رسائل من القلب
هي رسائل موجهة من القلب إلى أحبة سكنوا الفؤاد وملؤه بالمحبة ..
ومقدماً أعتذر من ماما هادية .. لا ترسليني إلى العيادة ::hit::
الموضوع ليس حكراً على رسائلي ... لكم كامل الحرية بأن تراسلوا من أحببتم
الرسالة الأولى
رسالة إلى أمي
رسالتي اليوم أرسلها إِلَيْك يا حبيبتي اعتذاراً لكِ ... كم يحزنني أن تبكي عيناكِ بسببي
تعلمين كم أحاول وكم أبذل من جهد لإرضائك وما قصدت يوماً أن أغضبك
ولكنك أم ليست كمعظم الأمهات ...
نعم لستي مثلهن ....
فكم من أخت اشتكت لي من غضب أمهاتهن المتواصل إذا فضلن على زيارتهن مجلس علم أو زيارة مريض أو الخروج في حاجة أخت أو أداء واجب عزاء ...
تدمى قلوبهن وهن يحاولن استرضاءهن بكل وسيلة ....
كم من أخت اشتكت لي جفاء أمها إن حاولت أن تستميل قلبها لذكر أو صلاة أو صيام ....
كم من صديقة أرهقها خلافها الدائم مع أمها على حجاب أو نزول إلى مسجد طلباً للعلم وسعياً لصحبة طيبة ...
أما أنتِ فلستِ كمعظم الأمهات ...
وكيف تكونين مثلهن ... وأنتِ دائماً بمثابة الضمير لي ... تذكريني وتشجعيني على كل ذكر وصلاة .. على كل عبادة وزيارة وكل عمل لله وفي الله ...
أرى أمهات جل همهن في الدنيا رؤية أبناءهن في عيشة رضية بمسكن ومأكل وملبس ... بفتات الدنيا الفاني ...
أما أنتِ فكل همك أن نكون في عيشة رضية برضى الله عز وجل ... في طاعة الله وحده
إن جلست يوماً أتباحث مع أخوتي في الله عن أمور نفعلها نرضيكن بها ... وجدت كل واحدة تفننت إما في تنظيف أو طهو أو جزل للعطايا والهدايا.... أما أنا فأعلم هديتك وأعلم سر رضاكِ ومطلبكِ .... وما أغلاه من مطلب .. أعلم أن أغلى هدية أقدمها لكِ هي في تجمعي وأخوتي معكِ ليلة الجمعة نتلو سورة الكهف معاً ...
أدمعت عيناكِ وفارقها النوم لأيام بسببي أنا؟
وهل أتحمل دموعك؟
... يعلم الله يا حبيبتي أني ما تعمدت ...
أَبْكِيك أني أشفقت عليكِ فترفقت بكِ ولم أدقق على قراءتكِ وحفظكِ من كتابِ الله!
أيحزنك أني من حبي لكِ ترفقت وتركت لكِ بعض من بعض الأحكام ...
أعلم أنكِ علمتنا أن نسير بهدف واضح في الحياة .. وأن هدفك هو أن تسمعيها (اقرأ وأرتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند أخر أية تقرأها)... وما أسماه من هدف ... وأعلم أنكِ لم تدخري جهداً ....سجلت في دور تعليم التجويد وسعيت وتسعين إلى كل مجلس علم ...
ولكن من أنا لأصحح لكِ ومن أنا لأعلمكِ .. أنتِ من علمتني أولى الحروف .. وتعبتي وسهرتي حتى تصححي وتقومي لساني ... مازال صوتكِ يرن في أذني كلما شعرت بالفتور وأنتِ تتلين كتاب الله في سكون الليل ...
أماه سامحيني وارضي عني فرضاكِ من رضاء ربي ... ولن أهنأ بعيش في غضبك علي
[/size]