-
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تعرفون من هو صاحب البشارة؟ :emoti_64:
هل تعرفون من هو أبو الخيرات؟ :emoti_138:
إنه السلطان محمد بن مراد الثاني، الفاتح، فاتح القسطنطينية.
قائد وعسكري وسلطان عظيم تقي وورع.
تعالوا معي نتعرف عليه أكثر من خلال هذا الملخص وليكون هذا السلطان الفذ هو أول حكاية في صندوق الدنيا. ::roses2::
مصادر هذا الملخص:
- روائع من التاريخ العثماني، لأورخان محمد
- الدولة العثمانية لعلي الصلابي
- هل فات الأوان لتبدأ من جديد.. حدد مسارك، لباسل شيخو
-
صاحب البشارة
السلطان محمد الفاتح
(http://ayamnal7lwa.net/magazine/Fateh1.JPG)
هو السلطان محمد الثاني (431هـ- 1481م)، يعتبر السلطان العثماني السابع في سلسلة آل عثمان يلقب بالفاتح وأبي الخيرات. حكم ما يقرب من ثلاثين عاماً كانت خيراً وعزة للمسلمين. تولى حكم الدولة العثمانية بعد وفاة والده في 16 محرم عام 855هـ الموافق 18 فبراير عام 1451م وكان عمره آنذاك 22 سنة، ولقد امتاز السلطان محمد الفاتح بشخصية فذة جمعت بين القوة والعدل، كما أنه فاق أقرانه منذ حداثته في كثير من العلوم التي كان يتلقاها في مدرسة الأمراء وخاصة معرفته لكثير من لغات عصره وميله الشديد لدراسة كتب التاريخ، مما ساعده فيما بعد على إبراز شخصيته في الإدارة وميادين القتال حتى أنه اشتهر أخيراً في التاريخ بلقب محمد الفاتح، لفتحه القسطنطينية.
وقد انتهج المنهج الذي سار عليه والده وأجداده في الفتوحات ولقد برز بعد توليه السلطة في الدولة العثمانية بقيامه بإعادة تنظيم إدارات الدولة المختلفة، واهتم كثيراً بالأمور المالية فعمل على تحديد موارد الدولة وطرق الصرف منها بشكل يمنع الإسراف والبذخ أو الترف. وكذلك ركز على تطوير كتائب الجيش وأعاد تنظيمها ووضع سجلات خاصة بالجند، وزاد من مرتباتهم وأمدهم بأحدث الأسلحة المتوفرة في ذلك العصر. وعمل على تطوير إدارة الأقاليم وأقر بعض الولاة السابقين في أقاليمهم وعزل من ظهر منه تقصيراً أو إهمال وطور البلاط السلطاني وأمدهم بالخبرات الإدارية والعسكرية الجيدة مما ساهم في استقرار الدولة والتقدم إلى الإمام وبعد أن قطع أشواطاً مثمرة في الإصلاح الداخلي تطلع إلى المناطق المسيحية في أوروبا لفتحها ونشر الإسلام فيها، ولقد ساعدته عوامل عدة في تحقيق أهدافه، منها الضعف الذي وصلت إليه الإمبراطورية البيزنطية بسبب المنازعات مع الدول الأوروبية الأخرى، وكذلك بسبب الخلافات الداخلية التي عمت جميع مناطقها ومدنها ولم يكتف السلطان محمد بذلك بل إنه عمل بجد من أجل أن يتوج انتصاراته بفتح القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، والمعقل الاستراتيجي الهام للتحركات الصليبية ضد العالم الإسلامي لفترة طويلة من الزمن، والتي طالما اعتزت بها الإمبراطورية البيزنطية بصورة خاصة والمسيحية بصورة عامة، وجعلها عاصمة للدولة العثمانية وتحقيق ما عجز عن تحقيقه أسلافه من قادة الجيوش الإسلامية.
اهتم والده به منذ الطفولة ولذلك خضع السلطان محمد الفاتح لنظام تربوي أشرف عليه مجموعة من علماء عصره المعروفين، فتعلم القرآن الكريم والحديث والفقه والعلوم العصرية -آنذاك- من رياضيات وفلك وتاريخ ودراسات عسكرية نظرية وتطبيقية. ولقد تبحر السلطان محمد في اللغات الإسلامية الثلاثة التي لم يكن يستغني عنها مثقف في ذلك العصر وهي: العربية والفارسية والتركية، ولقد كان السلطان محمد الفاتح شاعراً وترك ديواناً باللغة التركية.
لقد تأثر محمد الفاتح بالعلماء الربانيين منذ طفولته ومن أخصهم العالم الرباني "أحمد بن إسماعيل الكوراني" مشهودا له بالفضيلة التامة، وكان مدرسه في عهد السلطان "مراد الثاني" والد "الفاتح". وفي ذلك الوقت كان محمد الثاني -الفاتح-، أميرا في بلدة "مغنيسيا" وقد أرسل إليه والده عددا من المعلمين ولم يمتثل أمرهم، ولم يقرأ شيئا، حتى أنه لم يختم القرآن الكريم، فطلب السلطان المذكور، رجلا له مهابة وحدّة، فذكروا له المولى "الكوراني"، فجعله معلما لولده وأعطاه قضيبا يضربه بذلك إذا خالف أمره . فذهب إليه، فدخل عليه والقضيب بيده، فقال: أرسلني والدك للتعليم والضرب إذا خالفت أمري، فضحك السلطان محمد خان من ذلك الكلام، فضربه المولى الكوراني في ذلك المجلس ضربا شديداً، حتى خاف منه السلطان محمد خان، وختم القرآن في مدة يسيرة . . .".
كما برز دور الشيخ آق شمس الدين في تكوين شخصية محمد الفاتح وبث فيه منذ صغره أمرين هما:
1- مضاعفة حركة الجهاد العثمانية.
2- الإيحاء دوماً لمحمد منذ صغره بأنه الأمير المقصود بالحديث النبوي: (لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش) لذلك كان الفاتح يطمع أن يكون هذا الأمير.
هذه التربية الإسلامية الصادقة، وهؤلاء المربون الأفاضل، ممن كان منهم بالأخص هذا العالم الفاضل، ممن يمزق الأمر السلطاني إذا وجد به مخالفة للشرع أو لا ينحني للسلطان، ويخاطبه باسم، ويصافحه ولا يقبل يده، بل السلطان يقبل يده. من الطبيعي أن يتخرج من بين جنباتها أناس عظماء كمحمد الفاتح، وأن يكون مسلماً مؤمناً ملتزماً بحدود الشريعة، مقيد بالأوامر والنواهي معظماً لها ومدافعاً عن إجراءات تطبيقها على نفسه أولاً ثم على رعيته، تقياً صالحاً يطلب الدعاء من العلماء العاملين الصالحين.
يتبع..
-
متابعون ....
-
::ok:: ::ok::
متابعون emo (30):
-
فتح القسطنطينية
(http://ayamnal7lwa.net/magazine/Fateh2.jpg)
يعد فتح القسطنطينية من الملاحم الإسلامية العظيمة التي تحاكَى بها التاريخ؛ ذلك أن هذه الملحمة العظيمة شهدت الكثير من الوقائع والمراحل المختلفة التي تدل على عظم هذا الفتح، فهذه المدينة كان من الصعوبة اقتحامها؛ نظرًا لموقعها الحصين، إذ كانت محاطةً بالمياه من أغلب جوانبها، كما أن السور الذي تحصَّن به حكامُ المدينة كان منيعًا بدرجة كبيرة.
ولذا فقد قام "محمد الفاتح" بإصلاحات مختلفة لتكون نقطة الانطلاق لفتح القسطنطينية، هذا الفتح الذي يُعدُّ الحلم الأكبر الذي تمناه، فبدأ "محمد الفاتح" حصار المدينة في 13 من رمضان 805هـ، التي كانت تمد بالمؤن والعتاد من جيرانها من نصارى أوروبا، ومن الكنيسة البابوية؛ لكن الجيشَ المسلم لم يقنط أو ييأس من فتحها، فثبت الرجال على الحق وقوِيَ عزمهم على اقتحام أسوار المدينة المنيعة. ولم يأت ظهيرة اليوم الثلاثاء 20 جمادي الأولى 857هـ الموافق 29 من مايو 1453م، إلا والسلطان الفاتح في وسط المدينة يحف به جنده وقواده وهم يرددون: ما شاء الله، فالتفت إليهم وقال: لقد أصبحتم فاتحي القسطنطينية الذي أخبر عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهنأهم بالنصر ونهاهم عن القتل، وأمرهم بالرفق بالناس والإحسان إليهم، ثم ترجل عن فرسه وسجد لله على الأرض شكراً وحمداً وتواضعاً لله تعالى.
-
عبقرية حربية فذة
(http://ayamnal7lwa.net/magazine/Fateh3.jpg)
قام الروم بوضع سلاسل في مدخل البوسفور، وكانوا يرفعونها لمنع السفن المسلمة من الدخول ويرخونها لدخول سفن المؤن، وهنا لاحت للسلطان فكرة بارعة وهي نقل السفن من مرساها في بشكطاش إلى القرن الذهبي، وذلك بجرها على الطريق البري الواقع بين الميناءين مبتعداً عن حي غلطة خوفاً على سفنه من الجنوبيين، وقد كانت المسافة بين الميناء نحو ثلاثة أميال، ولم تكن أرضاً مبسوطة سهلة ولكنها كانت وهاداً وتلالاً غير ممهدة.
بدأ تنفيذ الخطة، وأمر السلطان محمد الثاني فمهدت الأرض وسويت في ساعات قليلة وأتى بألواح من الخشب دهنت بالزيت والشحم، ثم وضعت على الطريق الممهد بطريقة يسهل بها انزلاج السفن وجرها، وكان أصعب جزء من المشروع هو نقل السفن على انحدار التلال المرتفعة، إلا أنه بصفة عامة كانت السفن العثمانية صغيرة الحجم خفيفة الوزن.
وجرت السفن من البوسفور إلى البر حيث سحبت على تلك الأخشاب المدهونة بالزيت مسافة ثلاثة أميال، حتى وصلت إلى نقطة آمنة فأنزلت في القرن الذهبي، وتمكن العثمانيون في تلك الليلة من سحب أكثر من سبعين سفينة وإنزالها في القرن الذهبي على حين غفلة من العدو، بطريقة لم يسبق إليها السلطان الفاتح قبل ذلك، وقد كان يشرف بنفسه على العملية التي جرت في الليل بعيداً عن أنظار العدو ومراقبته.
كان هذا العمل عظيماً بالنسبة للعصر الذي حدث فيه بل معجزة من المعجزات، تجلى فيه سرعة التفكير وسرعة التنفيذ، مما يدل على عقلية العثمانيين الممتازة، ومهارتهم الفائقة وهمتهم العظيمة. لقد دهش الروم دهشة كبرى عندما علموا بها، فما كان أحد ليستطيع تصديق ما تم. لكن الواقع المشاهد جعلهم يذعنون لهذه الخطة الباهرة.
ولقد كان منظر هذه السفن بأشرعتها المرفوعة تسير وسط الحقول كما لو كانت تمخر عباب البحر من أعجب المناظر وأكثرها إثارة ودهشة. ويرجع الفضل في ذلك إلى الله سبحانه وتعالى ثم إلى همة السلطان وذكاءه المفرط، وعقليته الجبارة، والى مقدرة المهندسين العثمانيين، وتوفر الأيدي العاملة التي قامت بتنفيذ ذلك المشروع الضخم بحماس ونشاط.
