنسيين المغتصبين، وكذلك الفرنسيون في واقع الحال لأسباب ثلاثة هي : 1-التباين العقدي، 2-التمييز العنصري3- الخوف على أبنائهم من الجزائريين الذين كانوا يعدّونهم مصدرا للأمراض والأوبئة خاصة مع ما ساد من حال مزرية للشعب الجزائري مع ظلم وقهر الاستعمار الذي لم ينشر غير الموت والدمار .
وبالشيء يذكر الشيء، فقد سعى الاستعمار أيضا لإنشاء مدرسة للبنات المسلمات وذلك بتخطيط من سيدة فرنسية تدعى "أليكس"(Mme Allix)قدمت مشروعها هذا على ضوء أن التأثير في المرأة هو الأساس وأن نساء يتربين على يدي فرنسا سيتزوجن برجال يكون تأثيرهن عليهم بارز لخدمة فرنسا، فكانت تجوب الجزائر وتزور العائلات آخذة معها الهدايا لتستقطب عناصر مشروعها ...
وكانت فرنسا واقعيا تريد من تأسيسها للمدارس المختلطة أن يصبح لديها جيش من المواطنين الجزائريين المخلصين لها الذي يكونون لها أكبر معين ....
كان المستعمر يمعن في سياسة التجهيل حتى أن والي مدينة قسنطينة يوما يقر أن أهالي بجاية لم يتحدثوا له في مقابلة معهم عن مصادرة أملاكهم، ولا عن فقرهم المدقع ولا عن بؤسهم الشديد وإنما طلبوا منه فقط استصلاح المسجد وإقامة مدرسة....
(سبحان الله ونحن في عصر توفر فيه كل شيء والمميزون ومحبو العلم حبا حقيقيا قليل ما هم، والساعون وراء الفكر والوعي قليل ما هم وحجتهم أنه إذا جاعت البطن لا تفكر الرأس ....فماذا نقول أمام هذا المثال ؟؟؟)
وتقوت سياسة المدارس المختلطة على يد الحاكم "مكماهون" بصدور مرسوم 02ماي 1865 الذي يؤكد على سياسة الفرنسة وإخماد التعليم التقليدي الذي تهيمن عليه اللغة العربية ...
واصطلح كل الحكام العامين الذين عينتهم فرنسا على الجزائر على العمل للقضاء على التفكير العربي والإسلامي ...
ويخلص المؤرخون إلى أنّ هذه السياسة واقعيا لم تنجح لأن فرنسا حقيقة كانت تؤسس هذه المدارس ولكنها لم تكن تقبل أن يدخلها من التلاميذ إلا من كانت لهم من العائلات الجزائرية علاقات طيبة بفرنسا، وكانت في الحقيقة لا تحب أن يتعلم أبناء الشعب الجزائري أصلا بل كانت تسعى جاهدة للتجهيل ....
وعليه فإن السياسة التعليمية لفرنسا في الجزائر و الخاصة بالتعليم الحكومي الرسمي اعتمدت الوسائل الكفيلة حتى تحصر تعليم الجزائريين في أضيق الحدود لأن قضية التوسع في التعليم الفرنسي في حد ذاتها قوبلت بالرفض التام من طرف المعمرين.
وهذا ما كان لها من بعد تهديم وتدمير معظم المدارس والزوايا التي كانت تعلم أبناء الأهالي ....
"أصبحت اللغة العربية للجزائريين بموجب القوانين الجائرة لغة إختيارية، وأصبحت اللغة الفرنسية هي السائدة... وفي أواخر القرن التاسع عشر افتتحت جامعة بالجزائر كان التعليم فيها فرنسيا عدا عن الدراسات الاستشراقية (تأملوا الخطورة.... !!)
ولدويّ ناقوس الذكرى ولوقع العبرة بقية فانتظرونا emo (30):
-
أليس هذا ما يحدث يا أسماء الآن في أوطاننا وإن كنا غير مستعمرين!
