هناك أشخاص يعملون على الدوام على إرضاء الآخرين ويعملون ما في وسعهم من جهود للارتقاء إلى مستوى توقعاتهم ورغباتهم واحتياجاتهم وتقديم العون لهم ومحاولة إسعادهم ومعاملتهم بطيبة ، يحاولون دوما الحصول على استحسان الآخرين ، وتشغلهم آراءهم فيهم ويعتمدون عليها في تقييم مدى رضاهم عن أنفسهم .. "
الدوافع والأسباب كثيرة للتصرف بتلك الطريقة
هم أحيانا ضحايا للأشخاص المستبدين الذين يخضعونهم للسيطرة والاستغلال، يجبرونهم على أفعال غير مفضلة كما يعرضونهم إلى دفع أثمان باهظة من احترامهم لذواتهم وأنفسهم مما يقلل من سعادتهم ويؤثر سلبا على صحتهم النفسية والعاطفية والجسدية ..
لكن في كثير من الأحيان يكون للضحية دور كبير في جعل الأمر ممكناُ ، إذ في كل مرة يستسلم الضحية ويخضع للشخص المستغل يتيح له فرصة المضي قدماُ في هذه العلاقة المسمومة .
يجب أن تلاحظ هنا أن النقد موجه للطرفين ، الضحية ( الذي يسعى لإرضاء الآخرين) والمستغل ، في الحقيقة أنا أفضل استخدام كلمة مريض بدلا من ضحية .
نعم إنه داء قد يصيب جميع العلاقات ، ليس له حدود ولا يختص بأحد دون أحد من الناس.
إليكم وصف موجز لهذا المرض :
أعراضه :
أعراض هذا المرض كثيرة وتعتمد على أسباب ظهورها ، ولكن قد يكون أهمها وأكثرها وضوحا ما يلي:
مجاراة الآخرين في آرائهم وكلامهم.
الحيرة في اتخاذ أي مبادرة.
التنازل عن مواقف تود اتخاذها.
تبني آراء لا تؤيدها.
التخلي عن مبادئك وما تؤمن به.
التردد في المجاهرة بالحق وقول الحقيقة بكل صراحة.
تغيير وجهة النظر بشكل كبير وبسرعة.
بكل بساطة هو أن يتجرد الإنسان من ذاته وتضيع هويته
سبب الإصابة به :
الشعور بالنقص .
عدم الإيمان بالذات والقدرات الشخصية.
ضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس.
الجهل وأحيانا المكر.
الرغبة في الوصول إلى مآرب ومصالح معينة.
السعي وراء المثالية الزائفة.
حب إرضاء الآخرين.
العلاج:
للأسف لا يوجد علاج واضح الملامح ، فالأمر في نهاية الأمر يعتمد على
إرادة المريض ، فقد تنجح أي طريقة يستخدمها لهذا الغرض
ولكن يمكن إعطاء بعض النصائح أو الإرشادات التي قد تساعد في العلاج :
الصدق مع النفس ومع الآخرين.
محبة الذات والرضا بها.
الثقة بالنفس.
عدم تهميش آرائك ومبادئك الخاصة أمام أراء ومبادئ الآخرين.
عدم الاكتراث لكلام الناس أو السماح لهم بنفث التأثير السلبي عليك
بناء شخصية قوية لا تسمح للغير بالسيطرة عليها
.