ولقد عبر أحد المؤرخين البيزنطيين عن عجبهم من هذا العمل فقال: (ما رأينا ولا سمعنا من قبل بمثل هذا الشيء الخارق، محمد الفاتح يحول الأرض إلى بحار وتعبر سفنه فوق قمم الجبال بدلاً من الأمواج، لقد فاق محمد الثاني بهذا العمل الإسكندر الأكبر).
يتبع ...
-
بل.. هو صندوق الآخرة.. فنعم الصندوق صندوقك إن شاء الله تعالى. emo (30):
ليت مناهجنا التعليمية تزخر بهذه السير العطرة، دراسة وتحليلاً! فيهتدي أولادنا بهدى عباد الله، الذين فهموا الغاية من خلقهم وجعلهم خلفاء في أرض الله جل وعلا.
كم من عبارات استوقفتني يا سيفتاب، ولكنها تزاحمت في عقلي.. فما عدت أدري أيها أنتقي!
..
نحن مستخلفون في هذه الأرض لإنفاذ مشيئة الله فيها، وليُعلم أن لا إله إلا الله.
الرسول ومن معه من الصحابة وجبريل والملائكة خاضوا حرباً مقدسة ( وأمر عظيم أن تخوض الملائكة حروباً، فليتنا نتوقف عنده ) .. نعم مقدسة، في سبيل الله، نعم في سبيل الله.. قاتلوا أعداء الله، هي حرب الله عز وجل، والملائكة تتقرب إلى الله جل وعلا بمعاداة أعدائه وبإعانة أوليائه، فما لنا وتلك الدعوات التي تريد أن تلقي الذل والخضوع في قلوبنا، وتجعلنا نوالي أعداء الله.. !
ما لنا وتلك الدعوات التي تريد أن تجعل الجهاد في سبيل الله إرهاباً وهمجية ومعاداة!
لا.. لا يجب أن يكون قتالنـا لأجل أرض مسلوبة، لا يجب أن نبرر.. ونستحي فنغير! نقاتل لأن من سلب الأرض هم أعداء الله، وكل عدو لله.. إما أن يسلم كرهاً بالجزية ليَسلم الناس من ضلاله وفساده وظلمه وطغيانه أو يسلم كرهاً بالقتال أو يسلم طوعاً وله عند ربه الكريم أحسن الجزاء. إسلامهم كرهاً هو نفس الإسلام الذي أمر سليمان عليه الصلاة والسلام به قوم سبأ، سواء آمنوا أم لم يؤمنوا.
محمد الفاتح -ومن أعده- وأمثاله رحمة الله عليهم ورضوانه علموا من هم في أرض الله وملكه جل وعلا، وعلموا فيم كانوا لأجله يقاتلون، فأيدهم ربهم بنصره، تبارك وتعالى.
نريد أن نغرس هذه الروح في قلوب أبنائنا من جديد، فإن لم تكن مناهج التعليم الحكومية تقوم بهذا العمل، فلننشئ نحن مناهجنا.
ملاحظة
يدأ برنامج جديد للدكتور الفاضل راغب السرجاني على قناة الرسالة، زاده الله تعالى علماً وحكمة، اسمه خط الزمن، ليؤصل موقع قضية فلسطين في الأمة وفي الأرض.
-
ما أجمل تعليقاتك وتفكرك يا تمرتي الحبيبة
ونعم هو صندوق الآخرة
ولكني أردته صندوق الدنيا الحقة الزاخر بأيام جميلة والتي نأمل أن يعيها الشباب مسلم، هذه هي الدنيا التي نريدها إلى أن يحين الأجل. وبإذن الله نضع في هذا الصندوق قدر المستطاع نجوما ساطعة وقادة فاتحين وعلماء يمتليء بهم تاريخنا الإسلامي. وليعينا الله على وضع بذرة صغيرة من هذه المناهج التي تريدينها.
إن شاء الله أحاول متابعة البرنامج، د. راغب ما شاء الله عليه، أكثر الله من أمثاله.
-
بارك الله لك على هذا الموضوع الذى انتشلني من حالة الإحباط التى تسبب فيها موضوع الأخبار التي لا تسر عدو و لا حبيب
و نحن إن شاء الله متابعون و نرجو المزيد من الشخصيات التي تبعث على الأمل و ترسيخ المبادئ ..... نماذج ناجحة أعطت للأمة فلم تمت و باتت حيةً إلى الأبد
-
وبارك لك يا محمد.
إن شاء الله نكمل مع أبي الخيرات الفاتح ثم ننتقل بعدها لشخصية عظيمة أخرى، فتابع معنا.
-
معاملة محمد الفاتح للنصارى المغلوبين
توجه محمد الفاتح إلى كنيسة آيا صوفيا وقد اجتمع فيها خلق كبير من الناس ومعهم القسس والرهبان الذين كانوا يتلون عليهم صلواتهم وأدعيتهم، وعندما اقترب من أبوابها خاف النصارى داخلها خوفاً عظيماً، وقام أحد الرهبان بفتح الأبواب له فطلب من الراهب تهدئة الناس وطمأنتهم والعودة إلى بيوتهم بأمان، فأطمأن الناس وكان بعض الرهبان مختبئين في سراديب الكنيسة فلما رأوا تسامح الفاتح وعفوه خرجوا وأعلنوا إسلامهم، وقد أمر الفاتح بعد ذلك بتحويل الكنيسة إلى مسجد وأن يعد لهذا الأمر حتى تقام بها أول جمعة قادمة، وقد أخذ العمال يعدون لهذا الأمر، فأزالوا الصلبان والتماثيل وطمسوا الصور بطبقة من الجير وعملوا منبراً للخطيب، وقد يجوز تحويل الكنيسة إلى المسجد لأن البلد فتحت عنوة والعنوة لها حكمها في الشريعة الإسلامية.
وقد أعطى السلطان للنصارى حرية إقامة الشعائر الدينية واختيار رؤسائهم الدينين الذين لهم حق الحكم في القضايا المدنية، كما أعطى هذا الحق لرجال الكنيسة في الأقاليم الأخرى ولكنه في الوقت نفسه فرض الجزية على الجميع.
الحزم
وظهر ذلك عندما غلب ظنه أن هناك تقصيراً أو تكاسلاً من جانب قائد الأسطول العثماني بالطه أوغلي عند حصاره للقسطنطينية، فأرسل إليه وقال: (إما تستولي على هذه السفن وإما أن تغرقها وإذا لم توفق في ذلك فلا ترجع إلينا حياً).
ولما لم يحقق بالطه أوغلي مهمته عزله، وجعل مكانه حمزة باشا.
الشجاعة
وكان رحمه الله يخوض المعارك بنفسه ويقاتل الأعداء بسيفه وفي إحدى المعارك في بلاد البلقان تعرض الجيش العثماني لكمين من قبل زعيم البوغدان استفان حيث تخفى مع جيشه خلف الأشجار الكثيفة المتلاصقة وبينما المسلمون بجانب تلك الأشجار انهمرت عليهم نيران المدافع الشديدة من بين الأشجار وانبطح الجنود على وجوههم وكاد الاضطراب يسود صفوف الجيش لولا أن سارع السلطان الفاتح وتباعد عن مرمى المدافع وعنّف رئيس الانكشارية محمد الطرابزوني على تخاذل جنده، ثم صاح فيهم: (أيها الغزاة المجاهدون كونوا جند الله ولتكن فيكم الحمية الإسلامية) وأمسك بالترس واستل سيفه وركض بحصانه واندفع به إلى الأمام لا يلوي على شيء وألهب بذلك نار الحماس في جنده فانطلقوا وراءه واقتحموا الغابة على من فيها ونشب بين الأشجار قتال عنيف بالسيوف استمر من الضحى إلى الأصيل.
ومزق العثمانيون الجنود البوغدانية شر ممزق ووقع استفان من فوق ظهر جواده ولم ينج إلا بصعوبة وولى هارباً، وانتصر العثمانيون وغنموا غنائم وفيرة.
العزيمة والإصرار
عندما أرسل السلطان محمد الفاتح إلى الإمبراطور قسطنطين يطلب منه تسليم القسطنطينية حتى يحقن دماء الناس في المدينة ولا يتعرضوا لأي أذى ويكون لهم الخيار في البقاء في المدينة أو الرحيل عنها، فعندما رفض قسطنطين تسليم المدينة قال السلطان محمد: (حسنا عن قريب سيكون لي في القسطنطينية عرش أو يكون لي فيها قبر).
وعندما استطاع البيزنطيون أن يحرقوا القلعة الخشبية الضخمة المتحركة كان رده (غداً نصنع أربعاً أخرى).
وهذه المواقف تدل على عزيمته وإصراره في الوصول إلى هدفه.
-
تسجيل متابعة emo (30):
-
أهلا وسهلا يا فرح :emoti_282:
أين بقية المتابعين :emoti_6: :emoti_282:
نكمل على بركة الله.
-
عدله
حيث عامل أهل الكتاب وفق الشريعة الإسلامية وأعطاهم حقوقهم الدينية ولم يتعرض أحد من النصارى للظلم أو التعدي بل أكرم زعمائهم وأحسن إلى رؤسائهم وكان شعاره العدل أساس الملك.
عدم الاغترار بقوة النفس وكثرة الجند وسعة السلطان
نجد السلطان محمد عند دخول القسطنطينية يقول: (حمداً لله، ليرحم الله الشهداء ويمنح المجاهدين الشرف والمجد، ولشعبي الفخر والشكر).
فهو أسند الفضل إلى الله ولذلك لهج لسانه بالحمد والثناء والشكر لمولاه الذي نصره وأيده وهذا يدل على عمق إيمان محمد الفاتح بالله سبحانه وتعالى.
الإخلاص
إن كثير من المواقف التي سجلت في تاريخ الفاتح تدلنا على عمق إخلاصه لدينه وعقيدته في أشعاره ومناجاته لربه سبحانه وتعالى حيث يقول:
نيّتي: امتثالي لأمر الله (وجاهدوا في سبيل الله).
وحماسي: بذل الجهد لخدمة ديني، دين الله.
عزمي: أن أقهر أهل الكفر جميعاً بجنودي: جند الله.
وتفكيري: منصب على الفتح، على النصر على الفوز، بلطف الله.
جهادي: بالنفس وبالمال، فماذا في الدنيا بعد الامتثال لأمر الله.
وأشواقي: الغزو الغزو مئات الآلاف من المرات لوجه الله.
رجائي: في نصر الله. وسمو الدولة على أعداء الله.
يتبع ...
-
وهنا نرى بعض المواقف التي توضح الشخصية الرائعة لصاحب البشارة، السلطان محمد الفاتح.
خطة .. ورفق .. ونفس طويل
يروى أن الشيخ آق شمس الدين الذي تولى تربية السلطان محمد الفاتح العثماني رحمه الله كان يأخذ بيده ويمر به على الساحل ويشير إلى أسوار القسطنطينية التي تلوح من بعيد شاهقة حصينة، ثم يقول له : أترى هذه المدينة التي تلوح في الأفق؟ إنها القسطنطينية، وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رجلاً من أمته سيفتحها بجيشه ويضمها إلى أمة التوحيد، فقال عليه الصلاة والسلام فيما روي عنه : ( لَتَفْتَحْنّ القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش).
وما زال يكرر هذه الإشارة على مسمع الأمير الصبي إلى أن نمت شجرة الهمة في نفسه العبقرية وترعرعت في قلبه، فعقد العزم على أن يجتهد ليكون هو ذلك الفاتح الذي بشر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم وقد كان.
