-
السلام عليكم
ما هي أسباب التردد ؟
ولماذا عندما يكون لدى الشخص قناعة بشيء يتردد في عمله إن كان قرار أو في قوله إن كان رأي ، مع أنه مقتنع بداخله به ؟
كيف نعالج التردد ؟ أريد خطوات عملية
-
مرحباً بك يا ريحانة emo (30):
موضوع أكبر من أن يعالج في كلمات ولكن لعل كل منا ( أعضاء أسرة أيامنا الحلوة) يكتب فيه إلى أن تكتمل الصورة
التردد مثلا في شراء ملابس يختلف عن التردد في شراء بيت ويختلف عن التردد في الالتحاق بعمل معين أو مجال دراسي معين........إلخ
ولكن بصورة عامة أظن الإنسان يتردد في قول أو فعل لأسباب عديدة منها :
1- درجة اقتناعه بالأمر قد لا تكون كافية .. أو معلوماته عنه لاتكفي لأخذ قرار
2- عوائق خارجية : التي تقف أمام الفعل أو القول مثل رفض من حوله للفكرة أو كونها فكرة جديدة لا يدري هل سيتقبلها الآخرون ببساطة أم تحتاج لكفاح في سبيلها
3- عوائق داخلية : مثل طبيعة شخصيته كضعف ثقته بنفسه - خوفه من تحمل المسؤولية - الطمع الذي يجعله يبحث عن الأفضل بصورة مبالغ فيها - عدم تعويده من الصغر على أخذ بعض القرارات بنفسه وتحمل مسؤوليتها
يعني هذا ما لدي الآن
لو لديك مثال واقعي لشخصية مترددة أمام قرار محدد ممكن نناقشها معاً بشكل عملي
مثلا طالب في ثانوي متردد في دخول القسم العلمي أو الأدبي كيف يتخلص من التردد .. أو أي مثال آخر ترينه أقرب لفكرتك
أظن ستكون أول خطوة هي : جمع معلومات كافية عن القسمين والمواد الدراسية بهما والفرص المتاحة في دخول الكليات وفرص العمل بعد التخرج........إلخ
ثم قدرات الطالب نفسه وتوقعاته لأدائه في كل قسم .. أي القسمين يحب مواده ويمكنه التفوق فيها
ثم استشارة أهل الخبرة للتأكد من معلوماته حول الأمر وصحة اختياره
ثم قبل وأثناء وبعد كل هذا : صلاة الاستخارة والتوكل على الله مع الأخذ بالأسباب ( الأخذ بالأسباب هو دراسته للأمر جيداً كما سبق )
-
عوائق داخلية : مثل طبيعة شخصيته كضعف ثقته بنفسه - خوفه من تحمل المسؤولية - الطمع الذي يجعله يبحث عن الأفضل بصورة مبالغ فيها - عدم تعويده من الصغر على أخذ بعض القرارات بنفسه وتحمل مسؤوليتها
رائع... رائع يا ست فرح......... هذا أنا........... وللأسف البليغ.........
-
لم يفت الوقت إذن يا أبا دواة
فقد كنت أنا بعض هذا ولست بآسفة
لأني أخذت فرصة جيدة في أن أغير نفسي بنفسي emo (30):
وأنا طفلة كان أبي رحمه الله يقول لي : أنت ذكية ولكن تنقصك الثقة بنفسك
وبقيت كلمته ترن في أذني ولا أدري على وجه الدقة متى بدأت أتغير ولكن أغلب الظن جاء هذا الوقت عندما صار خوفي من ربي أكبر من خجلي من الناس وعندما بدأت أرى الناس على حقيقتها وليس من خلال أوهامي فوجدتهم لا يزيدون عني كثيراً وليسوا مخلوقات أسطورية كما كنت أتصور بل هم مثلي بهم ما بي من ضعف ومخاوف وأوهام وآمال وأحلام وقوة
واكتشفت أني أقوى مما كنت أظن وتبدلت حياتي
أنا بدأت متأخرة .. نصيحتي لك : لا تتأخر عن موعدك مع نفسك .. ولا تتركها تتدلل عليك هكذا
-
و انا ايضا كذلك , الى الان
الحل الصحيح دائما في ذهني
و التصرف الصحيح دائما في ذهني
و لكن عند التصرف , عد الجد , اتجمد و لا اعرف ماذا افعل
للاسف هذا شيء مؤثر كثير على حياتي
يعني لازم اغير من نفسي , و خصوصا اني سأذهب للدراسة خارجا عند بداية السنة القادمة للجامعة
تقول لي أمي العالم الخارجي يحتاج لقوة و صبر و تحمل كبير
لكني دائما اقول لها نعم و اتجاهل ما تقوله لي
لكني من فترة بدأت افكر بالموضوع بجدية
و اريد المساعدة
-
كلامك صحيح ماما فرح في أن الإنسان لابد أن يعلم نفسه ويغيرها ولا يتحجج بأنه لم يعلمه أحد ..
طيب .. إذا كان هناك ابن نشأ بين أب يتخذ عنه قراراته وأم تقوم باختياراته فعندما يكبر كيف سيكون حاله ؟؟ وكيف يعالج نفسه وهو لا يعرف أصلا معنى الإستقلالية ولم يتخذ قرارا في حياته ولم يمتلك شيئًا كان تملكه له برغبته هو ؟
..
معكِ أن التردد يختلف من أمر لأمر آخر
مثلا قرار مصيري كالزواج ، أعرف فتاة تقدم لها الكثير من الخطاب ولا تستطيع الإختيار وتخشى الفشل فترفض
تسمع لآراء الآخرين من ذوي الخبرة لكنها في داخلها لا تستطيع إتخاذ قرارٍ كهذا لأنها في داخلها مهزوزة لم تتعلم كيف تؤمن بداخلها بشيء ، تخشى من القرار وتخشى من حولها وتخشى الفشل ، والنتيجة أنها على حالها إلى الآن ..
أتساءل كيف يكون العلاج النفسي لحالة كهذه ؟
لماذا يجني البعض على غيرهم ليصبح حالههم هكذا ؟
..
-
الحل الصحيح دائما في ذهني
و التصرف الصحيح دائما في ذهني
و لكن عند التصرف
هل أنا على حق فعلا ؟
ماذا سيحدث إذا قمت بهذا الأمر ؟
وماذا لو حصل غير ما أتوقع ؟
كيف سأواجه النتائج ؟
وهكذا دوامة من التساؤلات .. تبقيني حبيسة ترددي
أنجح أحيانًا في إتخاذ القرار ويكون صحيحًا بفضل الله .. لكن حتى بعد أن أتخذه وأرى أنه صحيح أعود لأتساءل !!
ما العمل ؟
sad:(
-
كلامك صحيح ماما فرح في أن الإنسان لابد أن يعلم نفسه ويغيرها ولا يتحجج بأنه لم يعلمه أحد ..
