أخي الفاضل
لكل علم أهله الذين نسألهم فيه
................
وما ذكره الأخ صاحب المقال من ثبوت الأحرف السبعة صحيح واختلاف العلماء في تفسير معنى الأحرف السبع صحيح ولكن المشهور عندنا ليس ما ذكره الأخ في المقال وإن كان ضمن تفسيرات العلماء ولكن المشهور عندنا قول آخر هو أن الأحرف السبع هي سبع أوجه في الاختلاف في نطق الكلمة
مثل الاختلاف في النوع فتأتي كلمة بالمذكر في قراءة وبالمؤنث في قراءة أو الاختلاف في العدد (مفرد وجمع)
أو اختلافات أخرى لو شئت أنقل لك أمثلتها هنا بتفصيل أكثر
................
قال صاحب المقال:
ورغم أنني لست ضليعا في علم القراءات - ولا لهجات العرب ومخارج الحروف - ولكنني أرى في هذا العلم مغزيين عظيمين يجب على الجميع استيعابهما:
... الأول: احترام ثقافات ولهجات الآخرين... والثاني: أن لا تتخذ أي جهة من نفسها مرجعا للغة والدين!!
أمر القراءات بفضل الله مضبوط من علماء أجلاء كالداني وابن الجزري جمعوا أثبت القراءات المتواترة في عصرهم وفرغوا لها عمرهم وضبطوا كل ما يخصها ووصلتنا منهم دون تغيير بعد ابن الجزري (القرن الثامن الهجري) وليس فيه مجال للقول بالرأي أو احترام اللهجات أو تصدي جهة ما لتكون مرجعا له فهو ثابت بفضل الله وبابه أغلق بعد ابن الجزري
::ok:: ::ok::
بقيت أمور:
- لعلماء أصول الفقه كلام في قراءات القرآن لبحثهم في تواتره، ولهم في ذلك كلام طويل لا يحسن ذكره
- تفسير حديث الأحرف السبعة الذي ذكرته ماما فرح، والتفسير الذي ذكره صاحب المقال لا يختلفان كثيرا، ويمكن الجمع بينهما بأن أوجه الاختلاف في الكلمة راجعة لموافقة لهجة بطن من بطون العرب، وإن كان هذا لا يطرد دائما.
- تفسير حديث الأحرف السبعة الذي ذكرته ماما فرح هو الأكثر قبولا بين العلماء، وإن لم يحظ بتأييد تام إلى اليوم، ورحم الله ابن الجزري حيث قال ان له ثلاثين عاما يتأمل حديث الأحرف السبعة !
- ما ذكره صاحب المقال من اختلاف لهجات العرب عن قريش حقيق وواقع، وهذه النأنأة والفأفأة أكثر من أن تنحصر، بل ذكرها علماء اللغة القدامى على سبيل الأمثلة ولم يستقصوا بحثها، وذلك كما قال مصطفى صادق الرافعي رحمه الله راجع لاعتبارهم فصاحة اللسان القرشي أصل لسان العرب ثم شذت عنه بقية لهجاتهم، فاعتبروا كل لهجة مخالفة للغة العرب ضربا من الخروج عن الفصحى السليمة، فلم ينشطوا لبحثها، بينما يرى هو مقلوب ذلك، أي أن لغة قريش هي خلاصة ما لدى العرب من لهجات، انتقت بواسطة احتكاكها بهم جميعا خير ما بألسنتهم وتكلمت به، وعلى أي حال، فقراءة القرآن توقيفية لا تؤخذ إلا بالسماع من المشايخ المجيزين كما قالت ماما فرح، ولا يصح التغيير بدعوى أن ذلك ثابت في لسان العرب، وإلا فقد ترك القرءان بعضا مما عرف في قريش ذاتها..
روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال نزل الرآن بهمزة هذيل ولولا القرءان ما همزنا
والله أعلم
:emoti_64:
الاخ الكريم
القراءات المتواترة كلها قرءان لا معنى لإهمال ما لم تعتده آذاننا، كما أن لها فوائد في الادلة الفقهية لا تنحصر
emo (30):
الاخ الكريم
القراءات المتواترة كلها قرءان لا معنى لإهمال ما لم تعتده آذاننا، كما أن لها فوائد في الادلة الفقهية لا تنحصر
emo (30):
علم القراءات بحر واسع كباقي العلوم الشرعية
وطلب القراءات ثم القراءة والإقراء بها لا يطالب به كل مسلم بل هي اجتهاد في طلب العلم يختاره من شاء ويتركه غير ملوم من شاء
ومن لم يستسغ مثلا دراسة أصول الفقه واكتفى بقراءة كتاب ميسر في فقه العبادات نقول له :
لا بأس .. مااخترت فيه الخير والكفاية بإذن الله
وليس معنى هذا أنه أهمل أو أنكر ما لم يستسغه وإنما هو وقف في الطريق عند ما يسره الله له
والأخ ميماس لم ينكر والحمد لله ولم يقصد الإهمال على ما فهمت - وإنما لم يستسغ جزئية صغيرة لا تؤثر
فرواية حفص عن عاصم التي يقرأ بها ليس بها إشمام الصاد زاياً
وعليه فيمكنه الاكتفاء بها دون إنكار لغيرها مما ثبت
ولا تثريب عليه إن اكتفى بما يكفيه وفيه الخير إن شاء الله
-------------------------------------
واستكمالا للموضوع
سألت معلمتي وهي مجازة في القراءات العشر الصغرى وتطلب العشر الكبرى حالياً
فأخبرتني أن ماورد من مخارج للحروف لقبائل عربية مثل: استنطاء هذيل (نطق العين نوناً) وغيرها من الأمثلة الواردة في المقال هذه غير موجودة في القراءات العشر الصغرى والكبرى فيما عدا إشمام الصاد زاياً فهذه ثابتة في قراءة من القراءات (ليس هنا المجال لتفصيلها)
قلت لها : إشمام الصاد زاياً ثابت في قراءة من القراءات ومع ذلك ليس لذلك صورة معينة في رسم المصحف
فهل ممكن أن يكون نفس الأمر مع باقي الأمثلة ؟
يعني ما هو مستندنا في نفي وجودها؟
كيف نثبت مثلا أن قراءة (إنا أنطيناك ) هكذا غير واردة
فقالت:
المسلمون يتلقون القرآن بالمشافهة واحداً عن واحد في سلسلة متصلة السند إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وهذا ثابت ومتواتر ولم يثبت في أي قراءة من القراءات العشر الصغرى والكبرى تغيير في الحروف بهذا الشكل
وقالت أنها ستراجع القراءات الأربع الشاذة لترى إن كان بها شيء من هذا
---------------------------------------
وأود أن أضيف أنه بفرض وجود هذه الطريقة في زمن نزول القرآن كرافد من روافد الأحرف السبعة فإن هذا لا يثبت بقاءها لليوم لأن الأحرف السبعة نسخ منها الكثير في حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وما بقي ثابتاً ومقبولا بشهادة الصحابة عند جمع القرآن هو ما ثبت في العرضة الأخيرة للقرآن
جميل
بارك الله فيكم
emo (30):