فقد كان والده السلطان مراد الثاني – منذ صغره – يصطحبه معه بين حين وآخر إلى بعض المعارك، ليعتاد مشاهدة الحرب والطعان، ومناظر الجنود في تحركاتهم واستعداداتهم ونزالهم، وليتعلم قيادة الجيش وفنون القتال عملياً، حتى إذا ما ولي السلطنة وخاض غمار المعارك خاضها عن دراية وخبرة.
وحاصر السلطان القسطنطينية واحداً وخمسين يوماً، وبعدها سقطت المدينة الحصينة التي استعصت على الفاتحين قبله، على يد بطل شاب له من العمر ثلاث وعشرون سنة.
-
بين السلطان الفاتح وأستـاذه آق شمس الدين
كان السلطان (محمد الفاتح) يكن لأستاذه الشيخ (آق شمس الدين) مشاعر الحب، والإجلال، والتوقير، ويزوره على الدوام، حيث يستمع لأحاديثه ونصائحه، ويستفيد من علمه الغزير.
وكان أستاذه هذا مهيباً لا يخشي سوى الله، لذا فإنه عند قدوم السلطان لزيارته، لا يقوم له من مجلسه، ولا يقف له. أما عند زيارته للسلطان (محمد الفاتح) فقد كان السلطان يقوم له من مجلسه توقيراً له، واحتراماً ويجلسه بجانبه.
وقد لاحظ ذلك وزار السلطان وحاشيته، لذا لم يملك الصدر الأعظم (محمود باشا) من إبداء دهشته للسلطان فقال له: لا أدري يا سلطاني العظيم، لم تقوم للشيخ (آق شمس الدين) عند زيارته لك، من دون سائر العلماء والشيوخ، في الوقت الذي لا يقوم لك تعظيماً عند زيارتك له؟!.
فأجابه السلطان: أنا أيضاً لا أدري السبب … ولكني عندما أراه مقبلاً علي، لا أملك نفسي من القيام له … أما سائر العلماء والشيوخ، فإني أراهم يرتجفون من حضوري، وتتلعثم ألسنتهم عندما يتحدثون معي، في الوقت الذي أجد نفسي أتلعثم عند محادثتي الشيخ آق شمس الدين.
وفي فتح القسطنطينية أراد السلطان أن يكون شيخه بجانبه أثناء الهجوم فأرسل إليه يستدعيه، لكن الشيخ كان قد طلب ألا يدخل عليه أحد الخيمة ومنع حراس الخيمة رسول السلطان من الدخول، وغضب محمد الفاتح وذهب بنفسه إلى خيمة الشيخ ليستدعيه، فمنع الحراس السلطان من دخول الخيمة بناءً على أمر الشيخ، فأخذ الفتح خنجره وشق جدار الخيمة في جانب من جوانبها ونظر إلى الداخل فإذا شيخه ساجداً لله في سجدة طويلة وعمامته متدحرجة من على رأسه وشعر رأسه الأبيض يتدلى على الأرض، ولحيته البيضاء تنعكس مع شعره كالنور، ثم رأى السلطان شيخه يقوم من سجدته والدموع تنحدر على خديه، فقد كان يناجي ربه ويدعوه بإنزال النصر ويسأله النصر ويسأله الفتح القريب.
وعاد السلطان محمد (الفاتح) عقب ذلك إلى مقر قيادته ونظر إلى الأسوار المحاصرة فإذا بالجنود العثمانيين وقد أحدثوا ثغرات بالسور تدفق منها الجنود إلى القسطنطينية، ففرح السلطان بذلك وقال: ليس فرحي لفتح المدينة إنما فرحي بوجود مثل هذا الرجل في زمني.
وذكر الإمام الشوكاني صاحب البدر الطالع أن (ثم بعد يوم – من الفتح - جاء السلطان إلى خيمة (آق شمس الدين) وهو مضطجع فلم يقم له، فقبل السلطان يده وقال له: جئتك لحاجة، قال: وما هي؟ قال: أن أدخل الخلوة عندك، فأبى، فأبرم عليه السلطان مراراً وهو يقول: لا. فغضب السلطان وقال: إنه يأتي إليك واحد من الأتراك فتدخله الخلوة بكلمة واحدة وأنا تأبى علي، فقال الشيخ: إنك إذا دخلت الخلوة تجد لذة تسقط عندها السلطنة من عينيك فتختل أمورها فيمقت الله علينا ذلك، والغرض من الخلوة تحصيل العدالة، فعليك أن تفعل كذا وكذا - وذكر له شيئاً من النصائح - ثم أرسل إليه ألف دينار فلم يقبل، ولما خرج السلطان محمد خان قال لبعض من معه: ما قام الشيخ لي. فقال له: لعله شاهد فيك من الزهو بسبب هذا الفتح الذي لم يتيسر مثله للسلاطين العظام، فأراد بذلك أن يدفع عنك بعض الزهو).
يتبع ...
-
وذكر الإمام الشوكاني صاحب البدر الطالع أن (ثم بعد يوم – من الفتح - جاء السلطان إلى خيمة (آق شمس الدين) وهو مضطجع فلم يقم له، فقبل السلطان يده وقال له: جئتك لحاجة، قال: وما هي؟ قال: أن أدخل الخلوة عندك، فأبى، فأبرم عليه السلطان مراراً وهو يقول: لا. فغضب السلطان وقال: إنه يأتي إليك واحد من الأتراك فتدخله الخلوة بكلمة واحدة وأنا تأبى علي، فقال الشيخ: إنك إذا دخلت الخلوة تجد لذة تسقط عندها السلطنة من عينيك فتختل أمورها فيمقت الله علينا ذلك، والغرض من الخلوة تحصيل العدالة، فعليك أن تفعل كذا وكذا - وذكر له شيئاً من النصائح - ثم أرسل إليه ألف دينار فلم يقبل، ولما خرج السلطان محمد خان قال لبعض من معه: ما قام الشيخ لي. فقال له: لعله شاهد فيك من الزهو بسبب هذا الفتح الذي لم يتيسر مثله للسلاطين العظام، فأراد بذلك أن يدفع عنك بعض الزهو).
أكان محمد الفاتح صوفي ؟!
سبحان الله.. شيخه يرى بنور الله تعالى! .. يقال أن الخلوة لا يجب أن تكون غاية بحد ذاتها.. فهي وسيلة لنعرف أن لا إله إلا الله ذوقاً!
محمد الفاتح كان يحقق لا إله إلا الله في الأرض.. الأرض احتاجت منه أن يمحو الشرك من قلبها ليبقى اسم الله الأعظم فيها بلا ند ولا شريك، وهو احتاج أن يمحو ما سوى الله من قلبه ليفنى في حب المعبود، فسبحان من أقامه فيما هو يريــد.. هو الله.. تبارك العليم القدير.. تبارك وتعالى.
سيفتاب.. كتييييييييييير حلو.. كتير، معلومات جديدة بالنسبة لي..ما أحلى هالصندوق :emoti_317:
-
متابع معكم إن شاء الله
لفت انتباهي شيئا .. أين المدفع السلطاني في فتح القسطنطينية ؟ هذا المدفع كان أسطورة أخرى لا تقل عن اسطورة نقل السفن على البر .. وأين الفتوحات التي قام بها صاحب البشارة قبل فتح القسطنطينية والتي مهدت لها فتحها ؟
-
ماشاء الله تبارك الله
أتابع القراءة إن شاء الله
-
:emoti_133:
ما شاء الله عليك يا تمرتنا تعجبني تعليقاتك كثيرا، بارك الله بك.
مرحبا بالنووي (أحمد برضه :emoti_282:) وبأحمد
بالنسبة للمدفع، طبعا معك حق، أما عن فتوحاته الأخرى فأنني هنا أحاول وضع ملخص لأهم صفاته وأعماله لنستفيد ونتعلم منها كيف كان هذا الفاتح العظيم، وأن صاحب البشارة لا يمكن أن ينتصر هكذا عشوائيا. وبالطبع لن تكفي صفحات هذا المنتدى للسرد التفصيلي عن كل شيء، ففضلت اختصار الغزوات ووضع أهم حدث فيها وهو فتح القسطنطينية ولاحقا سندون البلاد التي فتحها دون تفصيل. وهدفي ليس السرد التاريخي والاستقصاء، ولكن انتقاء بعض القصص ذات العبرة والعظة من سير هؤلاء العظام.
نعود للمدفع
انتظر المداخلة التالية بعد قليل. :emoti_282:
-
المدفع السلطاني
(http://ayamnal7lwa.net/magazine/Greatgun.jpg)
اعتنى السلطان عناية خاصة بجمع الأسلحة اللازمة لفتح القسطنطينية، ومن أهمها المدافع التي أخذت اهتماماً خاصاً منه حيث أحضر مهندساً مجرياً يدعى (أوربان) كان بارعاً في صناعة المدافع فأحسن استقباله ووفر له جميع الإمكانيات المالية والمادية والبشرية، وقد تمكن هذا المهندس من تصميم وتنفيذ العديد من المدافع الضخمة كان على رأسها المدفع السلطاني المشهور، والذي ذكر أن وزنه كان يصل إلى مئات الأطنان ويحتاج إلى مئات الثيران القوية لتحريكه، كما يحتاج إلى سبعمائة شخص لجره ويرمي كرة حجرية وزنها اثنا عشر رطلا لمسافة ألف وستمائة متر. وقد أشرف السلطان بنفسه على صناعة هذه المدافع وتجريبها.
-
والآن نعود لبعض المواقف مع السطان الفاتح.
سنان باشا والسلطان محمد الفاتح
بعد أن تم فتح مدينة (اسطنبول)، وضع السلطان (محمد الفاتح) تعليمات معينة حول القلاع، والأسوار المحيطة بالمدينة، ومن هذه التعليمات، أوامر مشددة على وجوب سد وغلق جميع أبواب أسوار هذه القلاع بعد أذان المغرب، وتبقي هذه الأبواب مغلقة حتى أذان الفجر.
وعينت مفارز عديدة على هذه القلاع، لتطبيق هذه الأوامر، وذلك لدواعي الأمن، وبذلك كان يمنع أي شخص من دخول المدينة، أو الخروج منها ضمن هذه الفترة.
كان (سنان جلبي باشا) على رأس إحدى هذه المفارز في القلعة الموجودة في منطقة (أون قباني).
في أحد الأيام، والسلطان (محمد الفاتح) مع كوكبة من حرسه خارج أسوار مدينة (اسطنبول)، وتأخر في الرجوع إلى المدينة، إذ عندما وصل إلى باب السور منطقة (أون قباني) رأى أن الباب مغلق، إذ كان أذان المغرب قد أذن قبل مدة.
صاح أحد حراس السلطان: سنان باشا … سنان باشا … افتح الباب.
قام (سنان باشا) من مكانه، وتطلع إلى تحت … لم يستطع أن يتعرف على أحد، فقد كان الظلام مخيماً … نزل إلى تحت وصاح من خلف السور:
- من أنتم؟
قال السلطان (محمد الفاتح): افتح الباب (يا سنان جلبي).
- من أنتم؟ ولماذا تأخرتم حتى الآن؟
لم يستطع أن يميز صوت السلطان، ولم يكن السلطان يعلن عن هويته.
قال السلطان: لا تسأل من نحن … افتح الباب.