طيب .. إذا كان هناك ابن نشأ بين أب يتخذ عنه قراراته وأم تقوم باختياراته فعندما يكبر كيف سيكون حاله ؟؟ وكيف يعالج نفسه وهو لا يعرف أصلا معنى الإستقلالية ولم يتخذ قرارا في حياته ولم يمتلك شيئًا كان تملكه له برغبته هو ؟
بداية أنا ليس لدي أي خلفية علمية وإنما أتكلم من واقع مشاهدات وتأمل وتجربة فقط
هذا الشاب صحيح وقع عليه ظلم غير مقصود بتنشئته هكذا ولكن حتى دون أن يعالج نفسه فإن مسؤوليات الحياة فيما بعد كفيلة بذلك إذا كان هو أصلا يرغب في تغيير نفسه ويعرف عيبه ويريد التخلص منه .. أما إن كان خبيث النفس يستمريء الراحة والأنانية ورمي أحماله على الغير فهذا أمر آخر
أي أنه إذا تزوج وصار مسؤولا عن أسرة تحتاج إليه وتعتمد عليه فإنه رغماً عنه سيحمل المسؤولية وسيتخذ قراراته بحزم وسرعة وخاصة عند الخطر ومع شعوره بأنه الكبير ولا يوجد من يحمل العبء عنه
ففي أسرته الأولى كان صغيراً ويجد دائماً كبار يمكنهم التصرف أفضل منه .. ولكن عند تغير الحال سيتغير هو أيضاً وتتغير رؤيته للأمور
طيب ماذا نستفيد من هذا؟
علينا أن نبدأ مبكراً بتصحيح الوضع ولا ننتظر تصحيحه رغماً عنا
يعني الشاب الذي يفهم ويعي أن أهله فاتهم الصواب بلا قصد في تنشئته كشخص مستقل في تفكيره وقراراته أراه بهذا الوعي صار أكثر وعياً وحكمة من الكبار الذين فاتهم هذا الفهم .. فلماذا لا يتيقن من أنه صار ناضجاً ومؤهلا لإعادة النظر إلى نفسه وقدراته بشكل إيجابي أكثر؟
ونقطة أخرى : كل إنسان ألزمناه طائره في عنقه .. فنفس الشاب عليه أن يفهم أنه منذ بلوغه صار مسؤولا عن حياته ذاتها وعن قراراته المتعلقة بالدنيا وبالآخرة أيضاً .. فلا يمكن أن يتوقف عند طفولته اللا مسؤولة متعللا بأن أبويه هكذا ربياه
فإذا انطلق الشاب من هاتين النقطتين : يقينه بأنه يعي حجم مشكلته وأن عليه بذل الجهد لحلها ويقينه بأنه مسؤول رغم أنفه عن عمله وأن نهاية هذه المسؤولية إما جنة وإما نار .. فأظن أنه يمكن أن يعيد ترتيب كل أوراقه وتهيئة نفسه لمرحلة جديدة في حياته يعتمد فيها على نفسه لا غيره
لأننا وإن تظاهرنا بأننا مغلوبون بسبب التنشئة إلا أن الحقيقة أننا بنسبة ما نكون مرتاحين لهذا الوضع لأنه يعفينا من المسؤولية .. وهذه نقطة خطرة جداً قد تؤدي بنا إلى منزلق أكثر خطراً هو تعليق أخطائنا على شماعة الآخرين
لأننا في الصغر اعتدنا الاعتماد على غيرنا وبالتالي لم نتعود على تحمل نتيجة فشلنا في الاختيار
وبالتالي عندما نكبر ولانجد كباراً يختارون لنا وليست لدينا قدرة على تحمل نتيجة الفشل في الاختيار فإننا نبحث عن بديل يحملها عنا.. هذا البديل قد يكون الزوج أو الزوجة أو الرئيس في العمل أو غيرهم..
كلما أخطأنا بحثنا عن أحدهم لنلصق به التهمة فتصير الزوجة هي سر فشل الزوج في حياته لأنها لم تفهمه وتحتويه.... إلخ
وكذلك الحال بالعكس فالزوج هو من حطم أحلام الزوجة وتسبب في قتل طموحها وهدم سعادتها.........إلخ
ويكون الرئيس في العمل هو المضطهد للمرؤوس وهو الذي يحاربه ويقف أمام إبداعه..........إلخ
وهكذا
طيب هل ننتظر إلى أن نكون واحداً من هؤلاء ؟
أم نبادر من الآن بإعادة ترتيب أفكارنا لنصل لصيغة معقولة في التعامل مع العالم من حولنا؟
كيف؟
بتصحيح رؤيتنا لنفسنا وللآخرين
نصحح رؤيتنا لأنفسنا بأن نضعها في موقعها الصحيح بلا تحقير ولا تعظيم
فكما قلت إذا وعينا أن لدينا مشكلة فهذا الوعي يدل على نضج شخصيتنا فلا داعي لأن نبخسها حقها ونحقرها
فعلينا مواجهة نقاط ضعفنا بشجاعة وعلينا تعويد أنفسنا على اتخاذ القرار بحكمة وسرعة في نفس الوقت
بحكمة بأن أجمع المعلومات اللازمة حول الأمر من أهل الخبرة وبسرعة بأن أوازن بين الاختيارات المتاحة وأجتهد أن يكون قراري صواباً بقدر الإمكان مع تقريري لنفسي بأني على استعداد لتحمل نتيجة اختياري سواء نجحت أو فشلت مادمت بذلت جهدي للوصول إلى أقرب شيء للصواب
وإن فشلت فيكفيني شرف المحاولة وهذا الفشل سيكون تجربة أستفيد منها في اختياري القادم
فكيف نتدرب على اتخاذ قرار بنفسنا إن لم تكن هناك محاولات فاشلة نتعلم منها؟
ولو افترضنا أن أهلنا عودونا على تحمل المسؤولية ووضعونا في اختيارات نتحمل مسؤوليتها .. ألم نكن سنخطيء في بعضها؟
فلنجعل إذن محاولاتنا الآن مثل هذه المحاولات التي حرمناها في الطفولة
والفرق سيكون لصالحنا لأننا الآن من نربي أنفسنا على تحمل المسؤولية وستكون هذه نقطة لصالحنا أيضاً ترفع من قدر نفسنا التي نظلمها ونبخسها حقها
ونصحح رؤيتنا للآخرين .. فهم ليسوا مخلوقات أسطورية لا تخطيء وليسوا وحوشاً كاسرة تنتظر أخطاءنا لتفترسنا
بل هم مثلنا تماماً بشر يصيبون ويخطئون .. أخذوا فرصتهم في أن يختاروا ويصيبوا ويخطئوا ونحن أيضاً لنا نفس الحق فلماذا لا نستخدمه؟
-
معكِ أن التردد يختلف من أمر لأمر آخر
مثلا قرار مصيري كالزواج ، أعرف فتاة تقدم لها الكثير من الخطاب ولا تستطيع الإختيار وتخشى الفشل فترفض
تسمع لآراء الآخرين من ذوي الخبرة لكنها في داخلها لا تستطيع إتخاذ قرارٍ كهذا لأنها في داخلها مهزوزة لم تتعلم كيف تؤمن بداخلها بشيء ، تخشى من القرار وتخشى من حولها وتخشى الفشل ، والنتيجة أنها على حالها إلى الآن ..