فالقائمين على البلاد يقومون بتنفيذ خطط الاحتلال القديمة بجدارة، عن جهل أو عن وعي
وتئن لغتنا من الإهمال والتهميش
-
أليس هذا ما يحدث يا أسماء الآن في أوطاننا وإن كنا غير مستعمرين!
فالقائمين على البلاد يقومون بتنفيذ خطط الاحتلال القديمة بجدارة، عن جهل أو عن وعي
وتئن لغتنا من الإهمال والتهميش
نعم يا سيفتاب وهو كذلك...وما ذلك في حقيقته إلا خطة استعمارية ناجحة، نجحت في تكوين مخلصين للمستعمِر يعملون حتى بعد خروجه، هم أبناؤه اللذين تربوا على يده .... على أيدي المستشرقين أو على أيدي المحتلّين الذين يبتغون أن تذوب شخصياتنا في ثقافاتهم وأكبر عامل ساعد على ذلك الانبهار الزائد والجهل بقضايانا، والانهزامية التي يعيشها المسلمون فلا يرون ناجحا إلا من هم وراء البحار ....
وربما تقصير مناهجنا وبرامجنا التعليمية واضح في أن نلقن أبناءنا حقيقة ما يريدون بنا وما يشهد عليه تاريخهم الأول .... نعم برامجنا التعليمية التي هي في حقيقتها تغمّي على الكثير من الحقائق وتجعل ثانويا الكثير من الأساسي
بينما اليهود يلقنون أبناءهم أول ما يلقنون تعاليم "التلمود" كتاب محرف من محرّفات التوراة يتشربون به أول ما يتشربون كرههم للإسلام وللمسلمين وأنهم السادة وغيرهم عبيدهم ....
منطلقاتهم دائما عَقَدية ويحبون تلقيننا ألا تكون منطلقاتنا عَقَدية....حلال عليهم حرام علينا ....
ونعم الأيادي العاملة اليوم هي من بيننا ....وتلك نتاج مخططاتهم التي لا تتوقف لينتجوا عملاء يتبنون ثقافاتهم ومعتقداتهم هم أخطر على أمتنا منهم
-
أحب إخوتي أن أضع لكم هذا المقطع الشعري لشاعر الثورة الجزائرية "مفدي زكريا" وهو مقطع من "إلياذة الجزائر" التي كتبها، وكان قد ضمنها معلومات تاريخية بحديث شعريّ ....وهذا المقطع يتحدث عما ذكرنا آنفا من مطامع الملك الفرنسي "شارل" في الجزائر الذي غزاها امتصاصا لغضب الفرنسيين ، إضافة إلى قضية القمح الذي أنجدت به الجزائر فرنسا في أزمتها الخانقة ومن بعدها لم تدفع فرنسا الدين الذي عليها، وأيضا حادثة المروحة التي كانت قاصمة الظهر
أما "بوشناق وبوخريس" فهما اليهوديان اللذان تآمرا مع فرنسا لغزو الجزائر (كنت قد وعدتك يا سيفتاب بوضع شيء عن هذه اليد اليهودية وسأفعل بإذن الله تعالى emo (30):)
"بوتان " جنرال فرنسي ، و"سيدي فرج" اسم لمرفأ سفن بالجزائر العاصمة
اضغط على الرابط أدناه emo (30):
http://www.youtube.com/watch?v=505Nw6DZ0WA&feature=related
لنا عودة بإذن الله لنستكمل فانتظرونا emo (30):
-
أسماء أليست كلمة (بوشناق) نسبة لبلاد بوشناق في اوروبا الشرقية؟ وتنتمي لها عائلات هاجرة فارة بدينها من الطغيان الشيوعي؟
اعرف عائلات فلسطينية اسمها (بشناق)
:emoti_138:
-
وأنا في الانتظار يا فراشتنا :emoti_134:
استمعت إلى الشعر جميل
-
أسماء أليست كلمة (بوشناق) نسبة لبلاد بوشناق في اوروبا الشرقية؟ وتنتمي لها عائلات هاجرة فارة بدينها من الطغيان الشيوعي؟
اعرف عائلات فلسطينية اسمها (بشناق)