احتد ( سنان باشا): كيف لا أسألكم؟ ألم تسمعوا بأمر السلطان؟ كيف أستطيع أن أفتح باب القلعة في هذه الساعة المتأخرة؟ اذهبوا من هنا، أو انتظروا حتى أذان الفجر … لا أستطيع مخالفة أمر السلطان، أم تريدون أن أسمع منه تقريعاً بسببكم؟
ضحك السلطان: كلا (يا سنان جلبي) … لن تسمع تقريعاً من السلطان … إنني أتكفل بهذا لك.
- لكن من أنت حتى تستطيع أن تكفلني لدى السلطان؟ أم تحسب نفسك سلطاناً؟
- أنا السلطان يا (سنان جلبي) … ألم تعرفني؟
فوجيء (سنان باشا) عند سماعه هذا، وأسرع بفتح الباب وهو يدمدم:
- أعذرني يا مولاي … لم أعرفكم … لم أكن أتوقع أن تخالفوا التعليمات التي وضعتموها بأنفسكم يا مولاي.
دخل السلطان من باب السور، ثم ترجل عن جواده ووضع يده على كتف (سنان باشا) وقال له:
- أنت عسكري جيد يا (سنان باشا) … لقد سررت جداً من التزامك بتعليماتي، لذا فتمن منى ما تشاء.
ذهل (سنان باشا) من كلام السلطان، فها هي كل الأبواب مفتوحة أمامه.. يستطيع أن يطلب أي مبلغ، وأي منصب … كان السلطان ينظر إليه مبتسماً، منتظراً الجواب منه … لم يتردد (سنان باشا) طويلاً … كلا لن يطلب من السلطان لا مالاً ولا جاهاً سيطلب منه تحقيق أمله الذي كان يحلم به منذ سنوات:
- ابن لي يا سلطاني جامعاً باسمي … لا أريد منك شيئاً آخر … جامعاً باسمي.
قبل السلطان هذا الرجاء، وأمر ببناء جامع باسمه.
فإذا قدر لك أن تزور (اسطنبول) فاسأل عن (جامع سنان باشا) وزر هذا الجامع التاريخي الجميل، فقد عرفت قصة بنائه، وبعد انتهاء صلاتك، ادع لروح (سنان باشا).
-
عدالة القضاء
أمر السلطان (محمد الفاتح) ببناء أحد الجوامع في مدينة (اسطنبول)، وكلف أحد المعماريين الروم واسمه (إبسلانتي) بالإشراف على بناء هذا الجامع، إذ كان هذا الرومي معمارياً بارعاً. وكان من بين أوامر السلطان: أن تكون أعمدة هذا الجامع من المرمر، وأن تكون هذه الأعمدة مرتفعة ليبدو الجامع فخماً، وحدد هذا الارتفاع لهذا المعماري.
ولكن هذا المعماري الرومي – لسبب من الأسباب – أمر بقص هذه الأعمدة، وتقصير طولها دون أن يخبر السلطان، أو يستشيره في ذلك، وعندما سمع السلطان (محمد الفاتح) بذلك، استشاط غضباً، إذ أن هذه الأعمدة التي جلبت من مكان بعيد، لم تعد ذات فائدة في نظره، وفي ثورة غضبه هذا، أمر بقطع يد هذا المعماري. ومع أنه ندم على ذلك إلا أنه كان ندماً بعد فوات الأوان.
ولم يسكت المعماري عن الظلم الذي لحقه، بل راجع قاضي اسطنبول الشيخ (صاري خضر جلبي) الذي كان صيت عدالته قد ذاع وانتشر في جميع أنحاء الإمبراطورية، واشتكى إليه ما لحقه من ظلم من قبل السلطان (محمد الفاتح).
ولم يتردد القاضي في قبول هذه الشكوى، بل أرسل من فوره رسولاً إلى السلطان يستدعيه للمثول أمامه في المحكمة، لوجود شكوى ضده من أحد الرعايا.
ولم يتردد السلطان كذلك في قبول دعوة القاضي، فالحق والعدل يجب أن يكون فوق كل سلطان.
وفي اليوم المحدد حضر السلطان إلى المحكمة، وتوجه للجلوس على المقعد قال له القاضي: لا يجوز لك الجلوس يا سيدي … بل عليك الوقوف بجانب خصمك.
وقف السلطان (محمد الفاتح) بجانب خصمه الرومي، الذي شرح مظلمته للقاضي، وعندما جاء دور السلطان في الكلام، أيد ما قاله الرومي.
وبعد انتهاء كلامه وقف ينتظر حكم القاضي، الذي فكر برهة ثم توجه إليه قائلاًَ: حسب الأوامر الشرعية، يجب قطع يدك أيها السلطان قصاصاً لك!!
ذهل المعماري الرومي، وارتجف دهشة من هذا الحكم الذي نطق به القاضي، والذي ما كان يدور بخلده، أو بخياله لا من قريب ولا من بعيد، فقد كان أقصى ما يتوقعه أن يحكم له القاضي بتعويض مالي. أما أن يحكم له القاضي بقطع يد السلطان (محمد الفاتح) فاتح (القسطنطينية) الذي كانت دول أوروبا كلها ترتجف منه رعباً، فكان أمراً وراء الخيال … وبصوت ذاهل، وبعبارات متعثرة قال الرومي للقاضي، بأنه يتنازل عن دعواه، وأن ما يرجوه منه هو الحكم له بتعويض مالي فقط، لأن قطع يد السلطان لن يفيده شيئاً، فحكم له القاضي بعشر قطع نقدية، لكل يوم طوال حياته، تعويضاً له عن الضرر البالغ الذي لحق به.
ولكن السلطان (محمد الفاتح) قرر أن يعطيه عشرين قطعة نقدية، كل يوم تعبيراً عن فرحه لخلاصه من حكم القصاص، وتعبيراً عن ندمه كذلك.
-
فإذا قدر لك أن تزور (اسطنبول) فاسأل عن (جامع سنان باشا) وزر هذا الجامع التاريخي الجميل، فقد عرفت قصة بنائه، وبعد انتهاء صلاتك، ادع لروح (سنان باشا)
لماذا لا تضعين لنا بعضًا من الصور لهذا المسجد كى نتعرف عنه عن قرب ؟
-
حاولت لكنني للأسف لم أستطع إيجاد صورة له.
لا حقا سنتحدث عن جوامع وقصور أضع لها صورا إن شاء الله
لو استطاع أحدكم أن يجد صورة لمسجد سنان باشا فليته يضعها لنا.
-
(http://www.ayamnal7lwa.net/forum/index.php?action=dlattach;topic=3359.0;attach=4505;image)
http://en.wikipedia.org/wiki/Sinan_Pasha_Mosque_(Istanbul)
هل هو هذا ؟
بحثت سريعاً عن مسجد سنان باشا باللغة العربية فلم أجد إلا مسجده بسوريا ومصر
ولما بحثت بالإنجليزية وجدت هذا
أرجو أن يكون هو ما تبحثون عنه فلم أقرأ الموضوع بعد ::cry:: ادعوا لي
-
ربنا يكرمك يا فرح ::ok::
أعتقد أنه هو
ربنا يفتح عليك وتقرأي الموضوع وتقولي رأيك :emoti_282:
-
آمين
الكتاب باين من عنوانه .. واضح أنه موضوع ممتاز ::ok::
أعود للقراءة إن شاء الله
-
:emoti_133:
وجدت لكم صورة أخرى لمسجد سنان باشا :emoti_282:
(http://ayamnal7lwa.net/magazine/sinanmosque.jpg)
-
في المداخلات القادمة ننتقل لعرض بعض أعمال السلطان الحضارية emo (30):
-
شيء من أعماله الحضارية
اهتمامه بالمدارس والمعاهد
(http://ayamnal7lwa.net/magazine/mcomplex.jpg)
إحدى المجمعات
كان السلطان محمد الفاتح محباً للعلم والعلماء ولذلك اهتم ببناء المدارس والمعاهد في جميع أرجاء دولته. وقد كان السلطان أورخان أول من أنشأ مدرسة نموذجية في الدولة العثمانية وسار بعده سلاطين الدولة على نهجه وانتشرت المدارس والمعاهد في بورسة وأدرنة وغيرها من المدن.
ولقد فاق محمد الفاتح أجداده في هذا المضمار وبذل جهوداً كبيرة في نشر العلم وإنشاء المدارس والمعاهد وأدخل بعض الإصلاحات في التعليم واشرف على تهذيب المناهج وتطويرها وحرص على نشر المدارس والمعاهد في كافة المدن الكبيرة والصغيرة وكذلك القرى وأوقف عليها الأوقاف العظيمة. ونظم هذه المدارس ورتبها على درجات ومراحل، ووضع لها المناهج، وحدد العلوم والمواد التي تدرس في كل مرحلة، ووضع لها نظام الامتحانات فلا ينتقل طالب من مرحلة إلى أخرى إلا بعد إتقانه لعلوم المرحلة السابقة ويخضع لامتحان دقيق وكان السلطان الفاتح يتابع هذه الأمور ويشرف عليها وأحيانا يحضر امتحانات الطلبة ويزور المدارس بين الحين والحين ولا يأنف من استماع الدروس التي يلقيها الأساتذة، وكان يوصي الطلبة بالجد والاجتهاد ولا يبخل بالعطاء للنابغين من الأساتذة والطلبة وجعل التعليم في كافة مدارس الدولة بالمجان وكانت المواد التي تدرس في تلك المدارس: التفسير، والحديث، والفقه، والأدب، والبلاغة، وعلوم اللغة من المعاني والبيان والبديع، والهندسة...الخ.
وأنشأ بجانب مسجده الذي بناه بالقسطنطينية ثمان مدارس على كل جانب من جوانب المسجد أربعة مساجد يتوسطها صحن فسيح وفيها يقضي الطالب المرحلة الأخيرة من دراسته وألحقت بهذه المدارس مساكن للطلبة ينامون فيها ويأكلون فيها طعامهم ووضعت لهم منحة مالية شهرية، وكان الموسم الدراسي على طول السنة في هذه المدارس وأنشأ بجانبها مكتبة خاصة وكان يشترط في الرجل الذي يتولى أمانة هذه المكتبة أن يكون من أهل العلم والتقوى متبحراً في أسماء الكتب والمؤلفين وكان المشرف على المكتبة يعير الطلبة والمدرسين ما يطلبونه من الكتب بطريقة منظمة دقيقة ويسجل أسماء الكتب المستعارة في دفتر خاص وهذا الأمين مسؤول عن الكتب التي في عهدته ومسؤول عن سلامة أوراقها وتخضع هذه المكتبة للتفتيش كل ثلاثة أشهر على الأقل وكانت مناهج هذه المدارس يتضمن نظام التخصص، فكان للعلوم النقلية والنظرية قسماً خاصاً وللعلوم التطبيقية قسماً خاصاً أيضاً، وكان الوزراء والعلماء من أصحاب الثروات يتنافسون في إنشاء المعاهد والمدارس والمساجد والأوقاف الخيرية.
-
اهتمام السلطان محمد الفاتح بالعلماء
لقد كان للعلماء والأدباء مكانة خاصة لدى محمد الفاتح، فقرب إليه العلماء ورفع قدرهم وشجعهم على العمل والإنتاج وبذل لهم الأموال ووسع لهم في العطايا والمنح والهدايا ليتفرغوا للعلم والتعليم وكان يكرمهم غاية الإكرام ولو كانوا من خصومه ؛ فبعد أن ضم إمارة القرمان إلى الدولة أمر بنقل العمال والصناع إلى القسطنطينية، غير أن وزيره روم محمد باشا ظلم الناس ومن بينهم بعض العلماء وأهل الفضل ومن بينهم العالم أحمد جلبي بن السلطان أمير علي، فلما علم السلطان محمد الفاتح بأمره اعتذر إليه وأعاده إلى وطنه مع رفقائه معززاً مكرماً.
