أيامنا الحلوة

الساحة العامة => :: كشكول الأيام :: => الموضوع حرر بواسطة: ريحان المسك في 2009-01-30, 10:42:25

العنوان: أبكتني ...
أرسل بواسطة: ريحان المسك في 2009-01-30, 10:42:25
لا أعلم بماذا ابدأ , لا أعلم ماهي الكلمات التي ستصف شعوري في تلك اللحظة

لقد ابكتني

نعم لقد ابكتني تلك الإنسانة العظيمة

عندما رأيتها اول مرة كانت على رصيف الشارع

جالسة بذل و هوان بلا حول و لا قوة

تلقي بدعوة لذاك , و بدعوة لتلك

تقول له يااارب كن لشباب ابني حافظا و تقول لها يااااارب كن لإبنتي موفقا و استر عليها

تلقي بكل تلك الدعوات المستجابة و لم تطلب شيئا من المال الكريم يعطيها و البخيل يرمقها بنظرة القساوة و الإجحاظ

عندما رأيتها اول مرة لم أعرها ذلك الإنتباه دعوت لها و دخلت المطعم

عندما هممنا بالخروح بعد انتهائنا خطرت على بالي , فأسرعت بالخروج قبل أهلي لكي تتسنى لي الفرصة لمخاطبتها

وقفت بجانبها

قلت

خالة ما الذي وضعك في هذه الحالة , أليس لديك ابناء ؟!!

نظرت إلي تلك العجوز بوجهها المتجعد المليء بالحزن و الهم و الصدمة و أشرت لي بسبابتها و إصبعها الوسطى , اي لديها اثنين من الأبناء

لم استطع ان اتمالك نفسي

قلت لها

اين هما , ألا يأتيان إليك لكي يساعدوكي

أومئت العجوز رأسها بالرفض و الدموع كانت قد تساقطت على خديها المهترئين و قالت بصوتها الضعيف الذي هو اشبه بصوت انسان يختنق

قالت لي

واحد فقط يأتي إلي و أشّرت الى كيس ابيض بجانبها فيه علبة او علبتين فارغتين , لا ادري ربما كان فيهما طعام او شراب

عاودت النظر اليها فلم اتحمل نفسي الا و بكيت و بكيت و بكيت

كيف ذلك

تلك الأم التي تعبت و حملت و ارضعت و ربت و في نهاية المطاف يكون مكانها رصيف الشارع ؟!!

أيعقل هذا ؟!!

في تلك اللحظة خرج اهلي من المبنى و قد رآني ابي ابكي من حرقة قلبي قلت له اعطني ما عندك و بسرعة و بدون سؤال

اخذت النقود و توجهت الى تلك المسكينة و اعطيتها اياها و قلت لها من فضلك يا خالة ادعيلي

يا الهي

لم أرى مثل تلك الدعوة

دعوةمن القلب

قالت لي

ياااااااااااااااااااارب يوفقك يا بنتي و يستر عليكي و يجعلك من المتفوقين و الموفقين في حياتك

قالتها و الدموع تنهمر من عيونها

عاودت النظر الى زوادتها الفارغة فلم اتمالك نفسي و اعطيتها العلبة التي تحتوي على باقي الطعام الذي اخذناه من المطعم , نظرت حولي فرأيت مع امي قارورة ماء , اخذتها منها و اعطيتها لتلك العجوز المسكينة

رجعت الى امي و الدمعة لم تنشف من عيني , سألتها , ايعقل وجود امثال هؤلاء الأشخاص , لا يوجد ذرة من الرحمة في قلوبهم و لا العطف و لا الحنان

و عندما هممنا بالمشي الى السيارة قلت لهم انتظروني

ذهبت الى تلك العجوز و سلمت عليها , لا ادري ما الذي حصل , وجدت نفسي ادنو منها و احضنها و اقبل وجنتيها

و هي

حضنتني بقوة و قبلتني ايضا , و دعت لي من كل قلبها , احسست ان ابواب السماء كانت مفتوحة في تلك اللحظة و ان الله استجاب لها دعواتها

يا الهي

لا ادري ما الذي حصل لي , لقد صدمت , هذه اول مرة لي ابكي و انفعل بتلك الطريقة امام عجوز في الشارع

يا ترا , هل هي غاضبة على ابنائها , ام ترضى عليهم كل يوم و تدعو لهم بالهداية ؟!!

و الله عندما ذهبت ادراجي الى بيتي لم استطع الا و الدعاء على اولادها الجاحدين , كيف يستطيعون فعل ذلك كيييييييييييييييييييييف لم استطع ان اتخيل

يرمون امهم في الشارع و هم يتنعمون بكل مافي هذه الدنيا , الم يبين لنا نبينا اننا ننصر بضعفائنا , كيف سيستجيب لنا الله دعوتنا عندما ندعي لفلسطين بالنصر و نحن لم ننصر بعد من كان سببا في وجودنا في هذه الدنيا

يا الهي , يااااااا الهي , عندما رجعت الى البيت توضئت و صلليت و دعوت لها في سجودي يااااااااارب ساعدها و كن بعونها و هيء لها من يساعدها

تلك اللحظة عندما ضممتها , أحسست بها , شعرت بأنها تحتاج لتلك الضمة الحنون , شعرت بأنني أدخلت بعضا من السرور الى قلبها , هذا ما جعلني ارتاح في تلك الليلة

انني ادخلت بعضا من السرور و الرضا الى قلب ام ضحت و تعبت و شقت الى ان رُميت الى جانب رصيف شارع امام مبنى تدعو للقادم و الذاهب

لم تطلب شيئا من النقود

انما تدعو و تدعو و تدعو بذلك الصوت الضعيف الذي هو اشبه بصوت انسان يختنق من الهم و الحزن

أبكتني
العنوان: رد: أبكتني ...
أرسل بواسطة: ام عبير في 2009-01-30, 13:56:09
الله يبارك فيك  يا ريحان اكسبتي الدعاء والرضا وجبران الخاطر
العنوان: رد: أبكتني ...
أرسل بواسطة: ريحان المسك في 2009-01-30, 17:59:07
الحمدلله