:emoti_138:
أهلا وسهلا بك ماما هادية نورت الموضوع emo (30):
يبدو ماما هادية أنه غالبا تشابه ألقاب بعدما بحثت ....فيَحسُن هنا أن نذكر أصل الاثنين لنعرف الفرق ، أولا سأورد قصة التواطؤ اليهودي-الفرنسي والتي بطلها بوشناق وبكري أو بوخريس
فبوشناق اليهودي الذي كان يعيش بالجزائر معروف هو وبكري أو بخريس وكانت لهما شركة يهودية للقمح، فقد استطاعا إقناع المسؤولين الفرنسيين باستيراد القمح الجزائري من شركتهما ، وقد بلغت ديون الجزائر على فرنسا 24 مليون فرنك، قامت فرنسا بتخفيضها إلى سبعة ملايين، ثم قرر البرلمان الفرنسي دفع مليون ونصف مليون فرنك المستحقة لليهوديَّين والاحتفاظ بالباقي حتى تبرأ ذمة الشركة اليهودية من ديون الفرنسيين الذين رفعوا دعوة على الشركة اليهودية فقامت فرنسا بتجميد الديون، واعتبر الداي حسن هذا العمل إهانة للجزائر والحقيقة أن الشركة اليهودية كانت قد تواطأت مع قنصل فرنسا بالجزائر ووزير خارجيتها وقامت بمخادعة حكومة الجزائر ، وناشد الداي الحكومة الفرنسية بعدم تجميد الخزينة الجزائرية ، لكن فرنسا رفضت أن تدفع الأموال المستحقة للخزينة الجزائرية بالرغم من الرسائل المتوالية التي أرسلها لها الداي حسين يستفسر عن سر إحجامها عن الدفع، لم يكلف ملك فرنسا نفسه مشقة الإجابة عليها، وبمجرد افتضاح أمر اليهوديَّين فرّ بكري (بوخريس) إلى مدينة "ليفورن" بإيطاليا بعد أن قبض مبلغه، واستقر "بوشناق" بباريس بعد حصوله على الجنسية الفرنسية وافتعاله لأزمة سياسة حادة بين الجزائر وفرنسا انتهت بلطم القنصل الفرنسي "دوفال" من طرف الداي حسين وذلك في صبيحة يوم عيد الفطر من عام 1827 يوم جاء القنصل مهنئا كالعادة، فيسأله الداي عن سر غياب الإجابات على رسائله المتواليه، فيجيبه بوقاحة وتبجح: "الملك لا يكتب لمَن هو دونه" ، فغضب الداي من هذا الجواب الوقِح ، وكانت بيده مروحة فأشار بها إلى "دوفال" فلمست طرفا من وجنتيه قائلا له : "اخرج يا كافر يا ملعون"
وهذه هي قصة التواطؤ اليهودي-الفرنسي على احتلال الجزائر والتي وعدتك بها يا سيفتاب
وأما ما وجدت عن لقب "بوشناق" أيضا من موسوعة "ويكيبيديا" فهم فيما يبدو "البوسنيون" وهم مسلمو البوسنة والهرسك
البوشناق أو البوسنيون هم مسلمو البوسنة والهرسك ومناطقهم الرئيسية البوسنة والهرسك (48%) واقليم السنجق الواقع بين منطقتي كوسوفو ذاتية الحكم حاليا و الجبل الاسود ولايزال السنجق تابعا لصربيا حتى اليوم مع ان سكانه 95% من المسلمين. وقد هاجر الكثير من المسلمين البشناق الى البلاد الاسلامية بعد معاهدة أدرنة 1829 لاسيما إلى الأراضي التركية اول الامر ومنها الى بلاد الشام والتي كانوا يسمونها مثل اخوانهم من بلاد القوقاز ب شام شريف ويخلعون احذيتهم عند وصولهم لاول بلدة تتكلم العربية فيها , تبركا بها لانها بلاد العرب وبلاد الرسول صلى الله عليه وسلم ..