أيامنا الحلوة
الساحة الثقافية => :: حكاياتنا الحلوة :: => الموضوع حرر بواسطة: ريحان المسك في 2009-02-19, 15:05:53
-
(http://www.jungatlanta.com/photos/summer%20memories.jpg)
اثناء ذلك الشتاء الأبيض القارص الذي نوّر الدنيا بنصاعة بياضه فترى الأرض ملأى بندفه الناعمة كزهر القطن الأبيض , و غدا نهرنا القديم يلمع و هو ثابت بصقيع شتائنا الطويل ...
و عندما هبت علينا نفحات رائحة البرد الجميلة , اغلقت جدتي باب الغرفة و جلست على كرسيها المهترئ امام المدفئة تتأمل ألسنة النار بعيونها التي تطلب الدفء و الحنان من ظلم البرد القارس ..
جلست بجانبها ... اتأمل وجهها المتجعد المصقول بتجارب هذه الحياة ... لاحظت عليها التأمل لبرهة فإذا بها تقول ... ما اجمل الذكريات , عندما كنت و جدك عروسان بدأنا حياتنا بمولد امك المرحومة , متأملين رؤيتها تكبر امام اعيننا و تحظى بنصيبها في هذه الحياة , ما اجمل الذكريات يا ابنتي ...
تمهلت للحظة قبل الرد عليها , فلم يلق عقلي الا ان يهيم بالتفكير و التأمل , لماذا قالت عن الذكريات انها جميلة , لماذا كان الجمال وصفا للذكريات ... الذكريات لانها جميلة فهي ليست جميلة ...
نعم ... ليست جميلة ...
كم مرحت مع جدي قبل ان يموت ... فيأخذني لتلك الضيعة و تلك القرية فنتعرف على اهلها البسطاء الطيبين , و نرى مناظر طبيعتها الخلابة التي لم تمسسها يد انسان مخرب ... و لكن ... جدي مات و لن يعود لنحظى بتلك اللحظات الجميلة معا ... تلك ذكرى جميلة ...
كم تمتعت بكثير من اللحظات الدافئة مع اصدقائي ... نذهب معا الى ارضنا القديمة المليئة بحشيشها الأخضر يحن لنا اليوم ... يحن لتدحرجنا على اطرافه ... يحن لقطرات الماء التي كانت تمرح معنا فتهبط على شعر صديقتي الذهبي و ترسو اختها على بقعة الأرض الخضراء ... يالها من ذكريات جميلة و دافئة عند تلك الشجرة في طرف الأرض و ذلك الدولاب الذي عانق حبله اغصانها ... ترانا نتأرجح عليه ذهابا و أيابا ... لا يكل و لا يمل من صوت ضحكاتنا المرتفعة فتصل الى روح تلك الطبيعة تلونها بألوان الطفولة و البراءة ... تلك ذكرى جميلة ...
كم كنت اشعر بذلك الحنان الفريد ... حنان ليس بعده حنان ... حنان امي التي كانت تأتي إلي بعمق الليل فتجلس بجانب سريري متأملة وجهي و انا نائمة ... تضع يدها الطاهرة فوق رأسي تتلو بصوتها العذب الحنون كلمات البارئ فتجعل من نومي كل ليلة حلم جميل اغوص بما فيه من حنان و امان في حضن غاليتي فيخالجني ذلك الشعور ... ذلك الشعور الذي يمنع عني الخوف فلا ارى للناس من مدخل لأذيتي ... انني في حضن امي ... و حضن امي قد ذهب و لن يعود ... تلك ذكرى جميلة ...
كلها ذكريات جميلة .... و لكن .... و لكنها ذكريات مؤلمة لم تجد لها مجالا لتكمل طريقها فقد احتلت مكانها ذكريات جديدة قطعت عليها طريقها فأصبحت من الماضي ... الماضي الجميل الذي احبه ...
غدت ذكريات مؤلمة رغم جمالها ... اتذكرها فتسكن البسمة ثغري ... ما ان تتعالى صيحات الواقع في خاطري ... تموت تلك البسمة لتولد مكانها دمعات في عيني ... دمعات الألم و الحزن ... دمعات كان الواقع سببا في انذرافها ... الواقع الذي كان سببا في موت ذكرياتي الجميلة لتصبح ماضي لا رجعة له ....
الذكريات الجميلة مؤلمة ... هنا استفقت من لحظة تأملي ... فرأيت جدتي نائمة على كرسيها ...
جدتي جدتي... استفيقي فلن تجدي لذكرياتك مكانا... قد غدت مؤلمة فأتركيها... ذهبت و لن تعود ...
-
:emoti_64: :emoti_64:
::cry:: ::cry:: ::cry:: ::cry::
::cry:: ::cry:: ::cry:: ::cry::
::cry:: ::cry:: ::cry:: ::cry::
أحببت ما كتبتي
بس
خليتين إبكي ذكرتيني باشياء كانت ومازالت تبكيني
::cry:: ::cry:: ::cry:: ::cry::
::cry:: ::cry:: ::cry:: ::cry::
::cry:: ::cry:: ::cry:: ::cry::
-
اذا كانت الذكريات الجميلة مؤلمة لاننا فقدناها...
فما حال الذكريات المؤلمة اذن؟.
-
الذكريات المؤلمة يا ماما هادية اسهل عندي من الذكريات الجميلة المؤلمة لانها تركتنا
لانه ببساطة الذكريات الجميلة لا يمكن ان ننساها لاننا نحبها بالتالي سنحزن على ذهابها
اما الذكريات المؤلمة اصلا فترة عصيبة من مرحلة الحياة تمر و ننساها لاننا نكرهها
-
صح يا سارة
و أنا ممكن أجبلك مثال إذا حابة
لأنو أنا هلأ في ه الحالة
مفتقدة لأخوتي هنا في المنزل
-
له له له
يعني لا تخليني اندم لانو كتبت هالحكي يا لينة :emoti_144:
كلها سنة و بتكوني معون :emoti_64:
و اقل من سنة كمان و لا يهمك , ترم واحد بس :emoti_282:
-
إن شاء الله يارب
-
:emoti_133:
جميل يا سارة ما كتبتي ::cry:: ::cry:: ::cry::
بالفعل ذكريات جميلة مؤلمة
سبحان الله اليوم مساءا تذكرت طفولتي مع اقربائي في بيت جدي القديم
كانت من احلى ايام حياتي ::cry:: ::cry:: ::cry:: ::cry:: ::cry::
بجد ذكريات مفرحة مؤلمة
بس الحمد لله انحنا عشناها :emoti_282:
-
بالفعل احمد الله يا امينة اننا عشناها :emoti_282:
شكـرا لكِ