وتحدثنا كتب التاريخ أن السلطان محمد بعث مع أحد خدامه بمرسوم إلى الشيخ أحمد الكوراني - وكان حين ذاك يتولى قضاء العسكر- فوجد فيه أمراً يخالف الشرع فمزقه وضرب الخادم. وشق ذلك على السلطان محمد وغضب من فعل الشيخ وعزله من منصبه، ووقع بينهما نفور وجفوة ورحل الكوراني إلى مصر حيث استقبله سلطانها قايتباي وأكرمه غاية الإكرام وأقام عنده برهة من الزمن. وما لبث الفاتح أن ندم على ما كان منه فكتب إلى السلطان قايتباي يطلب منه أن يرسل إليه الشيخ الكوراني (فحكى السلطان قايتباي كتاب السلطان محمد خان للشيخ الكوراني ثم قال له لا تذهب إليه فاني أكرمك فوق ما يكرمك هو. قال: نعم هو كذلك إلا أن بيني وبينه محبة عظيمة كما بين الوالد والولد. وهذا الذي جرى بيننا شيء آخر وهو يعرف ذلك مني ويعرف أني أميل إليه بالطبع فإذا لم أذهب إليه يفهم أن المنع من جانبك فتقع بينكما عداوة. فاستحسن السلطان قايتباي هذا الكلام وأعطاه مالاً جزيلاً وهيأ له ما يحتاج إليه من حوائج السفر وبعث معه هدايا عظيمة إلى السلطان محمد خان. وأسند إليه الفاتح القضاء ثم الإفتاء وأجزل له من العطاء وأكرمه إكراما لا مزيد عليه.
وكان السلطان محمد الفاتح لا يسمع عن عالم في مكان أصابه عوزاً وإملاق إلا بادر إلى مساعدته وبذل له ما يستعين به على أمور دنياه.
وكان من عادة الفاتح في شهر رمضان أن يأتي إلى قصره بعد صلاة الظهر بجماعة من العلماء المتبحرين في تفسير القرآن فيقوم في كل مرة واحد منهم بتفسير آيات من القرآن الكريم وتقريرها ويناقشه في ذلك سائر العلماء ويجادلونه، وكان الفاتح يشارك في هذه المناقشات ويشجع هؤلاء العلماء بالعطايا والهدايا والمكافآت المالية الجزيلة.
-
اهتمامه بالشعراء والأدباء
ذكر مؤرخ الأدب العثماني أن السلطان محمد الفاتح (راعٍ لنهضة أدبية، وشاعر مجيد حكم ثلاثين عاماً كانت أعوام خصب ورخاء وبركة ونماء وعرف بأبي الفتح لأنه غلب على إمبراطوريتين، وفتح سبع ممالك واستولى على مائتي مدينة وشاد دور العلم ودور العبادة، فعرف كذلك بأبي الخيرات).
وكان الفاتح مهتماً بالأدب عامة والشعر خاصة، وكان يصاحب الشعراء ويصطفيهم، واستوزر الكثير منهم مثل أحمد باشا محمود ومحمود باشا وقاسم الجزري باشا، وهؤلاء شعراء وكان في بلاط الفاتح ثلاثون شاعراً يتناول كل منهم راتباً شهرياً قدره ألف درهم وكان طبيعياً بعد هذا الاهتمام أن يتفنن الشعراء والأدباء في مدح السلطان محمد لما قدمه إلى العلم والأدب من كريم الرعاية وجميل التشجيع.
وكان محمد الفاتح ينكر على الشعراء التبذل والمجون والدعارة ويعاقب الذي يخرج عن الآداب بالسجن أو يطرده من بلاطه.
اهتمامه بالترجمة
كان السلطان محمد الفاتح متقناً للغة الرومية ومن أجل أن يبعث نهضة فكرية في شعبه أمر بنقل كثير من الآثار المكتوبة باليونانية واللاتينية والعربية والفارسية إلى اللغة التركية من ذلك كتاب "مشاهير الرجال" لبلوتارك ونقل إلى التركية كتاب التصريف في الطب لأبي القاسم الزهراوي الطبيب الأندلسي مع زيادات في صور آلات الجراحة وأوضاع المرضى أثناء إجراء العمليات الجراحية.
وعندما وجد كتاب بطليموس في الجغرافيا وخريطة له قام بمطالعته ودراسته مع العالم الرومي جورج اميروتزوس ثم طلب إليه الفاتح وإلى ابنه (ابن العالم الرومي) الذي كان يجيد اللغتين الرومية والعربية بترجمة الكتاب إلى العربية وإعادة رسم الخريطة مع التحقيق في أسماء البلدان وكتابتها باللغتين العربية والرومية وكافأهما على هذا العمل بعطايا واسعة جمة وكان العلامة علي القوشجي وهو من أكبر علماء عصره في الرياضيات والفلك كلما ألف كتاباً بالفارسية نقله إلى العربية وأهداه إلى الفاتح.
وكان الفاتح مهتما باللغة العربية، لأنها لغة القرآن الكريم كما أنها من اللغات العلمية المنتشرة في ذلك العهد. وليس أدل على اهتمام الفاتح باللغة العربية من انه طلب إلى "المدرسين بالمدارس الثماني أن يجمعوا بين الكتب الستة في علم اللغة كالصحاح والتكملة والقاموس وأمثالها". ودعم الفاتح حركة الترجمة والتأليف لنشر المعارف بين رعاياه بالإكثار من نشر المكاتب العامة وأنشأ له في قصره خزانة خاصة احتوت على غرائب الكتب والعلوم وعين الشيخ لطفي أميناً عليها، وكان بها اثنا عشر ألف مجلد عندما احترقت عام 1465م وقد وصف الأستاذ ديزمان هذه المكتبة بأنها بمثابة نقطة تحول في العلم بين الشرق والغرب.
-
اهتمامه بالعمران والبناء والمستشفيات
كان السلطان محمد الفاتح مغرماً ببناء المساجد والمعاهد والقصور والمستشفيات والخانات والحمامات والأسواق الكبيرة والحدائق العامة وأدخل المياه إلى المدينة بواسطة قناطر خاصة وشجع الوزراء وكبار رجال الدولة والأغنياء والأعيان على تشييد المباني وإنشاء الدكاكين والحمامات وغيرها من المباني التي تعطي المدن بهاءً ورونقاً واهتم بالعاصمة (اسطنبول) اهتماماً خاصاً وكان حريصاً على أن يجعلها (أجمل عواصم العالم) وحاضرة العلوم والفنون. وكثر العمران في عهد الفاتح وانتشر واهتم بدور الشفاء ووضع لها نظاماً مثالياً في غاية الروعة والدقة والجمال، فقد كان يعهد بكل دار من هذه الدور إلى طبيب - ثم زيد إلى اثنين - من حذاق الأطباء من أي جنس كان، يعاونهما كحال وجراح وصيدلي وجماعة من الخدم والبوابين ويشترط في جميع المشتغلين بالمستشفى أن يكونوا من ذوي القناعة والشفقة والإنسانية، ويجب على الأطباء أن يعودوا المرضى مرتين في اليوم وأن لا تصرف الأدوية للمرضى إلا بعد التدقيق من إعدادها، وكان يشترط في طباخ المستشفى أن يكون عارفاً بطهي الأطعمة والأصناف التي توافق المرضى منها وكان العلاج والأدوية في هذه المستشفيات بالمجان ويغشاها جميع الناس بدون تمييز بين أجناسهم وأديانهم.
-
أمثلة للمساجد
(http://ayamnal7lwa.net/magazine/mauseyup.jpg)
مسجد أيوب الأنصاري
(http://ayamnal7lwa.net/magazine/Fatih_Mosque_Istanbul.jpg)
مسجد الفاتح
(http://ayamnal7lwa.net/magazine/fatih_conquerantmosquee06b.jpg)
مسجد الفاتح من الداخل
-
أمثلة للمساجد
(http://ayamnal7lwa.net/magazine/mauseyup.jpg)
مسجد أيوب الأنصاري
(http://ayamnal7lwa.net/magazine/Fatih_Mosque_Istanbul.jpg)
مسجد الفاتح
(http://ayamnal7lwa.net/magazine/fatih_conquerantmosquee06b.jpg)
مسجد الفاتح من الداخل
-
أشهر القصور
قصر توب كابي
(http://ayamnal7lwa.net/magazine/topkapipalace.jpg)
نظرة عامة من الخارج
(http://ayamnal7lwa.net/magazine/topkapi_sarayi_2.jpg)
من الداخل
-
في معرض قصر توبكا بي، تجدين في إحدى القاعات عرضا لأزياء السلاطين العثمانيين، وسيلفت نظرك بساطة زي السلطان محمد الفاتح الشديدة، وفخامة ازياء المتأخرين..
وهكذا هي الدنيا إذا بسطت ألهت، فإذا ألهت كان ذلك نذيرا بقرب الانهيار
أما الدول القوية والحضارات فلا تقوم على اكتاف المترفين، ولا تقوم إلا بجهود المناضلين والمكافحين
شكرا لك يا سيفتاب على هذا الموضوع المتميز ::ok::
-
وشكرا لك يا هادية على مرورك وتعليقك
أين هذا المعرض؟
يااااااه
أخيرا حد عبرني
بقالي كتير قاعدة مع السطان لوحدي :emoti_282:
-
الاهتمام بالتجارة والصناعة
اهتم السلطان محمد الفاتح بالتجارة والصناعة وعمل على إنعاشهما بجميع الوسائل والعوامل والأسباب وكان بذلك مقتفياً خط آبائه وأجداده السلاطين. وكان العثمانيون على دراية واسعة بالأسواق العالمية وبالطرق البحرية والبرية وطوروا الطرق القديمة وأنشئوا الكباري الجديدة مما سهل حركة التجارة في جميع أجزاء الدولة واضطرت الدول الأجنبية من فتح موانيها لرعايا الدولة العثمانية ليمارسوا حرفة التجارة في ظل الراية العثمانية. وأصبحت للدولة عملتها الذهبية المتميزة ولم تهمل الدولة إنشاء دور الصناعة ومصانع الذخيرة والأسلحة.
الاهتمام بالتنظيمات الإدارية
عمل السلطان محمد الفاتح على تطوير دولته، وشكل السلطان محمد لجنة من خيار العلماء لتشرف على وضع قانون مستمد من الشريعة الغراء. وكان هذا القانون مكوناً من ثلاثة أبواب، يتعلق بمناصب الموظفين وببعض التقاليد وما يجب أن يتخذ من التشريفات والاحتفالات السلطانية وهو يقرر كذلك العقوبات والغرامات، ونص صراحة على جعل الدولة حكومة إسلامية قائمة على تفوق العنصر الإسلامي أياً كان أصله وجنسه.
واهتم محمد الفاتح بوضع القوانين التي تنظم علاقة السكان من غير المسلمين بالدولة ومع جيرانهم من المسلمين، ومع الدولة التي تحكمهم وترعاهم، وأشاع العدل بين رعيته، وجد في ملاحقة اللصوص وقطاع الطرق، وأجرى عليهم أحكام الإسلام، فاستتب الأمن وسادت الطمأنينة في ربوع الدولة العثمانية.