الزواج بالذات ضعيه في جانب وحده والتردد فيه ليس سيئاً دائماً وليس صواباً دائماً
ولكن لأنه قرار مصيري يترتب عليه نتائج ضخمة فهذا بالذات لابد فيه من الاستخارة والاستخارة والاستخارة ثم الأخذ بالأسباب
ومن الأخذ بالأسباب عدم الاستهانة برأي العقلاء من الأهل لأن خبرتهم لها وزنها وتحري حال الخاطب وعلاقته بربه
أعرف فتاة ظلت ترفض من يتقدمون لها لأسباب مقنعة أو غير مقنعة ( هذا غير بار بأمه - هذا مهمل في مظهره لأن حذاءه غير براق.......إلخ) حتى وصل العدد إلى ثلاثين تقريباً ثم تقدم لها العريس رقم 31 فوافقت في لحظتها :emoti_282: وكانت المرة الأولى التي تراه ويراها .. سبحان الله
وبارك الله لهما في زواجهما وذريتهما
وأعرف أخرى كان والدها هو الذي يرفض دون مناقشة أو تعارف لأنه أراد أن تكمل ابنته تعليمها أولا .. وأكملت تعليمها ولكن لم يعد يتقدم لها رجال في نفس مستوى السابقين ووافقت في النهاية على زوجها الحالي ولم تسعد به ولا بذريتها .. سبحان الله
أظن أنه لا يجب أن نغالي في الرفض ولا نتسرع في الموافقة بل كما أرشدنا الحبيب - صلى الله عليه وسلم - إذا جاء من نرضى خلقه ودينه نزوجه
فقولي لفتاتنا أن تضع قول رسول الله هذا في قلبها ومعه نية طيبة في الزواج تحقيقاً لسنة الله في الكون ورغبة في رضا الله أولا وأخيراً فيطردا من قلبها كل تردد بإذن الله .. مع الاستخارة والتوكل على الله .. وكفى بالله وكيلا
-
أتساءل كيف يكون العلاج النفسي لحالة كهذه ؟
لماذا يجني البعض على غيرهم ليصبح حالههم هكذا ؟
..
السؤال الأول : ابحثي في النت فأنا مثلك ليست لي خلفية علمية
السؤال الثاني : هم ليسوا جناة عن عمد وإنما غالباً عن رؤية غير واضحة أو غير صحيحة لأساليب التربية الصحيحة
فهم مجنى عليهم أيضاً بشكل ما
ولو اتبعوا أبسط وأعظم مقولة تربوية :
لاعبوا أولادكم لسبع وأدبوهم لسبع وصاحبوهم لسبع ثم اتركوا لهم الحبل على الغارب
لربما تبدل الحال إلى الأفضل كثيراً ولكن لا يكلف الله نفساً إلا وسعها
والحل: إذا تيقن الابن أن أبويه لم يتعمدا خنق شخصيته بل كان هذا غاية جهدهما في تربيته وأن هذا صدر منهما عن حب له وخوف عليه فسيجد لهم العذر الكافي لأنهما لم يقصرا في تربيته حسب فهمهما وطاقتهما
ثم إذا فهم أن قوة الشخصية وإلغاء الآخر لا تعني أبداً أن الطرف الأقوى هو صاحب الصواب والأكثر حكمة بل على العكس أحياناً يكون هذا الميل إلى السيطرة وشل شخصية الآخر هو مجرد دفاع عن النفس الهشة
فالقوي حقيقة لا يفرض سطوته على الغير بل يفسح لهم المجال في الميدان
فإذا فهم الشاب أن القوة التي حاصرته وشلت إرادته لسنوات ليست بالحجم الضخم الذي تصوره وليست بالشر الذي تخيله
وإذا فهم أنه خلف شخصيته التي تبدو هشة توجد شخصية حقيقية قوية مترددة في الظهور تحتاج أن يدعمها ويعطيها الفرصة
فأظن أن الحال من السهل جداً أن يتبدل فأطلقوا لشخصياتكم العنان وانزلوا الميدان
وما هذه التساؤلات منكم إلا دليل على شخصيات ناضجة تحسن التعبير عن نفسها وتحسن تحليل مشاكلها وترغب في الوصول للصواب فلماذا تبخسون أنفسكم حقها ؟
ولماذا تحرمونها من حق التجربة والخطأ وحق التعثر ومحاولة القيام من جديد ؟
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على الموضوع والنقاش الثرى.
أود التعليق فقط على نقطة المسؤلية،
أعتقد ماما فرح توقعت انى مش هينفع اعديها ::what::
فالواقع يقول ان أمور الدين والأخلاق يمكن أن تتأثر بقوة بالمجتمع المحيط، خاصة انه بعدما يكبر الطفل ويصبح شابا يصبح مسؤلا بالفعل عن نفسه، وان كان سيتأثر حتما بتربية أهله.
لكن نقطة المسؤلية هذه فليست أبدا بالسهولة التى صورتموها.
المسؤلية بالذات تحتاج الى سنوات كثيرة من التربية ومنذ الصغر لأن الوجه الآخر لها هو الخبرة الحياتية.
وعندما سيتزوج الإنسان ويجد نفسه أمام مسؤلية بيت وأولاد فسيكون عليه المحاربة لإعادة بناء نفسه وسط غابة من المفترسين.
هذا ان صبرت الزوجة أصلا على شخصية زوجها الجديدة على المسؤلية والقليلة الخبرة ! :emoti_404:
للأسف الغالبية العظمى من الآباء والأمهات فى أوطاننا يفشلون فى نقطة المسؤلية هذه،
ربما لأنهم أيضا تربوا بنفس الطريقة، وفى أحسن الاحوال قد يهتم الأهل بدرجة تدين الأبناء وحتى هذه لا يتعمقون فيها.
وأقولها وقلبى ممتلئ بالأسف، ان هذا النقص الكبير فى تعليم المسؤلية وبالتالى اكتساب الخبرة كمن يأتى بشخص لا يستطيع السباحة ويلقية وسط بحر هائج وعواصف رعدية.
لكن ماذا سنفعل ؟
لن نستطيع أن نحاسب آبائنا، ففى النهاية لن يقدم ذلك أو يؤخر شيئا، وفى النهاية ليست الحياة متساهلة فنطمع فى كل شئ سهل مزلل العقبات.
لكن عساهم يكفون عن كثرة اتهاماتهم لنا ولجيلنا على الرغم أنهم أورثونا بلدنا مثقلة بالهموم والفساد وعدوا يتربص بنا فى كل وقت ومكان، ثم يطلبون منا ان نواجهه دون أسلحة أو خبرات سابقة ويكتفون هم بتقييم مجهوداتنا.
فقط ما أرجوه ممن فهموا الحكاية ألا يكرروا نفس الخطأ ويجتهدوا فى اصلاح أنفسهم وأبنائهم من بعد.