ولايزال يعيش في هذه المنطقة عدد كبير منهم سيما في سورية ( حلب حيث استوطنوا فيها واولها بلدة حريتان , حمص , دمشق , حوران ) ولبنان ( طرابلس , بيروت , صيدا )وفلسطين ( نابلس , جنين ) ثم اتجه فريق منهم نحو مصر فبلاد المغرب ولا تزال حتى اليوم عائلات معروفة ( بوشناق ) معروفة في تونس والجزائر والمغرب . كما توجد اعداد منهم اتجهت نحو مكة و المدينة المنورة و لها فيها شأن ثقافي وتجاري كما هي احوالهم في كافة البلاد المسلمة التي لجؤوا لها جميعا وقد ساهموا بقوة في الحياة الثقافية والعلمية والاقتصادية والسياسية حيثما حلوّ وعدد الشخصيات " الكبيرة " التي اثرت في البقاع التي استوطنوها كبير جدا (لايمكن اختصاره الان ) ولعل اشهر شخصية عرفتها بلاد الشام : الوالي المجاهد [[أحمد باشا بشناق ]الذي قضى على طموحات نابليون بالالتفاف على الاستانة من الشرق لا من الغرب والوصل لباريس ! و قد رده على اعقابه مدحورا في عكا سنة 1799 بمعونة السلطان محمود الثالث وحاميته و استغلاله الذكي عداء البنادقة (شمال شرقي ايطاليا الحالية ) تجارالبندقية وجنوة لنابليون والذين قدموا له المؤن اثناء الحصار ... وحظي بلقب الجزار من قبل الموارنة في الشام لانهم كانوا يحلمون بوصول محررهم نابليون ليرشوا عليه الازهار وينثروا الارز . كما فعلوها مع شارون عندما احتل بيروت حرفيا بعد قرنين من الزمان تقريبا وقد منعهم من فرحتهم تلك صلابة الوالي المجاهد والذي ولاه السلطان بعد الموقعة الشهيرة ولاية دمشق مكافئة على بسالته وجنوده وصمود المسلمين البطولي في عكا.
بعد قليل بإذن الله نواصل يا سيفتاب emo (30):
-
أيها الإخوة أريد أن نرى وقع العبرة في أنفسنا من بعد استكمال عناصر مهمّة تكمل لنا الصورة ....
سنتطرق لكل من : "سياسة الإدماج " ونعرّف بقانون "الأنديجينا" و"سياسة التجنيد الإجباري للشباب الجزائري" و"القــــضاء"من بعد ما عرفنا سياسة التنصير وسياسة الاستيطان والسياسة العدائية للتعليم العربي بصفة خاصة وللتعليم بصفة عامة، ورأينا سياسة الإبادة والتدمير ....
كل تلك سياسات استعمارية انتهجتها فرنسا لفَرنَسة الجزائر ولجعلها قطعة من فرنسا -كما سمتها-، ولجعل أهلها خَدَمة لها كالفرنسيين بغسل أدمغتهم وطمس قلوبهم بطمس معالم هويتهم الإسلامية والعربية ....
أيها الإخوة لم أتطرق بعد للثورات الشعبية المختلفة والمتعاقبة التي تصدّت لفرنسا مع كل هذا الذي كان منها رغم أنّ هذه الثورات لم تتوقف منذ دخول فرنسا عام 1830 إلى آخر ثورة منظمة وهي ثورة التحرير الوطني 1954 .... تعمدت عدم الحديث عن الثورات حتى الساعة لأبسط أولا الحديث عما فعلته فرنسا وما اقترفته بحق هذا الشعب الذي جاءته بالتهديد والوعيد تسرق أرضه وممتلكاته وتهدف أكثر ما تهدف إلى سرقة عقله، وقد بيّتت نوايا من أخبث النوايا، وأبطنت سما زعافا تنفث منه بمسمّيات مختلفة، فتارة باسم الفتح، وتارة باسم الإدماج ، وتارة باسم أنهم الذين جاؤوا ليقيموا حضارة على هذه الأرض وينفعوا أهلها.... كل يوم هم في شأن مع المسمّيات والسم زُعاف واحد والموت واحد .....