وقام محمد الفاتح بحركة تطهير واسعة لكل الموظفين القدماء غير الأكفاء وجعل مكانهم الأكفاء، واتخذ الكفاية وحدها أساساً في اختيار رجاله ومعاونيه وولاته. واهتم بالنظام المالي ووضع القواعد المحكمة الصارمة في جباية أموال الدولة وقضى على إهمال الجباة وتلاعبهم مما كان يضيع على الدولة ثروات هائلة.
لقد أظهر السلطان محمد في الناحية الإدارية كفاية ومقدرة لا تقلان عن كفايته ومقدرته في الناحيتين السياسية والحربية.
-
اهتمامه بالجيش والبحرية
وقد تميز عصر السلطان محمد الفاتح بجانب قوة الجيش البشرية وتفوقه العددي، بإنشاءات عسكرية عديدة ومتنوعة، فأقام دور الصناعة العسكرية لسد احتياجات الجيش من الملابس والسروج والدروع ومصانع الذخيرة والأسلحة، وأقام القلاع والحصون في المواقع ذات الأهمية العسكرية، وكانت هناك تشكيلات عسكرية متنوعة في تمام الدقة وحسن التنظيم من فرسان ومشاة ومدفعية وفرق مساعدة، تمد القوات المحاربة بما تحتاجه من وقود وغذاء وعلف للحيوان وإعداد صناديق الذخيرة حتى ميدان القتال، وكان هناك صنف من الجنود يسمى " لغمجية " وظيفته الحفر للألغام وحفر الإنفاق تحت الأرض أثناء محاصرة القلعة المراد فتحها وكذلك السقاؤون كان عليهم تزويد الجنود بالماء ولقد تطورت الجامعة العسكرية في زمن الفاتح وأصبحت تخرج الدفعات المتتالية من المهندسين والأطباء والبيطريين وعلماء الطبيعيات والمساحات، وكانت تمد الجيش بالفنيين المتخصصين وقد أكسب هؤلاء العثمانيين شهرة عريضة في الدقة والنظام.
وبعد فتح القسطنطينية ضوعفت العناية بالسلاح البحري، فلم تمضي إلا مدة من الزمن حتى سيطر الأسطول العثماني على البحرين الأسود والأبيض، ولقد استفاد من الدول التي وصلت إلى مستوى رفيع في صناعة الأساطيل مثل الجمهوريات الإيطالية وبخاصة البندقية وجنوا أكبر الدول البحرية في ذلك الوقت.
-
اهتمامه بالعدل
إن إقامة العدل بين الناس كان من واجبات السلاطين العثمانيين، وكان السلطان محمد شأنه في ذلك شأن من سلف من آبائه - شديد الحرص على إجراء العدالة في أجزاء دولته ولكي يتأكد من هذا الأمر كان يرسل بين الحين والحين إلى بعض رجال الدين من النصارى بالتجوال والتطواف في أنحاء الدولة ويمنحهم مرسوم مكتوب يبين مهمتهم وسلطتهم المطلقة في التنقيب والتحري والاستقصاء لكي يطلعوا كيف تساس أمور الدولة وكيف يجري ميزان العدل بين الناس في المحاكم وقد أعطى هؤلاء المبعوثون الحرية الكاملة في النقد وتسجيل ما يرون ثم يرفعون ذلك كله إلى السلطان.
وقد كانت تقرير هؤلاء المبعوثين النصارى تشيد دائماً بحسن سير المحاكم وإجراء العدل بالحق والدقة بين الناس بدون محاباة أو تمييز، وكان السلطان الفاتح عند خروجه إلى الغزوات يتوقف في بعض الأقاليم وينصب خيامه ليجلس بنفسه للمظالم ويرفع إليه من شاء من الناس شكواه ومظلمته.
وكان على إدراك تام بأن رجال الفقه والشريعة هم أعرف الناس بالعدالة وأبصرهم بمواقعها وأشد الناس حرصاً على أنفاذها وكان يرى أن العلماء في الدولة بمنزلة القلب في البدن، إذا صلحوا صلحت الدولة ولذلك اعتنى الفاتح بالعلم وأهله ويسر سبل العلم على طالبيه وكفاهم مؤونة التعيش والتكسب ليتفرغوا للدرس والتحصيل، وأكرم العلماء ورفع منزلتهم، وقد اعتنى الفاتح بوجه خاص برجال القضاء الذين يتولون الحكم والفصل في أمور الناس فلا يكفي في هؤلاء أن يكونوا من المتضلعين في الفقه والشريعة والاتصاف بالنزاهة والاستقامة وحسب بل لابد إلى جانب ذلك أن يكونوا موضع محبة وتقدير بين الناس، وأن تتكفل الدولة بحوائجهم المادية حتى تسد طرق الإغراء والرشوة، فوسع لهم الفاتح في عيشهم كل التوسعة، وأحاط منصبهم بحالة مهيبة من الحرمة والجلالة والقداسة والحماية.
وتحدثنا كتب التاريخ: أن أحد غلمان محمد الفاتح ظهر منه بعض الفساد بأدرنة فأرسل إليه القاضي بعض الخدم لمنعه فلم يمتنع، فركب إليه القاضي بنفسه فاعتدى عليه الغلام وضربه ضرباً شديداً فما أن سمع السلطان الفاتح بذلك حتى أخذه الغضب واستطار به وأمر بقتل ذلك الغلام لتحقيره نائب الشريعة. وتشفع الوزراء للغلام لدى السلطان الفاتح فلم يقبل شفاعتهم فالتمسوا من المولى محي الدين محمد أن يصلح هذا الأمر لدى السلطان، ولكن الفاتح أعرض عنه ورد كلامه فقال له المولى محي الدين: إن النائب (أي القاضي) بقيامه عن مجلس القضاء بسبب الغضب سقط عن رتبة القضاء فلم يكن هو عند الضرب قاضياً فلم يلزم تحقير الشرع حتى يحل قتله (قتل الغلام) فسكت السلطان محمد خان. ثم جاء الغلام إلى قسطنطينية فأتى به الوزراء إلى السلطان محمد خان لتقبيل يده شكراً للعفو عنه. فأحضر السلطان محمد خان عصاً كبيرة فضربه بنفسه ضرباً شديداً حتى مرض الغلام أربعة أشهر فعالجوه فبرئ ثم صار ذلك الغلام وزيراً للسلطان بايزيد خان واسمه داود باشا. وكان يدعو للسلطان محمد خان ويقول: إن رشدي هذا ما حصل إلا من ضربه. أما القاضي المرتشي فلم يكن له عند الفاتح من جزاء غير القتل.
-
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في المداخلة التالية، أضع لكم وصية الفاتح لابنه، أرجو أن تقرؤوها بعناية وعمق شديدين، فوالله كل جملة فيها تحتاج لبلورتها في عشارت الصفحات.
-
وصية السلطان محمد الفاتح لابنه
هذه وصية محمد الفاتح لابنه وهو على فراش الموت والتي تعبر أصدق التعبير عن منهجه في الحياة، وقيمه ومبادئه التي آمن بها والتي يتمنى من خلفائه من بعده أن يسيروا عليها:
"ها أنذا أموت، ولكني غير آسف لأني تارك خلفاً مثلك. كن عادلاً صالحاً رحيماً، وابسط على الرعية حمايتك بدون تمييز، واعمل على نشر الدين الإسلامي، فإن هذا هو واجب الملوك على الأرض، قدم الاهتمام بأمر الدين على كل شيء، ولا تفتر في المواظبة عليه، ولا تستخدم الأشخاص الذين لا يهتمون بأمر الدين، ولا يجتنبون الكبائر وينغمسون في الفحش، وجانب البدع المفسدة، وباعد الذين يحرضونك عليها وسع رقعة البلاد بالجهاد واحرس أموال بيت المال من أن تتبدد، إياك أن تمد يدك إلى مال أحد من رعيتك إلا بحق الإسلام، واضمن للمعوزين قوتهم، وابذل إكرامك للمستحقين.
وبما أن العلماء هم بمثابة القوة المبثوثة في جسم الدولة، فعظم جانبهم وشجعهم، وإذا سمعت بأحد منهم في بلد آخر فاستقدمه إليك وأكرمه بالمال.
حذار حذار لا يغرنك المال ولا الجند، وإياك أن تبعد أهل الشريعة عن بابك، وإياك أن تميل إلى أي عمل يخالف أحكام الشريعة، فان الدين غايتنا، والهداية منهجنا وبذلك انتصرنا.
خذ مني هذه العبرة: حضرت هذه البلاد كنملة صغيرة، فأعطاني الله تعالى هذه النعم الجليلة، فالزم مسلكي، وأحذ حذوي، واعمل على تعزيز هذا الدين وتوقير أهله ولا تصرف أموال الدولة في ترف أو لهو، وأكثر من قدر اللزوم فإن ذلك من أعظم أسباب الهلاك."
-
هل قال هذا الكلام الذى يوزن بميزان من ذهب و هو فى فراش الموت؟ و من هو ابنه؟ هل له نصيب من الشهرة؟
-
نعم يا محمد، أرأيت مثل هذا الرجل! لله دره
ابنه هو بايزيد الثاني وهو أكبر أبنائه وقد ثامن السلاطين تولى الحكم بعد أبيه عرف عنه أنه كان يؤلف الشعر، ويؤلف الموسيقى ويتقن فن الخط العربي.
-
ما شاء الله!
رحمه الله تعالى وغفر له ورضي عنه وأرضاه.
..
إنما لم تعجبني مسألة "توريث السلطة" هذه للولد، وها نحن نرى تبعاتها.. فهي باتت سنة سيئة كما يبدو !
كما أنني -في فصول سبقت من العرض- لم أحب مطلقاً ذلك التعظيم والتبجيل للحاكم -أي حاكم- من قبيل مخاطبته بسلطاني العظيم، وما إلى ذلك من تقبيل يد لأهل السلطان، فهل هذه كانت عادة عثمانية أو عادة مستوردة من ملوك الغرب.. وهل هذا طال جميع ملوك وحكام المسلمين، أقصد متى بدأ يا ترى ؟!
قطعاً لم يكن هذا التعظيم "الملوكي" في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين.
-
بالنسبة للتوريث يا تمرتنا الحبيبة، لم تكن هناك ثمة آليات متوفرة للانتخاب في ذلك الوقت المبكر، جميع الدول التي عرفها التاريخ حتى ذلك الوقت كانت تحكم بالتوريث
ولما كان مجتمع المسلمين محدودا وقيادته في المدينة، أمكن الاختيار بالشورى، لكن لما اتسعت رقعة الدولة لم يعد ذلك عمليا، وصارت كل منطقة تنتخب زعيما، ودبت الفرقة والمنازعات واحتدمت الفتن، ولم تهدأ إلا عندما استقر نظام التوريث.
فعلينا ن ننظر للامور بمنظار ذلك العصر وملابساته لا بمنظارنا المعاصر حيث ابتدع الناس آليات معقدة ومطورة للانتخابات الحرة (وياريتها بتطبق)
أما تقبيل يد السلطان فهي عادة تركية تدل على الاحترام والتوقير فقط، مثل تقبيل يد الأم والآب. واستمرت تلك العادة إلى الآن بين المتدينين والعلمانيين لا فرق. ففي المسلسلات التركية المعاصرة على مافيها من بلاوي، نلاحظ محافظتهم على هذه العادة.
أما مخاطبته بسلطاني العظيم فأعتقد يقصد منها الإعجاب والاحترام الذي كان يستحقه فهو سلطان وعظيم بالفعل.