-
بالطبع لن نستطيع ان نحاسب ابائنا و امهاتنا
و لكننا حتما و بإذن الله , سنبلغ سنا يؤهلنا لفهم كل ما حولنا , و هنا تأتي مسؤولية اخرى على الفرد , و هي اعارة انتباهه لكل شيء في العالم الخارجي , و ايضا للأخطاء لكي يتعلم منها
فإن لم يتعلمها من اهله , سوف يكتسبها من الناس
طبعا ان اراد هو و ليس هذا بالشيء السهل ابدا
-
لكن نقطة المسؤلية هذه فليست أبدا بالسهولة التى صورتموها.
المسؤلية بالذات تحتاج الى سنوات كثيرة من التربية ومنذ الصغر لأن الوجه الآخر لها هو الخبرة الحياتية.
وعندما سيتزوج الإنسان ويجد نفسه أمام مسؤلية بيت وأولاد فسيكون عليه المحاربة لإعادة بناء نفسه وسط غابة من المفترسين.
هذا ان صبرت الزوجة أصلا على شخصية زوجها الجديدة على المسؤلية والقليلة الخبرة ! :emoti_404:
للأسف الغالبية العظمى من الآباء والأمهات فى أوطاننا يفشلون فى نقطة المسؤلية هذه،
.
emo (30):
لا مفر من مناقشة قد نخسر بعضنا فيها emo (30):
بل هي بالسهولة التي صورتها يا جواد وأنا هنا لا أتحدث نظرياً وإنما أتكلم عن تجربتي الشخصية
وبناء الإنسان لنفسه بعد الزواج ليس مستحيلا فالزواج كما يبرز أحياناً أسوأ ما في الإنسان فإنه أيضاً يستخرج أحياناً كنوزه المخفية
وإذا كانت الغالبية العظمى من الآباء والأمهات يفشلون في نقطة المسؤولية والأبناء يفشلون في تعليم أنفسهم المسؤولية بعد أن يكبروا : فمعنى هذا أننا نعيش وسط مجتمع من الفاشلين .. يبقى نرمي نفسنا في البحر كلنا ونرتاح من بعض أحسن :emoti_17:
فقط ما أرجوه ممن فهموا الحكاية ألا يكرروا نفس الخطأ ويجتهدوا فى اصلاح أنفسهم وأبنائهم من بعد.
وإذا كان من فهموا الحكاية لم يتدربوا على تحمل المسؤولية في الصغر ولن ينجحوا في تعويضها الآن فكيف تتوقع منهم إصلاح أنفسهم وأبناءهم؟
-
ولم تقررون نتيجة النقاش مسبقا ؟
وبالنسبة لأمر المسؤلية فأرجوا المعذرة مسؤلية الزوج مختلفه عن مسؤلية الزوجة.
و أنا أتكلم عن حالة أعايشها منذ خمس سنوات.
ومرة أخرى،
يجب أن يكف الأهل قليلا عن القاء اللوم على أبنائهم وكأنهم اتوا من المريخ لا ينقصهم أى شئ.
هذا أسمية تهرب من المسؤلية !
-
ولم تقررون نتيجة النقاش مسبقا ؟
خبرة بنقاشنا يا أستاذنا emo (30):
وبالنسبة لأمر المسؤلية فأرجوا المعذرة مسؤلية الزوج مختلفه عن مسؤلية الزوجة.
!
إذا كنت تتحدث عن الناحية المادية فلا فرق فالمرأة في كثير من الأحيان تكون العائل الوحيد للأسرة بشكل مفاجيء بوفاة الزوج أو بطلاقها وتهرب الزوج من مسؤولية الإنفاق على أولاده
والتفرقة هنا بصراحة أرى فيها بعض التجني على المرأة فالزوجة ليست تمثالا من الشمع بالبيت بل تتحمل مسؤولية لا تقل أبداً عن مسؤولية الزوج ولكن هو تقسيم للأدوار
و أنا أتكلم عن حالة أعايشها منذ خمس سنوات.
!
وأنا أتكلم عن تجربة أخذت من عمري أكثر من ثلاثين عاماً
ومرة أخرى،
يجب أن يكف الأهل قليلا عن القاء اللوم على أبنائهم وكأنهم اتوا من المريخ لا ينقصهم أى شئ.
هذا أسمية تهرب من المسؤلية !
هل رأيت في كلامي لوماً للأبناء؟
-
لم أقل أن الزوجة مجرد تمثالا من الشمع فى البيت.
ولا أتكلم عن حالات خاصة تضطر فيها الزوجة للعمل والإنفاق.
هل جربتم العمل فى التجارة مثلا أو كسب العيش لتعلموا مدى المسؤلية التى يتطلبها الرزق الحلال خاصة فى أيامنا هذه ؟
-
مازلت تحصر تحمل المسؤولية في الجانب المادي فقط
وما تتحدث عنه من العمل لكسب العيش يدخل في باب الرزق وللرزق حسابات أخرى
والتجارة ليست الباب الوحيد للرزق وأنت اخترتها فعليك تحمل مسؤولية اختيارك .. أليس كذلك؟
صحيح أنا لم أعمل من قبل ولكني تحملت مع زوجي أوقاتاً صعبة كنا نلجأ فيها للاستدانة أحياناً
وفي وقت من الأوقات احتجت للمال ولم أجده واختبرني الله بفتح باب رزق ليس حرام ولكني كنت أرفض التربح منه كمسألة مبدأ .. تمسكت بالمبدأ ومرت الأزمة وعوضني الله خيراً مما تركت في نفس الشهر
للرزق حسابات أخرى يا جواد
هل نطلب الرزق للستر أم لمستوى حياة معين لا نقبل بأقل منه؟
هل نطلب الرزق لبناء عش زوجية متواضع مع زوجة فقيرة أم نتطلع لرفاهية وزوجة من مستوى إجتماعي مرتفع ؟
-
طيب ممكن أعرف حضرتك معترضه على ايه فى كلامى تحديدا؟
حضرتك وسعتم دائرة النقاش جدا وأشعر انكم تتكلمون فى موضوع آخر تماما ! :emoti_351:
-
لكن نقطة المسؤلية هذه فليست أبدا بالسهولة التى صورتموها.
----------------------------------
للأسف الغالبية العظمى من الآباء والأمهات فى أوطاننا يفشلون فى نقطة المسؤلية هذه،
.
وأيضاً ربطك لتحمل المسؤولية بالجانب المادي فقط
-
نعم، فأنا فى سنى هذه أقع فى أخطاء ناتجه عن تأخرى فى حمل المسؤلية لأن الأهل كانوا يرون أن اقصاء الأبناء عن أى مسؤلية انما هو شئ جيد حتى يتفرغوا لدراستهم مثلا،
وهكذا، يجد الزوج نفسه فى بداية حياته الزوجية يقع فى أخطاء كارثية قد تدمر أسرته ناتج بالمقام الأول عن نقص الخبرة الحياتية لديه،
فيكون عليه ان يعلم نفسه ويواجه مسؤوليات الزواج !
فهل نساوى بين هذا وبين من تعود حمل المسؤلية منذ الصغر فتدرب علي بعض الوانها واكتسب بعض الخبرات الأساسية التى تساعدة على استقرار نسبى فى بداية حياته ؟
ان قلتم نعم، فلا تعليق عندى.
