بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الآية التالية.. تأثرت بها هذا الشهر كثيرا...
وَهُوَ الَّذِي يُنَـزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ
(الشورى 28)
سبحان الله الرحيم الرحمن
كنت أتلو القرآن وأنا في ضيق شديد جدا، ولا يعلم ما بي إلا ربي.... فلما مررت بهذه الآية... كأنها مسحت على قلبي بيد حنون... وأحيت فيّ الامل وبثت في روحي حياة جديدة
فالله تعالى ينزل الغيث على العباد ويغيث قلوبهم بعد ان يكونوا وصلوا لمرحلة اليأس والقنوط
ليس هذا فحسب.. بل ينشر رحمته.... يا ألله... ما اروع هذه الكلمات... ينشر رحمته... أي رحمة كبيرة غامرة واسعة تشملهم وتشمل ما حولهم وتبدد كل ما بهم من الم وضيق وتفرج عنهم
ليست رحمة ضيقة محدودة كرحمة العباد... بل رحمة واسعة منشورة...
وهو الولي الحميد.... واسم الله الولي هنا... جاء ليشد من عضد العبد العاجز الضعيف اليائس... كيف تيأس ووليك الله؟ الله الحميد صاحب المحامد كلها....
لا تعجز ولا تيأس ووليك الله الحميد
لأول مرة أستشعر طعم هذه الأية .. وكان هذا في رمضان هذا العام
فالحمد لله تعالى على نعمة رمضان، وعلى نعمة القرآن وعلى نعمة الايمان وعلى نعمة الاسلام
سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك
وَهُوَ الَّذِي يُنَـزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ
emo (30):
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الآية التالية.
وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ
(الشورى 30)
بعد الآية السابقة (الشورى 28) التي تجبر القلب والخاطر، وتمسح على الجراح بيد شافية حانية، تأتي هذه الآية تنبيها للإنسان...
ألا تلق باللوم على الظروف والأقدار والناس من حولك لما أصابك من فتور في الهمة او جفاف في القلب، او مشاكل أو ابتلاءات...
لا..
فلوم الآخرين لا يجديك شيئا
وإنما حاسب نفسك
فكل ما يصيبك من شر ونصب وحزن وضيق صدر وقسوة قلب إنما مرده لذنوب أذنبتها، وغفلة عن ذكر الله وعن طاعته ....
فحاسب نفسك.. وتب إلى ربك...
إبك على أعتاب الله ذنوبك وضعفك وتقصيرك
فتش في نواياك، فتش في أعمالك
لعلك تعمل اعمالا لا ترضي الله عز وجل
لعلك تتقاعس عن أعمال هي واجبات في حقك، وأنت تراها نافلة لست ملزما بعملها..
لعلك تعمل اعمالا تحسبها ترضي الله، ولكنك لا تتقي الله في أسلوب أدائها، او لا تخلص نيتك فيها لله، او لا تؤديها على الوجهة الشرعية الصحيحة فلا يقبلها الله منك ولا يرضى بها عنك..
لعلك تصر على ذنوب (مهما كانت صغيرة) وتحسبها هينة وهي عند الله عظيمة
لا تنظر لصغر الذنوب، ولكن انظر إلى من عصيت
وتذكر ان الحساب بقدر المنزلة... فالبعيد عن درب الطاعة تقبل منه اعمال وتصرفات لا تقبل من الملتزمين الواقفين على باب الله زمنا طويلا...
ويتجاوز عن خطايا من العاصين لا يتهاون بها ان صدرت من الطائعين...
والرب مربٍّ.. يربي عباده على الطاعات، وينقيهم من المعاصي والآفات...
فحاسب نفسك... وأعلن توبتك وبراءتك من كل ما قد يغضب الله تعالى او يقطعك عن أنواره أو يقطع عنك مدد عطائه الباطني وفيضه الروحاني...
واعلم أن الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره
وكفى بنفسك اليوم عليك حسيبا
وما نزل بلاء إلا بذنب، وما رفع إلا بتوبة...
-----------------------------
تلك هي المعاني التي استشعرتها هذا العام وأنا أقرأ هذه الآية العظيمة.. ولعلها معان خاصة بحالي... لكنني احببت ان اشارككم بها
وبانتظار مشاركاتكم
وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ
(الشورى 30)