في رأيي الشخصي مرحبا بالسلطنة والتوريث إذا كان سيولي علينا أمثال هذا السلطان العظيم.
-
وفاة السلطان محمد الفاتح وأثرها على الغرب والشرق
في شهر الربيع من عام 886هـ - 1481م غادر السلطان الفاتح القسطنطينية إلى آسيا الصغرى، حيث كان قد أُعد في اسكدار جيش آخر كبير. وكان السلطان محمد الفاتح قبل خروجه من اسطنبول قد أصابته وعكة صحية إلا أنه لم يهتم بذلك لشدة حبه للجهاد وشوقه الدائم للغزو وخرج بقيادة جيشه بنفسه، وقد كان من عادته أن يجد في خوض غمار المعارك شفاء لما يلم به من أمراض، إلا أن المرض تضاعف عليه هذه المرة وثقلت وطأته بعد وصوله إلى اسكدار فطلب أطباءه. غير أن القضاء حم به فلم ينفع فيه تطبيب ولا دواء، ومات السلطان الفاتح وسط جيشه العرمرم يوم الخميس الرابع من ربيع الأول 886هـ (3 مايو 1481م) وهو في الثانية والخمسين من عمره بعد أن حكم نيفاً وثلاثين عاماً.
وبعد أن ذاع نبأ الوفاة في الشرق والغرب، أحدث دوياً هائلاً اهتزت له النصرانية والإسلام، أما النصرانية فقد غمرها الفرح والابتهاج والبشرى وأقام النصارى في رودس صلوات الشكر على نجاتهم من هذا العدو المخيف، وكانت جيوش الدولة العثمانية قد وصلت إلى جنوب إيطاليا لفتح كل ايطاليا وضمها للدولة العثمانية إلا أن خبر الوفاة وصلهم فانتاب الجنود هم شديد وحزن عميق واضطر العثمانيون في الدخول لمفاوضات مع ملك نابولي لينسحبوا آمنين على حياتهم وأمتعتهم وعتادهم وتمّ الاتفاق على ذلك إلا أن النصارى لم يفوا بما تعهدوا واعتقلوا بعض الجنود الذين كانوا في المؤخرة وصفدوهم بالحديد.
وعندما وصل خبر وفاة السلطان إلى روما ابتهج البابا وأمر بفتح الكنائس وأقيمت فيها الصلوات والاحتفالات، وسارت المواكب العامة تجوب الشوارع والطرقات وهي تنشد أناشيد النصر والفرح بين طلقات المدافع وظلت هذه الاحتفالات والمهرجانات قائمة في روما طيلة ثلاثة أيام، لقد تخلصت النصرانية بوفاة محمد الفاتح من أعظم خطر كان يهددها.
لم يكن أحد يعلم شيئاً عن الجهة التي كان سيذهب إليها السلطان الفاتح بجيشه، وذهبت ظنون الناس في ذلك مذاهب شتى. فهل كان يقصد رودس ليفتح هذه الجزيرة التي امتنعت على قائده مسيح باشا؟ أم كان يتأهب للحاق بجيشه الظافر في جنوبي إيطاليا ويزحف بنفسه بعد ذلك إلى روما وشمالي إيطاليا ففرنسا وإسبانيا؟
لقد ظل ذلك سراً طواه الفاتح في صدره ولم يبح به لأحد ثم طواه الموت بعد ذلك.
لقد كان من عادة الفاتح أن يحتفظ بالجهة التي يقصدها ويتكتم أشد التكتم ويترك أعداءه في غفلة وحيرة من أمرهم، لا يدري أحدهم متى تنزل عليه الضربة القادمة ثم يتبع هذا التكتم الشديد بالسرعة الخاطفة في التنفيذ فلا يدع لعدوه مجالاً للتأهب والاستعداد، وذات مرّة سأله أحد القضاة أين تقصد بجيوشك فأجابه الفاتح: "لو أن شعرة في لحيتي عرفت ذلك لنتفتها وقذفت بها في النار ... ".
كان من أهداف الفاتح أن يمضي بفتوحات الإسلام من جنوب إيطاليا إلى أقصاها في الشمال ويستمر في فتوحاته بعد ذلك إلى فرنسا وأسبانيا وما وراءها من الدول والشعوب والأمم.
لقد تأثر المسلمون في العالم الإسلامي لوفاة محمد الفاتح وحزنوا عليه حزناً عميقاً وبكاه المسلمون في جميع أقطار المعمورة، لقد بهرتهم انتصاراته، وأعاد إليهم سيرة المجاهدين الأوائل من السلف الصالح.
قال عن وفاته عبد الحي بن العماد الحنبلي في وفيات سنة ست وثمانين وثمانمائة: ( .. كان من أعظم سلاطين بني عثمان وهو الملك الفاضل النبيل العظيم الجليل أعظم الملوك جهاداً وأقواهم إقداما واجتهاداً وأثبتهم جأشاً وقواداً وأكثرهم توكلاً على الله واعتماداً وهو الذي أسس ملك بني عثمان وقنن لهم قوانين صارت كالأطواق في أجياد الزمان وله مناقب جميلة ومزايا فاضلة جليلة وآثار باقية في صفحات الليالي والأيام ومآثر لا يمحوها تعاقب السنين والأعوام وغزوات كسر بها أصلاب الصلبان والأصنام من أعظمها أنه فتح القسطنطينية الكبرى وساق إليها السفن تجري رخاءً براً وبحراً هجم عليها بجنوده وأبطاله وأقدم عليها بخيوله ورجاله وحاصرها خمسين يوماً أشد الحصار وضيق على من فيها من الكفار الفجار وسل على أهلها سيف الله المسلول وتدرع بدرع الله الحصين المسبول ودق باب النصر والتأييد ، ومن قرع باباً ولج وثبت على متن الصبر إلى أن أتاه الله تعالى بالفرج ونزلت عليه ملائكة الله القريب الرقيب بالنصر العزيز من الله تعالى والفتح القريب ففتح اسطنبول في اليوم الحادي والخمسين من أيام محاصرته وهو يوم الأربعاء العشرين من جمادي الآخرة سنة سبع وخمسين وثمانمائة وصلى في أكبر كنائس النصارى صلاة الجمعة وهي أيا صوفيا وهي قبة تسامى قبة السماء وتحاكي في الاستحكام قبب الأهرام ولا وهت ولا وهت كبراً ولا هرماً وقد أسس في اسطنبول للعلم أساساً راسخاً لا يخشى على شمسه الأفول وبنى مدارس كالجفان لها ثمانية أبواب سهلة الدخول وقنن بها قوانين تطابق المعقول والمنقول فجزاه الله خيراً عن الطلاب ومنحه بها أجراً وأكبر ثواب فإنه جعل لهم أيام الطلب ما يسد فاقتهم ويكون به من خمار الفقر إفاقتهم وجعل بعد ذلك مراتب يترقون إليها ويصعدون بالتمكن والاعتبار عليها إلى أن يصلوا إلى سعادة الدنيا ويتوسلون بها أيضاً إلى سعادة العقبى وأنه رحمه الله تعالى استجلب العلماء الكبار من أقصى الديار وأنعم إليهم وعطف بإحسانه إليهم كمولانا علي القوشجي والفاضل الطوسي والعالم الكوراني وغيرهم من علماء الإسلام وفضلاء الأنام فصارت اسطنبول بهم أم الدنيا ومعدن الفخار والعليا واجتمع فيها أهل الكمال من كل فن، فعلماؤها إلى الآن أعظم علماء الإسلام وأهل حرفها أدق الفطناء في الأنام وأرباب دولتها هم أهل السعادة العظام فللمرحوم المقدس قلادة منن لا تحصى في أعناق المسلمين لاسيما العلماء الأكرمين).
فرحمة الله ومغفرته ورضوانه على السلطان محمد الفاتح وأعلى ذكره في المصلحين.
-
والآن، وبعد عرفنا النذر اليسير من أعمال محمد الفاتح، أضع لكم رابط الفيلم الكرتوني الرائع عنه بعد رفعه على موقعنا. وهو مقسم على جزئين.
لاتفوتكم مشاهدته.
حجم كل جزء حوالي 40 ميجا.
الجزء الأول
http://ayamnal7lwa.net/magazine/mohamadelfath1.zip
الجزء الثاني
http://ayamnal7lwa.net/magazine/mohamadelfath2.zip
ملحوظة تم تعديل الروابط بنسخة أقل حجما
-
تم بحمد الله
-
أعجني الموضوع جدا وإن لم أقرأ تفاصيله بعد كلمة كلمة
لكن استوقفني هذا الكلام الجانبي
ما شاء الله!
رحمه الله تعالى وغفر له ورضي عنه وأرضاه.
..
إنما لم تعجبني مسألة "توريث السلطة" هذه للولد، وها نحن نرى تبعاتها.. فهي باتت سنة سيئة كما يبدو !
كما أنني -في فصول سبقت من العرض- لم أحب مطلقاً ذلك التعظيم والتبجيل للحاكم -أي حاكم- من قبيل مخاطبته بسلطاني العظيم، وما إلى ذلك من تقبيل يد لأهل السلطان، فهل هذه كانت عادة عثمانية أو عادة مستوردة من ملوك الغرب.. وهل هذا طال جميع ملوك وحكام المسلمين، أقصد متى بدأ يا ترى ؟!
قطعاً لم يكن هذا التعظيم "الملوكي" في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين.
بالنسبة للتوريث يا تمرتنا الحبيبة، لم تكن هناك ثمة آليات متوفرة للانتخاب في ذلك الوقت المبكر، جميع الدول التي عرفها التاريخ حتى ذلك الوقت كانت تحكم بالتوريث
ولما كان مجتمع المسلمين محدودا وقيادته في المدينة، أمكن الاختيار بالشورى، لكن لما اتسعت رقعة الدولة لم يعد ذلك عمليا، وصارت كل منطقة تنتخب زعيما، ودبت الفرقة والمنازعات واحتدمت الفتن، ولم تهدأ إلا عندما استقر نظام التوريث.
فعلينا ن ننظر للامور بمنظار ذلك العصر وملابساته لا بمنظارنا المعاصر حيث ابتدع الناس آليات معقدة ومطورة للانتخابات الحرة (وياريتها بتطبق)
أما تقبيل يد السلطان فهي عادة تركية تدل على الاحترام والتوقير فقط، مثل تقبيل يد الأم والآب. واستمرت تلك العادة إلى الآن بين المتدينين والعلمانيين لا فرق. ففي المسلسلات التركية المعاصرة على مافيها من بلاوي، نلاحظ محافظتهم على هذه العادة.
أما مخاطبته بسلطاني العظيم فأعتقد يقصد منها الإعجاب والاحترام الذي كان يستحقه فهو سلطان وعظيم بالفعل.
في رأيي الشخصي مرحبا بالسلطنة والتوريث إذا كان سيولي علينا أمثال هذا السلطان العظيم.
تقبيل اليد مستحب في ثلاثة مواضع:
الأبوين - العالم العامل - الامام العادل
والتوريث - بلا مجاملة - افة الحكم بعد عهدالراشدين رضي الله عنهم.. وقد ذكره النبي صلىالله عليه وسلم بانه يكون ملكاعضوضا وهو وان جلب اخيارا اتقياء نفعوا الاسلام والمسلمين الا انه في اغلب الاحيان كان يتم بطريق غير شرعية .. ولا يرفع حرمة العمل خيرية عمل آخر
-
جزاك الله خيرا يا أحمد على الإضافة القيمة.