وأما ربطى تحمل المسؤلية بالجانب المادى فأنا لم أقصرها عليه،
لكن أليست الزوجة من مسؤليات الزوج؟
ثم اليست المسؤلية الاولى التى يحتك فيها بمجتمع أشبه بالغاب هى مسؤلية الرزق وتحرى العمل الحلال؟
وأنا لم أربط الناس كلهم بالتجارة فلكل عمل صعوباته وخباياه،
والموظف لن يسلم من مكر احد الحاقدين او محاولة سرقة مجهوده او التقليل من قيمته، فكيف يكتشف ذلك ان كان مفتقدا للخبره الحياتية ومازال جديدا على تحمل المسؤلية ؟
هذا ونحن نتحدث فقط عن المسؤلية المادية،
فإذا تطرقنا الى الجوانب الأخرى من مسؤوليات الزوج الغاية فى الحساسية فلربما اقول أننا بحاجه الى حرب ضروس لأن الناس ليست فى مستوى واحد من الحكمة والذكاء وسرعة التعلم.
ثم هل ممكن أن نقول أن اوباما مسؤول وحده فقط عن حال أمريكا الحالى بإعتباره رئيسها الحالى؟
-
نعم، فأنا فى سنى هذه أقع فى أخطاء ناتجه عن تأخرى فى حمل المسؤلية لأن الأهل كانوا يرون أن اقصاء الأبناء عن أى مسؤلية انما هو شئ جيد حتى يتفرغوا لدراستهم مثلا،
وهكذا، يجد الزوج نفسه فى بداية حياته الزوجية يقع فى أخطاء كارثية قد تدمر أسرته ناتج بالمقام الأول عن نقص الخبرة الحياتية لديه،
فيكون عليه ان يعلم نفسه ويواجه مسؤوليات الزواج !
فهل نساوى بين هذا وبين من تعود حمل المسؤلية منذ الصغر فتدرب علي بعض الوانها واكتسب بعض الخبرات الأساسية التى تساعدة على استقرار نسبى فى بداية حياته ؟
ان قلتم نعم، فلا تعليق عندى.
لن أقول نعم
ولا نساوي الاثنين
فقط أقول أن الحال التي وصفتها تشبه حال الزوجة في بداية زواجها
واحدة تعودت على الدلال في بيت أبيها ولم تتعود على العمل المنزلي اليومي
وأخرى تعودت على ذلك
أكيد هناك فرق ولكن هذا الفرق ينتهي في خلال عام أو اثنين على الأكثر
فالأولى تتعب جداً في البداية لكي تتعود على تحمل مسؤولية المنزل ولكنها بالممارسة اليومية يصير الأمر أيسر
والثانية يكون الأمر بالنسبة لها سهل جداً ولكنها قد تتذمر مع الوقت وتشعر بأنها لم تر راحة في حياتها منذ صغرها وقد تصل أحياناً إلى درجة إهمال البيت تماماً عندما لا تجد من حولها من زوج وأبناء يشاركونها المحافظة على ترتيب البيت كما تريد
رأيت الحالتين في أشخاص أعرفهم فعلا
وهذا يمكن أن ينطيق على الزوج أيضاً عندما يشعر أنه يدور في ساقية لم تتوقف من صغره وأنه يحق له أن يرتاح أو أن يستمتع بعيداً عن دوامة العمل والبيت والزوجة
بينما من تحمل المسؤولية من وقت قريب يشعر بروعة أن يكون له دور رئيسي في حياة زوجته وأبنائه بعد أن كان مهمشاً في أسرته الكبيرة فيشجعه هذا على المزيد من بذل الجهد
المسألة نسبية وترجع لفروق فردية بين أفراد كل طائفة من الطائفتين فلا يمكن تعميم نجاح أحدها وفشل الأخرى
ما أريد قوله هو أن خبرات الطفولة في تحمل المسؤولية والموزعة على سنوات طويلة بقدر عمر الطفل واستعداده يمكن اختزالها إلى دورة مكثفة في شبابه بشرط أن تكون لديه الرغبة في دخول التجربة وقوة التحمل وعدم تعجل النتائج
-
:emoti_133:
على السريع كده قبل ما نروح الشغل
ماما فرح
مع عميق تقديري لأسلوبك الهادئ والراقي والمنطقي في النقاش، لكنني أختلف مع مداخلتك الاخيرة تماما
لانها تعني ببساطة ان التربية امر عبثي
ولا داعي لان نحمل همها لهذه الدرجة ولا ان نشعر بخطورتها الرهيبة
ففي النهاية كل عملية التربية يتم اختزالها في سنة او سنتين من الجهد الفردي
هذا الكلام خطير للغاية
ولي عودة إن شاء الله لمزيد من التفصيل
-
لا ياهادية أنا لم أقلل من شأن التربية أبداً
ولكن أيضاً لا يمكن أن نلقي على تربية الآباء للأبناء كل الثقل فنقول بأن من فاتته التربية فلا حياة له بعد ذلك فليكبر على نفسه أربع وينتظر مصيره الأسود
الرسول عليه الصلاة والسلام قال: خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام
ولكنه أيضاً اختزل للصحابة أعماراً من التربية في العام الأول الذي فرض فيه قيام الليل
ألم تكن تلك فترة تربية مكثفة أخرجت جماعة المهاجرين الذين حملوا على عاتقهم الرسالة؟
وموسى عليه السلام تربى في قصر طاغية كافر به من الترف ما يذهل العقول .. وقبل أن يحمل الرسالة ابتلاه ربه بما مر به من خوف وفرار إلى مدين وحياة جافة شديدة وعمل (رعي الغنم) في أرض مكشوفة تساعده على التأمل في الكون .. أليست هذه تربية مكثفة للإعداد للرسالة؟
التربية لا يستهان بها أبداً ولكنها ليست مقتصرة على سنوات الطفولة وليست مقتصرة على الآباء الطبيعيين
وإلا فكيف يتحول لاهي فاسق إلى عابد صالح بآية يسمعها أو كلمة حق تصوب إلى قلبه؟
وكيف يتحول رجل تربى في رحاب الأزهر ومن أبوين صالحين إلى بائع لآخرته بدنيا رخيصة؟
-
انا اريد ان اسأل سؤالا :emoti_17:
الاهل يفعلون اغرب الامور و اعجبها , فلا يعودون ابنائهم على تحمل المسؤولية و لا يكونون معهم وقت الحاجة , و لا يسمعوا لهم كفاية , و يقولون بأنهم بجانب ابنائهم و لكنهم بعكس ذلك , فهم غارقين في العمل سواء كانت الام او الاب , مع ان الام تأثيرها اكثر لانه عموما تكون هي اقرب الى ابنائها , فعندما تعمل و تنهمك بعملها ستنسى بعضا من حقوق ابنائها عليها و لكنها توهم نفسها بأنها توفي كل حقوقهم و في حقيقة الامر هي منهمة لدرجة انها تريد ان تقنع نفسها بذلك لكي تزيح المسؤولية من اكتافها بالحديث عن المسؤولية يعني , و فوق كل هذا يقولون نحن هنا :emoti_25: :emoti_25: :emoti_25:
فكيف لهم ان يطلبوا الكمال في شخصية الابنة او الابن ::ooh:: ::ooh:: :emoti_6: ؟؟؟
و كيف يخطر على بالهم بأن الكمال سيتحقق اصلا :emoti_25:؟؟؟
-
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الاعزاء
لا شك أن الإنسان بمجرد ان يصل لسن البلوغ يعتبر شرعا مكلفا بسائر التكاليف الشرعية، مثله في ذلك مثل من يكبره بعشر او عشرين او خمسين عاما.. لا فرق
ولا فرق كذلك في التكاليف الشرعية بين من ينشأ في بيئة اسلامية او جاهلية، وبين من ينشأ في بيئة متدينة ملتزمة او أخرى متفلتة او فاسقة
ذلك ان الله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها
ولكن.. هل يزول التفاوت بين الناس وقدراتهم ومواهبهم وأدوارهم في الحياة إذا بلغوا سن التكليف ويصبحون متساويين في هذه الادوار والآثار كما هم متساوون في مستوى التكليف الشرعي؟
بالطبع لا..