سيأتي دور الحديث عن الثورات .... عن أولئك الذين لم يصمتوا .... بل تحركوا ونطقوا ....فنطقوا جهادا في سبيل الله، ونطقوا جهادا لاسترداد ما افتكّ بالقوة بالقوة أيضا .....
مما عرفنا حتى الآن أن فرنسا شنت حروب إبادة على الشعب الجزائري عبر كل مدن القطر، فأهلكت قبائل عن بكرة أبيها.... وأخرجت الأهالي من أراضيهم بالقوة وأحلّت محلّهم المعمّرين من مختلف الجنسيات تشجع هجرتهم للجزائر ليستوطنوا بها من غير وجه حق .... فشُرّد الأهالي وعاشوا بؤساء فقراء، تأتي على جثثهم المتحركة من سلطة الأنفاس عليها ألسنة الأوبئة والأمراض وتأتي على عقولهم ألسنة التجهيل والتعتيم، وتأتي على نفسياتهم ألسنة الاضطهاد والإذلال كما تأتي ألسنة اللهيب على الهشيم .....
سنكمل الآن مع :
سيـــاسة الإدمـــــــــــــــــــــاج :
نادى المعمّرون باستمرار بتماثل الجزائر مدنيا وقضائيا وتعليميا بفرنسا ليتمكنوا من بسط نفوذهم على أهلها، ومن فرض حكمهم المدني عليهم، حتى صدر قانون 15أفريل1845 الذي نصّ –كما رأينا- على تقسيم الجزائر إلى ثلاث عمالات أي قطاعات تشكلها المدن الكبرى أي ولايات وعلى رأس كل ولاية وال مدني وقائد عسكري، وقد ظل التأثير العسكري قائما حتى العهد المدني... ويتفرع عن كل ولاية عدد من البلديات ،ولكل بلدية مجلس منتخب يتكون من فرنسيين وعدد محدود جدا من الجزائريين، أما القضاء الإسلامي فقد أصبح تحت وزارة الحربية، وفصلت فرنسا بين القضاء الجنائي والمدني وأصبحت القضايا الجنائية من اختصاص المحاكم الفرنسية في حين تم إخضاع القضاء المدني للمراقبة الاستعمارية المشددة...
ثم صدر قانون 4نوفمبر1848 الذي اعتبر الجزائر "أرضا فرنسية" وذلك على عهد نابليون الثالث في الجمهورية الثانية....
وانتهاجا لسياسة التمويه والتخدير وامتصاص الغضب والتوطين على الأمر الواقع ...كان أن زار نابليون الثالث الجزائر بنفسه، وأصدر أمرا يعلن فيه المساواة بين الجزائريين والفرنسيين وأن فرنسا لم تأت للاضطهاد وإنما جاءت لتجلب الحضارة...... :emoti_64:........ ليت شعري أية حضارة مزعومة وأهل البلد يعيشون أبشع احتلال على وجه الأرض .....
(وهكذا يرسم الاستعمار بقلم واحد خطا واحدا مشتركا وإن تباعدت الأزمنة وإن اختلفت الأسماء ....فهذه إسرائيل تعلن أنها راعية السلام وأنها المسكينة التي لا تريد الحرب بل هي ضد الإرهاب الذي يمارسه أهل الأرض المغتصَبَة ...... sad:())
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3054.0;attach=4727;image)
بينت الإحصائيات المثبَتَة رسميا سنة 1876 أن 371 جزائريا تجنسوا وتخلوا عن أحوالهم الشخصية الإسلامية ، وما هم إلا الخاسرون بتخليهم عن دينهم وبيعهم ذممهم للكافرين ...
أما اليهود الذين كانوا بالجزائر فقد تجنسوا جملة واحدة مع احتفاظهم بأحوالهم الشخصية اليهودية...!!
