(http://www.cultnat.org/new%20site_ar/Ramdan_Web/images/Ramdan_Mdfah/p1010005.jpg)
منقووول
ُيتميز المدفع بلونه الأسود الذى يتم تجديد طلائه بين الحين والآخر ،
ويشير أرشيف متحف الشرطة إلى أن هذا المدفع الموجود الآن بقلعة صلاح الدين صُنع فى انجلترا عام 1871
تشغيل المدفع
المدفع فى مكانه هذا يرتفع عن سطح الأرض 170 متراً ،
وينطلق صوته متردداً فى الأفق إلى حوالى 10 كيلومترات بحيث يسمعه أكبر قدر من سكان القاهرة .
وعلى الرغم من تصنيف المدفع ضمن المدافع الحربية المعروفة فى القرن التاسع عشر ،
فإن الطلقات الصادرة منه ليست كتلك التى تُستخدم فى الحروب ،
إذ يوضع به كتلة من البارود لتعطى صوتاً مرتفعاً فقط ،
ومن ثم فالمدفع لا يحدث أضراراً ناتجة عن إطلاقه .
وتتم عملية الإطلاق بشد الحبل على كتل البارود لينطلق الصوت ،
ويوضع – قبل شد الحبل – بعض الحجارة أمام وخلف عجلات المدفع لتثبيته حتى لا ينزلق لحظة الانطلاق .
وإلى جوار مدفع الحاجة فاطمة كان يوجد مدفع آخر لتبادل إطلاق القذائف ،
ولتفادى أى عطل قد يحدث لأحدهما ،
ومنذ عدة سنوات قررت الحكومة نقل أحد المدفعين إلى هضبة المقطم ليقوم بالدور نفسه فى الإعلان عن الإفطار فأصبح لدينا أكثر من مدفع للتنبيه
والشخص المكلف بإطلاق مدفع الإفطار يُختار من قبل وزارة الداخلية برتبة "صول" ،
وتقوم الإذاعة المصرية طوال شهر رمضان بإذاعة صوت المدفع يسبقه الصوت الشهير " مدفع الإفطار .. اضرب"
وهذا الصول ينتقل بجميع لوازمه واحتياجاته للمبيت بجوار المدفع وتجهيزه عند الإفطار والإمساك ،
وعادة ما يصاحبه زميل له للمساعدة وتبادل المهمة .
ويُشترط فى الشخص القائم بإطلاق المدفع أن يكون متديناً ورعاً فضلاً عن انضباطه العسكرى .
وإطلاق المدفع يكون عادة متزامناً مع موعد أذان المغرب ، وأحياناً ما ينطلق قبله بلحظات ،
ويُشير بعض كبار السن بالقاهرة الفاطمية أن المدفع كان بالنسبة لهم هو المؤشر الوحيد بالتصريح بالإفطار ،
قبل أن تظهر الإذاعة ومكبرات الصوت التى تخبرنا بموعد الآذان ،
وباستثناء أولئك الذين يسكنون على مقربة من المسجد ، فإن معظم السكان كانوا يتوسلون بالمدفع ليفطروا ،
ومن لم يصل إليه صوت المدفع كان يستخدم الساعة كمؤشر لذلك ،
ومع دخول الإذاعة والتليفزيون وأجهزة الاتصال الحديثة ، لم يفقد مدفع الإفطار رونقه وجلاله بل ظل صوته باعثاً على الثقة والطمأنينة بأن موعد الإفطار قد حان .
ويُشير البعض إلى أن نظام الإعلان بالمدفع قد عمم فى معظم المحافظات ،
حيث يوضع المدفع عند المحافظة ،
ورغم ذلك فإن مدفع الحاجة فاطمة لا يزال هو الأب الروحى لجميع المدافع .
وعند موعد الأذان فإن الأطفال فى كل مكان يحاولون محاكاة مدفع الإفطار ،
بإعداد بعض المفرقعات البسيطة – البمب – لإطلاقها لحظة سماع صوت المدفع فى الإذاعة ،
ومن ثم فإن كل بيت مصرى قد تأثر بهذه الظاهرة التى أصبحت واحدة من الملامح الرمضانية