والرسول صلى الله عليه وسلم لم يطلب من الأعراب ما طلبه من صحابته من مهام وأدوار
والقرآن الكريم بين أنه لا يستوي من آمن من قبل الفتح وهاجر مع من آمن بعد الفتح..
وعلماء الأصول فرقوا بين الصحابة الذين لزموا النبي صلى الله عليه وسلم فتلقوا عنه التربية والإرشاد والتوجيه، وبين من هم صحابة في اعتبار المحدثين، لكنهم لقوا النبي صلى الله عليه وسلم مرة واحدة وسمعوا منه حديثا واحدا..
ولو تتبعنا تاريخ المجددين والأئمة العظام في التاريخ الإسلامي فلن نجد منهم أي مجدد أو عالم فذ إلا وقد نشأ على الطهارة والورع والتقوى في أسرة ذات علم وتقى منذ نعومة أظفاره، فبنى ما اكتسبه من علوم على الأسس الراسخة التي تلقاها من أسرته في التربية والطهارة الظاهرة والباطنة، في الجسد والثوب والقلب والمال والمأكل والملبس، فغدا البناء صرحا شامخا تستظل بظله أجيال الإسلام جيلا إثر جيل..
ولهذا فإن أثر التربية في بناء الإنسان المتميز -بما له من بعد زمني ونضج على نار هادئة- أثر عميق جدا في شخصية الإنسان وعمق نظرته ورسوخ مفاهيمه ووضوحها.. لا يمكن أبدا ان نلغيه ، ولا يمكن للفرد بإرادته مهما أوتي من إرادة صلبة وهمة عالية أن يلغيه...
قد يستوي من أتى متأخرا بهمة عالية، مع من سبقه إن كان أقل همة وعزما، أو كان دونه في المواهب.. لكنه لا يمكن أن يتساوى بأي حال مع من سبقه وكان مثله في الهمة والعزم والقدرات.. وهذا قانون فيزيائي منطقي لا يختلف عليه اثنان، ولهذا قال علماء التربية: "ليس الطريق لمن سبق، ولكن الطريق لمن صدق، فكيف بمن سبق وصدق؟ وليس كفضل السبق شيء"
فشخص نشأ في أسرة دينية علمية وتشرب مفاهيم الدين لا كدروس تلقى عليه فيحاول تطبيقها، بل كنظام حياة وسلوكيات يومية، وأسس عقائدية وقواعد أخلاقية، تمر أمامه في رحلة الحياة آلاف المرات على شكل مناقشات او تعليقات او نصائح او توجيهات او تطبيقات عملية او حلول لمشاكل يمر بها أو قدوة يراها، او مواقف للوالد او الوالدة يعيها قلبه وتنحت في وجدانه.... لا يمكن ان يستوي مع من يقرأ عن هذا في الكتب او يسمع عنه في المحاضرات فيذكر بعضا وينسى بعضا ويجاهد نفسه على تطبيق طرف منها..
فالاول تكون هذه الامور عنده بدهيات راسخة لا تهزها الاعاصير، وسجية من سجاياه لا يتكلفها ولايحسن غيرها، والآخر تكون أمورا طارئة عليه، تبقى كثير من جزئياتها ومكملاتها مفقودة عنده..
وهذا الكلام اقوله عن تجربة واقعية معاشة في درب دعوتنا، فقد رأيت بعيني كيف نكون في البدايات متساويات جميعا، الفتيات اللاتي نشأن في بيئة دينية علمية، والأخريات اللاتي نشأن في بيئات ملحدة او علمانية او متفلتة (سبور كما يقولون)
في البدايات كلنا مندفعات ومحبات وراغبات في طاعة الله وفي حمل الدعوة.. متساويات في الخشوع والاجتهاد في العبادة وفي طلب العلم.. ثم عندما يبدأ التكليف جنبا إلى جنب مع الضرب في الأرض لجني الرزق وبناء الأسر... تبدأ الفروق تظهر... وتبدأ الفتاوى العجيبة، والنصائح غير السليمة للجيل الجديد، والهفوات السلوكية غير المقبولة.. وكلها مردها الى التعرض لمواقف جديدة لم يسبق لهن ان سمعن بها.. ويظهر افتقاد الصفاء العقائدي الاساسي والرسوخ القيمي المتين المتجذر في اعماق النفس...
لهذا لا يكون الانتاج متساويا في الكيف بين النوعين من الدعاة، وان تساوى كمّا ...
ولهذا قالوا: العلم في الصغر كالنقش في الحجر
ولهذا جاءت التوجيهات النبوية بالاهتمام بتربية الصغار منذ نعومة أظفارهم، كمثل قوله عليه الصلاة والسلام "مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع" وكمثل توجيهاته للغلام في آداب الأكل، وملاعبته لهم وغير ذلك كثير معروف
وكلامنا عن التربية الإيمانية والمسؤولية الدعوية ينطبق على شتى أنواع المسؤوليات الاخرى..
فخالي الذي نزل للدكان مع والده التاجر الناجح منذ كان في العاشرة، وعامله أبوه كرجل من طفولته، استطاع ان يكمل المسيرة ويكفل أسرته بعد وفاة والده وعمره لم يكن وقتها قد بلغ الثامنة عشرة من عمره، وربى إخوته وأغناهم وحماهم وصار من أشهر التجار لاحقا..
في حين أنني أعرف بالمقابل من تربى على الدلال والدلع وسياسة اطلب تعطى، ورث الملايين من والده وهو ربما قد اشرف على الاربعين، فبدد الثروة وأفلس...