وقد ربط قانون 24أكتوبر1870 الجزائر مباشرة بوزارة الداخلية الفرنسية،
وفي عام 1900 صدر قانون أعطى للجزائر نوعا من الحكم الذاتي :emoti_209:وهنا التناقض بين ربطها وإعطائها الحكم الذاتي، ولم يكن ذلك في الحقيقة إلا لتوسيع نفوذ المستوطنين على الجزائر في الحكم المدني، وبالتالي فإن سياسة الإدماج في حقيقتها إنما انتهجتها فرنسا لتعطي للمعمرين المستوطنين حقوقا مماثلة للفرنسيين بداخل فرنسا وتطلق أياديهم في حكم الجزائر، وكنتيجة ظهرت بعد تغمية اعتمدتها ساد أنه لا ضرورة لجعل الجزائريين ذوي حقوق مثل الفرنسيين وإنما يجب إذلالهم وإخضاعهم لسلطة المستوطنين المدنية............. :emoti_17:
فخرج للوجود قانون رهيب مرعب .......اسمه............................ قانون الأهالي .....الأندجينا code de l’indigénat
فانتظرونا لنتعرّف إليه بإذن الله (فظيييع :emoti_209:)
-
نستكمل اليوم يا إخوتي مع موضوعنا ... emo (30):
أين وصلنا ؟؟ وصلنا إلى سياسة الإدماج التي أرادت من ورائها فرنسا فعليا وبعيدا عما تتظاهر به من عبارات منمقة مخدِّرة أرادت أن توهم بها الشعب الجزائري، أرادت من ورائها أن تساوي بين المعمّرين الفرنسيين المستوطنين والمواطنين الفرنسيين بداخل فرنسا، ومن ثمة إعطاء هؤلاء المدنيين النفوذ الواسع على الجزائر وتسليط أياديهم القذرة عليها ليحكموها بالحديد والنار .....فخرج للوجود
قانون الأهالي الأندجينا code de l’indigénat
ترى ما هو هذا القانون وإلامَ يرمي ؟؟
هو قانون صدر بتاريخ 26جوان 1881 ...وهو عبارة عن مجموعة من النصوص الاستثنائية التي فرضت على الشعب الجزائري ، ويقتضي من الشعب الجزائري إظهار الطاعة العمياء للمستوطنين ، وبقي ساري المفعول حتى سنة 1944، وعيّن متصرف إداري على مستوى كل بلدية لحمل الأهالي على التسليم لهذا القانون بالقوة والقهر والظلم ، ومنحت للمستوطنين المدنيين الصلاحيات والسلطات الزجرية وتشمل أحكام "الأندجينا" أربعة أصناف من السلطات :
1- سلطة الحاكم العام الفرنسي بتوقيعه العقوبات على الأهالي دون محاكمة .
2- سلطة المسؤولين الإداريين بسَجن الأفراد ومصادرة ممتلكاتهم دون حكم قضائي .
3- سلطة المديريات ذات الصلاحيات المطلقة وسلطة قضاء الصلح بسجن الأفراد ومصادرة ممتلكاتهم.
4- سلطة المحاكم الزجرية التي خصصت للجزائريين .
كما يأخذ هذا القانون بمبدأ المسؤولية الجماعية ، فالفرد وحده لا يعنيهم إذا ارتكب جريمة أو حريقا ، بل كل سكان المكان مسؤولون....وكانت فرنسا( الحنونة ) قد حددت سريان هذا القانون بسبع سنوات حجتها في ذلك الحفاظ على الأمن العام .... وإذا به يمتد حتى عام 1944 !!!
وبالتالي فإن هذا القانون هو الترجمة الصحيحة لقانون الأرقّاء (العبيد)....
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3054.0;attach=4783;image)
تظهر بالصورة عبارة : "فرنسا كيف تحضّـــــر مستعمراتها" يعني تجعلها متحضّرة !!
وعبارة "تحضر" بين علامتي تنصيص للاستهزاء ......... يعني هي تحضرهم بقانون الأهالي هذا
ولنا عودة بإذن الله فانتظرونا emo (30):