-
:emoti_133:
أقرأ الموضوع منذ فترة و لا أعلق . :emoti_64:
لكني رأيت أن التنكر لعظيم فضل الله عليك بطرحك لهذا الموضوع يا أمي الكريمة لكي أستفيد منه هذه الاستفادة العظيمة لهو من الكفر بالنعم ..
فالله الحمد حمداً كثيراً .. ::happy: و جزاكم الله عني كل خير . ::ok::
بصراحة لم أكن أعلم عن محمد الفاتح سوى اسمه و البلد التي فتحها :blush:: ... لكني الآن بفضل الله علمت الكثير |
emo (30):[/font][/size][/color][/color]
-
حرمة العمل؟؟ :emoti_17:
أعتقد في الحكم على حرمة العمل نظر
ونظر كبير أيضا :emoti_17:
فلو كان حراما ما سكت عنه أعلام الأمة وفيهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما قبلوه
بل أول من ورث كان صحابيا، وصحابيا جليلا رضي الله عنه وأرضاه...
هناك فرق بين المكروه وخلاف الأولى وبين الحرام
أليس كذلك؟؟ :emoti_17:
أصل الكلام لما يجي من منتسبي الازهر لازم الواحد يدقق فيه
-
أكرمك الله ولرضى عنك وأرضاك يا أبا بكر
وهذا هو المطلوب تماما، أن نعرف من هم هؤلاء الشخصيات العظيمة في الإسلام ونسلتهم العبر من مواقفهم ونفهم لم كانت دولة الإسلام في أشد ازدهارها أيامهم ولم أصبح حالها على ما هي الآن.
أحمد، استلقى وعدك ورد على ماما هادية، أنا ماليش دعوة :emoti_282:
-
:emoti_428:
جزاك الله عنا كل خير يا أبلة سيفتاب sm::))( وجعل المولى عز وجل كل حرف وكل نقطة في ميزان أعمالك يوم الحساب، آمين يا رب العالمين.
وأنا كنت مثل أبي بكر :blush:: والحمد لله رب العالمين.
وإن شاء الله في أقرب فرصة نشاهد الفيلم.. :emoti_282:
طيب، ناخد راحتنا في النقاش.. الآن، ممكن يا أبلة ؟ sm::))(
..
هل لاحظتم تلك "الحدة الإندفاعية" في شخصية السلطان رحمة الله عليه ؟!
طوال العرض كنت أفكر في ملامح شخصية الفاتح التي كنت أرسمها في خيالي من قبل.. والملامح التي رأيتها هنا!
لاحظت كيف نميل إلى رسم صورة مثالية وهمية "للأبطال".. أقرب للملائكية منها للبشرية، سبحان الله! ولعل هذا أحد الأسباب التي تعيق ظهور نماذج نهضوية في عصرنا..!
رغم التربية الروحية والأخلاقية التي تلقاها الفاتح، بقيت هذه السمة ( الحدة الاندفاعية )! وظل عالقاً في ذهني رفض شيخه إدخاله الخلوة، لما قد يحصل من زهد في الاندفاعية وميل نحو الرقة والتأمل والركون! ف"كل ميسر لما خلق له".. والفاتح أراده الله تعالى للجهاد.. للقتال.. للفتح.. وهذا يتطلب بالضرورة سمة اندفاعية فيها ما فيها من الخشونة والإقدام! فكان لا بد أن يكون فيه ما فيه من الحدة والإندفاع.. سبحان العليم الحكيم.. سبحانه!
هذا تحليلي.. ما رأيكم أنتم ؟
ماما هادية، تقصدين علي رضي الله عنه وأرضاه ؟!
-
:emoti_428:
لاحظت كيف نميل إلى رسم صورة مثالية وهمية "للأبطال".. أقرب للملائكية منها للبشرية، سبحان الله! ولعل هذا أحد الأسباب التي تعيق ظهور نماذج نهضوية في عصرنا..!
معلش.. اتركوني أرد على نفسي ::what::
بل حتى الملائكة، رغم كمال الطاعة لله تعالى في جبلتهم إلا أنهم مختلفين في سماتهم بحسب وظائفهم.. فمنهم الغلاظ الشداد ( ملائكة العذاب )، والذين يكره النظر إليهم من غلظتهم، بحسب المهمة التي أوكلت إليهم!
فليسوا جميعاً كما صورت لنا الديانات الباطلة بأنهم "ظراف" الشكل يقومون بأعمال "ظريفة"، بل أصبح تشبيه إنسان بأنه "ملائكي" الطبع أو الشكل يعني في عرفنا ظريف وهادئ وجميل وعذب! .. لفت نظري إلى هذه النقطة شيخ فاضل.
-
جزانا الله وإياك يا تمرتنا
أيوة كده حلوة سماع الكلام ده من الأبلة :emoti_282:
طبعا ممكن
أعتقد بالفعل بصحة تحليلك، فكل عبد يسخره الله في مهمة عظيمة ينعم عليه بما تتطلبه تلك المهمة ولا يكون أن تكون نفس صفات شخصية الزاهدالعابد منطبقة في شخصية القائد العسكري المؤمن مثلا، بالطبع تجمع بينهم صفات عديدة أخرى من إيمان وتوكل وإخلاص وخلافه، ولكن تتميز كل شخصية بما يسره الله لها لأداء ما اختاره الله له.
أعتقد يا تمرة هادية تقصد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.
-
sm::))(
آه يزيد بن معاوية رضي الله عنهما وأرضاهما.
علي بن أبي طالب رضي الله عنه لم يوصي بالخلافة للحسن رضوان الله عليه!
.. ولكن، وإن قام صحابي بعمل ما.. هذا لا يعني أنه صحيح! فالزلل وارد، واقتراف صحابي لعمل فيه حرمانية دون أن يقصد وارد أيضاً! وهذا لا يعني أني أرى أن توريث الحكم فيه حرمانية، إذ لا علم لي بهذه المسألة بعد، ولكن لي تحفظ شخصي عليها، وعلينا أن نسمع تفاصيل ما حصل آنذاك، لنفهم الباعث على التوريث، فتلك الفترة كانت حرجة، وفيها ما فيها من الفتن.
إنما.. يوجد فرق بين الحكم الشرعي المأخوذ من النص القرآني الكريم أو الحديث الصحيح وبين ما هو قرار سياسي لشخص، الأخير لا يتحمل الدين تبعاته، لا سيما إن جر أخطاء من حيث المبدأ لا من حيث التطبيق، والله أعلم.
-
يبدو أن كلامي فهم على غير وجهه.. فلم أنعت التوريث مطلقا بالحرمة، ولم أتهم أحدا بعينه بارتكاب محرم.. وإنما قلت إنه في أغلب الأحيان كان يتم بطريق غير شرعية. ثم عقبت على هذه الأحيان بأن حرمة العمل .. أي هذه الأحيان غير الشرعية .. لا ترفعها أن يتم خير بعد ذلك!
وإلى هنا لا أرى غبارا على كلامي..
أما أن ننجر بالكلام إلى سيدنا معاوية .. ومسألة تولية يزيد ابنه من بعده.. وهل كان مصيبا أو مخطئا؟ وهل كان يزيد كما قالوا فاسقا يتعاقر الخمر.. أو صالحا يخرج على رأس الجيش المغفور له؟!!
وأن ننجر إلى توريث سليمان بن عبد الملك لسيدنا عمر بن عبد العزيز ومدى شرعية هذا التوريث؟
وكذا .. توريث صلاح الدين والفاتح وابن تاشفين وغيرهم من أبطال الفتح الإسلامي المعروفين بالعلم والتقوى والعدالة..
فهذا موضوع أكبر مني.. لا أملك أدوات النقاش فيه
وكل ما لدي أن التوريث مطلقا ليس بحرام فقد تناول سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما الخلافة بعد أبيه بلا شائبة شبهه.. بينما تقاتل عليها بعض الإخوة في أزمنة أخر حتى قتل بعضهم بعضا، وفي أزمنة أخرى أيضا ولي بالتوريث من لا يستحق أن يكون فردا في الأمة بله أن يكون أميرها!!
والتاريخ كثير الصفحات.. ومالي أنا وللصحابة ومالي ولناس لقوا والله ما فعلوا.. !!
كذا موارد الحكم كثيرة، ولكل عصر ظروفه.. !
كل ما أحسب أنه لا يخالفني فيه الكثير أمران:
أنه كثيرا ما كانت تولية الحكم في العصور الإسلامية بعد عهد الراشدين رضي الله عنهم تتم بطريق غير شرعية . إما إستيلاء أو حكما بغير رضا المسلمين أو خداعا أو..
وأن الأعمال الخيرية التي يقوم بها الحاكم بعد ذلك لا ترفع عن طريق توليه الحكم وصف الحرمة
والله أعلم
-
sm::))(
آه يزيد بن معاوية رضي الله عنهما وأرضاهما.
علي بن أبي طالب رضي الله عنه لم يوصي بالخلافة للحسن رضوان الله عليه!
.. ولكن، وإن قام صحابي بعمل ما.. هذا لا يعني أنه صحيح! فالزلل وارد، واقتراف صحابي لعمل فيه حرمانية دون أن يقصد وارد أيضاً! وهذا لا يعني أني أرى أن توريث الحكم فيه حرمانية، إذ لا علم لي بهذه المسألة بعد، ولكن لي تحفظ شخصي عليها، وعلينا أن نسمع تفاصيل ما حصل آنذاك، لنفهم الباعث على التوريث، فتلك الفترة كانت حرجة، وفيها ما فيها من الفتن.
إنما.. يوجد فرق بين الحكم الشرعي المأخوذ من النص القرآني الكريم أو الحديث الصحيح وبين ما هو قرار سياسي لشخص، الأخير لا يتحمل الدين تبعاته، لا سيما إن جر أخطاء من حيث المبدأ لا من حيث التطبيق، والله أعلم.
ما شاء الله تبارك الله
اختي الغالية
يزيد بن معاوية لم يكن صحابيا، وهناك اختلاف تاريخي حول طبيعة شخصيته، لهذا نترضى على والده فحسب، إلا اذا قلنا معاوية بن أبي سفيان فنقول رضي الله عنهما، لكونهما صحابيين: معاوية وأبو سفيان
emo (30):
وفي حجية فتوى الصحابي خلاف بين المذاهب... لكن لا خلاف أبدا ان الصحابة بمجموعهم كانوا لا يسكتون على حرام أبدا. وهذا ما عنيته
يبدو أن كلامي فهم على غير وجهه.. فلم أنعت التوريث مطلقا بالحرمة
بل فهمنا كلامك على وجهه يا أحمد... لكن وجهه لم يكن مغسولا جيدا ::)smile:
ابقى خلليه يتوضأ الصبح قبل ما يدخل المنتدى
عموما اتضحت ملامحه بعد الغسلة الأخيرة(أعني توضيحاتك الأخيرة )
::)smile:
-
معكم حق!
فقد ورد في غير حديث صحيح حتى يكاد يصل هذا المعنى للتواتر أنه "لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن"
فنعم النصيحة هذه ::ok::
-
موضوع أكثر من رائع
::ok:: ::ok::
جزاك الله خيراً يا سيفتاب وجعله في ميزان حسناتك جبالا من الذهب
وجزى الله خيراً كل من أضاف تعليقاً
-
ما أحلى دعوتك يا فرح
ربنا يكرمك ولك بالمثل إن شاء الله
-
جزاك الله خيرا على هذا البحث الطيب عن رجل عظيم نفتقد أمثاله هذه الايام
-
جزانا وإياك يا ميماس وشكرا لك.