والمثل الذي ضربته لنا ماما فرح غير واقعي ولا يعطي نتائج صحيحة
لانه معروف في الدراسات الاجتماعية انك إذا أردت ان تدرس أثر عامل من العوامل في ظاهرة ما، فعليك ان تثبت كافة العوامل الاخرى
فإذا اردت ان تدرس أثر التربية، فعليك ان تدرسها بين شخصين متساويين في الهمة والعزيمة والذكاء والمهارات والنوايا الصادقة، ثم ترى الفرق بين انتاجهما
لا ان تدرس اثر التربية بين شخص ذكي لم يتلق تربية صحيحة، وآخر غبي تلقى تربية، او بين شخص كسول وآخر نشيط، او شخص معوق وآخر سليم...
أنا أتفهم ان ماما فرح تريد ان تعطي الشباب دفعة إيجابية ليتولوا زمام المبادرة بأنفسهم، ويكفوا عن إلقاء اللوم على الماضي وتقصير الاهل ويعلقوا على شماعتها كل فشلهم واخفاقاتهم ويستسلموا لهذا الشعور
لكن يُخشى أيضا من الجانب الآخر لهذا الرأي، وهو ان نهمل جانب التربية تماما، وننكر أثرها، ونلغي الفوارق بين من تربى على علماء ودعاة وشيوخ وبين من قرأ كتابين او استمع لمحاضرتين ثم اعتلى منصة الدعاة...
فلابد دوما من عرض جميع الجوانب للقضية بعدل وموضوعية دون جنف أو ميل
فمن فاتته التربية في الصغر فيمكنه بمضاعفة الهمة وصدق النية والتوكل على الله ان يتدارك جوانب كثيرة مما نقصه، لكن عليه الا يكرر هذا الأمر مع أبنائه ويكلهم إلى انفسهم كما وكله أهله إلى نفسه، بل عليه ان يتدارك هذا فيهم لتكون الاجيال في زيادة لا في نقصان... ومن فاتته التربية في اسرته، فليتداركها على أيدي الشيوخ أو العلماء، قبل أن تربيه الحياة الواسعة بتقلباتها، ويالقسوة تربيتها...
-
لا ياهادية أنا لم أقلل من شأن التربية أبداً
ولكن أيضاً لا يمكن أن نلقي على تربية الآباء للأبناء كل الثقل فنقول بأن من فاتته التربية فلا حياة له بعد ذلك فليكبر على نفسه أربع وينتظر مصيره الأسود
الرسول عليه الصلاة والسلام قال: خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام
ولكنه أيضاً اختزل للصحابة أعماراً من التربية في العام الأول الذي فرض فيه قيام الليل
ألم تكن تلك فترة تربية مكثفة أخرجت جماعة المهاجرين الذين حملوا على عاتقهم الرسالة؟
وموسى عليه السلام تربى في قصر طاغية كافر به من الترف ما يذهل العقول .. وقبل أن يحمل الرسالة ابتلاه ربه بما مر به من خوف وفرار إلى مدين وحياة جافة شديدة وعمل (رعي الغنم) في أرض مكشوفة تساعده على التأمل في الكون .. أليست هذه تربية مكثفة للإعداد للرسالة؟
التربية لا يستهان بها أبداً ولكنها ليست مقتصرة على سنوات الطفولة وليست مقتصرة على الآباء الطبيعيين
وإلا فكيف يتحول لاهي فاسق إلى عابد صالح بآية يسمعها أو كلمة حق تصوب إلى قلبه؟
وكيف يتحول رجل تربى في رحاب الأزهر ومن أبوين صالحين إلى بائع لآخرته بدنيا رخيصة؟
عزيزتي مامافرح
لم أقل أن من لم يتلق تربية سليمة فعليه أن يكبر على نفسه أربعا... أبدا
ولا يوجد إنسان صفر من التربية تماما... ولكن يوجد قصور في نواح معينة.. تتفاوت درجاته
ولكنني أقول ان البعد الزمني والنضج الهادئ له أثر كبير جدا ليس من الصحيح ان ننكره أو نغفله
والامثلة التي ضربتها يا أختي لي وليست علي
فسيدنا موسى عليه السلام عاش في بيت فرعون، لكن من تولت تربيته هي أمه الصالحة وأسرته التقية، التي أرجعه الله إليها لترضعه بعد ان حرم عليه المراضع..
وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يطلق الصحابة للدعوة والجهاد والفتح بمجرد أن أسلموا، بل بقي يربيهم في مكة وتربيهم المحن القاسية ثلاث عشرة عاما، قبل أن يؤذن لهم بالهجرة ثم بالجهاد
ولهذا كان الصحابة مراتب متفاوتة، فأهل بدر أفضلهم، والسابقون للإسلام من قريش هم الأئمة وليس الأنصار، ولا يستوي من أنفق من قبل الفتح وقاتل مع من أنفق بعد الفتح وقاتل .
واللاهي الفاجر يتحول إلى عابد صالح بآية يسمعها لأن الله تعالى يتوب على من يشاء، والله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر، لكنه لا يصبح مربيا ولا داعية ولا حامل رسالة (مسؤولية/ وهي موضوع بحثنا هنا) حتى يمر بتجربة تربوية مع العلماء والمربين الذين سيلزمهم بعد توبته
ومن يشتري بدينه وعلمه متاع الدنيا الرخيص لا يكون السببَ خللٌ في تربيته، بل فساد في معدنه وخلل في نفسه... فهو مكلف مختار، واختار الفساد والكفر...
نحن يا أختي لا نتكلم عن الصلاح والفساد
والنجاة والخسران
والتوبة والعصيان
نتكلم عن القدرة على حمل المسؤولية ودور التربية فيها... واعتبار البعد الزمني والنضج الهادئ لا السلق السريع والتيك أواي
وأوافقك الرأي على أن الأسرة والأبوين ليست مصادر التربية الوحيدة... بل هناك الشيوخ والعلماء والمربون...
ولا شك أن الشاب الذي يلمس من اهله قصورا في التربية، عليه ألا يكتفي بإلقاء اللوم عليهم، بل يبادر فورا بالبحث لنفسه عن بدائل... فيبحث عن علماء او مربين ويلزم أعتابهم ويحسن الادب في جنابهم
والله أعلم
-
السلام عليكم
ماما فرح ، جواد ، ماما هادية
استفدت جدًا من نقاشكم وتفتح ذهني بسببه لأمور معينة .. جزاكم الله خيرًا كثيرًا
وعودة للكلام عن التردد ، رأيت أن المثالين الذين ذكرتهما هما من الحالات المرضية نوعًا ما ، أما التردد الذي كحالتي وجدت أنه ليس من الصعب علاجه كما كنت أتخيل
فمن خلال ما قرأت وجدت أنه باختلاف الأسباب فالعلاج هو بالتوكل على الله والإستعانه به والإقدام بشجاعة على الأمر
و بـ " اعقلها وتوكل "
تدريب النفس على الإقدام على الأمر ووجدت أن ذلك يبدأ تدريجيًا بالأمور الصغيرة ثم الأكبر
أخذ آراء الآخرين بالإعتبار لكن لا تكون آراءهم هذه هي من تحدد قراراتي
ألا أنتظر النجاح دومًا فالتجارب يمكن أن تنجح أو تفشل والفشل ليس معناه أني فاشلة تمامًا أو أن الحياة توقفت عند عدم تحقيق أمر معين ، فقد كنت أعاني كثيرًا من هذه النقطة
كنت أعلق فشلي في بعض الأمور على ظروفي معيشتي وأشخاص معينين حولي ، لكني بمحاولة التغيير للأفضل وجدت أن النفس تتغير بالدربة
فالنفس كالطفل ربي على حب الفطام ، وإن تفطمه ينفطمِ
والحمد لله رب العالمين استطعت بتوفيق من الله تغيير أشياء موجودة بي رغم تعارضها مع واقع مختلف
والأمر ليس سهلا لكنه ليس بمستحيل كما كنت أظن .
