السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حقيقة، ليس ثمة نص في جواز تهنئتهم أو منعها، والأمر كله عند المجيزين والمانعين سواء مداره على إلحاق هذه التهنئة إما بالبر والقسط الذين أجازهما القرءان في حق المسالمين من غير المسلمين، أو إلحاقها بمسألة افتتاحهم بالسلام، ومودتهم الذين نهت عنهما النصوص الشرعية في القرآن والسنة.
وللإنصاف فهناك قدر مشترك اتفق عليه الفريقان المختلفان، وهو:
- حرمة مشاركتهم مراسم احتفالهم الدينية
- حرمة التشبه بالكفار فيما هو من خصائصهم، كأن يكون لهم زي معين، أو رمز معين، فيحرم اتخاذه
- حرمة التهنئة إن كانت على سبيل الرضى عن دينهم، أو إقرارهم على باطلهم.
- جواز تهنئتهم بما ليس من أعيادهم الدينية أو خصائصهم، كتهنئتهم بالنجاح في الامتحان مثلا
يبقى أن القدر المختلف فيه هو تهنئتهم في أعيادهم الدينية، فمنعها علماء لأنها إقرار للكفر ورضى عنه، ومودة نهينا عنها. وأجازها علماء إن كانت على سبيل رد التحية بمثلها إذا كانوا يهنئونا على أعيادنا، مع التأكيد على رفض دينهم أو الإقرار لهم بما يفعلون وعدم مشاركتهم ما يفعلون.
وقد أفتى بالحرمة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، وأفتى بالجواز الشيخ مصطفى الزرقا رحمه الله والشيخ القرضاوي حفظه الله.
ولكل وجهة هو موليها، فكلهم علماء وكلهم يحكم بحسب فقهه لكتاب الله وسنة رسوله، وما يراه من واقع، ولاشك أن واقع المملكة يغاير تماما واقع الشام ومصر والبلاد التي سافر إليها الشيخان الزرقا والقرضاوي.
والله أعلم