جزاكم الله عني خيرًا ..
-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أدري إن كنتم ستعودون لهذا الموضوع الهام مرة أخرى أم لا :emoti_64: :blush::، فأذكر أنني قرأت بداياته قبل مشكلة انقطاع النت عني ومن بعدها انقطعت متابعتي له
أعود له لأجد ردودا ثرية ماشاء الله....
يا جماعة الخير لم أقرأ بتفصيل كبير كل المداخلات ولكن فقط أحببت أن أضع أمرا أراه أساسيا في تكوين شخصية واثقة عازمة غير مترددة، وإن كانت مترددة ففقط لتحري الدقة والتفكير المتأني المتربص المتبصر بالحكمة ثم تتخذ قراراتها ولا تبقى في دائرة التردد
أذكر عندما كنت صغيرة، حصل معي موقف محرج مع معلمي، إذ أنني أغضبت معلمي الذي كان يحبني ويميزني لتميزي الدراسي، أغضبته مني ساعة غضب من زملائي بتصرف صبياني متسرع .... وكانت شقيقتي الكبرى معلمة معه بالمدرسة نفسها يعني زميلته
عندما عدت طبعا حثوت على نفسي من تراب الندم ما جعلني أتمنى لو ماذا جرى لي ولم أغضب مني معلمي بتصرفي الغاضب المتسرع الذي انجر عنه غضب معليمي مني، معلمي الذي أحبه ويحبني ....ندمت بشدة .... أول ما خطر ببالي ساعتها وأنا لا أتجاوز السابعة أو الثامنة من عمري أن ألجأ إلى شقيقتي واسطة صلح بيني وبين معلمي باعتبارها زميلته ....
فقصدت والدي ليتوسط لدى شقيقتي فتتوسط لي بدورها لدى معلمي، ولكنّ والدي رحمه الله وشقيقتي بارك الله بها وجزاها عني خيرا وكأنما قد اتفقا على ألا ينفذا لي رغبتي تلك وأخبرني كل منهما أنني أنا صاحبة المشكلة وأنا التي أحدثت ذلك الصدع وأنا من يجب أن تسعى لرأبه، ولم يقبل لا والدي ولا شقيقتي بفكرة الوساطة .... ثم توعدتني شقيقتي بأن علي أن أحل هذه المشكلة غدا في عداد الأيام ولا أتأخر ليوم آخر أبدا وأن أحلها أنا بنفسي ....
في الحقيقة كان لتحميلهم لي المسؤولية أثر عظيم جدا على شخصيتي من بعدها إذ فعلا كنت أنا من حل المشكلة، بطريقتي مع معلمي، وبالفعل ألهمت القوة والإقدام على خوض غمار هذه الحالة الصعبة التي استعصت علي جدا مع غضب معلمي مني وإشاحته وجهه عني غاضبا متوعدا أنه لن يعود ليكلمني مرة أخرى.... :emoti_64:
كان لها أثر كبير جدا علي وأنا بتلك السنّ ....
ثم أذكر أيضا أنني في أول يوم عمل لي بعد تخرجي في الجامعة أردت أن يصحبني شقيقي إلى مكان العمل الذي لم أكن أعرفه بعد، لم يكن منه إهمالا لي ولامبالاة بي وإنما تعمد معي هذا التصرف، وفعلا لم يأخذني لا بسيارة ولا صاحبني راجلا، بل ذهبت وحدي واقتحمت العالم الجديد وحدي وأخذت أسأل عن مكان العمل كمن يسأل عن طريق يجهله وأنا التي يفترض أن يصاحبها من يدلها على الطريق لأول مرة على أقل تقدير.... وفعلا أيضا تعلمت اقتحام كل صعوبة وحدي ....
في الحقيقة مرّرت هذين المثالين من العديد من الأمثلة التي مرت بي لما تركا بي من أثر أولا ، ولأركز على أن إقحام المرء في قلب الصعوبة من الأمور التي تحمد في التربية على الشدائد، وعلى تحملها وعلى أن يجد الإنسان مخرجا، وتصرفا لا يعوّل في ذلك على أحد كالمتقطعة به السبل المنقطع عن كل مساندة وكل دعم
والوقت لا يعتبر متأخرا مع كل سن يريد صاحبها أن يتحسن ويحسن من حاله، ليس بالضرورة أن يحدث ذلك مع الإنسان في بدايات عمره، -وإن كان محبذا- فكما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنما العلم بالتعلم ، و إنما الحلم بالتحلم ، و من يتحر الخير يعطه ، و من يتق الشر يوقه
وطبعا سنام هذا الأمر أن يسأل المؤمن ربه أن يريه الحق حقا ويرزقه اتباعه ويريه الباطل باطلا ويرزقه اجتنابه، وليس ضروريا أن كل قرار قرار صائب، وليس مني ضمان النتيجة وإنما هو الاجتهاد مع النية الحسنة وما كان قد يكون خيرا من الله سبحانه وتعالى وتوفيقا منه، وقد يكون نتيجة غير مرجوة قد تحمل لنا في جعبتها الدروس أيضا فلا نبخس النتائج تقدير حق معانيها ودروسها
وقد نرى الخير فيما هو لنا شر وقد نرى الشر فيما هو لنا خير والله يعلم ونحن لا نعلم ، ولذلك وجب الاتصال الدائم بالله سبحانه وسؤاله الهدى والتقى وهو سبحانه يهدي السبيل.... لأننا لا نستطيع أن نسعى في الأرض ونمشي فيها وندعي أن ما نفعله وما يكون لنا من خير هو من صنع أنفسنا أو أننا نؤتاه على علم عندنا ولكن يجب أن يترسخ لنا الإيمان واليقين بأن التوفيق من عند الله وأن كل خير منه سبحانه وأنه هادينا ولا نهتدي بغير هداه .
وقد علمنا الحبيب صلى الله عليه وسلم الاستخارة في كل أمر .... وحق الاستخارة وفهم الاستخارة عين الفهم أن نمشي في طريقنا بعدها ونحن مطمئنون لأي نتيجة تكون فلا نجزع ولا نخاف وقد استخرنا المولى وسلمنا له الأمر ....
التردد وارد مع كل إنسان مهما بلغ من إقدام وقوة في الشخصية ولكنه طبعا يتفاوت من إنسان لآخر.... المهم ألا يطول لأن طول بقائه مشكلة وطول بقائه تعويد للنفس على الركون للتردد وعدم اتخاذ القرار ....
والله تعالى أعلى وأعلم emo (30):